Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

طفل عراقي يغادر الحياة وآثار التعذيب على جسده

طعن وكي وصعق كهرباء أبرز الأيادي السوداء لزوجة الأب على جثة الصبي وتناول كيلوغرام من الملح وراء مقتله

الطفل العراقي المغدور به من قبل زوجة أبيه  (حقوق الصورة محفوظة - التواصل الاجتماعي)

ملخص

شهدت العاصمة بغداد مقتل طفل عراقي تحت تعذيب زوجة أبيه له بالكي والطعن والصعق بالكهرباء وإجباره على تناول كيلوغرام من الملح وراء مقتله

باتت جرائم ومشاهد العنف الأسري إلى حد التعذيب تملأ صفحات التواصل الاجتماعي في العراق. الجميع في حالة ذهول يتساءلون كيف يمكن للبيت والأسرة أن يكونا مصدراً للتعذيب والخوف والقتل بدلاً من أن يصيرا أماناً وطمأنينة؟

لعل أقسى حالات التعنيف التي أدت إلى الموت تلك التي شهدتها منطقة الشعلة في العاصمة بغداد إذ قتل طفل يدعى موسى ولاء على يد زوجة أبيه.

جسده الصغير النحيل المسجى على الأرض كما أظهرته الصور توضح تعرضه من قبل زوجة أبيه للخنق والضرب والكي والطعن بالسكين والصعق بالكهرباء وقلع الأظافر، كما أجبرته على أكل كيلوغرام من الملح بشكل مستمر.

رواية الأب

يذكر والد موسى، ويعمل في أحد الأجهزة الأمنية، أن المشكلات دفعته في 2016 إلى الانفصال عن والدة موسى التي تركت أطفالها بإرادته له، كان عمر موسى آنذاك ستة أشهر. تزوج الأب من زوجة أخرى في 2018 وكان ابناه الاثنان من طليقته مقيمين لدى جدتهما التي كانت ترعاهما.

يضيف الأب، في تصريحاته لإحدى القنوات الفضائية، "أكملت بناء البيت ورغبت في جمع ولدي. بعد وفاة والدتي نقلتهما ليعشيا معي وأكملت لهما إجراءات نقلهما من المدرسة لنبدأ حياتنا معاً".

تعذيب متكرر

غالباً ما كان يتعرض الطفل ذو السبع سنوات إلى الضرب والتعنيف من قبل زوجة الأب الذي يغيب بحكم عملة فترات طويلة عن البيت، إذ أظهر فيديو نشرته الشرطة المجتمعية للطفل، وهو يقول "إن الأب تركه في أحد الطرق وطالبه بعدم العودة". وعندما وجه للطفل السؤال عن سبب وجود الكدمات على جسمه قال له إن زوجة أبي من فعلت هذا. بعدها أخذت الشرطة المجتمعية تعهداً موقعاً من الأب وزوجته بعدم التعرض للطفل مجدداً وإلا سيتعرضان للمساءلة القانونية.

موسى يودع الحياة

يذكر الأب في روايته أنه وخلال عمله اتصلت به زوجته لتخبره أن موسى تعرض لوعكة صحية بسبب أكل الملح. لم يستوعب الأب ما تقوله زوجته وطالبها بأن تأخذه إلى المستشفى لكنها رفضت مما اضطره إلى ترك عمله والعودة إلى البيت.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يتابع، "لا يمكن تصديق ما شاهدته زوجتي جالسة بشكل طبيعي وكانت قد أكملت عمل البيت وطبخ الطعام وعندما أخبرتها عن موسى قالت لي نائم هناك، فزعت عندما شاهدت ابني. كان المنظر مرعباً، ولدي تيبس وتتجمع عليه الحشرات عندها قلت لها ما الذي حدث؟ أخبرتني وقع ولم أعلم ماذا حدث له؟ لم يستوعب الأب أن ولده موسى توفي فجلس إلى جواره لكي يستوعب ما حدث للطفل الفقيد.

 يقول المقربون من الطفل إن زوجة الأب كانت تجبره على ارتداء ملابس شتوية في الصيف لكي تغطي على آثار التعذيب، كما تظهر صورة للطفل وهو في المدرسة فهو يرتدى ملابس شتوية أثناء الامتحانات النهائية خلال أشهر الصيف.

بدوره ذكر المحامي محمد الكندي، وهو الذي تطوع للدفاع عن الطفل موسى ولاء، تفاصيل جديدة حول تلك القضية التي هزت الشارع العراقي، وأوضح في لقاء تلفزيوني مع إحدى القنوات الفضائية العراقية أن "والدة الطفل موسى ولاء واسمها سارة قيس، لم تتنازل عن حضانة الطفل كما قال والد موسى في أحد اللقاءات التلفزيونية، بل إن والد موسى بعد اصطحاب ولديه من زوجته الأولى موسى وأحمد، قرر الاحتفاظ بهما على رغم مطالب الأم بإعادتهما إلى المنزل.

وتابع الكندي "شقيق موسى وهو أحمد البالغ من العمر 11 سنة، قال إن الضرب والتعذيب لكلينا قد بدأ منذ الأول من شهر أكتوبر (تشرين الأول) 2022"، ونقل عن لسان أحمد، "أنا استسلمت للضرب لكن أخي موسى كان يطالب باستمرار بالعودة إلى أمي مما جعل مصيره من الضرب والتعنيف مضاعفاً".

وفي يوم 20 مايو (أيار) 2023، بعد تعنيف موسى بواسطة "الكي" من قبل زوجة أبيه عذراء الجنابي، تمكن الطفل من الهرب والتوجه إلى أحد المطاعم الشعبية القريبة حيث سارع الحاضرون إلى تصوير فيديو له انتشر بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي بعد وفاته، يروي فيه قصة تعنيفه من قبل زوجة أبيه، حينها أخبر صاحب المطعم شرطة نجدة الشعلة التي أخذت الإجراءات اللازمة بعدها أعادت الطفل إلى أبيه ملزمة إياه عدم التعرض للطفل مجدداً بتعهد موقع من قبله.

وفي اليوم الذي سبق وفاة الطفل بدأت زوجة الأب بضرب الطفل موسى بالسكين في مناطق مختلفة من جسده وبعدها أجبرته على أكل الملح وعندما كان يرفض تضربه بالسكين، وتدريجاً بدأت تظهر عليه أعراض الإعياء وسقط على الأرض لتسحبه إلى المكان الذي ينام فيه.

وكشف أحمد أن شقيقه عانى من تعب شديد وكان يتقيأ طوال الليل وينزف من أماكن متفرقة من جسمه، حاول أن يشربه ماء ويساعده في الأكل، لكنه بدأ يفقد القدرة تدريجاً.

وفي الساعة الخامسة فجراً جاءت زوجة أبيه لتسحبه من غرفة نومه إلى مكان آخر، وأكد أحمد أنه بقي يراقب تنفسه وفي تمام الساعة التاسعة توقفت حركته كلياً ولم يعد يفتح عينيه.

وبحسب مصادر طبية من المتوقع أن تكون أسباب الوفاة توقف القلب بسبب ارتفاع نسبة الأملاح في الدم وفقدان كثير من السوائل .

إدانات حقوقية

إلى الآن لم تتحدد الأسباب الرئيسة التي أودت بحياة الطفل، يروي الأب "أن الأم التي أنجبته أجرمت بحقه عندما تركته والأم التي رعته أجرمت بحقه عندما قتلته".

من جانبها، دانت المنظمات المعنية بحقوق الأسرة الأب واعتبرته مسؤولاً بشكل أساس عما حدث للطفل، وتساءلت كيف لم يلاحظ آثار التعذيب على جسده؟ كما أشارت إلى أن الطفل انتزعت حضانته من الأم بقوة العشيرة على رغم أن القانون العراقي يبقي على حضانة الأم لأطفالها حتى مع زواجها من آخر، لكن أفراد العشيرة هم من يحسمون أمر هذه التفاصيل.

 فيما يرى الحقوقيون أن إقرار قانون حماية الطفل والعنف الأسري هو السبيل الوحيد لإنهاء حالات العنف التي اتسعت بشكل واضح في العراق من ضرب وتعنيف وقتل، وغالباً ما تسجل حالات انتحار للفتيات لتظهر بعدها التحقيقات بأن هناك شبهات جنائية تدور حول حادثة الانتحار. وهو ما لا يمكن الحد منه إلا بإقرار قانون للعنف الأسري.

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار