Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل ستدوم أرباح صناعة السفر؟ 

يتوقع رؤساء شركات الطيران العالمية الآن 9.8 مليار دولار في صافي الدخل هذا العام 

الصناعة تواجه نقصاً في موظفي المطار وارتفاع كلفة وقود الطائرات وانهيار أنظمة تكنولوجيا المعلومات (أ ف ب)

ملخص

من المتوقع أن يصل عدد السياح الوافدين إلى جميع أنحاء العالم هذا العام إلى 95 في المئة من مستويات ما قبل كورونا

تسير عودة السفر على قدم وساق، كما تجني الصناعة أرباحاً بعد سنوات قليلة من الركود فرضتها جائحة كورونا، ومن المتوقع أن تجلب الرغبة الملحة في الإنفاق على تذاكر الطيران والفنادق أرباحاً وفيرة، في وقت فاضت قوائم منظمي الرحلات بالحجوزات، وحصدت سلاسل الفنادق أرباحاً قياسية.

رفعت شركات الطيران توقعاتها لحصد الأرباح، إذ أعلنت "إيزي جت" توقعاتها للأرباح مرتين هذا العام، وعاد كل من المجموعة الدولية الموحدة للخطوط الجوية (iag)، وهي شركة طيران أنجلو - إسبانية متعددة الجنسيات مع مكتبها المسجل في مدريد، و"ريان إير" إلى الربحية لأول مرة منذ بداية الوباء، فيما توزع الخطوط الجوية السنغافورية بعضاً من أرباحها القياسية كمكافآت بقيمة راتب ثمانية أشهر، ولكن مع ارتفاع أسعار تذاكر الطيران بوتيرة أسرع من التضخم يتوقع رؤساء شركات الطيران العالمية الآن 9.8 مليار دولار في صافي الدخل هذا العام، أي أكثر من ضعف المبلغ المتوقع في بداية العام، وفقاً لاتحاد النقل الجوي الدولي، وهي هيئة صناعية. 

تقول صحيفة "الإيكونوميست" إن ازدهار العطلات أدى إلى رفع توقعات السفر الدولي، إذ من المتوقع أن يصل عدد السياح الوافدين إلى جميع أنحاء العالم هذا العام إلى 95 في المئة من مستويات ما قبل الجائحة، ارتفاعاً من 63 في المئة في عام 2022، وفقاً لتقديرات منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، كما عادت أسعار أسهم شركات السفر التي تراجعت في أوائل عام 2022 وسط مخاوف من ارتفاع التضخم والركود الذي يلوح في الأفق إلى الارتفاع مرة أخرى، إلا أن الأسعار المرتفعة لم تردع الباحثين عن وجهات مشمسة حتى الآن.

ويقول محلل شركة "أكسفورد إيكونوميكس" الاستشارية ديفيد جودجر "يعطي الناس الأولوية للسفر على الإنفاق التقديري الآخر، ولا يزال كثر يلجأون إلى المدخرات التي تم توفيرها أثناء عمليات الإغلاق، ويتجه كثير منهم إلى السفر في أيام العطلات، حتى أثناء تقليص الإنفاق على الملابس أو تناول الطعام بالخارج".

عوامل قد تحد من انتعاش السفر 

وترى الصحيفة أن بعض العوامل ستحدد المدة التي سيستغرقها انتعاش السفر الحاصل اليوم، فالصناعة تواجه نقصاً في موظفي المطار، وارتفاع كلفة وقود الطائرات، وانهيار أنظمة تكنولوجيا المعلومات، التي انهارت تحت وطأة الطلب العام الماضي، مما أدى إلى تأخير الرحلات أو الإلغاء لساعات طويلة في وقت قصير، مع إلغاء أو تأخير ربع جميع الرحلات الجوية في أميركا الصيف الماضي، بالتالي مثل هذه الانهيارات من شأنها أن تقض الثقة في صناعة السفر، ناهيك بكونها مكلفة، في حين تقدر شركة الطيران "ساوث ويست إيرلاينز" أن إلغاء ما يقرب من 17 ألف رحلة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي أدى إلى تكبدها خسائر تقدر بنحو 800 مليون دولار.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

السؤال الأكبر اليوم يتعلق بالطلب، فبعد صيف منتعش يمكن أن تنخفض الشهية لقضاء العطلات بأسرع ما يمكن، فعلى رغم أن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي (البنك المركزي الأميركي) أوقف زيادات أسعار الفائدة موقتاً، فمن المتوقع أن يرفع أسعار الفائدة مرة أخرى في الأشهر المقبلة، ومع استمرار بنك الاحتياطي الفيدرالي والبنوك المركزية الأخرى في البلدان الغنية في مكافحة التضخم العنيد، قد يلقي المصطافون في نهاية المطاف بمنشفة الشاطئ، بحسب تعبير الصحيفة.

الركود وقطاع مثقل بالديون 

قد لا يتحمل السائحون الصينيون وهم ثالث أكبر مجموعة بعد الأميركيين والألمان في عام 2019 الضغوط الاقتصادية التي تعيشها بلادهم، وفقاً لـ"أكسفورد إيكونوميست"، فمنذ تخفيف قيود انتشار فيروس كورونا في الصين العام الماضي أثبتت الوجهات القريبة مثل ماكاو وتايلاند شعبيتها، ومع ذلك فإن الحماس الصيني للمناطق البعيدة لا يزال فاتراً، في يحين تقدر شركة "أكور"، عملاق الفنادق، أن نحو ثلاثة أرباع المسافرين الصينيين هذا العام سيختارون "البقاء في المنزل والقيام بأنشطة ترفيهية" بدلاً من ذلك.

في حين يتوقع أن يكون الركود في قضاء العطلات خبراً سيئاً لقطاع مثقل بالديون يواجه نفقات متصاعدة ويتعافى من الخسائر السابقة مع خسارة شركات الطيران وحدها 138 مليار دولار في عام 2020، تتوقع وكالة "موديز للتصنيف الائتماني" أن تزيد كلفة العمالة لدى الشركات بنحو الخمس هذا العام، في وقت تكافح الفنادق التي تعاني نقص الموظفين لملء الوظائف على رغم رفع الأجور، ففي بريطانيا زادت فواتير الأجور بنسبة 15 في المئة عما كانت عليه قبل انتشار الوباء بعد إجازة استمرت لسنوات، بالتالي ربما بدأ الواقع الاقتصادي اليومي في صناعة السفر بالتغير.

اقرأ المزيد