Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بتراء الخيال... متى تخلع الدراما الأردنية عباءة البادية؟

نقاد: "غرقت في المحلية بعد انتشارها عربياً وباتت على شفا الانهيار" وفنانون يردون: "زوبعة في فنجان"

لا يتابع الفنان والمخرج مازن عجاوي كثيراً من الأعمال المعروضة حالياً لأنها تفتقد شروط العمل الكوميدي الذي يفضله (اندبندنت عربية)

ملخص

تلاقي #الأعمال_الدرامية الخفيفة مثل "جلطة" لزهير النوباني و#وفاء_موصلي وأمل الدباس إقبالاً عائلياً كما يتابع الأردنيون أيضاً "وطن على وتر" الذي لم يعرض العام الماضي

يعد شهر رمضان في الأردن موسماً لمتابعة الدراما المحلية، وتحديداً الكوميدية منها بعد ساعة الإفطار، لكن هل هناك على الشاشة الرمضانية الأردنية ما هو جدير بالمتابعة حقاً؟    

تلاقي الأعمال الخفيفة مثل "جلطة" لزهير النوباني ووفاء موصلي وأمل الدباس إقبالاً عائلياً، ويتابع الأردنيون أيضاً "وطن على وتر" الذي لم يعرض العام الماضي، وهو من بطولة الفلسطيني عماد فراجين، أما "مجمع السعادة" للفنان حسين طبيشات فقد تميز إنتاجياً، إذ بني المجمع التجاري بشكل كامل للعمل ضمن موازنة إنتاجية كبيرة مقارنة بما حوله من أعمال.  

عن "جلطة" يقول النوباني إن العمل وصل إلى ما يقرب من 150 حلقة حتى جزئه الخامس، ولاقى نجاحاً لأنه استقطب جماهير من الأحفاد إلى الأجداد، وكان هناك حرص في المواضيع المطروحة على أن تكون قادرة على إضحاك المشاهد، إذ اعتمد العمل على العقول الشابة التي أرادت تطوير الفكرة ووسعت الأحداث".

تراجع الدراما

النوباني يرى أن "القول بكون الدراما الأردنية غير قادرة على الخروج والامتداد عربياً وحتى عالمياً ما هو إلا مجرد رأي لا يأخذ في الاعتبار الظروف الحالية والواقع المرير الذي تعيشه الساحة الفنية الأردنية عموماً، لذلك فهو رأي غير علمي ولا منطقي، وفيه تجن على الفنان، بدليل النجاح الكبير الذي حققه فنانون أردنيون سابقاً ولاحقاً".

في المقابل يقول مراقبون ونقاد وصحافيون ينشطون ضمن هذا الوسط حالياً إن "بعض الفنانين الأردنيين والعاملين في هذا الفن يعيشون وهماً كبيراً، لأنهم ينكرون أن الفن والدراما يعيشان مرحلة انهيار حقيقية واقعياً"، كما يرى السينارست والصحافي غازي الذيبة، مضيفاً "لا يمكن الحديث عن دراما أردنية في ظل حال الإنتاج الدرامي الراهنة التي تخلو من أعمال مهمة، فمنذ ثلاثة عقود لا يوجد إنتاج أردني".

 

 

لكن الفنان حسين طبيشات، صاحب شخصية العم غافل الشهيرة، يذهب إلى أن الفن الأردني والدراما الكوميدية تحديداً تجري متابعتها في الخارج على رغم هذا الواقع الصعب، وقد عاد طبيشات أخيراً من جولة فنية في أوروبا قدم خلالها شخصية "غافل" المحبوبة وشخصيات أخرى، وكرم على إثر ذلك في السويد، مما يعني بالنسبة إليه أن هذه الحال التي تمر بها الدراما الأردنية ما هي إلا "زوبعة في فنجان".

واقع مرير

الواقع وفق الصحافي والسيناريست غازي الذيبة يؤكد عدم وجود شركات إنتاج فاعلة وسط ما يوصف بفساد فنانين أردنيين يمارسون لعبة "المنتج المنفذ"، إذ يتقاضون ملايين ولا يعطون العاملين معهم حقوقهم، وكل ذلك أدى إلى وفاة فنانين أردنيين نتيجة العوز، وتعيش أسرهم حالياً على رواتب تقاعد لا تتجاوز 100 دولار.

يشدد الذيبة على ضرورة تخطي مرحلة الوهم قبل فوات الأوان، مؤكداً "الدراما الأردنية لم تزدهر إلا في فترة قليلة لم تتجاوز عقداً من الزمن (السبعينيات)، مما يعني أن تلك الحال يجب ألا تقارن بالظاهرة التي نعيشها الآن، فضعف ومحدودية الدراما الأردنية واضحان".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يوصف النوباني بأنه "سيد الدراما البدوية" كونه نجماً محبوباً محلياً وعربياً، بخاصة في أدوار الشر التي منحته أيضاً لقب "شرير الشاشة"، لكنه يتساءل "كيف للدراما الأردنية التي بلغت تلك المرحلة من الانتشار أن تنهار لولا وجود مخطط لضربها؟ معظم مقومات النجاح التي كانت في فترتها الذهبية متوفرة الآن".

ويضيف "أين ذهبت ملايين وأحياناً مليارات التي أنفقت منذ ما يقرب 30 سنة؟ لم يصل إلى الفنانين منها إلا النزر اليسير". مشيراً إلى حكاية انهيار الشركة الأردنية للإنتاج خلال فترة الثمانينيات، التي أسهمت الدولة بنصف موازنتها التي بلغت 33 مليون دولار، لكنها بيعت بمبلغ زهيد وهي تدين بما يقرب من ضعف المبلغ المذكور.

يؤكد النوباني أن الفنان الأردني استطاع في الماضي القريب بإمكانات متواضعة إنتاج أعمال مثل "معقول يا ناس" و"المناهل" و"العلم نور"، التي تعرض حتى يومنا هذا بنجاح على الشاشات المحلية والعربية، مما يؤكد أن الفساد وسوء الإدارة هما سبب تراجع الدراما وإحباط المنتجين.

غرق في البداوة

في نقد لاذع من الصحافة والإعلام، كتب بعض النقاد أخيراً مطالبين الدراما الأردنية بالابتعاد عن "توافه القصص والنصوص"، وعدم التركيز على الموضوع البدوي الذي صار متهماً بإغراق الدراما الأردنية بسبب التركيز على لون واحد، أو ما يوصف باندفاع الدراما الأردنية نحو المواضيع البدوية، التي أكد الفنان والمخرج مازن عجاوي أنها لم تعد بدوية الطابع أبداً بسبب الزخرفة والمكياج اللذين أضاعا قيمة العمل الفنية والاجتماعية، لافتاً إلى أن بعض الأعمال الحديثة التي تعرض بلهجة بدوية يمكن وصفها بأنها "تهزئة للعمل البدوي"، إذ لا تعكس الطبيعة الحقيقية لأهل البادية البسطاء.

 

 

كما يشير نقاد إلى أن المواضيع الريفية والمدنية في الدراما الأردنية لم تلامس قضايا هذه البيئات الواقعية إلا في ما ندر، إلى جانب وجود مواضيع لأعمال حجبت ولم تعرض على الشاشة.

يؤكد عجاوي أنه شخصياً قدم قبل سنوات عملاً إنسانياً شاملاً مأخوذاً عن رواية "مخلفات الزوابع الأخيرة" لجمال ناجي، الذي نفذه تحت اسم "وادي الغجر"، لكنه لم ير النور على رغم إقبال محطات عربية كبرى على شرائه حينها.

لا يتابع عجاوي كثيراً من الأعمال المعروضة لأنها تفتقد شروط العمل الكوميدي الذي يفضله، ويؤكد أن الفنان يجب أن يميز بين من يضحك له أو عليه، في حين ذهب الذيبة إلى اعتبار بعض الأعمال التي تعرض نوعاً من التهريج، مبيناً أن كثيراً من الأعمال المحلية في هذا الشهر تفتقر إلى الذوق الرفيع، ولا تمثل إلا محاولة للربح والتكسب، حتى بعض تلك التي يقدمها من يوصفون بأنهم من قامات الدراما الأردنية، على حد قوله.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة