Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الشباب واللاتينيون قد يحسمون نتيجة الانتخابات النصفية الأميركية

يميلون إلى الديمقراطيين لكن تحول البعض وتراجع الإقبال يفيد الجمهوريين

(من اليسار إلى اليمين) المرشح الديمقراطي لمجلس الشيوخ بولاية بنسلفانيا جون فيترمان والرئيس بايدن والرئيس السابق باراك أوباما يغادرون مسيرة مع المرشح الديمقراطي لمنصب الحاكم جوش شابيرو في فيلادلفيا (أ ف ب)

عادة ما تكون مشاركة الناخبين في انتخابات التجديد النصفي الأميركية منخفضة، على رغم أن بعض الخبراء يتوقعون إقبالاً كبيراً هذا العام، لكن السؤال هو من يتوجه إلى صناديق الاقتراع وبخاصة في التنافسات الحادة والمتقاربة داخل الولايات المتأرجحة الرئيسة، إذ إن الشباب أقل احتمالاً للتصويت خلال الانتخابات النصفية مقارنة بكبار السن، على عكس إقبالهم المرتفع خلال الانتخابات الرئاسية، وهذا يعني فوز مزيد من الجمهوريين، ذلك أنهم أكثر ميلاً إلى التصويت للديمقراطيين، غير أن تصويت اللاتينيين (الأميركيون المنحدرون من بلدان أميركا اللاتينية) الذين يشكلون 19 في المئة من سكان الولايات المتحدة يعد عاملاً مهماً في حسم هذه الانتخابات، فعلى رغم تصويتهم تاريخياً لصالح الديمقراطيين فإنهم في السنوات الأخيرة بدأت أعداد متزايدة منهم في دعم المرشحين الجمهوريين، فما اتجاهات التصويت المحتملة هذا العام للشباب واللاتينيين؟

لماذا الشباب واللاتينيون؟

ارتفعت نسبة إقبال المقترعين في الانتخابات العامة الأميركية عام 2020 إلى مستويات لم تشهدها البلاد منذ عقود، بسبب الحملة المريرة بين جو بايدن ودونالد ترمب، إذ صوت أكثر من 158.4 مليون شخص في تلك الانتخابات، وفقاً للبيانات الرسمية الأميركية وهو ما يمثل 62.8 في المئة من الأشخاص في سن الاقتراع، كما شهدت انتخابات التجديد النصفي لعام 2018 أيضاً زيادة ملحوظة في الإقبال، عندما أدلى نحو 51.8 من المواطنين في سن الاقتراع بأصواتهم، بينما يتوقع بعض المحللين السياسيين مشاركة كبيرة أخرى في الانتخابات النصفية، الثلاثاء المقبل الثامن من نوفمبر (تشرين الثاني)، وفقاً لاستطلاع حديث أجراه مركز "بيو" للأبحاث. وكشف فيه الناخبون المسجلون عن تحمسهم للإدلاء بأصواتهم لأنهم مهتمون بمن سيفوز بالغالبية في الكونغرس.

ومع ذلك، عادة ما تكون نسبة إقبال الناخبين في الانتخابات النصفية أقل من الانتخابات الرئاسية، ولكن هناك اختلاف حاسم آخر يتجاوز مجرد عدد الأشخاص الذين يدلون بأصواتهم، وهو كم يبلغون من العمر وما نسبة إقبال الشباب (52 مليوناً بين 18-29 سنة)، وما إذا كان اللاتينيون الذين يشكلون ثاني أكبر مجموعة ديموغرافية في الولايات المتحدة (65 مليون شخص) سيغيرون من ميولهم كقوة سياسية مهمة، يمكن أن تحدد الانتخابات في ولايات أريزونا وكولورادو ونيفادا التي تمثل ساحة معركة رئيسة.

تصويت الشباب

وإذا استمرت أنماط المشاركة السابقة في انتخابات التجديد النصفي لعام 2022 فسيتم تمثيل معظم المجموعات الديموغرافية بقدر يساوي تمثيلها في الانتخابات الرئاسية، مع استثناء واحد رئيس وهو الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 سنة، ويشكلون نحو 16 في المئة من إجمالي سكان الولايات المتحدة، وذلك بسبب تراجع إقبالهم على التصويت مقارنة بالانتخابات الرئاسية في 2020.

وبحسب دراسة مقارنة أشرفت عليها جين لاغلي الأستاذة في كلية الشؤون العامة بالجامعة الأميركية، تبين أن نسبة الأصوات التي أدلى بها الشباب بين سن 18 و29 في الانتخابات النصفية الأميركية في الفترة من 1974 إلى 2018 بلغت 12.8 في المئة من إجمالي الأصوات، بينما سجلت في الانتخابات الرئاسية من 1974 إلى 2018 نحو 17 في المئة، مما يعني أن إقبال الشباب تراجع بمقدار 4.2 نقطة مئوية، وعلى النقيض من ذلك ارتفعت نسبة الناخبين الذين تزيد أعمارهم على 45 عاماً بنحو ست نقاط مئوية في سنوات الانتخابات النصفية مقارنة بمستواهم في الانتخابات الرئاسية.

غير أن تحليل الاختلافات في نسبة إقبال الناخبين بحسب العرق والدخل ومستويات التعليم، كشف عن مستويات متساوية تقريباً من حصص التصويت لهذه المجموعات في كل من الانتخابات النصفية والرئاسية، وكان الإقبال أقل في كل انتخابات نصفية مقارنة بالانتخابات الرئاسية بالنسبة إلى المجموعات المختلفة باستثناء العمر، إذ اتضح أن الشباب يقل عددهم كثيراً في الانتخابات النصفية.

مغزى اختلاف التمثيل الانتخابي

وعلى خلاف الانتخابات الرئاسية الأميركية التي يتحدد الفائز فيها بمن يحصل على 270 من أصوات المجمع الانتخابي أو الكلية الانتخابية البالغة 538، وليس لمن يحصل على أعلى عدد من أصوات الناخبين، فإن ما يحدد الفائز بالانتخابات التشريعية على المستوى الوطني وعلى مستوى الانتخابات المحلية هو من يحصل على أكبر عدد من الأصوات، كما تظهر الأبحاث أن السياسات التي ينتهجها المسؤولون المنتخبون الفائزون يحددها جزئياً من صوت لهم، فإذا كان الشباب أقل تمثيلاً في انتخابات التجديد النصفي كما يحدث دائماً، فإن آراءهم السياسية ستكون ممثلة تمثيلاً ناقصاً أيضاً عند قيام مرشحي الانتخابات النصفية بالتصويت على قضايا مهمة.

وغالباً ما يكون لدى الأشخاص من مختلف الأعمار وجهات نظر سياسية واجتماعية مختلفة حول القضايا الرئيسة، فعلى سبيل المثال يميل الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً إلى معارضة حقوق الإجهاض أو توسيع الرعاية الطبية التي تدعمها الحكومة، كما تظهر الفروق العمرية في قضايا الانتماء الحزبي، وتشير دراسة الانتخابات التعاونية وهي دراسة استقصائية علمية للرأي العام، يتم إجراؤها على مستوى الولايات المتحدة بانتظام منذ عام 2006، إلى أن الناخبين الأصغر سناً في عام 2018 يعرف غالبيتهم أنفسهم على أنهم ديمقراطيون أكثر من الجمهوريين، بينما الناخبون الأكبر سناً يميلون إلى تأييد الحزب الجمهوري.

مزيد من الجمهوريين

ولذلك، إذا كان الناخبون الأصغر سناً ممثلين تمثيلاً ناقصاً في انتخابات الثلاثاء المقبل، فقد يتم انتخاب مزيد من الجمهوريين، ومع بروز عوامل حاسمة في الانتخابات مثل التضخم والاقتصاد والعدالة العرقية والاقتصادية وتغير المناخ وحقوق الإجهاض، يتوقع بعض النقاد تجاوز الإقبال الإجمالي، الرقم القياسي المسجل عام 2018 وهو 50.1 في المئة من الناخبين، ولكن، حتى لو حدث ذلك، فإن المشاركة العالية على التصويت لا تضمن تمثيل الناخبين الأصغر سناً بشكل أفضل، ففي عام 2018 شارك الناخبون الأصغر سناً بأعداد أكبر لكنهم ظلوا ناقصي التمثيل لأن الفئات العمرية الأخرى ظهرت أيضاً بأعداد أكبر.

ومع ذلك، من الممكن أن يكون عام 2022 مختلفاً، إذ إن الجهود جارية لتعبئة الناخبين الشباب، بما في ذلك المبادرات في حرم الجامعات وشبكة أوسع من المنظمات غير الحزبية التي تعمل بنشاط على تعبئة إقبال المواطنين الأصغر سناً، الأمر الذي قد يساعد الناخبين الأصغر سناً على فهم قوتهم المحتملة، وبخاصة مع ظهور نوع جديد من نشاط التعبئة الذي يستهدف الشباب أكثر من بقية الناخبين الآخرين، وهو زيادة التواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي من قبل مديري الانتخابات الذين يقدمون تفاصيل حول متطلبات التصويت المحلية.

تصويت اللاتينيين

وليس من المستغرب أن التأثير المتوقع للناخبين اللاتينيين أجبر الديمقراطيين والجمهوريين على تطوير رسائل قوية تؤدي إلى زيادة الإقبال في يوم الانتخابات، وبخاصة بعد احتدام التنافس بين الحزبين بعد أن حقق الحزب الجمهوري مكاسب بين الناخبين اللاتينيين في عام 2020 على رغم أن الديمقراطيين يظلون الحزب المفضل للاتينيين في الانتخابات النصفية.

ويمثل الناخبون اللاتينيون مجموعة متنوعة من البلدان التي جاؤوا منها واللغات الأصلية والقيم الثقافية والتعليم والخصائص الشخصية مثل أي مجموعة ديموغرافية، ولهذا، فإن أنماط التصويت تتوقف على تجاربهم الفردية، ومع ذلك، يتميز الناخبون اللاتينيون بالإقبال على التصويت بأعداد قياسية، ففي عام 2020 أدلوا بما يقدر بنحو 16.6 مليون صوت، بزيادة قدرها 30.9 في المئة على إقبالهم في الانتخابات الرئاسية عام 2016، وعلى رغم أن غالبيتهم (63 في المئة) أيدوا الرئيس جو بايدن عام 2020، فإن هناك نحو ثماني نقاط مئوية تحولت لتأييد ترمب من أصوات اللاتينيين مقارنة بعام 2016.

سبب تحول بعض اللاتينيين

وبينما يندهش البعض من حصول ترمب بخطابه المناهض للمهاجرين والمكسيكيين على دعم متزايد من الناخبين اللاتينيين، إلا أن أحد الأسباب، بحسب ما تقول ماري ليمان هيلد أستاذة علوم الخدمة الاجتماعية في جامعة "تينيسي"، هو أن سياسات الهجرة تؤثر فقط في مجموعة فرعية من اللاتينيين، خصوصاً المكسيكيين، يليهم المنحدرون من السلفادور وغواتيمالا وهندوراس، في حين أن المجموعات الفرعية الأخرى من اللاتينيين لديها مزايا أوضح لدخول الولايات المتحدة أو تعتبر قضايا الهجرة أقل صلة بها، فالكوبيون على سبيل المثال لديهم مسار خاص للحصول على المواطنة الأميركية غير المتاحة للمهاجرين الآخرين.

وتشير بيانات مركز "بيو" للأبحاث إلى أن 55 في المئة من الأميركيين الكوبيين يخططون أو يميلون نحو التصويت للجمهوريين في انتخابات التجديد النصفي المقبلة، مقارنة بنحو 24 في المئة من الأميركيين المكسيكيين، وعلى رغم أن الأميركيين الكوبيين لديهم تأثير أقل في الانتخابات على مستوى الولايات المتحدة، لأنهم لا يمثلون سوى أربعة في المئة من جميع اللاتينيين، ويتركزون بشكل أساس في فلوريدا، فإن 28 في المئة منهم في فلوريدا هم من الكوبيين، ونتيجة لذلك فإن الحصول على أصوات الأميركيين الكوبيين قد يكون ضرورياً للفوز في الولاية، ففي عام 2020 لعب تصويتهم دوراً مهماً في فوز ترمب بالولاية على خصمه جو بايدن.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومع ذلك، لا تزال غالبية اللاتينيين الذين يصل عددهم إلى 65 مليوناً في الولايات المتحدة يصوتون لصالح الديمقراطيين، بعد أن عانى كثيرون منهم التمييز الشديد ضد عائلاتهم ومجتمعاتهم منذ انتخاب دونالد ترمب عام 2016، حين أدت المداهمات في أماكن العمل، واحتجاز المهاجرين، والانفصال الأسري على الحدود، إلى زرع خوف وصدمة عميقة بين عديد من مجتمعات المهاجرين اللاتينيين.

عوامل تشكيل الناخبين اللاتينيين

ويعد الدين العامل الرئيس الذي يشكل مواقف وآراء غالبية اللاتينيين، فقد أفاد نحو 48 في المئة منهم بأنهم كاثوليكيون، و16 في المئة بأنهم إنجيليون، لكن في حين أن نحو نصف عامة السكان الكاثوليك في الولايات المتحدة يصفون أنفسهم بأنهم جمهوريون أو ذوو ميول جمهورية، فإن معظم اللاتينيين الكاثوليك (59 في المئة) يميلون إلى المرشحين الديمقراطيين، وعلى العكس من ذلك فإن 50 في المئة من اللاتينيين الإنجيليين يميلون إلى التصويت للجمهوريين في الانتخابات النصفية، وكقضية رئيسة بين الناخبين المتدينين يعتقد معظم اللاتينيين أن الإجهاض يجب أن يكون قانونياً في بعض المواقف.

غير أن الهوية اللاتينية تعد عاملاً مهماً لتمييز اللاتينيين وتوجههم، فوفقاً لمركز "بيو" للأبحاث فإن الذين يشيرون إلى الهوية اللاتينية على أنها مهمة أو مهمة جداً وتبلغ نسبتهم 60 في المئة، هم أكثر احتمالاً للتصويت للديمقراطيين من أولئك الذين يولون أهمية أقل لهويتهم هذه.

وعلى رغم القضايا المشتركة بين الناخبين اللاتينيين فإن القضايا الرئيسة بالنسبة إليهم تختلف بحسب الانتماء السياسي أو الميول، إذ يمثل الاقتصاد أولوية قصوى لهم، وكذلك التعليم والرعاية الصحية، وسياسات السلاح، وجرائم العنف، والهجرة، لكن في الإطار العام، يعتقد اللاتينيون أن الديمقراطيين يهتمون أكثر باحتياجاتهم ويعملون لكسب أصواتهم، ويتماشى هذا الاعتقاد مع النمط التاريخي لهؤلاء الذين يصوتون بشكل متكرر للمرشحين الديمقراطيين.

ومع ذلك، كما هي الحال مع أي مجموعة ديموغرافية متنوعة، يوازن الناخبون اللاتينيون القضايا المهمة بآراء وقيم تنبع من خلفياتهم وخبراتهم ومعتقداتهم.

المزيد من تحلیل