ملخص
أهميته تأتي من خلال فهمه قضايا الإنسان المعاصر والتعبير عنها بقوة ورشاقة ضمن سياق ترفيهي بصري وسمعي متميز، ذلكم مايكل جاكسون
اكتسب مايكل جاكسون أهميته وشهرته من خلال فهمه لقضايا الإنسان المعاصر الرئيسة، ونجح في التعبير عنها بقوة ورشاقة ضمن سياق ترفيهي بصري وسمعي متميز، إذ تجلى ذلك منذ بداية مشواره الفني عبر رقصتين شهيرتين هما "المشي على القمر" و"مغزل القطن اليدوي"، اللتان عبر من خلالهما ملك البوب جسدياً وروحياً عن احتفاء البشرية بحدثين في غاية الأهمية هما هبوط الإنسان على القمر عام 1969، وتوقف العبودية الذي توج بإعلان الحقوق المدنية في الولايات المتحدة الأميركية بعد مخاض استمر آلاف السنين.
المشي على القمر
فحلم الوصول إلى القمر لم يكن متاحاً للإنسان لولا العلم والثورة الصناعية في العالم عموماً والولايات المتحدة الأميركية خصوصاً، لذلك كان على الفن الأميركي أن يعبر بدوره، من خلال الإعلام وهوليوود، عن هذه الفكرة خير تعبير، واختار القدر لهذه المهمة ولداً أسمر ذا صوت جميل وقدرة خارقة على الرقص والاستعراض ليعبر عن ذلك الحلم من خلال صوته ورقصه، إذ أدى جاكسون عام 1983 خلال استعراضه الأول (motown5) في برنامج (yesterday) الذي تابعه 47 مليون مشاهدـ الحركتين الشهيرتين للمطرب دفعة واحدة، وأحدثتا صدمة كبيرة في عالم الفن والترفيه.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تمثل جاذبية القمر نحو 16.6 في المئة من جاذبية سطح الأرض، لذلك مثل المشي على سطحه تحدياً للإنسان، وفي حين لجأ العلم لحل هذه المعضلة إلى قوانين الفيزياء والرياضيات وغيرهما، انهمك الفنانون المتميزون في حل معضلة التعبير عن ذلك الإنجاز العلمي والتقني من خلال الأداء الاستعراضي رقصاً وغناء، وكان خير من عبر عن تلك الحال الفنية المبتكرة هو جاكسون الذي نفذ مشية القمر على خشبة المسرح ضمن أجواء احتفالية مبهرة صورت لبسطاء الناس أهمية ذلك الإنجاز التاريخي وما سيبنى عليه من إنجازات جديدة خلال المستقبل القريب.
تمكن الراقص الأميركي الأول من خلال تلك الحركة الرشيقة أن يوثق لحظة هبوط الإنسان لأول مرة على سطح كوكب آخر، ما مثل بداية انطلاق البشر نحو اكتشاف محيطهم الفضائي الشاسع الذي ظل بمثابة لغز حير الإنسان منذ وجوده على سطح الأرض قبل ملايين السنين.
مغزل العبودية
رقصة المغزل هي حركة يدور فيها الراقص حول نفسه ثم يتوقف على أطراف أصابعه، والمغزل هو أداة يدوية استخدمها الناس قروناً من الزمن من أجل غزل القطن والصوف لصناعة الملابس والكساء، وتكمن أهمية هذه الرقصة في كونها تعبر عن ارتباط هذه الصناعة في فترة من الزمن بالعبودية، إذ دارت رحى تلك الحال غير الإنسانية على مدار قرون من خلال استعباد الناس للعمل في مزارع القطن تحديداً.
وتمثل الرقصة تجسيداً لتوقف حال العبودية بعد معاناة شديدة في أواخر القرن الـ20، ويمثل وقوف الراقص (جاكسون) على أطراف أصابعه نوعاً من أنواع العقاب التي تعرض لها العبيد قبل أن ينال الإنسان الأسود في أميركا حقوقه الكاملة، مما يعني أن التصفيق الذي يعقب تلك الرقصة هو ترحيب من الجمهور بذلك الإنجاز الإنساني الكبير.
يذكر أن اختراع جهاز محلاج القطن الآلي عام 1973 على يد إيلي وايتني في شمال الولايات المتحدة، أدى إلى الاستغناء عن استخدام المغزل اليدوي القديم، كما أسهم في حلول الآلة مكان الإنسان من أجل تسريع وتسهيل العمل في تلك الصناعة.
القتل الخطأ
في فيلم "جانغو أن شيند" الذي لعب المغني الأميركي جيمي فوكس دور البطولة فيه، استخدم صاحب المزرعة الإقطاعي كالفن في واحد من المشاهد العلم لكي يبرر العبودية ضد العرق الأسود تحديداً، من خلال عرض جمجمة واحد من الذين استعبدوا في مزرعته منذ زمن والده.
لكن مخاض العبودية في الولايات المتحدة الأميركية الذي دام عدة قرون أثبت، عام 1960 مع إعلان الحقوق المدنية الشهير، أن العبودية ما هي إلا حال ذهنية أو حاجة اقتصادية ليست مقتصرة على عرق معين أو لون بشرة محددة، لأنها تمارس في كل الأوقات وضد كل الأعراق، بل إن فضيحة "عبيد النبيذ" في البرازيل حالياً تعبر عن أزلية هذا الصراع الذي عرفته كل الأمم منذ آلاف السنين وحتى يومنا هذا.
الفن بدوره لم يبرر هذا السلوك في يوم من الأيام، مع ذلك وقع مايكل جاكسون، وهو أهم أيقونة فنية إنسانية في القرن الـ20، ضحية هذا الصراع بين الفن والفساد الذي طال بعض أركان العلم الحديث، إذ تورط موراي، طبيبه الخاص الذي عينته شركة ترفيهية لمتابعة حاله الصحية، في مقتله وحكم عليه في 2010 بالسجن أربعة سنين بتهمة القتل الخطأ.
الشيخ جاكسون
في فيلم "الشيخ جاكسون" عام 2017 للمخرج المصري عمرو سلامة، لعب الفنان أحمد الفيشاوي دور شاب تأثر في سنوات الدراسة بالراقص الأميركي قبل أن يتحول إلى رجل دين بعد أن هرب من سلطة والده (ماجد الكدواني) ولجأ إلى منزل خاله المتدين.
نجح العمل في أن يعكس صورة والد جاكسون الحقيقي، الذي كان يضربه بشكل منتظم بالسوط في طفولته مما أدى إلى حال الكراهية المعروفة من قبل النجم لوالده، على رغم اعترافه بفضل قسوة الأب عليه في النجاح الذي أحرزه لاحقاً.
فالضرب بالسوط، وفقاً لوالد الفنان الأميركي الذي اعترف بفعلته لاحقاً، قاد إلى ما يعرف باضطراب شخصية مايكل نفسياً. ويقول العلم، إن الاضطراب النفسي من أهم مسببات "البهاق" الذي أصيب به جاكسون في ذروة نجاحه، وكان وراء قرار تغيير الفنان لونه بالكامل، إضافة إلى خوضه مئات عمليات التجميل ليتحول خلال فترة حياته القصيرة من شاب أسود مموج الشعر إلى صاحب وجه أنثوي مشدود مع شعر ناعم طويل.
أول غناء فردي لجاكسون كان عام 1971 مع شركة "موتاون" للتسجيلات، وذلك عقب اختياره ليكون المغني الأول في فرقة والده "جاكسون فايف".
بعد ذلك التقى جاكسون المغنية ديانا روس قائدة فرقة "سبريمز"، وفي 1982 حقق أول البوم له بعنوان "ثريلر" مبيعات وصلت إلى 65 مليون نسخة، وباع في تلك الفترة 350 مليون تسجيل في أنحاء العالم، وكان أول شخصية تدخل موسوعة "غينيس" أكثر من 21 مرة، ليتحول بعدها إلى أيقونة عالمية راسخة وشخصية وصفت بأنها قدمت خدمات جليلة للإنسانية.
