Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

خفوضات "أوبك+" الطوعية تفتح طريق النفط نحو 84 دولارا

الخام يلامس أعلى مستوياته منذ 3 أشهر وسط مؤشرات شح الإمدادات

تصل خفوضات النفط المعلنة من السعودية وروسيا إلى 1.5 في المئة من الإمدادات العالمية ( اندبندنت عربية)

ملخص

يضخ تحالف "أوبك+" الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" وحلفاء بقيادة روسيا نحو 40 في المئة من النفط العالم العالمي.

سجلت أسعار النفط العالمية أعلى مستوياتها منذ منتصف أبريل (نيسان) الماضي، وسط مؤشرات شح الإمدادات بسبب خفوضات الإنتاج الطوعية التي أعلنتها منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وحلفاء مثل روسيا، وهو التحالف المعروف باسم "أوبك+".

ويرى متخصصون ومحللون نفطيون لـ"اندبندنت عربية" أن قرارات "أوبك+" الأخيرة آتت ثمارها، إذ بدأت أسعار النفط في الارتفاع في الآونة الأخيرة مدعومة بالخفوضات الإضافية التي تطوعت بها السعودية سعياً منها إلى رفع الأسعار والوصول إلى أسعار عادلة لها.

وأضاف هؤلاء أن نجاح أسعار الخام في اختراق مستويات مقاومة محورية في الأجل القصير يزيد من احتمالية استمرار المكاسب، إذا لم تشهد تراجعات جديدة دون مستوى 80 دولاراً لخام برنت و75 دولاراً للخام الأميركي خلال الجلسات المقبلة، وهو ما يتوافق حتى الآن مع معطيات السوق وتوقعات بنوك الاستثمار الكبرى للنصف الثاني من العام الحالي. 

وكانت السعودية ومنتجو نفط آخرون في تحالف "أوبك+" أعلنوا خفض الإنتاج بأكثر من مليون برميل يومياً اعتباراً من بداية مايو (أيار) الماضي، إذ خفضت الرياض طوعياً إنتاجها بمقدار 500 ألف برميل يومياً. 

ورغم تعرض النفط لضغوط متعددة من البيئة الاقتصادية الصعبة، إلى تقلبات الطلب وليس أقلها التشديد الدراماتيكي للسياسة النقدية في عديد من البلدان المتقدمة والنامية على مدى 12 شهراً الماضية، فإن مستوى الأسعار في طريقها لتحقيق المكاسب.

وارتفعت أسعار الخام في الأسابيع الأخيرة بفضل تخفيضات الإنتاج، وبلغ متوسط أسعار خام برنت نحو 75 دولاراً للبرميل في مايو (أيار) الماضي، وجرى تداوله قرب 84 دولاراً للبرميل، وهو أعلى مستوى منذ 25 أبريل (نيسان) الماضي، ارتفاعاً من قرب 71 دولاراً في أواخر يونيو (حزيران)، كذلك قفزت عقود الخام الأميركي قرب مستوى 80 دولاراً للبرميل.

وإلى جانب الخفوضات الأشمل المتفق عليها ضمن تحالف "أوبك+" قررت السعودية، أكبر دولة مصدرة للخام في العالم، في وقت سابق من هذا الشهر تقليص إنتاجها من الخام بنحو مليون برميل يومياً اعتباراً من الأول من يوليو (تموز) الجاري حتى نهاية أغسطس (آب) المقبل، مع القابلية للتمديد أملاً في تعزيز الأسعار من خلال تقييد العرض، في ظل استمرار المخاوف إزاء الاقتصاد العالمي.

وتضاف تلك الخفوضات إلى نحو 3.16 مليون برميل قلصتها دول التحالف من إنتاجها على مراحل بدأت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022 حتى مايو الماضي، وتطوعت روسيا بخفض مستويات الإنتاج والتصدير في الشهر نفسه بمقدار 500 ألف برميل يومياً، كما أعلنت الجزائر خفضاً بنحو 20 ألف برميل يومياً. 

وتصل الخفوضات المعلنة من السعودية وروسيا إلى 1.5 في المئة من الإمدادات العالمية، وترفع إجمالي تعهدات "أوبك+" لخفض إنتاج النفط إلى 5.16 مليون برميل يومياً. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويضخ تحالف "أوبك+"، الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" وحلفاء بقيادة روسيا، نحو 40 في المئة من النفط العالم العالمي. 

ويعمل التحالف على الحد من المعروض النفطي منذ أواخر عام 2022، لدعم الأسوق في مواجهة حال التقلب التي تشهدها والمخاوف من ركود اقتصادي حد من الطلب. 

وفي أحدث اجتماع حول السياسات الذي عقد في يونيو (حزيران) الماضي، اتفق تحالف "‏أوبك+" على صفقة واسعة للحد من الإمدادات حتى عام 2024. 

وسيعقد تحالف "أوبك+" اجتماعه المقبل للسياسات في نوفمبر المقبل، لكن ‏لجنة من الوزراء الرئيسين، وهي لجنة المراقبة الوزارية المشتركة، ستعقد ‏اجتماعاً في الرابع من أغسطس المقبل لمراجعة حال السوق.‏ 

نمو الطلب العالمي 

وفي تقريرها الصادر لشهر يوليو الجاري، توقعت منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، نمو الطلب العالمي على النفط بمقدار 2.4 مليون برميل يومياً في عام 2023، بزيادة 100 ألف برميل على توقعات الشهر الماضي، وهي المرة الأولى التي تعدل فيها المنظمة توقعاتها منذ فبراير (شباط). 

وأرجعت المنظمة توقعات زيادة الطلب إلى ارتفاع طلب الصين، أكبر مستورد وثاني مستهلك للخام في العالم، في الربع الثاني من هذا العام، إضافة إلى تحسن طفيف في الطلب بأميركا اللاتينية خلال الفترة نفسها. 

ظروف شح المعروض 

وقال بنك "سيتي ريسيرتش" في مذكرة بحثية، إن ارتفاع أسعار النفط عكس "ظروف شح المعروض، إذ تؤثر خفوضات السعودية للإنتاج على السوق، حتى مع زيادة الطلب إلى حد ما على البنزين ووقود الطائرات في الصيف". 

وذكر البنك أنه يتوقع ارتفاع أسعار النفط قليلاً في الصيف بمتوسط 83 دولاراً للبرميل في الربع الثالث من العام الحالي. 

أسعار عادلة 

في غضون ذلك قال محلل أسواق النفط العالمية أحمد حسن كرم إن قرارات "أوبك+" الأخيرة أتت ثمارها، إذ بدأت أسعار النفط بالارتفاع في الآونة الأخيرة، مدعومة بالخفوضات الإضافية التي تطوعت بها دول "أوبك+" سعياً منها إلى رفع الأسعار والوصول إلى أسعار عادلة لها. 

وأضاف كرم أن "أسعار النفط المرتفعة حالياً التي أصبحت تتراوح عند مستوى 80 دولاراً للبرميل هي حصيلة زيادة الطلب على النفط وخصوصاً مع دخول موسم الصيف والسفر"، متوقعاً أن يستمر هذا الارتفاع تدريجاً مع استيعاب الأسواق النفطية لخفوضات الإنتاج.

وتوقع كرم أن تشهد الأسعار ارتفاعاً محدوداً في الفترة المقبلة ما بين خمسة إلى 10 دولارات عن الأسعار الحالية خلال الفترة المتبقية من هذا العام، ويعتمد هذا بتأكيد استمرار العوامل الحالية إلا إذا حدثت أمور أخرى جيوسياسية أو اقتصادية في شأنها تغير الحسابات.

ويرى كرم أن خفوضات "أوبك+" التدريجية المتوالية هو إنجاز بحد ذاته، ويبين مدى تفاهم الأعضاء واللاعبين الكبار خارج المنظمة كروسيا. 

دور كبير في الانتعاش 

من جهته قال المحلل النفطي الكويتي خالد بودي إن الخفوضات الطوعية للإنتاج من "أوبك+" كان لها دور كبير في انتعاش أسعار الخام خلال الأسابيع الأربعة الماضية، وأضاف بودي أنه مع الزيادة المستمرة في الطلب على النفط من المتوقع أن ينعكس ذلك على الأسعار.

وتشير التوقعات إلى أن أسعار الخام ستشهد صعوداً متواصلاً حتى الربع الأخير من هذا العام لتستقر عند مستوى بين 85 و90 دولاراً للبرميل مع نهاية هذا العام، وتستمر عند هذا المستوى خلال عام 2024 ثم تعاود الارتفاع لتلامس مستوى 100 دولار للبرميل مع منتصف عام 2025، هذا بفرض استمرار "أوبك" بضبط الإنتاج والعمل على عدم تراكم الفوائض النفطية في الأسواق. 

وأشار إلى أنه من المتوقع أن يستمر الطلب على النفط نشطاً خلال العقود الثلاثة المقبلة في الأقل، وذلك على رغم من الانتشار والنمو في أعداد السيارات الكهربائية والتوسع في استخدام الطاقة المتجددة، إذ ليس من المتوقع أن يكون تأثير هذا التحول للطاقة في النفط قريباً.

إلى ذلك تشير التوقعات إلى أن الطلب على النفط يمكن أن يرتفع 25 في المئة بحلول عام 2050 بالمقارنة مع الطلب عليه حالياً.

اقرأ المزيد

المزيد من البترول والغاز