Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

طقوس وعادات مراسم العزاء في المغرب

من الطقوس القديمة التي لا تزال موجودة في عدد من خصوصاً في البوادي والقرى النائية حضور "الندابة" أو "المعددة"

يقوم بعض أقارب المتوفى في عدد من المناطق القروية بالمغرب بتلطيخ وجوههم وثيابهم بالتراب أو الفحم (وكالة الأنباء المغربية)

ملخص

غالبية المدافن في المغرب مكسوة بالعشب أو بأغصان الأشجار كما أن معظمها يبلل بماء الورد أو الزهر

كثيرة هي الطقوس والعادات الغريبة والمثيرة التي لا تزال ترافق مراسم الوفيات والمآتم في المجتمع المغربي بعد رحيل المتوفى أو دفنه، وأيضاً في الوجبات التي تقدم إلى المعزين طوال الأيام الأولى، إضافة إلى لباسهم.

وتختلف العادات والطقوس المصاحبة لفاجعة الموت من منطقة إلى أخرى في المغرب، حتى إن الموت بات مرادفاً في كثير من الحالات لهيمنة هذه العادات وفرض هذه الطقوس التي صار كثيرون يعتبرونها جزءاً لا يتجزأ من مشهد الموت.

طقوس بعد الوفاة

مباشرة بعد الصدمة الأولى التي تذهل أهل المتوفى وتدخلهم في حال من البكاء والعويل أحياناً واللطم أحياناً أخرى، يعود الرشد تدريجياً لعائلة الفقيد لتنطلق ترتيبات توديعه وإلقاء آخر نظرة عليه من قبل جميع أفراد العائلة صغيرها وكبيرها.

ومن الطقوس القديمة التي لا تزال موجودة في عدد من المناطق وخصوصاً في البوادي والقرى النائية، حضور "الندابة" أو "المعددة"، وهي المرأة التي تأتي إلى بيت العزاء إما من تلقاء نفسها أو بطلب من أسرة الميت، من أجل تعداد مناقب الفقيد والبكاء عليه.

وتبدع "النواحة" في البكاء على الميت حتى لو لم تكن تعرفه من قبل أو تعرف فقط اسمه، وتذكر محاسنه ومزاياه حتى لو لم يكن كذلك، فالمهم في مهنتها أن تضفي أجواء من البكاء والنواح في بيت المتوفى بشكل يستدر دموع أهله والمعزين الحاضرين.

وبعد أن تنتهي "النواحة" من مهمتها في إشعال البيت حزناً وبكاء وعويلاً وصياحاً بفضل مهاراتها الصوتية التي تثير الأسى في الصدور، تتلقى تعويضاً مادياً أو شكراً من العائلة على حضورها، قبل أن تهدأ النفوس وتستعد للشحن العاطفي من جديد.

ومن العادات الغريبة والطارئة على المجتمع المغربي أن تستقدم الأسرة فرقة إنشاد أو مجموعة مادحين، فتجلس المرأة إذا كان الفقيد زوجها، أرضاً تحت قدمه، وتنطلق الفرقة الغنائية في الإنشاد الحزين الذي يجلب دموع الحاضرين ونحيبهم على فقدان عزيزهم.

مدافن

وبعد أن يوارى الميت الثرى فهناك أيضاً طقوس وعادات تختلف من منطقة مغربية إلى أخرى، لعل أبرزها حرص أسرة الميت على رش القبر بماء الزهر ووضع أغصان الشجر أو جريد النخل فوقه، ظناً منهم أن ذلك يلطف على الميت رهبة عالم البرزخ.

وصارت غالبية القبور في المغرب مكسوة بالعشب أو بأغصان الأشجار، كما أن معظمها يبلل بماء الورد أو الزهر، إذ يعتقد بعضهم أنه بهذه الطريقة يمكن مساعدة الميت في اجتياز ظلام القبر وأهواله بسلام أكثر.

كما يعمد بعض أقارب المتوفى في عدد من المناطق القروية إلى ممارسة ما يسمى "الحليك"، إذ يقومون بأخذ التراب أو الفحم ويلطخون به وجوههم وثيابهم في حركات تصاعدية، مع ضرب الصدر ولطم الوجه وشق الجيوب أيضاً، على رغم كون هذه الممارسات باتت تؤول شيئاً فشيئاً إلى الخفوت والتراجع.

كذلك تأتي النساء من عائلة المتوفى ومعهن نساء الجيران في اليوم الثالث بعد الوفاة من أجل وضع "الشريحة"، أي التين المجفف، وبعض الخبز أيضاً فوق قبر الميت، أو توزيعه على زوار المقبرة، وتدرج تلك العادة في إطار الصدقة التي يعود ثوابها لفقيد العائلة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

عادات الأكل

أما الوجبات التي تقدم للمعزين والتي لا يمكن خرقها أو استبدالها إلا في حالات اجتماعية نادرة أو ظروف أسرية طارئة، والتي تتفق عليها كثير من الأسر المغربية المكلومة بوفاة عزيز أو حبيب، تبدأ في الصباح الذي يلي يوم الوفاة إذ يتم وضع فطور للمعزين يتكون في الغالب من زبدة وزيتون أسود وشاي.

وبعد عودة الرجال من مراسم الدفن يجدون مائدة طعام تشمل الكسكس من دون لحم، أو مرق من دون لحم، وتسمى "المرقة الحزينة" لكونها معدة من دون لحوم تزين الطبق.

وفي مناطق أخرى مثل مدينة مكناس وسط البلاد تنتشر عادة تحضير وجبة الغذاء التي يقدمها أهل الميت للمعزين، وتكون عبارة عن مرق بلحم الغنم مع أطباق من الفجل المملح والزيتون الأسود.

وعند المساء يحضر المعزون الجيران وأبناء الحي إلى عشاء كامل يتم فيه وضع ما لذ وطاب من أكل وشرب أيضاً، خصوصاً أطباق لحم الدجاج ولحم البقر مع المشروبات الغازية والفواكه.

"الوْقار"

وكما جرت العادة في معظم دول العالم، ففي المغرب أيضاً هناك ما يطلق عليه "الوقار"، ومعناه أن نساء أسرة المتوفى وحتى الجارات اللواتي يرغبن في الحداد على الميت يمتنعن من ارتداء ملابس الزينة أو الملابس الملونة، ويمتنعن من الاكتحال أو وضع مساحيق التجميل.

وفي بعض مناطق المغرب تعمد النساء اللواتي لديهن علاقات جوار أو قرابة مع أسرة المتوفى إلى ارتداء ملابس ذات لون أبيض، انسجاماً مع زوجة المتوفى التي ترتدي اللون الأبيض في العادات المغربية، ولا تخرج إلا لحاجة ضرورية طوال أربعة أشهر و10 أيام.

وفي اليوم الثالث يتم تحضير وضيمة (وليمة) العزاء التي يحضرها الرجال والنساء من المعزين والجيران وأفراد العائلة القادمين من جهات بعيدة، مرتدين أفضل الأزياء من جلابيب للرجال وفساتين أو قفاطين للنساء.

وتقوم بتنشيط هذه الليلة فرقة مادحات ومنشدات في المكان الذي توجد فيه النساء، ومجموعة منشدين أو قراء للقرآن يسمون "الطلبة" عند الرجال، إذ يتم إنشاد مقاطع دينية عن الحياة والموت، بينما الوعاظ يذكرون الحضور بأهمية الاستعداد لليوم الأخير.

ومن العادات الغريبة الأخرى في بعض مناطق المغرب عدم مرافقة أفراد أسرة المتوفى للمعزين إلى باب الخروج، كما أن المعزي يحاول قدر الإمكان عدم زيارة شخص آخر في اليوم ذاته الذي ذهب فيه لتعزية أسرة الميت، اعتقاداً أن ذلك فأل سيئ، وفق اعتقادات بعضهم.

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات