Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الجيش الإسرائيلي يضع خططا لتفادي خطر خطف مزيد من عناصره

بخاصة بعد فشل كل جولات التفاوض الأخيرة في التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى

جانب من تدريبات حركة حماس على خطف جنود إسرائيليين (اندبندنت عربية - مريم أبو دقة)

ملخص

أجرت "حماس" رفقة فصائل أخرى مناورات لمحاكاة سيناريوهات تكتيكية مختلفة بما في ذلك اقتحام سريع للأراضي الإسرائيلية وخطف جنود

في ظل رفض حكومات إسرائيل المتعاقبة إبرام صفقة تبادل أسرى مع حركة "حماس"، وإصرار الأخيرة على دفع هذا الملف بشروطها، تنامى لدى الجيش الإسرائيلي تخوف بإمكان تنفيذ مقاتلين من غزة عمليات أسر جديدة ضد جنود أو مدنيين، وبدأت المؤسسة الأمنية ترسم خططاً لتفادي حدوث ذلك.
لم ينبع التخوف الإسرائيلي من عدم، بل جاء مع تأجيل ثلاثة وزراء ملف المحتجزين في غزة لأكثر من تسع سنوات، وأيضاً بعد دراسات وحوارات أجرتها المؤسسة الأمنية والمراقبين العسكريين تفيد بأن "حماس" تخطط لخطف مزيد من الإسرائيليين.

تهديد على محمل الجد

وهددت "حماس" بذلك وأعلنت في عام 2021 خطة تحمل عنوان "زيادة الغلة"، وتتضمن خطف مزيد من الإسرائيليين، لإجبار أية حكومة في تل أبيب على الجلوس على طاولة المفاوضات وسماع شروطها.

وعلى رغم أن الجيش والمؤسسة الأمنية في تل أبيب تعاملا مع تهديدات "حماس" في البداية على أنها مجرد خطابات إعلامية، إلا أن وسائل الإعلام الإسرائيلية بدأت تنقل عن المؤسسة الأمنية أن ذلك قد يحدث بالفعل وتخطف الحركة مزيداً من الإسرائيليين.


تخوفات

وأوردت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية "كان" أن هناك تخوفاً حقيقياً متنامياً لدى الأوساط العسكرية في الجيش والمؤسسة الأمنية إزاء توجه "حماس" نحو مضاعفة جهودها لخطف جنود على الحدود مع قطاع غزة، مشيرة إلى أن تقديرات الجيش تفيد بأن تنفيذ هذه العمليات لن يكون في أيام تصعيد، وذلك على اعتبار أن الأجهزة العسكرية الإسرائيلية تكون في حال تأهب.

ونقلت مصادر إعلامية محلية عن ضباط إسرائيليين أن التقدير السائد لدى أذرع الجيش هو أن الهدوء في غزة "مخادع"، ولذلك تكثف المؤسسة الأمنية والعسكرية "تدريبات واستعدادات فرقة غزة، تحسباً لعمليات خطف جنود وتسلل باتجاه البلدات القريبة من القطاع، من دون أن تجر المعادلة بالضرورة المنطقة إلى اندلاع صراع مسلح واسع مع غزة".
فعلياً أجرت "حماس" برفقة الفصائل الأخرى مناورات عسكرية جرى فيها تطبيق سيناريوهات تكتيكية مختلفة بما في ذلك اقتحام سريع للأراضي الإسرائيلية وخطف جنود، وهو ما يدرسه الجيش ويحاول تفاديه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبحسب المصادر الإعلامية ذاتها فإن الجيش الإسرائيلي لاحظ أن "حماس" عينت مراقبين أمنيين تحت ستار صيادي طيور لدراسة الشريط الحدودي ومناطق ضعف الجدار الدفاعي، إضافة إلى أن عناصر الحركة يسجلون ملاحظات بانتظام حول مواعيد عمل دوريات حفظ الحدود، وذلك لجمع معلومات استخبارية عن الجيش الإسرائيلي، لاختيار اليوم الذي تريد فيه تنفيذ هجوم تسلل أو خطف جندي من خلال تشغيل نفق حفر تحت غطاء المباني حتى السياج.

تحركات لاحظها الجيش

وتشير المصادر عينها إلى أن الجيش الإسرائيلي أصبح يرى ناشطي "حماس" قريبين طوال الوقت من السياج الحدودي، ورصد محاولات عدة لوضع عبوات وهمية لاختبار يقظة القوات الإسرائيلية، إضافة إلى زرع عبوات ناسفة حقيقية لتفجيرها في يوم الخطف، لكن جرى تحييدها.

وأجرى الجيش الإسرائيلي خلال الفترة الماضية سلسلة تمارين قرب حدود غزة في إطار الاستعدادات، ورفع تأهب الجنود وتدريبهم على مناورات تجنبهم عمليات الاختطاف.


إجراءات وقاية

ولمعالجة تخوفات المؤسسة الأمنية في تل أبيب وتفادي خطة "حماس"، ينفذ الجيش الإسرائيلي في فترات متقاربة حركة توغل للآليات العسكرية داخل غزة بهدف نزع "تهديدات"، كما تؤمن قوات حرس الحدود الجدار الدفاعي الجديد بطول 62 كيلومتراً على حدود قطاع غزة من الخط البحري إلى الحدود مع سيناء لخلق مساحة أمنية ومنع الاقتراب منه.
وكل شهر تقوم "فرقة غزة" في الجيش الإسرائيلي بأعمال هندسية لكشف المنطقة الحدودية من أجل تحديد الشريط، ومنع الغطاء النباتي القريب من السياج أن يصبح مخبأ وخلق منطقة لرصد الجانب الفلسطيني بهدف جمع المعلومات الاستخبارية.
وفي إطار إغلاق منافذ التسلل من غزة إلى مناطق إسرائيلية دمر الجيش معبراً قديماً متوقفاً عن العمل منذ سنوات طويلة، يعتقد أن "حماس" تحاول استخدامه بوابة انطلاق لخطف جنود، وعمل على تشييد عائق مكانه يحول دون تمكن المقاتلين من اختراق الحدود.

التسلل

في عام 2021 خلال الفترة نفسها التي أعلنت فيها حماس خطة "زيادة الغلة" سجلت إسرائيل 53 محاولة تسلل من غزة باتجاهها، وفي عام 2022 سجلت انخفاضاً في ذلك، إذ قدر عدد المحاولات بنحو 29 محاولة، لكن في الوقت ذاته لم يستبعد الجيش وجود سراديب تحت الأراضي الحدودية لغرض الخطف.
ويقول الباحث العسكري يوسي يهوشع لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية "منذ زمن قريب كان هناك شريط أمني بمسافة 300 متر يفصل الجيش عن غزة ويمنع من الفلسطينيين الاقتراب على الحدود، لكن ذلك لم يعد موجوداً، والدليل تزايد حالات التسلل ونشاط عناصر الفصائل قرب الجدار الدفاعي، وهذا خطر، إذا لم يعد الجيش المسافة فإنها فقط مسألة وقت لنسمع خبر خطف أحد المدنيين أو الجنود".


فشل المفاوضات

وتأتي الاستعدادات الإسرائيلية بعد فشل جميع جولات المفاوضات السرية غير المباشرة التي جرت بين "حماس" وإسرائيل خلال السنوات التسع الماضية، وعدم نجاح أي من المبادرات التي عرضتها مصر ودول أخرى في الإفراج عن المحتجزين داخل غزة.
ويقول الجنرال الإسرائيلي نيف صوفير الذي خدم في "وحدة تحديد مكان المفقودين"، إن "الخطف أصبح وسيلة فعالة لدى حماس للإفراج بالجملة عن الأسرى في السجون، وقادة الحركة يؤكدون أنهم لن يصبروا فترة أطول لإبرام صفقة تبادل لذلك يحاولون خطف مزيد، مما يؤكد أن حماس تتعرض لضغوط جراء الجمود في المفاوضات، ورغبتها في إنجاز صفقة والضغط على إسرائيل للعودة لطاولة المفاوضات".

ساري المفعول

ومن جانبه صرح المحامي أوري سالونيم المستشار السابق لوزير الحرب لشؤون الأسرى والمفقودين الإسرائيلي، أن "حماس تستخدم أوراق المساومة النوعية، وهي خطف مزيد من الإسرائيليين بغرض تنشيط أدوات الضغط وتحسين مجال المناورة في الاتصالات، وتعثر صفقة التبادل يستدعي القلق من الحركة التي تعتبر الاختطاف وسيلة تكتيكية لإجراءات مضادة".
أما من ناحية حركة "حماس" فأطلقت ثالث تهديد حول نيتها خطف جنود إسرائيليين، وقال المتحدث العسكري باسم جناحها العسكري أبوعبيدة إن "قرار زيادة غلة الجنود الإسرائيليين الأسرى ما زال ساري المفعول وتحت التنفيذ، في ظل رفض حكومات تل أبيب تسريع ملف تبادل الأسرى".
وقال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية "إذا لم تقتنع تل أبيب بصفقة تبادل سنجبرها بالقوة على ذلك، وسنخطف مزيداً من الجنود عبر الأذرع الممتدة للحركة في كل مكان نحن مصرون على زيادة غلة الجنود الأسرى لنزيد من فرص تحرير أسرانا".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات