Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

المهندسون المغاربة القوة الأجنبية الأولى في فرنسا

هجرة الكفاءات ظاهرة متزايدة بسبب تحديات العمل وضعف الخدمات العامة

حوالى 40 ألف طالب يغادرون المغرب كل عام لمتابعة الدراسة في فرنسا (أ ف ب)

يدرسون ويتكونون في المغرب ليصبحوا مهندسين مهرة، فتستقطبهم فرنسا للعمل في مؤسساتها، وتوفر لهم ما كانوا يفتقدونه في بلدهم الأم، ليسهموا في تطوير الاقتصاد الفرنسي. المهندسون المغاربة يشكلون جزءاً كبيراً من المهندسين الماليين العاملين في البنوك وغرف التجارة في فرنسا، بحسب المجلة الأسبوعية "ماريان" الفرنسية.

المهندسون المغاربة الماليون

وفي مقال بعنوان "في المالية هؤلاء المهندسون المغاربة"، تناولت مجلة "ماريان" الأسبوعية هذه الظاهرة الموصوفة بـ"الهائلة"، مشيرة إلى أنه في بعض الأقسام داخل البنوك الفرنسية الكبرى، تصل نسبة المهندسين المغاربة إلى 40 في المئة.

وبحسب المصدر ذاته، يرجع هذا النجاح إلى جودة التدريب في الرياضيات بالمدارس الثانوية والصفوف الإعدادية في المغرب. ويرى جيل باجيس أستاذ الرياضيات، ورئيس قسم ماجستير اختصاص "الاحتمالات والتمويل" في جامعة "بيير إي ماري كوري والبوليتكنيك" من أهم الجامعات الفرنسية، أن المغاربة هم أكثر من يحصلون على شهادات من هذه الجامعة، كما يعد المهندسون المغاربة القوة الأجنبية الأولى في القطاع المصرفي.

ثانوية التميز في بن جرير في ضواحي مراكش أصبحت تنافس مؤسسات فرنسية عريقة مثل هنري الرابع، أو لويس لو غراند، أو ستانيسلاس، أو سانت جينيفيف في الحصول على مقاعد في كليات الهندسة الفرنسية، بوليتكنيك وسنترال وتيليكوم...

وافتتحت ثانوية التميز في بن جرير عام 2015 في مدينة محمد السادس، وتمنح المدرسة أبناء الأسر الفقيرة المتفوقين منحاً دراسية، ونجح 24 طالباً تخرجوا منها في الحصول على مقاعد في جامعة polytechnique في باريس، ومن بينهم 6 فتيات.

حوالى 40 ألف مغربي يتركون المغرب لمتابعة الدراسة في فرنسا كل عام، يمثلون نسباً مهمة في كليات الهندسة مقارنة بالطلاب الأجانب الآخرين.

سياسة فرنسا لاستقطاب العقول

لا يبرز المهندسون المغاربة بفرنسا في القطاع المصرفي والمالي فحسب، بل أيضاً في قطاع التكنولوجيا. وبحسب وزارة التربية والتعليم العالي المغربي، فإن أكثر من 600 مهندس يغادرون المغرب كل عام لمتابعة المهنة في الخارج.

وبحسب الاتحاد المغربي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات (APEBI)، فإن العديد من الشركات الفرنسية تنظم بشكل مباشر ورش عمل للتوظيف في الفنادق في المغرب. ويشجع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون استقطاب العقول في مجال التكنولوجيا، ولتسهيل إجراءات مغادرتهم البلد، تقدم لهم فرنسا تأشيرة التكنولوجيا الفرنسية، ما يسمح لهم الحصول على تأشيرة في وقت قصير جداً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تحديات العمل في المغرب

درس ياسين أيت طالب المهندس المغربي في قطاع التكنولوجيا في المدرسة المغربية العمومية، والجامعة المغربية، لكن بعد التخرج واجهته صعوبات عدة، من بينها نقص الخدمات.

وفي هذا الصدد، يقول المهندس المغربي: "أنا أدفع الضرائب لأحصل على راتب صافي شهرياً، من دون خدمة عامة عالية الجودة. وفي حال أصبت أو أحد أفراد عائلتي بأي عارض صحي أو مرض، فينبغي أن ألجأ لمستشفيات القطاع الخاص وأدفع أموالاً طائلة. وإذا أردت تعليم أبنائي، فلا يوجد لدي خيار سوى تدريسهم في المدارس الخاصة، وهي مكلفة بشكل كبير، وفي هذه الحالة سأضطر إلى أخذ قروض من البنك، لذلك اخترت الهجرة إلى فرنسا".

ويضيف أيت طالب، "في فرنسا أتقاضى 44 ألف يورو سنوياً، وقد زادت قدرتي على الشراء بشكل كبير وفي مجال العمل نفسه، كما أنني أدرس ابني في مدرسة عمومية فرنسية، وأستفيد من خدمات القطاع الصحي الفرنسي".

وتقدم الشركات الفرنسية للمهندسين المغاربة التكوين المستمر، ويتابع المتحدث ذاته في هذا الصدد: "التكنولوجيا وعلوم الكمبيوتر مجال يتطور بسرعة، وهنا يمكننا الحصول على تكوين مستمر تدفع الشركة تكاليفه، وهذا للأسف غير موجود في المغرب".

موقع المغرب الجيو-استراتيجي

في المقابل، أشارت غيثة مزور، الوزيرة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، إلى أن حركة الكفاءات ظاهرة تعرفها مختلف الدول، وعزت ذلك إلى كون المملكة دولة منفتحة اقتصادياً، إضافة إلى موقعها الجيو-استراتيجي.

وفي ردها على سؤال في جلسة الأسئلة الشفهية في البرلمان المغربي بشأن نزيف الكفاءات والأطر المغربية نتيجة الهجرة، قالت: "الكفاءات المغربية المهاجرة تكتسب مهارات جديدة، ويمكن أن تفيد بها بلدها الأصلي من موقعها، بحكم الروابط الثقافية القوية".

وبحسب الوزيرة، فإن عشرة آلاف مغربي من المقيمين في الخارج يفضلون العودة بصفة نهائية إلى المغرب، بحسب المعطيات التي قدمتها الوزيرة مزور، وفقاً لإحصاءات المندوبية السامية للتخطيط.

وبناء على ما ذكرته المجلة الأسبوعية "ماريان" الفرنسية، فإن أغلب المهندسين المغاربة لا يعودون إلى المغرب، لتستفيد منهم فرنسا في القطاع المصرفي وأيضاً في مجال علوم الكمبيوتر والتكنولوجيا.

المزيد من تقارير