Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لماذا تعزز الصين مخزونها من النفط الروسي رغم التباطؤ الاقتصادي؟

بكين استوردت 11.4 مليون برميل بزيادة 11.7 في المئة على أساس سنوي بكميات قياسية خلال النصف الأول بدعم سعر مخفض وتباطؤ في النمو 

استوردت الصين 2.13 مليون برميل يومياً من النفط من روسيا  (اندبندنت عربية) 

ملخص

استوردت الصين 2.57 مليون برميل يومياً من الخام الروسي في يونيو الماضي، محطمة بذلك الرقم القياسي المسجل في مايو.

تستورد الصين كميات قياسية من النفط على رغم ضعف الاقتصاد، إذ تستغل النفط الخام الروسي الرخيص لبناء مخزونات وتصدير المنتجات المكررة. 

ويأتي ارتفاع واردات النفط إلى مستويات قياسية هذا العام على خلفية تعافي الاقتصاد في ثاني أكبر اقتصاد في العالم. 

كما يظهر كيف أن العقوبات على روسيا تعيد تشكيل أسواق النفط العالمية، مع حصول الصين على فائدة مزدوجة من النفط الخام الرخيص لنفسها وفرصة لتعزيز الصادرات. 

وفي النصف الأول من عام 2023، استوردت الصين 11.4 مليون برميل يومياً من النفط الخام، بزيادة 11.7 في المئة على أساس سنوي، وبزيادة 15.3 في المئة مقارنة بمستويات ما قبل "كوفيد"، وفقاً لحسابات "فايننشال تايمز" بناء على بيانات الجمارك. 

وقال رئيس تجارة النفط في المجموعة البحثية "رايستاد إنيرجي" موكيش ساهديف "الإجابة المختصرة هي أن مخزونات النفط الخام تتراكم في الصين"، مضيفاً "أنهم يستوردون للمستقبل". 

حطمت الرقم القياسي في استيراد النفط الروسي 

وأظهرت بيانات رسمية أن الصين استوردت 2.57 مليون برميل يومياً من الخام الروسي الشهر الماضي، محطمة بذلك الرقم القياسي المسجل في مايو (أيار) الماضي. 

وفي النصف الأول من عام 2023، استوردت الصين 2.13 مليون برميل يومياً من النفط من روسيا، متقدمة على 1.88 مليون برميل يومياً من السعودية، مما يجعل روسيا أكبر مورد للخام للصين هذا العام حتى الآن. 

ويختلف المحللون حول الأساس المنطقي الذي يقوم عليه بناء المخزون، مع وجود تفسير آخر محتمل للمخاطر الجيوسياسية. 

الصين والتطورات الجيوسياسية 

وكانت قد أدت العقوبات المفروضة على روسيا في أعقاب هجومها على أوكرانيا إلى تخفيف حدة أمن الطاقة لصانعي السياسة الصينيين. وقال ساهديف "يمكن أن تستعد الصين لبعض الوضع الجيوسياسي، أي تدهور روسي أو أزمة في تايوان". 

من جانبها قللت رئيسة أبحاث الطاقة في الصين في معهد أكسفورد لدراسات الطاقة، ميشال ميدان، من أهمية السرد الأمني، وقالت "هناك تصور في الصين بأن البيئة الخارجية تتدهور وأنهم يستعدون لفرض عقوبات، لكن هذا كان المعنى الضمني لسنوات". 

وتشير بيانات الجمارك الصينية إلى أن الواردات الروسية كانت أرخص من تلك الواردة من دول "أوبك+" الأخرى منذ بدء الحرب في أوكرانيا. 

ومقارنة مع سعر الوحدة من الخام السعودي، تمتع النفط الروسي بخصم تسعة دولارات للبرميل في نهاية عام 2022 و11 دولاراً للبرميل في يونيو (حزيران) الماضي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن المحللين أشاروا إلى أن الخصم على النفط الروسي كان أقل من الخصم على المنتجات الإيرانية أو الفنزويلية، بالنظر إلى نمو التجارة الغامضة غير المقومة بالدولار في الخام الروسي. 

ويبدو أن التناوب تجاه روسيا انتهازي، وليس تغييراً منهجياً، كما تقول الصحيفة، في حين حيث قال ميدان "لا أعتقد أن الصين ستتدخل في مواجهة روسيا"، مضيفاً "هذا تحرك قصير الأجل بعيداً من المواد الأولية السعودية، فالصينيون حريصون جداً على الحفاظ على التوازن بين مورديهم"، مشيراً إلى أن "السعر يحركه حقائق السوق، فلديهم هذه الخطط وآلة الدولة، لكنهم بعد ذلك يقومون بتحسين ذلك بطريقة معقدة ورأسمالية للغاية، بالتالي الشيء الوحيد الذي لا يتم تقديره في الغرب هو مدى شراسة المنافسة بين الشركات الكبرى الصينية". 

في حين أشار المحللون في مزود بيانات السوق "كبلر" إلى وجود حافز قوي لشركات التكرير الصينية لمواصلة الإنتاج، بالنظر إلى ميزة الهامش التي تصل إلى ثلاثة دولارات للبرميل على المنافسين الآسيويين. 

وتتوقع "كبلر" أن ميزة الصين من المنتجات النفطية الروسية الرخيصة ستسمح لها بإغراق السوق، مما يضع ضغوطاً على المنتجين الكوريين واليابانيين. 

ارتفاع واردات الهند

على صعيد آخر، أظهرت بيانات ملاحية من مصادر في قطاع الطاقة ارتفاع واردات الهند من النفط الروسي إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق في يونيو الماضي، رغم زيادتها بأبطأ وتيرة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2022 مما يعني أن طلب نيودلهي على النفط الروسي ربما وصل لذروته.
وتقبل مصافي التكرير في الهند، ثالث أكبر مستورد للنفط الروسي في العالم، على الخام الروسي الذي يتم بيعه بأسعار مخفضة في ظل إحجام الدول الغربية عنه بسبب غزو روسيا أوكرانيا.
إلا أن النفط الروسي بدأ يفقد جاذبيته لدى مصافي التكرير الهندية في ظل تراجع مستوى الخصومات وظهور مشكلات في تسوية المدفوعات، الأمر الذي حمل المصافي الهندية على البحث عن مصادر بديلة في الشرق الأوسط.

كلفة الشحن

وأظهرت البيانات أن نيودلهي اشترت ما يقارب مليوني برميل يومياً من الخام الروسي في يونيو الماضي بارتفاع طفيف عن الشهر السابق. وقبل حرب أوكرانيا كانت الهند نادراً ما تشتري الخام الروسي بسبب ارتفاع كلفة الشحن.
ووفقاً للبيانات، فإن واردات الهند من النفط الروسي تجاوزت في يونيو مشترياتها مجتمعة من كل من العراق والسعودية ثاني وثالث أكبر الموردين لنيودلهي.
وأظهرت البيانات أن الولايات المتحدة جاءت رابعاً كأكبر مورد للهند، الأمر الذي قاد لتراجع الإمارات للمرتبة الخامسة.

 حصة الشرق الأوسط

وتوضح البيانات أنه من حيث الحصة السوقية، فإن روسيا أمدت الهند بنحو 42 في المئة من وارداتها من النفط الخام في الفترة من أبريل (نيسان) إلى يونيو الماضيين التي تمثل الربع الأول من السنة المالية الهندية، فيما ارتفعت حصة الشرق الأوسط إلى نحو 41 في المئة بعد انخفاضها في الأشهر الثلاثة السابقة.
وأظهرت البيانات أن الواردات من الشرق الأوسط تراجعت بنحو 34 في المئة في الربع المنتهي في يونيو مقارنة بالعام الماضي، فيما تضاعفت واردات دول رابطة الدول المستقلة التي تضم أذربيجان وكازاخستان وروسيا ثلاث مرات تقريباً.

اقرأ المزيد

المزيد من البترول والغاز