Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الصحافة الورقية في الجزائر تحاول الصمود دون جدوى

صدور 140 صحيفة ورقية حسب آخر التصريحات الرسمية تأسس جلها في العقدين الأخيرين لكنها مواجهة بالزحف الإلكتروني

الإقبال على الصحف الورقية بالجزائر في تراجع متواصل (أ ف ب)

تشهد الصحافة الورقية في الجزائر تحولات لافتة أملتها عليها ظروف داخلية وخارجية، لكن التطورات التكنولوجية أهم ما غير واقعها بعد أن باتت الصحافة الإلكترونية وكذا مواقع التواصل الاجتماعي المنبع الأساس للخبر والمعلومة.

ودون جدوى، تحاول الصحافة الورقية الصمود من خلال إجراءات استثنائية، كرفع أسعار النسخ ومسايرة العولمة وثورة الاتصالات والمعلومات عبر تأسيس مواقع وجرائد إلكترونية موازية، وصفحات على "فيسبوك" وحسابات على "تويتر" و"يوتيوب" و"إنستغرام" وغيرها.

ويظهر استقراء لواقع الصحافة الورقية أن هناك انخفاضاً في أرقام السحب وضعف في عائدات الإعلانات، وتراجع عدد القراء وتقليص كثير من قاعات التحرير الورقية لعدد الصحافيين، وانخفاض الأجور، و"موت" العشرات من العناوين الصحافية، وتبقى الإيرادات الإعلانية من أبرز أسباب الأزمة التي تعانيها الصحافة الورقية في الجزائر.

140 صحيفة

المشهد الإعلامي في الجزائر يحصي صدور 140 صحيفة ورقية حسب آخر التصريحات الرسمية، تأسس جلها في العقدين الأخيرين، ولطالما فاخرت السلطة بها عندما تتحدث عن حرية التعبير والصحافة، على الرغم من أن معيار الحرية ومستوى الممارسة الإعلامية لا يقاسان بعدد الصحف، بل بالجودة والجدية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الصحافة الجزائرية انتقلت من مرحلة النضال والدفاع عن الأفكار والمبادئ على الرغم من قلة الإمكانات المادية والتقنية إلى مرحلة الانخراط في دوامة الكم على حساب النوعية، وبدأ الصحافيون يتساءلون، كيف السبيل إلى ضبط الممارسة الإعلامية والارتقاء بها إلى مستوى أفضل في ظل البيئة القانونية والمهنية؟

وتصاعد في السنوات الأخيرة النقاش في أوساط الصحافيين والمتخصصين حول ضرورة تنظيم مهنة الصحافة ووضع حد للممارسات غير المهنية التي تؤثر في مكانتها، لكن لا شيء حدث على الرغم من وعود الحكومات المتعاقبة.

وتبقى المنظومة القانونية المنظمة للممارسة الإعلامية كافية نظرياً، قاصرة واقعياً، بسبب عدم تطبيق النصوص وتأخر تنصيب لجنة ضبط الصحافة المكتوبة وعديد من المراسيم التطبيقية، كما يعد تأخر صدور قانون الإشهار أحد أهم العراقيل التي واجهت تطور المؤسسات الصحافية.

الصحافة الورقية الخاصة

ولدت الصحافة الخاصة في الجزائر مطلع التسعينيات، عقب أحداث أكتوبر (تشرين الأول) 1988، التي أنهت نحو ربع قرن من حكم الحزب الواحد واحتكار وسائل الإعلام الرسمية، حين أسست عشرات الصحف، حقق بعضها مبيعات واسعة وما زال يصدر، على غرار صحيفتي "الشروق" و"الخبر" الناطقتين بالعربية و"لوسوار دالجيري" الناطقة بالفرنسية، فيما اختفت نحو 26 صحيفة يومية و34 أسبوعية، وانخفضت مبيعات أخرى مثل "الخبر" من 1.2 مليون نسخة في 2000 إلى 465 ألفاً في 2012 و200 ألف في 2017.

وفي حين قالت دراسة أجراها معهد "ايمار" في 2010، إن 60.5 في المئة من الجزائريين فوق 15 سنة يقرأون الصحف اليومية، أفادت دراسة للأستاذ في جامعة الجزائر، رضوان بوجمعة، بتدهور مجمل مبيعات الصحف المحلية بنسبة 40 إلى 60 في المئة منذ 2012، وذلك قبل اعتماد شبكات الهواتف النقالة، لكن تراجعت المقروئية منذ 2014، حين سجلت مبيعات الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية ارتفاعاً هائلاً، وشددت أن المجانية الكاملة على الإنترنت سرعت انتقال كثير من القراء إلى الشبكة العنكبوتية لمتابعة الأخبار.

كذلك عانت الصحافة الورقية من تضاعف قنوات التلفزيون الخاصة، لا سيما الإخبارية التي سيطرت على سوق الإعلانات بكسر الأسعار.

اتهامات ومصير مجهول

وأمام هذا الواقع، تتهم كثير من الجهات الفاعلة في قطاع الصحافة الورقية الخاصة والمدافعين عن حقوق الصحافة، السلطات بالضغط اقتصادياً على صحف من خلال الإعلانات المؤسساتية التي تسيطر بحسب وزارة الاتصال على 20 في المئة من سوق الإعلانات، إذ بات الإشهار أداة سياسية يوزع حسب الولاءات، فيضاعف للموالاة ويحظر عقاباً على من يعارض.

وبات مصير الصحافة المكتوبة في الجزائر يتجه نحو الزوال في ظل الزحف التكنولوجي والأزمة الاقتصادية التي عجلت بغلق عديد من الصحف ورهنت مستقبل الصحافيين، وظهر ذلك من خلال تراجع أداء المؤسسات الإعلامية في تقديم الخدمة العمومية وتركيزها أكثر على المال والإشهار.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي