Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

السعودية ترى فرص شراكة واعدة بين العرب و"الباسيفيك"

تصدرت قضية المناخ قائمة المناقشات في الاجتماع الوزاري الثاني لجامعة الدول العربية ومجموعة دول الجزر في الرياض

الاجتماع الوزاري المشترك الثاني بين الدول العربية ومجموعة دول جزر الباسيفيك في الرياض (واس)

ملخص

تطرق وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إلى أهمية تعزيز التعاون بين الدول العربية ومجموعة جزر "الباسيفيك" في مجالات واعدة مثل  الطاقة والتجارة والاستثمار والخدمات اللوجيستية والبيئة، لافتاً إلى أن السعودية تسعى إلى الانضمام لمنظمة منتدى جزر الباسيفيك بوصفها شريك حوار.

قالت الحكومة السعودية إنها ترى فرص شراكة واعدة بين العرب ودول جزر "الباسيفيك" التي رأت الجامعة العربية من جانبها أن البعد الجغرافي معها لا يعوق الدفع بالمصالح المشتركة بين التكتلين، عبر تعزيز التعاون في مجالات الأمن والطاقة والتجارة والاستثمار والخدمات اللوجيستية.

وأكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود حرص بلاده على دعم سيادة الدول واستقلالها وحل النزاعات بالطرق السلمية وعدم التصعيد.

وقال في افتتاحه الاجتماع الوزاري المشترك الثاني بين الدول العربية ومجموعة دول جزر الباسيفيك الذي انطلقت أعماله صباح الإثنين 12 يونيو (حزيران) في العاصمة الرياض "إن الاجتماع يهدف إلى تبادل وجهات النظر حول القضايا والتحديات المشتركة ومناقشة الشراكات السياسية والاقتصادية بين الدول العربية ومجموعة دول جزر الباسيفيك".

وتطرق الوزير إلى أهمية تعزيز التعاون في مجال الطاقة والتجارة والاستثمار والخدمات اللوجيستية، من خلال "تفعيل دور القطاع الخاص للبحث عن فرص استثمارية تعود بالنفع المشترك على بلداننا وشعوبنا"، لافتاً إلى أن السعودية تسعى إلى الانضمام لمنظمة منتدى جزر الباسيفيك بوصفها شريك حوار.

وأوضح أن الرياض تولي حرصاً كبيراً لمواجهة التحديات العالمية الراهنة والأكثر إلحاحاً في هذه الفترة والمشتركة، والتي لخصها بقضية الأمن الغذائي والعقبات التي تواجهها سلاسل الإمداد والتغير المناخي والتنمية المستدامة.

ولفت إلى تطلع بلاده من خلال استضافة معرض إكسبو الدولي 2030 في مدينة الرياض إلى العمل مع الدول الصديقة لاستعراض ثقافاتها وإنجازاتها الثرية وطموحاتها المستقبلية، وتقديم تجربة عالمية غير مسبوقة في تنظيم هذا المحفل الدولي، "إيماناً من المملكة بما يقدمه هذا المحفل من فرص لتوطيد أواصر العلاقات بين شعوبنا، وإبراز المجالات الاقتصادية والاستثمارية والسياحية للدول".

دعم فلسطين في الأمم المتحدة

وفي السياق ذاته، قال الأمين العام للجامعة أحمد أبوالغيط "إن القضية الفلسطينية تقع على رأس أجندة الدبلوماسية العربية"، مؤكداً أن الدول العربية "ستواصل حمل لواء الدفاع عن هذه القضية في مختلف المحافل الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة".

وأضاف في كلمته في الدورة الثانية للاجتماع الذي ينعقد بعد 13 عاماً من الدورة الأولى عام 2010، إننا "نتطلع في هذا الإطار إلى تفهم دولكم هذا المسعى العربي ودعمنا في الأمم المتحدة". ودعا أبوالغيط دول الباسفيك إلى الاستماع إلى أبعاد المشهد الراهن في فلسطين والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي سياق متصل، حذر رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، من خطورة مشروع قانون سيتم تقديمه للكنيست الإسرائيلي خلال الأيام المقبلة، لفرض التقسيم الزماني والمكاني في المسجد الأقصى.

وكان رئيس الوزراء الفلسطيني خلال الجلسة الأسبوعية للحكومة الفلسطينية اليوم أكد أن الخطوة ستحدث "غضباً عارماً لا يمكن توقع نتائجه، نظراً إلى ما يشكله المسجد الأقصى من قدسية وقيمة دينية للشعب الفلسطيني وللعرب والمسلمين"، مشيراً إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل مخططاته لتطبيق عملية الضم، ويخطط لإقامة منطقة صناعية ضخمة، على مساحات واسعة من أراضي شمال الضفة الغربية.

تحديات مشتركة

إلى ذلك أشار أبوالغيط في الاجتماع الوزاري بين الدول العربية ومجموعة دول جزر الباسيفيك، إلى أن الجامعة تعمل جاهدة من أجل التوصل إلى حلول سياسية للأزمات العربية الراهنة في المنطقة، بما يحفظ مقدراتها ووحدتها وسلامة مؤسساتها الوطنية.

وأكد أهمية العمل لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، على غرار المنطقة الخالية "رارا تونجا" في منطقة جنوب الباسيفيك.

 

وأضاف "على رغم التباعد الجغرافي بين الدول العربية ومجموعة دول جزر الباسيفيك، فإن التعاون البناء والمشترك بين المنطقتين قادر على تخطي الحدود الجغرافية لتحقيق أمن واستقرار ورخاء الشعوب".

البعد الاستراتيجي 

وكانت منطقة جزر "الباسيفيك" الاستراتيجية، شهدت تنافساً دولياً محموماً الفترة الماضية، في سياق الصراع الجيوسياسي بين الصين والغرب، خصوصاً الولايات المتحدة، التي اتخذت خطوات عدة، في خضم محاولاتها تضييق الخناق على غريمتها بكين.

وتوقعت مراكز دراسات أميركية وغربية أن يشتد التنافس بين الجانبين على تلك المنطقة في إطار الصراع الأوسع على النفوذ، بعد حرب أوكرانيا التي جعلت الاستقطاب السياسي العالمي على أشده، على نحو أعاد الأذهان إلى مرحلة الحرب الباردة بعد منتصف القرن الماضي.

 ويرى باحثون عرب مثل سارة النيادي أن الجزر أغراها التنافس الدولي بتوظيف موقعها الجيوسياسي بين القوى الكبرى لتعظيم استفادتها ورفع سقف مطالباتها، مع تجنب الاصطفاف خلف أي قطب.

وألمح أبو الغيط إلى هذا المنحى بالقول "كلتا المنطقتين العربية والباسيفيكية تحتل مكانة جيواستراتيجية مهمة في ظل النظام الدولي الحالي، الأمر الذي يدعونا إلى التكاتف ودعم التعاون من أجل التعبير عن الإرادة الحرة والمستقلة لدولنا وشعوبنا".

وأردف بالقول "إن جامعة الدول العربية تدرك باهتمام تطلعات ومخاوف دول الباسيفيك وحرصها على تقريب وجهات النظر إزاء القضايا المختلفة وتشارك الطموحات نحو مستقبل أفضل لدولنا وشعوبنا، وإننا مستعدون للتعاون معاً في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك، والتي من بينها قضايا تغير المناخ والاستجابة للأوبئة والأمن البحري وحماية البيئة والأمن الصحي".

 

 

وفي الصدد ذاته، أشار منسق دول مجموعة جزر الباسيفيك ووزير خارجية بالاو غوستاف إتيارو إلى سعي المجموعة من خلال المشاركة في هذا الاجتماع لاتخاذ خطوات جدية لتعزيز علاقاتها بالدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط.

وقال "العالم تواجه العديد من التحديات لاسيما فيما يتعلق بقضايا المناخ، ونعمل في المجموعة التي تضم 14 دولة للتصدي لتلك المخاطر بهدف التغيير لحياة أفضل على كوكب الأرض، خصوصاً ما يتعلق بظاهرة التلوث البلاستيكي، إذ لدينا العديد من الخطط الهادفة لتنظيف الكوكب من هذا الخطر".

مجموعة دول جزر الباسيفيك تتكون من جزر كيريباتي ومارشال وفيجي وناورو وبابوا غينيا الجديدة وساموا وجزر سليمان وتونغا وتوفالو وفانواتو ونييوي وولايات ميكرونيسيا المتحدة وبالاو وجزر كوك.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات