Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قصف يستهدف مستشفى بأم درمان يقيم فيه البشير

أعين السودانيين ترنو إلى جدة مجدداً أملاً في وقف القتال وقوات "الدعم السريع" تنفي قتل مدنيين بدارفور

ملخص

من غير المعروف حتى اليوم ما إذا كانت التطورات الأخيرة بين الطرفين ستترك أثراً سلبياً في المفاوضات وتمنع تثبيت هدنة جديدة في البلاد

أعلن محامي الرئيس السوداني السابق عمر البشير، هاشم أبوبكر الجعلي، أن قصفاً استهدف مستشفى علياء الذي يقيم فيه الرئيس السوداني السابق عمر البشير مع آخرين من قادة النظام السابق في الخرطوم.

وقال الجعلي، مساء الأحد، إن القصف الذي طاول مستشفى علياء "استهدف الطابق الذي يقيم فيه كل من عمر البشير وبكري حسن صالح وعبدالرحيم محمد حسين"، بحسب موقع "سودان تربيون".

وأضاف أنه تواصل مع "أحد المرافقين" وأبلغه بأن البشير لم يصب بأي أذى، لكن الطابق بالكامل تأثر جراء القصف. وفي وقت سابق، أعلنت نقابة الأطباء السودانية أن مستشفى علياء تعرض لقصف أدى إلى أضرار.

وكان الجيش السوداني قد أكد أن قوات "الدعم السريع" قصفت مستشفى علياء العسكري في أم درمان، موضحة أن القصف "تسبب في أضرار بمركز غسيل الكلى والعناية المكثفة وغرفة العمليات، بجانب عدد من غرف التنويم، وأصيبت سيدة مريضة بالمركز".

إلى جدة مجدداً

بعد اشتباكات عنيفة اندلعت السبت في أم درمان وبحري، المدينتين المجاورتين للخرطوم، بحسب ما نقلت "رويترز" عن شهود عيان، تواصل القتال الأحد في العاصمة السودانية غداة عودة ممثلين عن الجيش السوداني إلى مدينة جدة (غرب السعودية) لاستئناف المفاوضات المتوقفة مع القوات شبه العسكرية، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية، في حين رحبت قوى سياسية عدة بتصريحات نائب قائد الجيش شمس الدين كباشي التي قال فيها إن "القوات المسلحة منفتحة أمام أية مبادرة توقف الحرب وتحافظ على السيادة الوطنية للبلاد".

وقال سكان في الخرطوم لوكالة الصحافة الفرنسية إن "الطيران الحربي قصف تجمعات لـ(الدعم السريع) في حي الجريف شرق" بشرق النيل، وأشاروا إلى تصدي قوات "الدعم السريع" باستخدام "مضادات أرضية".

وفي ضاحية غرب الخرطوم الكبرى، أم درمان، أفاد شهود بأن "الطيران الحربي قصف محلة أمبدة في غرب المدينة"، فيما شهد وسط المدينة "قصفاً مدفعياً باتجاه كلية قادة الأركان المجاورة لمستشفى السلاح الطبي وسلاح المهندسين".

وقال شهود أيضاً إن "مسيرات تابعة لـ(الدعم السريع) نفذت قصفاً على السلاح الطبي بأم درمان".

اشتباكات دارفور

وغرب البلاد، تحدث شهود عن وقوع "اشتباكات عنيفة بمختلف أنواع الأسلحة في مدينة كاس التي تبعد نحو 80 كيلومتراً شمال غربي نيالا"، عاصمة ولاية جنوب دارفور.

وفي هذا الصدد أكدت قوات "الدعم السريع" في بيان تحقيقها "السيطرة الكاملة على قيادة اللواء 61 بمدينة كاس".

ورحبت قوات دقلو في بيان منفصل بانضمام بعض مجندي شرطة الاحتياطي المركزي إليها في مدينة الضعين عاصمة ولاية شرق دارفور، مشيرة إلى أن عدد المنضوين في صفوفها بلغ "270 من الضباط وضباط الصف والجنود".

وكانت "الدعم السريع" نفت في بيان السبت اتهام منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية لها "بإعدام 28 فرداً في الأقل من إثنية المساليت وقتل وجرح عشرات المدنيين"، وهي إحدى أبرز المجموعات العرقية غير العربية في غرب دارفور.

وعزت ما جرى إلى "صراع قبلي بحت هو قديم متجدد ولم تكن قوات (الدعم السريع) طرفاً فيه".

وكانت تقارير عدة من منظمات إغاثة وأخرى أممية قد تحدثت عن وقوع فظاعات، بما فيها عنف جنسي، مما دفع المحكمة الجنائية الدولية إلى إعلان فتح تحقيق في جرائم حرب محتملة.

وبينما يعود طرفا الصراع في السودان لطاولة المفاوضات في جدة بعد شهر ونصف من توقفها، تواصل الجهود الدولية عملها أملاً في أية تهدئة، كشف مصدر لقناة "العربية الحدث" عن لقاء عقد قبل يومين في العاصمة التشادية بين ثلاث قيادات من حركة العدل والمساواة السودانية، ووفد من "الدعم السريع".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ووفق المعلومات فقد بحث اللقاء وضع خريطة سياسية تنهي الحرب الدائرة منذ أربعة أشهر، كما أشار المصدر إلى أن رؤية القادة الثلاثة تتقارب مع "الدعم السريع"، لكنها مغايرة لرؤية رئيس الحركة جبريل إبراهيم المحايدة في الحرب، مضيفاً أن وفد "الدعم السريع" سيعقد لقاءات في عدد من العواصم الأوروبية للبحث عن مخرج سياسي للأزمة.

وتأتي هذه التطورات بينما أفادت مصادر في الحكومة السودانية بأن ممثلين عن الحكومة وصلوا إلى السعودية لاستئناف المحادثات مع قوات "الدعم السريع"، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

شروط البرهان

جاء هذا غداة بيان سعودي - أميركي تعهد فيه البلدان بالتزامهما المشترك بإنهاء الصراع في السودان، ويشار إلى أن السعودية والولايات المتحدة كانتا قد علقتا أوائل يونيو (حزيران) الماضي محادثات سابقة بين الجانبين السودانيين في جدة بعد انتهاكات عدة لوقف إطلاق النار، إلا أنه من غير المعروف حتى اليوم ما إذا كانت التطورات الأخيرة بين الطرفين ستترك أثراً سلبياً في المفاوضات وتمنع تثبيت هدنة جديدة في البلاد.

إلى ذلك، بدأت في صورة منفصلة محاولة للتوسط أطلقتها مصر الخميس الماضي ورحب بها الجيش السوداني بعد أن فشلت سلسلة من اتفاقات وقف إطلاق النار السابقة في وضع حد للقتال الذي اندلع منتصف أبريل (نيسان) الماضي.

أما الآلية الرباعية (إيغاد) فكانت قد قررت قبل أيام أن تطلب من قمة القوة الاحتياطية لشرق أفريقيا الانعقاد من أجل النظر في إمكان نشر القوة لحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السودان، في خطوة رفضها الجيش السوداني.

وأدى الصراع إلى نزوح ما يقارب ثلاثة ملايين شخص، فر أكثر من 700 ألف منهم إلى البلدان المجاورة.

من جهتها، جددت الأمم المتحدة الدعوة إلى جميع الأطراف لوقف الاقتتال ومعالجة جميع المسائل الخلافية من طريق الحوار، وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية ستيفان دوجاريك إن الأمم المتحدة تواصل مع شركائها تقديم المساعدة الإنسانية الحيوية للمتأثرين من الحرب، بما في ذلك الإمدادات الصحية والبذور للزراعة، على رغم استمرار انعدام الأمن والعوائق البيروقراطية.

وأسهم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية هذا الأسبوع في تيسير نقل 26 شاحنة إلى مواقع مختلفة في السودان، أوصلت 10 منها مساعدات إلى شمال وجنوب كردفان، فيما توجهت بقية الشاحنات إلى أماكن في شرق البلاد.

وحذر دوجاريك خلال المؤتمر الصحافي اليومي من أن الوصول إلى الرعاية الصحية لا يزال محدوداً بسبب القتال المستمر أو تضرر المرافق أو احتلالها والاعتداءات على الطاقم الطبي، فضلاً عن نقص الإمدادات.

وتحققت منظمة الصحة العالمية خلال الأشهر الثلاثة الماضية من نحو 50 هجوماً على الرعاية الصحية، وقال دوجاريك إن "عدم الحصول على الرعاية الصحية في أجزاء كثيرة من السودان يفاقم الخطر المتزايد بتفشي الأمراض، بخاصة مع بداية موسم الأمطار"، واصفاً المشهد الإنساني بأنه لا يزال قاتماً، ومشيراً إلى أن البرنامج قدم المساعدات الغذائية لما يقارب 500 ألف رجل وامرأة وطفل في وسط وشرق وشمال وجنوب دارفور، منذ بدء الأعمال العدائية، إلا أنه قال إن "منطقة غرب دارفور كانت من أكثر المناطق التي تعاني انعدام الأمن الغذائي في البلاد حتى قبل اندلاع الصراع الحالي، ومع ذلك تواصل وكالاتنا جهودها للوصول إلى من هم في أمس الحاجة إليها".

وأكد البرنامج دعمه أكثر من 1.4 مليون شخص في جميع أنحاء السودان بالمساعدات الغذائية على رغم استمرار القتال وتحديات الوصول إلى 14 من ولايات البلاد الـ18، بما في ذلك بعض المناطق التي يصعب الوصول إليها في دارفور.

الـ"فاو" توزع البذور

وأطلقت منظمة الأغذية والزراعة (فاو) حملتها الطارئة لتوزيع البذور للوصول إلى المزارعين في المناطق الرئيسة، مما يضمن حصولهم على الموارد اللازمة لتلبية حاجات الإنتاج الغذائي، وذلك استجابة للحاجة الملحة إلى استمرار موسم إنتاج المحاصيل الرئيسة في البلاد.

ورداً على أسئلة الصحافيين قال دوجاريك إن هناك عدداً من المبادرات لإنهاء الصراع في السودان، مشدداً على أن الأمم المتحدة "تدعم أية مبادرة تحاول وضع حد لمعاناة الشعب السوداني".

المزيد من العالم العربي