قتلت القوات البريطانية متطرفين يعتقد أنهما مسلحان من "داعش" بعد تعرضها لإطلاق النار أثناء تأديتها مهمة للأمم المتحدة في مالي التي تواجه حركة تمرد عنيفة واضطرابات سياسية استقطبت قوى دولية متنافسة.
ويعتبر مقتل المسلحين على يد قوات بريطانية نظامية، عملية أولى من نوعها منذ 2014 في أفغانستان، وقد أعاد إلى الواجهة المخاطر الموجودة في نزاع انتشر ضمن دول منطقة الساحل.
كذلك تتواصل مهمة الأمم المتحدة [في مالي]، وقد وصفت بأنها أخطر عملية حفظ للسلام في الوقت الحالي، إلى جانب عملية مكافحة التمرد تقودها فرنسا [في تلك المنطقة].
وفي التفاصيل، يرد أن الاشتباك وقع بين قوات بريطانية ومقاتلين متطرفين في منطقة نائية بشرق البلاد حيث نفذ جنود من "خيالة حرس الملكة" عملية هدفها إيجاد طريق بديل لذلك الذي وقعت فيه انفجارات متكررة بعد زرع قنابل على جانبيه.
وفتح المسلحان اللذان حملا بنادق روسية من طراز "بي كيه أن" وبندقية كلاشينكوف، النار على قوات بريطانية داخل مركبات مدرعة من طراز "جاكال" في طريق واقع بين بلدتي "إندليمون" حيث استولى إسلاميين على قاعدة للجيش المالي، و"ميناكا" التي تعتبر مركزاً إقليمياً.
واستطراداً، طاردت قوات بريطانية من مجموعة استطلاع بعيدة المدى، المسلحين وصولاً إلى منطقة حرجية قبل أن ترد على مصدر النيران باستخدام مدفع رشاش وقاذفة قنابل عيار 40 ملليمتراً، في تبادل للنيران استمر 20 دقيقة وبدأ من مسافة 10 أمتار، صباح الأربعاء الماضي.
وتذكيراً، تشارك قوات بريطانية مكونة من وحدات تابعة لـ"خيالة حرس الملكة" وأخرى تتبع "الفوج الملكي الإنجليزي"، في "عملية نيوكومب" Operation Newcombe [تندرج ضمن عمليات دولية لحفظ الاستقرار في مالي] التي تخضع لقواعد اشتباك المحددة من قبل الأمم المتحدة تتيح اتخاذ التدابير المناسبة دفاعاً عن النفس. وقد اتجهت النية أثناء المواجهة، بحسب الجيش البريطاني، إلى اعتقال المسلحين اللذين أطلقا أكثر من 100 عيار ناري.
واستكمالاً، تعتبر المنطقة [التي شهدت ذلك الاشتباك] أبعد نقطة تبلغها القوات البريطانية خلال مهمتها التي بدأت منذ 10 أشهر، ضمن توسيع دورها في مساعدة الأمم المتحدة للتحقيق في الفظائع التي ترتكبها الجماعات المسلحة في مالي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي ذلك الصدد، ذكر قائد القوات البريطانية المقدم ويل ميدينغز، "تظهر حوادث اليوم نوعية المساهمة التي تقدمها المملكة المتحدة لعملية الأمم المتحدة لحفظ السلام. وتظهر تلك المساهمة في عدم اكتفاء هذه القوة البريطانية البعيدة المدى بإيجاد المسؤولين عن أذية المدنيين، بل تتصرف حيالهم كذلك".
وأضاف، "تأتي النتائج المشابهة لتلك التي تأتي من الاشتباك، من تسيير دوريات تغطي مساحات شاسعة، ليلاً ونهاراً، في مناطق يشعر فيها "تنظيم داعش في الصحراء الكبرى" بأنه يتمتع بحرية كافية للابتزاز والقتل. وبالتالي، يثبت له عدم قدرته على التصرف بحسب ما يشاء والإفلات من العقاب".
في سياق متصل أثناء الشهر الماضي، عمدت القوات الفرنسية التي تقود حرباً هدفها مكافحة التمرد، إلى تصفية عدنان أبو وليد الصحراوي، زعيم "تنظيم داعش في الصحراء الكبرى". وإضافة إلى "داعش"، تحولت مالي والدول المجاورة لها إلى ملجأ لتنظيم "القاعدة". وقد بين زعماء حركات متطرفة، أن استيلاء حركة "طالبان" على أفغانستان بث فيهم روحاً جديدة.
وفي المقابل، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن أعداد القوات الفرنسية ستتقلص بشكل كبير مع انتهاء "عملية برخان" في مالي.
وإزاء ذلك، وجه النظام العسكري الذي يدير مالي بعد انقلابين وقعا خلال تسعة أشهر، اتهاماً إلى الفرنسيين بـ"نقص التشاور" و"التخلي عنا في منتصف المعركة". وتشير تقارير إلى أن النظام يفاوض على صفقة بـ10.7 مليون دولار أميركي شهرياً مع شركة المرتزقة الروسية، "فاغنر غروب"، كي تحل بديلاً من الفرنسيين.
وفي هذا الإطار، أطلقت فرنسا وألمانيا تحذيرات بأنها ستعيد النظر في التزامها العسكري في مالي إذا ما أنجزت الصفقة مع الشركة التي يملكها حليف لفلاديمير بوتين، وتتهم بارتكاب فظائع في عدد من الدول. وفي لندن، تحدث وزير الدفاع بين والاس كذلك عن قلقه العميق من احتمال تدخل مجموعة "فاغنر".
© The Independent