Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إعلام أم فضفضة... أي مستقبل لـ"بودكاست" العرب؟

التحول الرقمي وكورونا أسهما في اتساع قنواته ومدونون يشكون انخفاض سقف الحريات وتردي الإنترنت

يكفي أن يكون هناك مايكروفون بجودة عالية وبرامج لتحرير الملفات الصوتية من أجل إطلاق المحتوى (أ ف ب)

بنغمات موسيقية وعبارات تشويقية وملفات صوتية تفتتح برامج الـ "بودكاست" حواراتها وتطرح مواضيع تتسع لكل المجالات، فمنها ما هو للترفيه والرياضة وألعاب الكمبيوتر أو لقضايا الأدب والترجمة والتعليم وتطوير الذات.

وتزدحم تطبيقات العالم الرقمي في الفضاء الإلكتروني لتضم برامج الـ "بودكاست"، وهي ملفات صوتية تراعي في مضمونها اهتمامات وتوجهات معظم الفئات الاجتماعية، كما يسهل الاستماع إليها وتحميلها على الهاتف.

واتسعت برامج "بودكاست" لتضم مئات القنوات في عالمنا العربي، ويستطيع المتصفح لها أن يشترك فيها بما يناسب اهتماماته، ولعل سهولة إنتاج الـ "بودكاست" من أهم العوامل التي سهلت اتساعه، إذ يكفي أن يكون هناك مايكروفون بجودة عالية لضمان جودة الصوت وبرامج لتحرير الملفات الصوتية وغلاف للـ "بودكاست" يعطي انطباعاً إيجابياً أولياً لدى المستمع ويجذبه للنقر على الملف.

منصة نخبوية

ويرى بعض الناس أن منصات "بودكاست" ستحل قريباً محل الإعلام التقليدي، في حين يرى آخرون أنه لا يمثل وسيلة إعلامية جديدة، وهو ما يتحدث عنه الكاتب أحمد ناجي الذي يوضح أن الـ "بودكاست" ليس وسيلة إعلام جديدة بقدر ما يتعلق بكونه تقنية متطورة في نشر الملفات الصوتية.

ولا يتوقع ناجي أن يحظى الـ "بودكاست" بالانتشار في عالمنا العربي، ويرى أن "سقف التعبير في معظم البرامج العربية منخفض جداً، ولا توجد مساحة حرية أو استثمار في هذه السوق، فالـ ’بودكاست‘ منتج نخبوي".

دول الخليج

ويوضح المدون وائل العبيدي أن منصات "بودكاست" لم تنجح في الانتشار داخل تونس لتردي البنى التحتية المتعلقة بخدمات الإنترنت وعدم إمكان استخدام البنوك الإلكترونية لشراء المعدات بكل سهولة، كما يرى العبيدي أن انتشار الـ "بودكاست" يقتصر على دول الخليج العربي بحكم تطور الإمكانات، ولم يشهد نمواً في دول شمال أفريقيا ليشكل منصة إعلامية مثل المنصات الموجودة حالياً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي السياق توضح منتجة الـ "بودكاست" نهاد الجريري أن هناك صعوداً في برامجه ضمن تجارب نجاح فردية ومميزة في دول الخليج العربي، مضيفة أن "الـ ’بودكاست‘ في السعودية بدأ باكراً ولا يزال يحقق نسب استماع عالية بين دول المنطقة".

وتوضح الجريري أن الـ "بودكاست العربي" لم يحقق النجاح المنتظر منه، لكنه مع ذلك يسير بخطى ثابتة في اتجاه تحقيق نسب استماع أكثر. وتقول، "لو نظرنا مثلاً إلى نسبة الإعلان في محتوى ’بودكاست‘ مقارنة بنسبة الإعلان في المحتوى الموسيقى فسنجد أن النسبة متواضعة في الأول ولا تتعدى خمسة في المئة".

من جهته يوضح الكاتب رائد العيد أن الإحصاءات التي صدرت أخيراً أثبتت ثقة المتلقي العربي في الـ "بودكاست" أكثر من وسائل الإعلام الأخرى، مما يؤكد ارتفاع قيمته لدى المتلقين وتحقيقه ما هو متوقع منه.

ويوضح العيد، "زاد عدد قنوات الـ ’بودكاست‘ العربي حتى بلغ الآلاف، وحققت بعض الحلقات نسب استماع بملايين المرات، ويندر أن تسأل شاباً يملك هاتفاً محمولاً عن ’بودكاست‘ فيخبرك بأنه لا يستمع إلى شيء من قنواته".

الإعلام الرقمي

أسهمت ظروف جائحة كورنا في تغير كثير من المفاهيم التقليدية في الإعلام، إذ اتسع الإعلام الرقمي بشكل كبير، وترى نهاد الجريري أن التحول إلى الإعلام الرقمي هو نتيجة حتمية مع توفر بنية قوية للإنترنت ووقوع ظروف خدمت هذا التحول مثل وباء "كوفيد".

وتتابع، "فجأة وجدنا أنفسنا مجبرين على اعتناق روتين مغاير لما اعتدناه، فالطلب على الإعلام الرقمي بمختلف أشكاله زاد، والـ ’بودكاست‘ استفاد من ذلك بكل تأكيد".

وتتخوف الجريري من أن يحل الـ "بودكاست" محل الأشكال التقليدية للإعلام المسموع أو الراديو كما حدث مع وسائل إعلامية أخرى، إذ تتغير أدوات الاتصال وحتى المحتوى.

أما رائد العيد فيرى أن الـ "بودكاست" ينافس غيره من المنصات ولا يلغيها، لكن إدراك كبرى الشركات الإعلامية لمدى تأثيره دفعهم إلى فتح قنوات "بودكاست" خاصة بها.

وعلى رغم تزايد عدد الـ "بودكاست" العربي وظهور شركات متخصصة فيه، فإن هناك حاجة إلى رفع مستوى محتواه وابتكار نماذج جديدة فيه.

الأكثر انتشاراً

ويوضح العيد أن الأغلبية في العالم العربي تتجه نحو إنتاج برامج الـ "بودكاست" التي تكون سهلة الخيارات، سواء من ناحية الحوارات مع الآخرين أو إلقاء النصوص المكتوبة.

أما نهاد الجريري فتعتقد أن الأكثر انتشاراً في العالم العربي من برامج الـ "بودكاست" هو الذي يتعلق بتجربة شخصية، مثل التعليق الشخصي على أحداث ما أو تقديم كوميديا ساخرة، وكذلك المحتوى الذي يتطرق إلى عالم الجريمة من قبيل الدراما البوليسية.

وتضيف، "لا أزال أحرص على سماع قصص الجريمة التي تنتجها ’بي بي سي‘ لأنها تذكرني ببرنامج ’حكم العدالة‘ الذي كنت أسمعه في الإذاعة الأردنية وأنا صغيرة، فالمنتج المسموع يتيح للمتلقي الانشغال بأمور أخرى وبالتالي بناء صور للذاكرة أغنى مما لو تلقى منتجاً مرئياً".

وتختم، "الـ ’بودكاست‘ في المنطقة العربية يتميز بأنه شخصي أو غير تقليدي، فبعضه قائم على تجارب شخصية أو جهود شخصية غير محكومة بتقاليد مؤسساتية، لا من حيث التمويل والإنتاج ولا المحتوى واللغة المستخدمة".

اقرأ المزيد

المزيد من علوم