Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هكذا أضحى عيد موريتانيا مناسبة للحنين إلى البادية

أسعار الأضاحي في نواكشوط تصدم المواطنين وناشطون يطالبون بالرقابة والأهالي: انتهى زمن التكافل

وصل سعر شاة الضأن إلى 250  دولاراً في البلد الذي يصدّر لجارته السنغال نصف حاجاتها من الأضاحي (اندبندنت عربية)

ملخص

هل ما زال عيد الأضحى بموريتانيا مرتبطاً في أذهان الفقراء باللحم؟

يطلق أغلب الموريتانيين على يوم الأضحى عيد اللحم، لكن هذه التسمية اعترتها حالياً عوامل عدة حدت من استخدامها، فغلاء أسعار الأضاحي في السنوات القليلة الماضية، وانعدام الدخل لكثير من الأسر الفقيرة، جعلا من هذا العيد بالذات مناسبة لاستحضار فقرهم وعوزهم، ولم يعد اللحم يداعب أخيلتهم لاستحالة الحصول عليه في الوقت الراهن.

من يستطيع؟

صدمت أسعار الأضاحي اليوم في نواكشوط أغلب المتسوقين الراغبين في شراء أضحية، فالبلد الذي يصدّر إلى جارته السنغال نصف حاجاتها من الأضاحي، وصل سعر شاة الضأن فيه إلى حدود 250  دولاراً، بينما بيعت أضاحي من سلالات خاصة بما يقرب من الـ400  دولار.

يؤكد تاجر المواشي في سوق نواكشوط الجنوبي سيدي أعليوه زيادة كلفة نقل المواشي من أقصى الشرق الموريتاني، وغلاء تأجير الحظائر التي تقضي فيها المواشي أسابيع قبل بيعها أيام العيد.

ويضيف" كل شيء أصبح غالياً، الماء والحشائش التي نطعم بها الماشية وحقوق العمال الذين يؤمنون لنا مواشينا، فلا تستغربوا إذا وصلت أسعار الأضاحي إلى هذه المستويات".

يقول إبراهيم ولد غلام، وهو رب أسرة قدم إلى سوق المواشي لشراء أضحية" الأسعار ليست في المتناول، ويجب ضبطها بخاصة أننا لا نستورد هذه المواشي، والموسم كان ماطراً عكس الأعوام الماضية".

وطالب ناشطون في جمعيات حماية المستهلك السلطات الموريتانية بالرقابة على الأسواق في موسم الأعياد، تفادياً للمضاربات التي تحدث أحياناً في فترة عيد الأضحى.

السهم الذي اختفى

صاحب التحول الاجتماعي الذي عرفه الموريتانيون في رحلة انتقالهم من البادية إلى المدينة اضمحلال عادات كانت تمنح للفقراء امتيازات اجتماعية كبيرة، أساسها التكافل والتعاضد بين مختلف فئات المجتمع، فقبل قيام الدولة في ستينيات القرن الماضي طور الموريتانيون الرحل منظومة اجتماعية تستند إلى قيم إسلامية تشيع معنى التآزر وتثمن علاقات الجيرة والقرابة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يرى بعض الموريتانيين أن المدينة أسهمت في تآكل قيم البداوة الأصيلة، ورفعت من قيم الفردانية على حساب التآخي الذي كان سائداً في الفضاء الصحراوي الموريتاني.

يؤصل الباحث الاجتماعي أحمد عبداوه للظاهرة بقوله" تشكل العادات والتقاليد إحدى آليات الضبط الاجتماعي التي تمارس من خلالها المجتمعات سلطتها على الأفراد، فللمجتمع الموريتاني عاداته وتقاليده المتنوعة كأي مجتمع إسلامي، بخاصة المرتبط منها بالأعياد الإسلامية كالفطر والأضحى، ولعل عادة تقديم أعضاء من الأضحية أو ما يعرف بالسهم من أبرز تلك العادات. وارتبط برمزيته في الثقافة الموريتانية كنوع من استحضار الآخر المعدم وتقديم المساعدة إليه بخاصة في أيام الأعياد الدينية.

يرى الباحث أن السهم يشكل من الناحية الشرعية أحد تجليات التكافل الاجتماعي بين المسلمين، كما يعبر سوسيولوجياً عن تضامن بعض المجتمع مع بعضه الآخر، بخاصة أن للعيد أهمية كبيرة في وجدان الموريتانيين. ومع دخولهم إلى المدنية واحتكاكهم بالعولمة تأثرت تلك العادات، بل وكادت تختفي في المدن الكبيرة ذات الكثافة السكانية الكبيرة، لكنها في كثير من مناطق الداخل تشكل إحدى مميزات الاحتفال بالعيد.

لفتة حكومية

أطلقت وزيرة العمل الاجتماعي والطفولة والأسرة الموريتانية صفية أنتهاه، برنامجاً حكومياً لتوزيع الأضاحي على المسنين في وسط البلاد، ويقول سيدي المختار المسؤول بالوزارة في تصريح خاص، إن "البرنامج يستهدف فئة المسنين من 60 سنة فما فوق، وبخاصة ذوي الإعاقة منهم والمرضى بمرض مزمن ومعيلات الأسر، وقد استفاد منه حتى الآن 1100  مسن في سبع محافظات موريتانية.

ويتزامن عيد الأضحى هذه السنة مع اليوم الوطني لذوي الإعاقة، وينوي القطاع تقديم مساعدات بعد عطلة العيد في محافظة تكانت، بحسب سيدي المختار.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي