Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

من يروج للشائعة الفنان نفسه أم منافسوه؟

غالباً ما نجدها تحتوي على جزء صغير من الحقائق ولكن عند نشرها تحاط بحبكة فيها بعض من الخيال

بعض النجوم يطلقون الشائعات على أنفسهم من خلال صحافيين مقربين منهم (pxhere)

ملخص

الشائعات مرت بمرحلتين، الأولى كانت في زمن الصحافة التقليدية وكان لها وقع عند الناس، والثانية في عصر وسائل التواصل

دوماً ما ترافقت مسيرة الفنانين العرب مع الإشاعات التي تطلق من هنا وهناك، ودائماً ما كان يبررها أهل الفن على أنها "ضريبة الشهرة". وباتت في الآونة الأخيرة تخرج عن نطاقها المهني التنافسي، فأصبحت تعلن وفاة فنان وهو لا يزال على قيد الحياة.

ومما لا يحمله شك أن أحد أبرز أسباب انتشار الإشاعات هو الحسابات المزيفة للفنانين التي غالباً ما تروج لأخبار الوفاة والزواج والطلاق.

ترى كيف تتكون هذه الشائعات ومن يقف وراءها؟ هل الفنان نفسه أم المقربون منه؟ أم أحد خصومه في المجال عينه هو من يقف خلف إطلاق الشائعة؟

الأكيد أن أهداف إثارة الشائعات تتنوع مع مبتغيات مثيريها، وغالباً ما نجد الشائعة تحتوي على جزء صغير من الحقائق ولكن عند ترويجها تحاط بحبكة خيالية، بحيث يصعب فصل الحقيقة عن الخيال.

وحول مصادر الشائعات وكيف اختلف انتشارها بين الماضي والحاضر، تقول المطربة المصرية أنغام التي تعتبر من أكثر الفنانات اللواتي تعرضن لشائعات طاولت حياتها الشخصية "مسيرتي مليئة بالأخبار الكاذبة وأشيعت عن حياتي العائلية والشخصية أمور كثيرة لا علاقة لها بالواقع، وأنا شخصياً لا أحبذ الرد على الشائعات إلا في ما ندر، وأذكر عندما انتشر خبر زواجي بالنجم أحمد عز لم أعلق لأنني لم أكن متزوجة به في السر، فعائلتي والمقربون مني كانوا يعرفون أننا زوجان، لكنني لم أنشر الخبر في الإعلام، ولأسباب خارجة عن إرادتي انتشر الخبر، فأكدته. وكثيراً ما انتشرت شائعات عن زواجي، وآخرها من رئيس فرقتي الموسيقية المايسترو هاني فرحات ولكن تم نفيها بطريقة غير مباشرة، أما عن شائعة زواجي برجل أعمال خليجي، فأؤكد أن ليس لدي وقت للزواج، فأنا مشغولة بعملي وأسفاري وعائلتي".

النقاط على الحروف

أما الممثلة المصرية زينة، فهي بدورها تعرضت لإشاعات كثيرة. ففي بداية حياتها الفنية، أشيع أن علاقة حب ربطتها بالمطرب تامر حسني وأنهما كانا على وشك الزواج، لكنها تؤكد أن "كل هذا الكلام عار من الصحة، وتامر أخ عزيز على قلبي وبيننا صداقة عمر طويلة، ولا أسمح لأي أحد بأن يعكرها". ولكن ما نشر في الصحف قبل أعوام حول علاقة حب وزواج تجمعها بالممثل أحمد عز، كانت نفتها في البداية إلى أن تفاقمت المشكلات بينهما، واتضح أنها أنجبت منه توأمين هما عز الدين وزين الدين. ووصلت حكايتهما إلى المحاكم لأنه أنكر نسب الولدين والزواج، لكن زينة استطاعت في المحاكم أن تثبت بأن عز كان زوجها ووالد طفليها وأن العلاقة بينهما حالياً مستقرة. كما تشير زينة إلى أن الشائعة التي انتشرت في شهر رمضان الماضي حول خلاف كبير مع المخرج محمد سامي إثر مشاركتها في مسلسل "جعفر العمدة"، لا صحة لها، وتقول "لا وجود للخلافات"، لكنها لن تتعاون معه مجدداً، بينما يؤكد من كانوا في كواليس العمل حدوث مشكلات بينهما لأسباب عملية، لكن الطرفين فضّلا التكتم على الموضوع منعاً لتفاقم الأمور. وتختم زينة حديثها بأن حياتها عرضة للشائعات، لكنها تفضل عدم الغوص فيها لتموت في مهدها.

الصحافي السوري أسامة ألفا الذي يعمل في مجال الصحافة منذ أعوام طويلة يقول إن "الشائعات مرت بمرحلتين، الأولى كانت في زمن الصحافة التقليدية، أي قبل وسائل التواصل"، وكان للشائعة وقعها عند الناس سواء كانت من نسج الخيال أو مرتبطة بالواقع مثل إشاعة أخبار عن خلاف فنان ما مع زوجته أو طلاقهما. ففي السابق، كان نفي خبر كهذا أو تأكيده يحتاج إلى وقت طويل، وغالباً ينتظر الجمهور الصحافيين الموثوقين كي ينفوه أو يؤكدوه في صحفهم ومجلاتهم". ويضيف "اليوم لم تعد الشائعة تأخذ وقتاً طويلاً لتتحول إلى كرة ثلج بوجود مواقع التواصل الاجتماعي، إذ أصبح بإمكان الفنان أن يضع النقاط على الحروف بشكل مباشر على حساباته الموثقة على كل المنصات مثل "تويتر" و"إنستغرام" و"سناب شات" وغيرها". وبحسب أسامة ألفا "فإن إطلاق الشائعات ينقسم إلى قسمين، ولا أريد أن أبالغ كثيراً بالقول إن 50 في المئة منها هي من صناعة الفنانين أنفسهم عن قصد أو غير قصد. ففي القسم الأول كان الفنانون يصنعون الشائعة مثل الارتباط والزواج وكان يتم ترتيبها من الفنان نفسه، أو من نادي معجبيه، أو الصحافيين المقربين منه. أما القسم الثاني، أي إطلاق الشائعات المؤذية، فيكون من نسج خيال أعداء المشاهير". ويتابع "إذا كانت الشائعة من صنع الفنان ومحيطه أو مكتبه، فغالباً ما تصب في مصلحته لأنه يعمد من خلالها إلى الترويج لحفلاته وألبوماته الغنائية وأفلامه بعد غيابه عن الساحة لفترة من الزمن. وهناك بعض شائعات المرض التي يحاول بعض الفنانين إطلاقها على أنفسهم في حالات نادرة ويتم تضخيمها لتصبح شائعة كبيرة. أما شائعات الموت، فعادة لا يعرف مصدرها، لكن بطبيعة الحال يكون مصدرها أعداء الفنان بهدف التشويش على سمعته". ويختم أسامة ألفا كلامه بالقول إنه من خلال خبرته، بات يعرف من صياغة الخبر وأسلوب طرحه ما إذا كان شائعة أو حقيقة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بدورها الصحافية اللبنانية فدوى الرفاعي التي كانت مديرة تحرير إحدى المجلات لأعوام عدة وتعرف خبايا إطلاق الشائعات، تقول "بعض النجوم يطلقون الشائعات على أنفسهم من خلال صحافيين مقربين منهم على طريقة ’وكشفت مصادر مقربة‘... لترويج بعضهم لشائعة الإصابة بأورام سرطانية بهدف دعم إطلاق الألبوم، وتوضح أن "الشائعات في عصر مواقع التواصل الاجتماعي لا تزال رائجة ولها المفاعيل ذاتها، إنما تأكيدها أو نفيها فأصبحت وتيرته أسرع".

المزاج العام

أما الصحافي المصري أيمن نور الدين، فيشير إلى طبيعة إطلاق الشائعات في مصر ويشرح أنه "في كل مرحلة كان معظم الفنانين المصريين يتعرضون لشائعات مختلفة منها الإيجابي ومنها السلبي. وفي الشرق عموماً، موضوع شائعات الحب والزواج يبقى رائجاً، أما الشائعات السلبية مثل الوفاة، فمعظم الفنانين الكبار في السن تعرضوا لها. وأذكر في بداية التسعينيات انتشرت شائعة وفاة الفنان الراحل فريد شوقي وأذيع الخبر في الوسائل الإعلامية، بينما كان حياً يرزق، وتسببت هذه الشائعة له ولعائلته بإزعاج كبير. وفي الوقت عينه نلاحظ أن مثل هذه الأخبار تتكرر على مر التاريخ، فشائعة وفاة الفنان الكبير عادل إمام تتكرر شهرياً وباتت مصدر إزعاج. ومما لا شك فيه أن الأخبار السلبية تؤثر في المزاج العام للفنان وعائلته ومع الـ’سوشيال ميديا‘ توسعت، إذ أصبح بإمكان أي شخص أن يغرد على تويتر، أو يكتب بوست على فيسبوك مضمونه من نسج الخيال، مما يضطر الفنان إلى تأكيده أو نفيه عبر حساباته. وتكون لمطلقي هذه الشائعات أهداف خاصة". ويتابع نور الدين، "هناك شائعات تكون حقيقية بمعنى ربما يكون هناك ارتباط عاطفي جمع بين فنان وفنانة، لكنهما ينفيان الخبر عبر التسريب بأنه شائعة، لكنه في الواقع قد لا يكون كذلك، مما يؤكد المثل القائل ’لا يوجد دخان من دون نار‘. وأكبر دليل على ذلك علاقة النجم عمرو دياب بالممثلة دينا الشربيني التي تم نفيها عبر المقربين مرات عدة، ولكن اتضح لاحقاً أنها حقيقة وليست شائعة".

ويضيف "خلال تجربتي الطويلة اكتشفت أن معظم الشائعات في الوسط الفني هي حقائق، ومعظم ما تم نفيه على اعتبار أنه شائعة تبين بعد ذلك أنه واقع". وبرأي أيمن نور الدين، فإن "الفنان قد يلجأ إلى اختلاق شائعة حول اعتزاله أو أنه سيشارك في فيلم عالمي مثلاً بهدف إثارة البروباغندا، ليطلّ بعدها وينفي ذلك، وبات الجميع يعلم أن الفنان هو مصدر الشائعة الرئيس".

الصحافي الأردني محمود الخطيب يعلق حول الموضوع، قائلاً "في السابق كان الفنانون يروجون الشائعات عن حياتهم الخاصة لتبقى أسماؤهم في دائرة الضوء. أما في الوقت الحالي، فخف تأثير الشائعة لأنه وخلال ساعات، قد يتم نفيها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وأحياناً كثيرة يعمد الفنان إلى عدم الرد على الشائعة للاستفادة منها حتى إن كانت سلبية". وأخيراً يشرح الخطيب أن "مطلقي الشائعات المؤذية هم من أعداء النجم، أو نجم آخر يغار منه فيدفع جيشه الإلكتروني إلى الرد، لكن هذه الأمور باتت مكشوفة للصحافة والوسط الفني".

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات