Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"نفري"... أن تعيش في ألمانيا بوصمة جنوب المتوسط

النعت بالإجرام أثر سلباً في الشباب القادم من شمال أفريقيا وجعلهم ينكرون أصولهم لمحاولة الحياة

رحلت ألمانيا في  2016نحو 119 طالب لجوء مرفوضين إلى المغرب و169 إلى الجزائر و116 إلى تونس (رويترز)

"نفري" هو لقب يطلقه رجال الشرطة في ما بينهم داخل ألمانيا على المجرمين القادمين من شمال أفريقيا، لكن عقب أحداث كولونيا انتقل المصطلح من دائرة رجال الشرطة إلى وسائل الإعلام الألمانية التي استخدمته لوصف شباب شمال أفريقيا المتورطين في أعمال السرقة والتحرش والعنف.

خجل الأصول

كانت أحداث ليلة رأس السنة الجديدة في كولونيا مطلع عام 2016 أثارت ضجة في وسائل الإعلام في ألمانيا، بسبب تعرض نساء ألمانيات للتحرش والعنف، وينحدر أغلب المتورطين في هذه الجرائم من دول شمال أفريقيا.

انتقد سياسيون في حزب الخضر الألماني استعمال مصطلح "نفري"، معتبرين "أنه غير مقبول تماماً"، لأنه يصف الانتماء العرقي للقادمين من شمال أفريقيا ويعزز العنصرية ضدهم.

بالنسبة إلى يوسف، وهو طالب فيزياء في ألمانيا يبلغ 24 سنة، فإن لقب "نفري" يسهم في تعميم وصم أبناء شمال أفريقيا، مضيفاً "هناك بعض الشباب المجرمين استغلوا لجوء السوريين وقدموا إلى هنا بطرق غير قانونية، وهم يمارسون أفعالاً إجرامية، ويتسببون في تعزيز أحكام القيمة عن الشباب القادم من شمال أفريقيا".

ويضيف يوسف "بعض أصدقائي المغاربيين يشعرون بالخجل من ذكر أصولهم، بسبب أن هناك صوراً نمطية سلبية عن بلدانهم، لكنني أعتقد أن كل شخص يمثل نفسه وتربيته، فلا أحد يتحدث عن المغاربيين المهندسين وأصحاب الكفاءات العاملين في مختلف الدول الأوروبية، بل يركزون على قلة من المنحرفين لا يمثلون إلا أنفسهم".

ينظرون إليك بتخوف

على خلاف يوسف، يرفض عمر ذكر أن أصوله من المغرب مبرراً، "عندما تقدم نفسك على أنك من شمال أفريقيا ينظرون إليك بتخوف، لهذا أقدم نفسي على أنني فرنسي لأنني أتحدث الفرنسية جيداً، وأرفض أن ينظر إلي أحد على أنني مجرم أو يتم وصمي اجتماعياً، للأسف هناك عدد كبير من الصور النمطية عن أبناء شمال أفريقيا تقضي بأنهم مجرمون ومتحرشون جنسياً وكارهون للنساء".

ويضيف عمر، (23 سنة) ويدرس العلوم السياسية في ألمانيا "أحب بلدي المغرب، لكنني أتجنب ذكر أصولي لأحمي نفسي من الصور النمطية وأحكام القيمة التي كرسها الإعلام عنا".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويمضي قائلاً "أتظاهر بأنني فرنسي أمام الأشخاص الجدد لأنني لا أريد الاستماع إلى تعليقات سلبية عن أصولي وعن بلدي، لقد جئت إلى بلد جديد لأجل التعرف إلى أناس جدد، فمن الصعب عليّ إقامة علاقات جديدة إذا ذكرت أصولي".

في عام 2015 هاجر عدد كبير من الشباب المغاربي إلى ألمانيا عبر تركيا واليونان، ومن بينهم من أخفوا هوياتهم وتظاهروا بأنهم لاجئون سوريون للحصول على اللجوء في ألمانيا، لكن بمجرد التأكد من هوياتهم يتم ترحيلهم إلى بلدانهم لأنها "آمنة" بحسب السلطات الألمانية.

وكان تقرير صادر عن مكتب الشرطة الجنائية الفيدرالية أكد "أن من أسباب الجرائم الجنائية المتكررة، عدم وجود احتمالات لبقاء هؤلاء اللاجئين، مما يدفعهم إلى المخاطرة بحياتهم لأنه ليس لديهم ما يخسرونه".

الهلع من الوصم

بحسب الصحافي يوليوس ماتوشيك الذي أجرى دراسة حول مصطلح "نفري"، فإنه "بعد أحداث ليلة رأس السنة الجديدة في كولونيا، تغير مفهوم الأصول لدى الشباب المغاربي، كما أن عدداً منهم يتجنبون ذكرها".

يعتبر ماتوشيك أن مصطلح "نفري" أثر بشكل سلبي في الشباب القادم من شمال أفريقيا، ومن خلال بحثه توصل إلى أنه لا بد من التساؤل حول آلية عمل وسائل الإعلام وكيف يمكن تجنب الصور النمطية؟.

بحسب بيانات وزارة الداخلية الألمانية، فإن السلطات رحلت عام  2016نحو 119 طالب لجوء مرفوضين إلى المغرب، و169 إلى الجزائر، و116 إلى تونس.

وليس للمهاجرين من شمال أفريقيا أية فرصة للحصول على اللجوء في ألمانيا، ولهذا السبب يتظاهر عديد من المغاربة والتونسيين والجزائريين بأنهم سوريون أو ليبيون للحصول على اللجوء، بينما يخفي بعض أبناء شمال أفريقيا المقيمين بطريقة قانونية أصولهم خوفاً من الوصم بالإجرام.

المزيد من تقارير