Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جسور من "الخردة" لحماية الطلاب في أماكن نائية بتونس

المجتمع المدني يهتم بتحسين ظروف التعلم في بعض المدارس المفتقرة إلى مرافئ أساس

الأعمال الخيرية في تونس تسهم في تنمية المجتمع المحلي (اندبندنت عربية)

كريم عرفة مقاول تونسي شاب وصاحب تجربة فريدة، إذ نجح في تشييد خمسة جسور باستخدام الخردة ونفايات المعادن في مناطق نائية شمال غربي البلاد، وهي أماكن تعاني عدداً من المشكلات الاقتصادية والاجتماعية ولم يصلها نصيبها المنشود من التنمية.

ففي ظل تقلص دور الدولة في النهوض بالمجتمعات وتنميتها وتطوير البنية التحتية ومكافحة الفقر خلال العشرية الأخيرة، برز دور المجتمع المدني والمبادرات الخاصة لمعاضدة مجهود الدولة في تحقيق البعض من العدالة التنموية.

جسور الأمل

يقول كريم إن "الحل في العمل المدني للنهوض ببعض المناطق التي تعاني نقصاً في الخدمات، ولابد من التفكير في طرق جديدة بأقل الكلف على غرار تدوير النفايات الذي يساعد في الحفاظ على البيئة وتوفير فرص عمل".

 

وبخصوص مبادرته في بناء جسور سماها "جسور الأمل" بجندوبة شمال غربي تونس، وهي أقل المناطق تنمية في البلاد بحسب إحصاءات رسمية والأعلى فقراً، يضيف كريم أن "الطلاب يكابدون يومياً من أجل الوصول إلى المدرسة ويمشون كيلو مترات عدة وهم يواجهون أخطار الوديان، فيضطرون إلى المرور عبرها لاستكمال طريقهم"، مشيراً إلى أن فكرة بناء جسور لم تكلفه كثيراً بسبب استغلال الخردة.

ويصف كريم الإتمام من إنجاز هذه المهمة بـ "الأمر العظيم" بالنسبة إليه، بخاصة عندما يشاهد الطلاب الصغار يمرون عبر الجسر بكل سهولة ومن دون التعرض إلى أخطار تهدد سلامتهم.

ودعا كريم السلطات التونسية إلى تسهيل مهمة من يريد الإسهام في مثل هذه الأعمال الخيرية.

ويعد النشاط المدني من أهم آليات مشاركة الأفراد والمجموعات في النهوض بواقع المجتمع التونسي، إضافة إلى دوره في الإسهام الطوعي لمحاولة حل مشكلات البلاد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

 

تنوع الأعمال الخيرية

ويهتم المجتمع المدني في تونس بتحسين ظروف الدراسة في بعض المدارس التي تفتقر إلى مرافئ أساس، وهي كثيرة في تونس بسبب عدم توفر الإمكانات المادية لوزارة التربية، مما جعل حال المدارس وبخاصة في الأرياف تواجه مشكلات كثيرة تصل إلى حد الانهيار في بعض الأحيان.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي هذا الإطار لقيت مبادرة البطلة العالمية في كرة المضرب أنس جابر إعلانها التبرع بمبلغ 40 ألف دولار لترميم مدرسة في جهة برقو في محافظة سليانة، وهي منطقة ريفية شمال غربي تونس، استحسان التونسيين، وحفزت عشرات الشباب على إطلاق حملة تبرعات لترميم المدارس، إذ أسهم نشطاء في إدخال الفرحة إلى قلوب طلبة بعض المدارس في مناطق داخلية.

وتتنوع الأعمال الخيرية للمصلحة العامة في تونس ويختلف المستفيدون منها بحسب حاجات كل منطقة، ففي تونس العاصمة فكرت جمعية وبمبادرات شخصية في تحضير وجبات ساخنة لهؤلاء الذين لا يجدون مأوى لهم ونسبتهم مرتفعة في العاصمة مقارنة بالمحافظات الأخرى، وبدأت المهمة قبل أشهر وعرفت نجاحاً في تحقيق أهدافها.

 

ويقول رئيس جمعية "متحدون من أجل الإنسانية"، نزار خذاري إنهم يشتغلون على هذه الفئة منذ ثمانية أعوام، إما بإيجاد مأوى لهم أو إرجاعهم لعائلاتهم وغيرها من الخدمات الاجتماعية. ويضيف، "تتواصل حتى اليوم مساعدة هؤلاء وهذه المرة من خلال تحضير وجبات غذائية ساخنة".

وتابع خذاري، "حصلنا على قائمة بأسماء الأشخاص الذين لا يملكون مأوى أو من يرفض الرجوع لبيته وتفضيل الشارع" ويردف، "في تونس لا يوجد كثير ممن يجعلون الشارع نزلاً لهم، فالأعداد قليلة وغالباً ما نعود بكميات من الطعام".

ويشير إلى أنهم يعدون الوجبات في المطعم الذي تملكه الجمعية لهذا الغرض ويتحصلون على الإعانة من بعض الأشخاص لإعدادها أو لجلب ما يحتاجون إليه من مواد غذائية.

وللحراك المدني في تونس تاريخ وتقاليد، إذ كانت الأنشطة الجمعوية مصدراً للحراك الاجتماعي والفكري والسياسي ضد الاحتلال الفرنسي منذ أواخر القرن الـ 19، إذ شاركت عدد من الجمعيات والمنظمات مثل غيرها من قوى الحركة الوطنية التحريرية التونسية في تحرير البلاد، ثم ما لبثت أن وجهت جهودها إلى أهداف تنموية وخيرية.

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات