Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نحو رحابة الدراما... كيف ضاقت الكليبات على مخرجيها؟

شهدت فترة التسعينيات ومطلع الألفية ازدهاراً في تصوير الأغنيات التي حققت رواجاً كبيراً

مع انتشار الدراما العربية المشتركة وجد بعض المخرجين انفراجة لمواهبهم فهجروا عالم الكليبات (أ ف ب)

ملخص

مخرجون عرب أعادوا اكتشاف أنفسهم بركوب موجة "الفيديو كليب" خلال التسعينيات والألفية الثالثة، لكنهم وجدوا ضالتهم حالياً في المسلسلات الدرامية.

صيحة فنية واسعة طرقت أبواب التسعينيات وبداية الألفية الثالثة حين ازدهر عالم تصوير الأغنيات عبر تقنية "الفيديو كليب"، ولاقى هذا المجال رواجاً كبيراً مع عدد من المخرجين العرب الذين أسهموا في تسليط الضوء على هذا العالم بعد أن قدموا إنجازاتهم فيه، وأبرزهم جميل جميل المغازي وطارق العريان وسعيد الماروق وفادي حداد، وغيرهم كثير.

في ذلك الوقت كان "الفيديو كليب" ملاذاً لكثير من المخرجين الذين حصلوا على شهادات في الإخراج عموماً من الجامعات، لكنهم لم يجدوا مساحة لإبراز مواهبهم إلا في الكليبات وتحديداً في لبنان، لأن صناعة السينما فيه محدودة جداً، كما أن الدراما التلفزيونية كانت غائبة كلياً خلال تلك الفترة.

ومع مرور الأيام وانتشار الدراما العربية المشتركة وجد بعض المخرجين انفراجة لمواهبهم الإخراجية وطموحاتهم العملية فهجروا عالم الكليبات، ومنهم من برع في الدراما وأعاد الكرّة، وآخرين أخفقوا فاكتفوا بتجربة واحدة مثل المخرج وليد ناصيف الذي قدم مسلسل "جريمة شغف" من بطولة عبدالمنعم عمايري وأمل عرفة، والمخرج فادي حداد الذي لم يكمل تجربته في مسلسل "أمير الليل".

أفكار مبتكرة

أما المخرج المصري ياسر سامي فقد تابعنا له عدداً الكليبات الناجحة لمعظم نجوم الغناء العربي، وعن بداياته في إخراج الإعلانات والكليبات ودخوله عالم المسلسلات يقول، "تخرجت في كلية الإعلام قسم الإذاعة والتلفزيون في مصر، ودخولي عالم إخراج الكليبات لم يكن من اختياري بل هو من اختارني، لأنني بدأت مسيرتي بإخراج الإعلانات التجارية التي حوت أفكاراً مبتكرة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويضيف، "أول عمل نفذته كان عمري 21 سنة، وذات يوم عرضت فكرة كليب على أحد المقربين فأعجبته ورشحني لأحد نجوم الغناء، وهو عصام كاريكا، فجلسنا واتفقنا على تصوير أغنية ’روميو‘ التي حققت نجاحاً كبيراً، وكان ذلك عام 2003، وتوالت سلسلة كليباتي فصورت أعمالاً لمي كساب وحمادة هلال وسعد الصغير وحميد الشاعري ومحمود العسيلي وغيرهم، وكلها حققت انتشاراً كبيراً".

ويتابع، "بعدها انطلقت في عالم الدراما التلفزيونية عام 2019، وكان المسلسل الأول بعنوان ’نسر الصعيد‘ من بطولة محمد رمضان، تلاه مسلسل ’النهاية‘ ليوسف الشريف، ثم مسلسل ’بلات فورم‘ بجزأيه الثاني والثالث اللذين عرضا على منصة ’نتفيلكس‘ وآخرها كان مسلسل ’الأجهر‘ لعمرو سعد".

ويمضي بالحديث عن الأمور التي أفادته من عالم تصوير الأغنية في الدراما بقوله إن "الكليبات هي الأكثر ابتكاراً وإبداعاً لأنها تحوي أدق التفاصيل في الصورة، أما عن الفرق بين الكليبات والمسلسلات الدرامية فأستطيع القول إن لكل عالم خصوصيته، والبراعة بتقديم فكرة درامية في دقائق معدودة يعتبر إنجازاً، علماً بأن لدي كليب مدته تسع دقائق لأغنية النجم تامر حسني ’180 درجة‘ وقد حاز جوائز عدة في العالم العربي، لكن يبقى الفرق بين الكليب والمسلسلات أن وقت عرضهما مختلف، ما بين دقائق معدودة وساعات طويلة".

 

 

ويذكر، "كما أن تصوير الكليب لا يحتاج إلى أكثر من ثلاثة أيام، بينما المسلسل يستمر أشهراً، لكن في النهاية تبقى نوعية الكليبات الأكثر جذباً وانتشاراً، فالمسلسل يعرض مرة واحد في المجمل بينما الكليب بات متاحاً على كل المنصات ومواقع التواصل الاجتماعي".

وأخيراً يؤمن سامي بأنه لا يمانع بالعودة لإخراج الكليبات إذا وجد الأغنية المميزة التي تحافظ على لياقة المخرج البصرية، مضيفاً أن آخر عمل صوره كان كليب "مافيا" لمحمد رمضان الذي حقق ملايين المشاهدات على "يوتيوب"، وكان بداية رمضان نحو العالمية.

مجرد فرصة

بدوره قدّم المخرج اللبناني سعيد الماروق خلال مسيرته المهنية عشرات الكليبات والإعلانات والأفلام السينمائية، لكنه دخل أخيراً مجال الدراما التلفزيونية بعد تأخير دام أعواماً، فقد سبق ووقع عقداً مع إحدى الشركات لإنتاج مسلسل خاص بموسم رمضان، ولكن لأسباب عدة تم إلغاؤه ونفذه مخرج آخر.

وبعد أن قدم أربعة أفلام سينمائية ما بين "هوليوود" ومصر ولبنان، اختار الماروق أن يبدأ مسيرته مع الدراما التلفزيونية من خلال مسلسل قصير نفذه لمنصة "شاهد" بعنوان "دور العمر"، وكان من بطولة سيرين عبدالنور وعادل كرم.

أما العمل الثاني الذي انتهى من تصويره قبل أسابيع فهو المسلسل الكويتي "الدولة العميقة" الذي سيعرض على منصة "أمازون" قريباً، كما يتحضر لتصوير مسلسله القصير الثالث.

 

 

وهنا يتحدث الماروق إلى "اندبندنت عربية" بقوله "أنا لم أدخل عالم الدراما التلفزيونية إلا عندما أتيحت لي فرصة إخراج مسلسلات قصيرة بعيدة من المط والتطويل، فأنا لا أرى نفسي في المسلسلات الطويلة المؤلفة من 30 حلقة وأكثر، وقد جاءت المنصات لتساعدني في إنجاز أحلامي وتقديم مسلسلات يتراوح عدد حلقاتها ما بين ثمان و15 حلقة".

وعن عالم الكليبات الذي برع فيه وحقق بصمة خاصة به طوال أعوام عدة، إضافة إلى تعاونه مع أبرز المطربين العرب، أشار الماروق إلى أن "عالم الكليبات كان بالنسبة إليّ ممراً إلى السينما ومن ثم عالم الدراما، فأنا عندما درست الإخراج كانت طموحاتي أكبر من الكليبات، لكن الظروف في لبنان حينها لم تكن تسمح لنا كجيل مخرجين من تحقيق أحلامنا الإخراجية".

ويروي أنه "مع مرور الوقت بدأت شخصياً أنتقل إلى عالمي، وأعتقد أنني لن أعود لإخراج الأغنيات المصورة على رغم اعتزازي بأرشيفي، وهناك كليبات درامية عدة قدمتها خلال مسيرتي كانت تعكس رؤيتي الإخراجية السينمائية، إذ حرصت طوال فترة عملي في هذا المجال على إتقان كل مشهد أنفذه لأن إخراج قصة قصيرة خلال ثلاث أو أربع دقائق ليس أمراً سهلاً، فهو يحتاج إلى نظرة ثاقبة وتقنيات عالية لا توجد عند كل المخرجين".

ليست إهانة

المخرج اللبناني إيلي سمعان الذي خاض عدداً من التجارب الإخراجية في الكليبات والإعلانات وصولاً إلى المسلسلات، يرفض مبدأ الاعتراف بهجرة أي مجال في عالم الإخراج، لأنه يعتبر أن العمل الإخراجي متكامل ويقول، "إن مبدأ انتقال المخرجين من الكليبات إلى الدراما التلفزيونية جملة لا أحبذها، بل كل فئة من هذه الفئات لها قيمتها ومكانتها، وأنا أجيد العمل في كل الفئات، مع العلم أن هناك مخرجين بارعين في الكليبات أخفقوا في الدراما أو السينما، والعكس صحيح".

ويختتم حديثه بأن "مسألة إطلاق لقب مخرج كليبات ليست إهانة، بل هي من أجمل مكامن الإخراج ومليئة بالصعوبات، إذ المطلوب منه إيصال رسالة من دون كلمات، ولكن للأسف دخل على مهنة الإخراج مخرجون غير محترفين خربوا المجال، لذلك بتنا نرى مخرج الكليبات أقل من المستوى، وأنا درست الإخراج بشكل عام ثم تخصصت في الإخراج السينمائي، وفي كل كليب أصوره أحاول أن أوصل أحاسيس المطرب، أما الذي حملته معي من عالم الكليبات إلى عالم الدراما فهو جمالية الصورة وحركة الكاميرا السريعة لأنها تعطي رونقاً للمشاهد".

المزيد من فنون