Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عاصفة مطرية تقتلع خيام النازحين وتشردهم في شمال سوريا

قضى نحو 3742 عائلة ليلتهم في العراء بعدما انتزعت السيول مأواهم ومنظمات إغاثة محلية تطالب بإعلان الطوارئ

بعد فقدانهم بيوتهم الدافئة، لم يتبق لقاطني خيام النزوح المتناثرين بين سهول الأرض الخضراء وحقول الزيتون في الشمال الغربي السوري سوى الخيمة كملجأ أخير، يدارون بها رحلة شتاتهم من شمس حارة وشتاء بارد.

لكن العاصفة المطرية الأخيرة نزعت خلال اليومين الماضيين أوتاد البيوت المصنوعة من القماش على رؤوس الفارين من نار الحرب.

انهيار الخيام

وحثت منظمة منسقو الاستجابة في سوريا، التي تنشط في شمال البلاد والخارجة عن سيطرة الدولة، المنظمات الإنسانية العاملة في الشمال للعمل على مساعدة النازحين القاطنين في تلك المخيمات بشكل عاجل، وحذرت من انهيار منظومة المأوى الخاصة بالنازحين في المخيمات، وصعوبة تعويض خسائرهم.

 

وأحصى تقرير أولي للمنظمة أضرار الخيام بنحو 194 خيمة بشكل كلي، و316 تضررت بشكل جزئي، ودخول المياه لما يزيد على 2145 خيمة، مسببة أضراراً مختلفة.

كما رصد التقرير أعداداً كبيرة للعائلات المتضررة وصلت إلى 3742 عائلة، مع حركة نزوح داخلية ضمن المخيمات لأكثر من 472 عائلة، بعد تعرض خيم بشكل مباشر للضرر، ويأتي كل ذلك وسط تخوف المراقبين من حدوث انزلاقات طينية داخل المخيمات، بعد تشكل المستنقعات المائية الكبيرة.

أوضاع كارثية

ودمرت موجة الأمطار الأخيرة عدداً كبيراً من الخيام، إذ تبدو الأوضاع كارثية يوماً بعد يوم مع دخول البلاد في موجة باردة.

وتشير مصادر أهلية من مدينة معرة مصرين في ريف إدلب الجنوبي إلى وجود عشرات العائلات قد باتوا ليلتهم من دون خيمتهم بعد تسرب مياه الأمطار إليها، أو تلك التي انتزعتها سيول المياه.

وأفادت الأنباء الواردة بأن واقع أحوال الطقس زادت من سوء الأوضاع في قرى، مثل كللي وحزانو وخربة الجوز، علاوة على مخيمات عشوائية تمتد بالقرب من الحدود التركية.

 

ووصف أحد القاطنين في مخيم للنزوح ضمن تلك المخيمات الوضع بـ "الكارثي"، قائلاً "انتزعت السيول المطرية ما تبقى من مأوى، وباتت الخيام غير صالحة للاستخدام". مضيفاً، "قضى الناس ليلتهم في العراء، وتقاسمت العائلات في ما بينها ما تبقى من خيام ما زالت صامدة حتى الساعة، وسط مخاوف من تزايد الخسائر".

ويفتقد النازحون دعماً إنسانياً وسط نداءات منظمات الإغاثة المحلية بضرورة إعلان حال الطوارئ، لا سيما مع وجود مليون ونصف المليون سوري نازح يعيش ضمن المخيمات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

محادثات أستانا

وتشير تقارير المديرية العامة للأرصاد الجوية السورية إلى أن البلاد تمر تحت تأثير منخفض جوي في طبقات الجو كافة، تصاحبه كتلة هوائية باردة ورطبة من منشأ قطبي، وهطولات مطرية غزيرة وثلجية على المرتفعات الجبلية، بينما الحرارة بين ثلاث وخمس درجات مئوية وسرعة رياح 70 كيلومتراً في الساعة،

وتأتي هذه الكارثة الإنسانية وسط انطلاق محادثات أستانا بنسختها الـ 17 حول سوريا في العاصمة نور سلطان اليوم الثلاثاء 21 ديسمبر (كانون الأول) بمشاركة ممثلي الدول الضامنة تركيا وروسيا وإيران ووفد السلطة والمعارضة.

وتستمر المحادثات يومين، وأفصح ممثل الرئيس الروسي الخاص في سوريا أليكسندر لافرينتييف بأن هذه الجولة تعمل على التركيز نحو "تحقيق وقف إطلاق النار ومناقشة الأوضاع الميدانية".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي