Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حيل ريشي سوناك ستنعكس سلبا في أصوات الناخبين

لا بد لرئيس الحكومة من أن يذكر نفسه بمبادئ التواصل الجيد: "أظهر، لا تخبر"، "قلل من الوعود وأكثر من الأفعال".

معظم الشعب البريطاني يفضل رئيس الوزراء الذي بدأ ولايته هذا العام على الشخصية المسؤولة حالياً عن سلسلة المبادرات الفارغة التي تتصدر العناوين الرئيسة (أ ف ب/ غيتي)

ملخص

بعدما جلب #ريشي_سوناك قدراً مرحباً به من الكفاءة والتماسك إلى #الحكومة_البريطانية، يبدو أنه ووزراءه عازمون اليوم على العودة لأساليب الحكم السيئة والمتقادمة

بعدما جلب ريشي سوناك قدراً مرحباً به من الكفاءة والتماسك إلى الحكومة، يبدو أنه ووزراءه عازمون اليوم على العودة لأساليب الحكم السيئة والمتقادمة، على شاكلة الإعلان وإعادة الإعلان والتحايل.

لربما يجب أن نكون ممتنين لأنهم لم يرتأوا العودة لأزمات العجز والقيادة التي شهدناها العام الماضي، ولكن معظم الشعب البريطاني يفضل رئيس الوزراء الذي بدأ ولايته هذا العام على الشخصية المسؤولة حالياً عن سلسلة المبادرات الفارغة التي تتصدر العناوين الرئيسة.

ففي يناير (كانون الثاني)، حدد سوناك أولوياته الخمس لهذا العام وكانت بمعظمها جدية وموثوقة. كما قام أيضاً بالتفاوض مجدداً في شأن بروتوكول إيرلندا الشمالية وأعاد العلاقات الطيبة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وعمل يداً بيد مع جيريمي هانت لتقديم موازنة لم تتفجر مفاعيلها [كما حصل مع موازنة ليز تراس المصغرة].

لكن مذاك، بدأ سوناك بالسير على خطى حزب العمال الجديد "New Labour" [اسم أطلق على حزب العمال البريطاني في فترة ما بين منتصف التسعينيات حتى عام 2010 تحت قيادة توني بلير وغوردون براون] في أكثر حالاته فراغاً، وحتى إلى حد إعادة إحياء سلسلة روايات إعلامية من تلك الفترة. كان هناك إحساس رجعي واضح من خلال إعلانه عن قمع السلوكات غير الاجتماعية، من خلال فرض العدالة "الفورية" ‘immediate justice’ scheme ضد المخربين وإجبارهم على إزالة جدارياتهم بأنفسهم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وخلال هذا الأسبوع، استغلت الحكومة العطلة البرلمانية الخالية من أي نشاط تشريعي لنشر قصص عن إمكانية استخدام بوارج راسية لاستضافة طالبي اللجوء وشن "حملة قمع" واسعة ضد عصابات الاستغلال الجنسي وإطلاق خطة جديدة للحد من تسرب مياه الصرف الصحي [إلى المسطحات المائية]. وهذه كلها قضايا بالغة الحساسية، والقصد من استعراضها عبر الوسائط الإعلامية واضح وضوح الشمس: تسعى الحكومة إلى إظهار كفاءتها ونشاطها في التعاطي مع المسائل التي تثير اهتمام الناخبين، لا سيما مع اقتراب موعد الانتخابات المحلية التي ستكون بمثابة اختبار مهم لسوناك. ولكن هذه المساعي واضحة جداً ولا مضمون لها وربما تؤدي إلى نتائج عكسية.

وبالنسبة إلى خطة إيواء اللاجئين في البوارج بشكل دائم، فهي تذكر حتماً بحقبة العمال الجديدة، إنه خيار الملاذ الأخير في كل مرة يزيد فيها تراكم حالات اللجوء عن حدها وتستنفد وزارة الداخلية الأماكن المعدة لاستقبال الأشخاص الذين ينتظرون تقييم طلباتهم.

لقد أثارت حكومة العمال هذه الخطة مراراً وتكراراً، لكنها لم تتجرأ يوماً على تنفيذها على أرض الواقع. عوضاً عن ذلك، قامت باستخدام هذه البوارج كسجن عائم للتعامل مع أزمة اكتظاظ من نوع آخر، لتعود وتتخلى عنها عام 2006. وفي الوقت الحاضر، تتردد أخبار عن حسم الحكومة موضوع إيواء اللاجئين وتوقيعها صفقة في شأن بارجة سكن كانت تستخدم في الأصل لعمال بناء مصنع الغاز في شتلاند واستعانت بها الحكومة الهولندية في 2005 لإيواء طالبي اللجوء إليها حتى إصدار إحدى الهيئات الرقابية هناك قرار إدانتها واعتبارها "بيئة قمعية". وبحسب المالكين، فإن البارجة إياها خضعت لعمليات ترميم وتجديد، لكنها لا تزال هي نفسها.

تبدو مسألة البارجة برمتها وكأنها بادرة عقابية متعمدة لتحقيق غايتين: أولاً، إثارة المشاعر المعادية للمهاجرين في صفوف الناخبين وثانياً، منع الناس من عبور القنال الإنجليزي في قوارب صغيرة. والأرجح ألا تفضي إلى أي الغايتين.

وفي ما يتعلق بـ"قمع" عصابات الاستغلال الجنسي، فيتهيأ لي أنها الذريعة التي عولت عليها وزيرة الداخلية سويلا برافمان لتحميل "المداراة السياسية" [يستخدم لوصف اللغة أو السياسات أو الإجراءات التي تهدف إلى تجنب الإساءة أو الحرمان لأفراد مجموعات معينة في المجتمع] مسؤولية الفشل في التعرف إلى الرجال ذوي الأصول الباكستانية على أنهم مصدر لمشكلة معينة، في وقت أشارت أبحاث وزارتها إلى عدم اقتصار هذا النوع من المشكلات على هذه الفئة دون سواها. أما بالنسبة إلى قرار إلزام الخبراء والمتخصصين الإبلاغ عن أي اشتباه في الاعتداء الجنسي على أطفال، فليس لدي ما يكفي من المساحة لوصف مدى تفاهته، غير ذي صلة أو كيف سيقود إلى نتائج عكسية.

وأخيراً، هناك خطة تيريز كوفي لحظر استعمال المناديل المبللة البلاستيكية و"حملتها لمقاطعة" الشركات المتسببة بتلويث المياه. ففي خطابها بالأمس، حاولت كوفي أن توضح للرأي العام أن التعامل مع تسربات مياه الصرف الصحي "ليس أمراً سهلاً"، وألا ذنب لها إن لم تستكمل المشاورات في شأن حظر استعمال المناديل البلاستيكية قبل خمسة أعوام. إلى ذلك، لمحت كوفي إلى أن الحظر سيبصر النور هذه المرة، متحاشية التطرق إلى نقطة ضرورية مفادها بأنه سيتعين على الشعب البريطاني أن يتحمل الكلف التي ستتأتى من إعادة تأهيل سريعة لشبكات الصرف الصحي الفيكتورية.

وعلى ضوء كل هذه الأحداث، أعتقد بأنه يجدر بسوناك أن يذكر نفسه بمبادئ التواصل الجيد التي اتبعها أثناء المفاوضات في شأن اتفاق "إطار وندسور" لإيرلندا الشمالية: أظهر، لا تخبر. قلل من الوعود وأكثِر من الأفعال. كن صريحاً مع الناس ولا تفكر في خداعهم بسياسات "جديدة" لم تؤتِ ثمارها من قبل. واجه الناخبين بالتحديات الصعبة وحدد الأولويات والأهداف وتقدم نحوها.

فالوقت قد حان ليستعيد سوناك نقاط قوته وفي مقدمتها: التواضع والكفاءة. 

© The Independent

المزيد من متابعات