Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

التزين بأدوات المائدة... حيلة مغربية لملاطفة الطبيعة

مهاجر في ألمانيا يصمم المجوهرات من الملاعق والشوك القديمة عوضاً عن رميها في النفايات

إعادة استعمال المواد التي يعتبرها البعض نفايات أصبحت مهمة لأجل الحفاظ على الطبيعة (اندبندنت عربية)

ملخص

يمكن لنساء أن يتزين من دون أن يكون ذلك على حساب أناس آخرين يشتغلون في ظروف صعبة لاستخراج المعادن النفيسة لتصميم المجوهرات.

تصميم المجوهرات من المعادن الثمينة مثل الذهب والفضة بكميات صغيرة يتطلب تشغيل أطفال صغار في دول بأميركا الجنوبية وأفريقيا للتنقيب عن هذه المعادن الثمينة يدوياً، واعتماد عمليات التفجير من خلال استخدام المواد الكيماوية السامة مما يسهم في تدمير البيئة.

من أجل تصميم مجوهرات صديقة للبيئة توجه عدد من الشباب في ألمانيا، من بينهم المهاجر المغربي حسن، إلى ابتكار إعادة تدوير أغطية القنينات الزجاجية والملاعق والشوك لتصميم مجوهرات.

من هواية إلى عمل

في مدينة فرانكفورت بألمانيا، يعرض حسن حلياً وأكسسوارات من شوك وملاعق يصممها بنفسه، ويعرضها للسياح الأجانب الذين يفدون إلى الشارع.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يتحدث حسن عن مشواره في تصميم الحلي قائلاً "عندما قدمت إلى ألمانيا قبل 20 عاماً، كنت مضطراً للعمل في مهن متعددة مثل غسل الصحون، لأنني لم أكن حينها أتقن اللغة الألمانية، وكنت أمارس تصميم المجوهرات من شوك وملاعق في البيت وأهديها للأصدقاء، ولم أفكر يوماً في أنها ستصبح مهنتي التي أكسب منها رزقي وأعيل عائلتي في المغرب، وأيضاً أسرتي في ألمانيا".

شارك حسن للمرة الأولى في معرض بمدينة فرانكفورت، وكانت أول تجربة له في عرض الحلي التي صممها في البيت، يقول "شجعني أصدقائي على المشاركة في معرض خاص بالفن، لقد استغربت حينها كيف أن أغلب الزوار أعجبتهم تصميماتي، فقررت حينها أن أتوقف عن العمل الذي كنت أزاوله، وأبدأ في بيع ما أنتجه في البيت".

روح جديدة

يحصل حسن على الشوك والملاعق المستعملة من أصدقائه ومعارفه، ويعيد تصميمها يدوياً على شكل خواتم وقلادات، يقول "عوضاً عن رمي الملاعق المستعملة في النفايات، أعيد خلق روح جديدة فيها، وتصميمها بأشكال مختلفة، وأعرضها على الزبائن الراغبين في تصميمات لا تضر بالبيئة".

 

 

مع تنامي الوعي بالحفاظ على البيئة، يقدم حسن ورشات للشباب الراغبين في تعلم هذه الحرفة، ويتابع "الجيل جديد شغوف بكل شيء، ويقلل من استغلال الموارد الطبيعية، وأشعر بسعادة كبيرة عندما أجد الشباب وأحياناً الأطفال مهتمين بتصميماتي ولديهم وعي كبير بأهمية الحفاظ على البيئة".

ويضيف حسن "إعادة استعمال المواد التي يعتبرها بعضهم نفايات أصبحت مهمة لأجل الحفاظ على الطبيعة، ومن خلال هذه الحرفة أشعر بأني فعلت شيئاً جيداً لنفسي وأيضاً للبيئة، ويمكن للنساء أن تتزين من دون أن يكون ذلك على حساب أناس آخرين يشتغلون في ظروف صعبة لاستخراج المواد الخام لتصميم المجوهرات".

معرض فرانكفورت

في مدينة فرانكفورت بألمانيا ينظم سنوياً معرض المجوهرات المعاد تدويرها، ويتم من خلاله عرض القلائد والأساور المصممة من كبسولات القهوة القديمة وأدوات المائدة، ويشرح الحرفيون الشباب كيف يمكن صنع الأساور من الشوك والملاعق.

وكانت مصممة المجوهرات الألمانية كارولا سيفرت أطلقت في برلين مجموعة مجوهرات صممتها من أغطية القنينات الزجاجات، وأسهمت في التعريف بأهمية إعادة التدوير في عالم تصميم المجوهرات.

يطمح حسن في أن ينجح يوماً ما في نقل معارفه للجيل الجديد في المغرب. وفي هذا السياق يقول "كنت أتمنى أن أشارك في تلقين الشباب بالمغرب هذه الحرفة، وأن ندمجها أيضاً بمعارفنا التقليدية في مجال الحلي المغربية".

يبيع حسن تصميماته بثمن مناسب، فـ"المجوهرات المعاد تدويرها تتمتع بسمعة جيدة في ألمانيا، كونها غير مكلفة ويمكن لأي شخص أياً كان وضعه المالي أن يقتنيها".

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات