Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الفانوس المصري يسترد عرشه والفضل لـ"الدولار"

غابت الفوانيس المستوردة عن الأسواق بسبب عدم الاستيراد والمحلي الأكثر رواجاً لكن الإقبال على الشراء متوسط بسبب الغلاء

ملخص

تشهد أسواق #الفوانيس في #مصر هذا العام حضوراً طاغياً للفانوس المصري، بخاصة الأنواع الخشبية والمصنوعة من قماش الخيامية، إضافة إلى الفانوس الصاج بألوانه المميزة

قبيل أسابيع من قدوم شهر رمضان، تنتشر الفوانيس في كل مكان، معلنة قرب قدومه، فهي ملمح رئيس وعلامة مميزة للشهر على مدار عصور طويلة. وفي مصر تتعدد أشكالها وتتطور مع الزمن، لكنها تبقى حاضرة كواحدة من رموز البهجة للكبار والصغار على السواء.

وتشهد الفوانيس في كل عام اختلافاً في الأشكال والخامات، وتتنوع ما بين المصري التقليدي، الذي يصنع في الورش القديمة التي تنشط قبيل رمضان، باعتبار أنه موسم سنوي، والأنواع المستحدثة التي تكون غالباً مستوردة، وقد تشمل شخصيات الكارتون العالمية التي يرغب فيها الأطفال، لكنها تتخلى عن الشكل التقليدي للفانوس.

عودة الفانوس المصري

وتشهد أسواق الفوانيس في مصر هذا العام حضوراً طاغياً للفانوس المصري، بخاصة الأنواع الخشبية والأنواع المصنوعة من قماش الخيامية الشهير، إضافة إلى الفانوس الصاج ذي الزجاج الملون المتعارف عليه دائماً في رمضان. وتوجد الفوانيس المستوردة في الأسواق، لكن بصورة أقل من المعتاد، بسبب ظروف الاقتصاد وتقليل الاستيراد من الخارج في الفترة الأخيرة، إذ إن أغلبها يكون مستورداً من الصين.

وعن حركة الشراء، يقول سعيد محمد، وهو أحد باعة الفوانيس في القاهرة، "هذا العام الإقبال الأكبر على الفانوس التقليدي، وكذلك ينتشر الفانوس الخشبي، وهو الأكثر في البيع. صناعته مصرية بالكامل، وتتوافر منه أحجام مختلفة، الصغير الخاص بالأطفال، والأحجام الكبيرة التي تعلق في المنازل والمحال، ويتراوح سعره من 50 جنيهاً مصرياً (1.6 دولار أميركي) إلى 500 جنيه للحجم المتوسط (نحو 16.5 دولار أميركي)".

 

ويضيف سعيد، "كما يظهر بقوة الفانوس الخيامية، ويلاقي إقبالاً كبيراً لتصميمه المميز من قماش الخيامية الشهير المرتبط بشهر رمضان، وكذلك لانخفاض سعره، حيث يكون في حدود 200 جنيه مصري للحجم المتوسط (نحو 6.5 دولار أميركي)، وتتوافر الفوانيس الحديثة التي يفضلها الصغار، وتضم شخصيات الكارتون الشهيرة، أو الشخصيات المرتبطة برمضان، مثل بوجي وطمطم، وتسجل عليها الأغاني الرمضانية، ويتراوح سعره هذا الموسم ما بين (100 إلى 200 جنيه) نحو 3.5 إلى 6.5 دولار أميركي، بحسب الحجم والإمكانيات".

ويتابع "الفانوس التقليدي القديم ذو الشمعة لا يزال موجوداً، لكن الإقبال عليه أقل، باعتبار أن الأسر لا تفضله لأطفالها، إنما يجري شراؤه لوضعه ديكوراً في المنازل لشكله التقليدي المميز الذي اعتاده المصريون على مدار السنوات، وحتى الآن الإقبال متوسط على الشراء، فهو أقل من المعتاد خلال هذه الفترة من العام، وبالطبع يرجع ذلك إلى الظروف الاقتصادية".

ارتفاع الأسعار

الفانوس عادة مصرية أصيلة، وهو من سمات شهر رمضان على مر العصور منذ عهد الدولة الفاطمية التي ابتدعته ليصبح رمزاً رمضانياً شهيراً، ومن حينها لا يخلو بيت مصري من فانوس رمضان كبر حجمه أو صغر، كما لا تخلو المتاجر والمطاعم من الفوانيس، وتتفنن في تصميم ديكورات رمضانية مميزة لتشكل عامل جذب كبيراً للجمهور، مما كان يخلق حالاً كبيرة من الرواج التجاري خلال الفترة التي تسبق شهر رمضان، ومن هنا تشهد فترة ما قبل رمضان عادة رواجاً كبيراً في بيع فانوس رمضان.

تقول السيدة ماجدة، هي جدة لثلاثة أطفال، "أحرص كل عام على شراء الفوانيس لأحفادي، فهو طقس رمضاني ينتظره الأطفال، وهذا العام اتجهت لشراء الفانوس الخشبي التقليدي للارتفاع الكبير في سعر الفوانيس ذات الشخصيات الكارتونية، حيث يصل متوسط سعرها إلى 150 جنيهاً (5 دولارات أميركية)، لم أكن أفضلها بالأساس، لكن الأطفال يحبونها فالفانوس التقليدي دائماً هو الأكثر تميزاً".

بينما يقول بلال، مهندس في العقد الرابع من عمره، "الحقيقة أرى أنه لا بد من منع استيراد الفوانيس من الخارج من الأساس، فهذه صناعة محلية أصيلة وحرفة برع فيها المصريون منذ قرون، وكما هو ملاحظ فإن قلة الاستيراد دفعت إلى زيادة الإنتاج المحلى وظهور ابتكارات جديدة مثل الفوانيس الخيامية والفوانيس الخشب، إضافة إلى الفانوس الصاج التقليدي المتعارف عليه، وهذا العام من الملاحظ أن الأسعار مرتفعة نسبياً، لكن الغلاء طاول كل شيء".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

شوادر موسمية

لا يقتصر بيع الفوانيس في فترة ما قبل رمضان على المتاجر العادية الخاصة بالديكورات ولعب الأطفال، إنما تقام أحياناً بعض الشوادر الموسمية التي تختص ببيع الفوانيس، بخاصة في المناطق الشعبية، حيث يعد ظهورها من علامات قرب قدوم رمضان، وتنتشر بكثرة في مناطق بعينها مثل السيدة زينب ومنطقة الخيامية، كما تنتشر في مناطق مختلفة من أحياء القاهرة.

يقول سيد، صاحب واحد من هذه الشوادر بالقاهرة، "نبدأ في الاستعداد قبل رمضان بشهر كامل، لكن تصل حركة البيع إلى ذروتها في الأيام العشرة الأخيرة قبل رمضان، وهذا العام الإقبال متوسط بسبب الظروف الاقتصادية، وبالنسبة إلى الأسعار فإنها متفاوتة، لدينا الفوانيس الصغيرة التي يبدأ سعرها من 30 جنيهاً (نحو دولار أميركي)، وحتى الأحجام الكبيرة التي يصل سعرها إلى نحو 3000 جنيه (نحو 98 دولاراً أميركياً)، وقد يزيد بحسب الحجم والصنعة، والإقبال الأكبر هذا العام على الفانوس التقليدي المعدني المطعم بالزجاج الملون والفوانيس الخشبية التي بدأت في الانتشار في السنوات الأخيرة".

ويضيف "الفانوس عادة رمضانية مصرية شهيرة والإقبال عليه لا ينقطع فدائماً ما تحرص الأسر على شرائه للأطفال، ويحرص المقبلون على الزواج على شرائه كهدية للعرائس، كما يحرص بعض الناس على اعتبار الفانوس هدية مناسبة لأجواء رمضان في التجمعات العائلية والزيارات التي تكثر في رمضان، والتفاوت في الأسعار يجعل كل شخص يجد ما يناسب موازنته".

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات