Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الوداع الأخير... البريطانيون يذرفون الدموع أمام النعش

جثمان الملكة يسجى في قصر ويستمنستر في انتظار جنازة مهيبة بحضور عالمي رفيع

انتظر آلاف الأشخاص ليل الأربعاء الخميس، الـ14 والـ15 من سبتمبر (أيلول)، في طوابير طويلة للمرور أمام نعش إليزابيث الثانية المسجى بقصر ويستمنستر، وذرف كثيرون الدمع لدى مشاهدة نعش الملكة التي استمر عهدها أكثر من 70 عاماً.

وسيبقى نعش الملكة التي توفيت الخميس الماضي عن 96 سنة مسجى في أقدم قاعة بالبرلمان البريطاني حتى الجنازة المقررة الإثنين المقبل في كنيسة ويستمنستر.

بعد انتظار لأكثر من 48 ساعة، سمح لأوائل المنتظرين بدخول القاعة الكبيرة العائدة للقرون الوسطى، بعد أن غادر نعش الملكة قصر باكينغهام للمرة الأخيرة في مراسم شاهدها عشرات آلاف الأشخاص.

والخميس هو أول يوم كامل يسجى فيه النعش، ويمثل فرصة أخيرة لوداع ملكة محبوبة أشيد بها في أنحاء العالم لتفانيها في الخدمة.

حان دور الأمة للوداع

وكتبت صحيفة "ديلي تلغراف" على صفحتها الأولى "حان دور الأمة للوداع" فوق صورة للنعش بعد وقت قصير على دخوله القاعة المبنية منذ عقود، في المبنى الذي يحتضن البرلمان البريطاني.

لف النعش بالعلم الملكي (رويال ستاندرد) ووضع على منصة مرتفعة أشعلت على زواياها الأربع الشموع.

ويسهر جنود يرتدون زياً رسمياً على حراسة النعش بشكل متواصل، وأغمي على أحد الحراس ليلاً، ما يظهر حجم العبء الذي يمكن أن تمثله مهمة الحراسة وقوفاً.

وفي مشاهد مؤثرة، وقف كثيرون وانحنوا أمام النعش أو قاموا بإيماءات احترام، ورسم آخرون إشارة الصليب أو نزعوا قبعاتهم، وصلى بعضهم باتجاه النعش أو مسحوا دموعهم، وأحضر آخرون أطفالهم في عربات، ووقف جنود قدامى وأدوا تحية أخيرة لرئيسة أركانهم السابقة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويتوقع المسؤولون توافد ما يصل إلى 750 ألفاً من المعزين لإلقاء نظرة الوداع على نعش الملكة بقاعة وستمنستر حتى الساعة 6:30 صباحاً (07:30 بتوقيت جرينتش) يوم الإثنين.

وجاء بعض المعزين من خارج البلاد وتركوا حقائبهم سريعاً في فنادق قريبة للانضمام للصف الذي يتحرك ببطء للوصول لقاعة وستمنستر، وكان من بين المعزين رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي وزوجها فيليب ونكسا رأسيهما أمام النعش لدى مرورهما مع باقي الناس.

وكانت سو هارفي (50 سنة) من بين الذين أدمعت عيونهم لدى المرور أمام النعش، وقالت "الجو في الداخل كان هادئاً جداً ومفعماً بالمشاعر، كثير من الناس حبسوا دموعهم لكن الصمت كان مطبقاً"، أضافت "أردت أن أراها مهما طال الانتظار في الطابور لأنني لم ألتق بها وهي على قيد الحياة".

بدورها بدت فيكي ويكس (36 سنة) المسعفة الطبية التي أخذت يوم عطلة دامعة بعد مغادرة القاعة، وقالت إن "عناصر الحرس كانوا يحرسونها للمرة الأخيرة من الزوايا الأربع للنعش، كان الأمر جميلاً، كانت في سلام".

وأرادت نينا (40 سنة) أن تشكر إليزابيث على حياة أمضتها في التفاني بخدمة الأمة، وقالت "في هذا المكان لا يمكن تجاهل الحضور الطاغي الذي كانت تتميز به، غلبتني المشاعر ولم أكن الوحيدة".

وقالت آيمي تساي (24 سنة) إنها جاءت من تايوان في مايو (أيار) للمشاركة في احتفالات اليوبيل البلاتيني لجلوس الملكة على العرش في يونيو (حزيران) بالعاصمة الاسكتلندية إدنبرة، وأضافت "أما الآن فأنا منتظرة في الصف لأرى نعشها، أنا مصدومة".

توماس هيوز (20 سنة) الذي انتظر قرابة 14 ساعة مع شقيقه لمشاهدة نعش الملكة قال "تفعل كل هذا لأنك تريد أن تعبر عن احترامك لهذه السيدة، كان شعوراً غامراً للغاية، عندما تضع نفسك في هذا الموقف كله، ثم تصل إلى الحظة التي كنت تنتظرها تشعر بمزيد من التأثر".

طابور طويل

مع بزوغ فجر الخميس كان الطابور بطول 3.2 كيلومتر على امتداد الضفة الجنوبية لنهر تيمس، ويتوقع أن يستمر الانتظار لساعات عدة.

أعد المنظمون بنى تحتية لطوابير انتظار بطول 16 كيلومتراً، وسط توقعات بأن يتوافد مئات الآلاف لإلقاء نظرة على نعش الملكة.

ونقل النعش من قصر باكينغهام إلى قاعة ويستمنستر في وقت سابق الأربعاء، وعلى وقع موسيقى جنائزية عزفتها فرقة عسكرية تقدم الملك تشارلز الثالث أفراد العائلة في السير خلف عربة خيل تنقل النعش.

وسار تشارلز الابن البكر للملكة وشقيقاه وشقيقته وابناه الأميران ويليام وهاري بواقع 75 خطوة في الدقيقة خلف عربة الخيل.

وأعادت صورة تشارلز وابنيه الحزينين إلى الأذهان ذكريات من 1997، وكان الشقيقان البالغان آنذاك 15 و12 عاماً، يسيران منحنيي الرأس خلف نعش والدتهما ديانا أميرة ويلز.

من برج إليزابيث، في مقر مجلسي البرلمان، قرع جرس "بيغ بين" في كل دقيقة لدى مرور النعش أمام حشود اصطفت بصمت على جانبي الطريق.

ورحلة النعش في قلب لندن الذي ارتفعت فيه الأعلام، هي آخر الترتيبات ضمن فترة حداد وطني تستمر 11 يوماً وتنتهي مع مراسم الدفن.

الخميس سيتوجه ويليام وزوجته كيت إلى ساندريغهام مقر الإقامة الشتوي للعائلة الملكية في شرق إنجلترا، لمشاهدة باقات الزهور التي تركها الأهالي على بوابة نوريتش.

منح الملك تشارلز (73 سنة) لقب أمير ويلز في 1958، وفي أول يوم له بصفته عاهلاً لبريطانيا الجمعة، منح بدوره ابنه الأكبر هذا اللقب، ويعطى اللقب التاريخي إلى ولي عهد العرش.

وستكون الزيارة إلى ساندريغهام الخميس أول فاعلية رسمية لأمير وأميرة ويلز، ويفترض أن يتوجه الأمير إدوارد أصغر أبناء الملكة وزوجته صوفي إلى مانشستر شمال غربي إنجلترا، للاطلاع على سجل التعازي المفتوح في مكتبة المدينة.

كما سيشاهدان باقات الزهور التكريمية في ساحة سانت آن، ويلتقيان أفراداً من العامة ويشعلان الشموع عن نفس الملكة في كاتدرائية مانشستر.

حضور رفيع

أكد الرئيس الأميركي جو بايدن حضوره مراسم الجنازة، وكذلك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وإمبراطور اليابان ناروهيتو.

واتصل ماكرون بالملك تشارلز الثالث "لتقديم تعازيه الصادقة إلى الملك" بحسب ما أعلن الإليزيه الأربعاء. كما "تمنى للملك النجاح وعبر عن استعداده الكامل لمواصلة العمل الذي قاما به معاً في السنوات الأخيرة لمواجهة التحديات المشتركة بدءاً بحماية المناخ والأرض". وكتب ماكرون على "تويتر" "سأكون في لندن لحضور الجنازة" الإثنين.

ومن المرجح أن تكون المراسم الكاملة للجنازة من أكبر المراسم التي شهدتها البلاد على الإطلاق وستشكل تحدياً أمنياً كبيراً.

ومن المتوقع أن يحضر أفراد من العائلات الملكية ورؤساء وزعماء آخرين من أنحاء العالم الجنازة، لكن هناك شخصيات وزعماء من دول بعينها لم تتم دعوتهم مثل زعماء روسيا وأفغانستان وسوريا.

ونقل جثمان إليزابيث الثانية إلى لندن الثلاثاء من إدنبره، وتوفيت الملكة يوم الخميس الماضي في قلعة بالمورال منزلها الصيفي في اسكتلندا عن 96 سنة بعد أن ظلت على العرش 70 عاماً.

وذكرت صحيفة "التايمز" أنه من المتوقع أن تعقد رئيسة الوزراء ليز تراس محادثات ثنائية مع بايدن وزعماء آخرين على هامش الجنازة، لكن مسؤولين قالوا إن أي اجتماعات كتلك ستكون غير رسمية.

المزيد من دوليات