Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فنانو الخط والحروفية يشاركون في إحياء رمضان القاهرة

موسم سنوي لاستعادة الموروث الفني في تجلياته الجمالية

من واجهة معرض الخط العربي في القاهرة (خدمة المعرض)

ملخص

تجليات جمالية تقدمها الأعمال المستلهمة من #الكتابة_العربية في #معارض_حروفية قاهرية احتفاء برمضان

شهر رمضان في القاهرة يعد موسماً استثنائياً تتغير خلاله برامج العديد من المؤسسات وقاعات العرض الفنية، إذ غالباً ما تكون الأنشطة التى تقدمها هذه المؤسسات والمساحات الفنية منسجمة مع طبيعة هذا الشهر. كثير من الأنشطة التي تقدمها هذه المساحات الفنية يعتمد على الموروث الثقافي المصري والعربي بكافة أشكاله، وهو ما يجعل من رمضان شهراً استثنائياً للاحتفاء بالموروث. في هذا الشهر تحديداً تتبارى معظم المقرّات التابعة لوزارة الثقافة المصرية المنتشرة فى أحياء القاهرة، في تقديم أنشطة متنوعة وحفلات يومية مرتبطة بشكل أو آخر بالفلكلور الشعبي أو الديني كفرق الغناء الصوفي والمديح والرقص الشعبي وغيرها، هذا خلافا لورش العمل الفنية المختلفة كالرسم وصناعة الفوانيس والحراف التقليدية.

لا تختلف قاعات العرض الفني كذلك عن هذه الأجواء، إذ غالباً ما تقدم هذه القاعات لمرتاديها برنامجاً مكثفاً من العروض الفنية المرتبطة بروحانيات شهر رمضان. وتأتي الأعمال المستلهمة من الكتابة العربية على رأس التفضيلات التي تقدمها قاعات العرض القاهرية لزوارها في رمضان. فبطريقة ما ارتبط الخط العربي في أذهان الناس بالأجواء الدينية، ربما بسبب محتوى الأعمال الشائعة والمستلهمة عادة من النصوص القرآنية، أو ربما للعلاقة القديمة والوثيقة بين الخط العربي والنصوص الدينية.

من بين المعارض المتميزة التي واكبت شهر رمضان هذا العام، يأتي معرض الخط العربي الذي ينظمه غاليري ديمي للفنون حتى 26 من الجاري. يسلط المعرض الضوء على جماليات اللغة العربية كما يقول منسقه الفنان يسري المملوك. وتمثل الأعمال كما يقول المملوك إضافة فنية متفردة للمشهد التشكيلي البصري متنوع الاتجاهات والأساليب الفنية المختلفة، في فضاء رحب يتسع لكل الرؤى.

معظم التجارب المشاركة في هذا المعرض تُراوح بين سياقي الحروفية وفن الخط. في السياق الأول يتعامل الفنانون مع الحرف العربي كعنصر بين عناصر متعددة لتشكيل اللوحة. لا تقدم لنا هذه الأعمال عزفاً مكرراً على إيقاعات الخطوط وجمالياتها فقط، فهي تعيد صوغ هذه القواعد للخروج بنسق مختلف وغير مألوف. في هذه الطائفة من الأعمال تتوالد الحروف وتتمدد أطرافها كي تنشىء مساراً بصرياً مختلفاً بعيداً عن المعنى والقول والحكمة المأثورة. يسعى الفنان في هذه الأعمال إلى استكشاف تلك الطاقة الكامنة في حروف الكتابة العربية، مبتكراً مسارات جديده لتلك الحروف، كعنصر بصري يمكنه التعامل معه بالحذف والإضافة.

أما في السياق الآخر فالحرف العربي يتصدر مشهد اللوحة من دون سواه، هو بطل العمل بلا منازع، وليس مجرد عنصر مشارك في البناء البصري للعمل الفني. في هذه الحالة يعتمد الفنان في توظيفه للحروف العربية على البنية الجمالية للحروف، ويصوغها في جمل أو حتى كلمات قليلة موحية. تهتم هذه الطريقة بالعبارة المكتوبة والمستلهمة غالباً من قصائد الشعراء والمتصوفة أو من الآيات القرآنية. ثمة أعمال أخرى تستلهم الشكل من مضمون الكتابة، فالمعنى هنا يكون لصيقاً بالشكل. ففي كل عبارة يكتبها يسعى الفنان غالباً لاستخلاص الشكل المناسب لمضمون هذه العبارة، كأعمال الفنان خضير البورسعيدي على سبيل المثال، وهو من بين الرواد في هذا الأسلوب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من بين التجارب اللافتة في هذا المعرض تأتي أعمال الفنانة أنتونيلا ليوني، وهي فنانة إيطالية مقيمة في القاهرة. تعشق ليوني كما تقول فن الكتابة بالخط العربي، الذي تعلمت أصوله في إحدى الأكاديميات المخصصة لذلك في القاهرة. تمزج الفنانة الإيطالية في أعمالها بين الرسم والحروف العربية، كما تستلهم الكثير من أعمالها من آيات القرآن الكريم والأحاديث، إلى جانب قصائد ابن الرومي وكلمات ابن عربي. في الأعمال التي تشارك بها في هذا المعرض اختارت ليوني أن تسلط الضوء على الكلمات الأولى من بعض الآيات القرآنية.

من العروض الأخرى التي تحتفي بالموروث يأتي معرض "ذاكرة المدينة" الذي يقام بمناسبة اليوم العالمي للتراث. يقام المعرض  في مركز الهناجر- دار الأوبرا المصرية، ويختلف عن سابقه في كونه يحتفي بالعمارة التراثية القاهرية. يضم المعرض مجموعة كبيرة من الصور الفوتوغرافية القديمة والنادرة للمباني التي حصرتها لجنة حفظ الآثار العربية بأمر من الخديوي توفيق. ويعود تاريخ بعض هذه الصور إلى نهاية القرن التاسع عشر. أما قاعة "دروب للفنون" فتنظم معرضاً جماعياً تحت عنوان "رمضان في مصر" يضم المعرض أعمالاً لأكثر من 25 فناناً وفنانة من مختلف الأجيال والاتجاهات. معظم الأعمال المشاركة تعبر عن الأجواء الرمضانية ومظاهر الاحتفال الشعبي بشهر رمضان.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة