Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اشتباكات "عين الحلوة" لا تهدأ في جنوب لبنان

سقوط 11 قتيلاً وعشرات الأهالي يغادرون المخيم الفلسطيني وميقاتي يشكك في التوقيت

ملخص

رغم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لا تزال أصوات الرصاص مسموعة في مخيم "عين الحلوة" للاجئين الفلسطينيين بينما يواصل الأهالي مغادرته في جنوب لبنان

لا تزال أصوات الرصاص مستمرة في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان اليوم الإثنين، إثر تبادل لإطلاق النار بعد يومين من مواجهات عنيفة أوقعت 11 قتيلاً وأسفرت عن حركة نزوح.
وأعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في بيان لمديرة شؤونها في لبنان، دوروثي كلاوس "قُتل أحد عشر شخصاً وأصيب 40 آخرون" منذ السبت، "من بينهم أحد موظفي الأونروا".
وتابعت كلاوس "تعرضت مدرستان تابعتان للأونروا لأضرار"، مشيرةً إلى "تعليق جميع خدمات الأونروا في المخيم بشكل موقت". وأضافت "نحث جميع الأطراف المسلحة على احترام حرمة جميع مباني ومرافق الأونروا وفقاً للقانون الدولي".

واندلعت اشتباكات عنيفة مساء أول من أمس السبت في عين الحلوة، أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وأكثرها كثافة سكانية، بين عناصر من حركة فتح وآخرين ينتمون إلى مجموعات متشددة.

وأسفرت الاشتباكات بداية عن مقتل عنصر من المجموعات المتشددة، قبل أن يقتل قيادي في حركة فتح وأربعة من رفاقه أمس الأحد في كمين محكم.

وتم التوصل أمس الأحد إلى وقف لإطلاق النار، لكن الاتفاق لم يحل دون وقوع مناوشات محدودة طوال الليل زادت حدتها صباح اليوم الإثنين في المخيم الواقع في مدينة صيدا اللبنانية، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

وسمع دوي تبادل للطلقات النارية الرشاشة والقذائف عند مدخل المخيم، بينما أشارت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية إلى "ارتفاع وتيرة الاشتباكات" التي تستخدم فيها الأسلحة الثقيلة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويتركز تبادل إطلاق النار وفق الوكالة من ناحية حي الطوارئ الذي يعتبر معقلاً للمجموعات المتشددة، وقال مسؤول شارك في مفاوضات وقف إطلاق النار "هناك ضغوط لمنع التصعيد تماماً ويفترض أن تعود الأمور لطبيعتها قريباً".

وشوهد عشرات غالبيتهم نساء وأطفال يحملون أمتعة خفيفة يغادرون المخيم عبر حواجز الجيش اللبناني، ولجأ عشرات خلال اليومين الماضيين إلى مسجد قريب.

وسقطت قذائف عدة خارج حدود المخيم خلال اليومين الماضيين، كما أجلى مستشفى محاذ للمخيم مرضاه إلى مستشفيات أخرى في صيدا التي أغلق عدد من المحال فيها أبوابه خشية التصعيد.

خارج سيطرة الجيش اللبناني

يقطن في مخيم عين الحلوة أكثر من 54 ألف لاجئ فلسطيني مسجلين لدى الأمم المتحدة، انضم إليهم خلال الأعوام الماضية آلاف الفلسطينيين الفارين من النزاع في سوريا.

ويعرف عن المخيم إيواؤه مجموعات متشددة وخارجين على القانون، وغالباً ما يشهد المخيم عمليات اغتيال وأحياناً اشتباكات، خصوصاً بين الفصائل الفلسطينية ومجموعات متشددة.

ولا تدخل القوى الأمنية اللبنانية المخيمات بموجب اتفاق بين منظمة التحرير الفلسطينية والسلطات اللبنانية، وتتولى الفصائل الفلسطينية نوعاً من الأمن الذاتي داخل المخيمات.

 

 

وفي مارس (آذار) قتل شخص وأصيب آخرون خلال اشتباكات ليلية في المخيم. وثمة أكثر من 450 ألف فلسطيني مسجلون لدى "الأونروا" في لبنان، ويعيش معظمهم في واحد من 12 مخيماً رسمياً للاجئين، غالباً في ظروف بائسة، ويواجهون مجموعة قيود قانونية.

فوهة بركان

وبين الحين والآخر تتجدد الاشتباكات في المخيم بين "حركة فتح" التي تتمركز بمنطقة البركسات داخل المخيم وبين العصبة التي تتمركز بحي الصفصاف. ولا تنحصر الأحداث بطبيعة الحال بينهما، بل تتعداهما إلى تنظيمات مختلفة بعضها يتشكل من مجموعات صغيرة مسلحة.

ينقسم المخيم عملياً إلى أحياء، وكل حي له عائلاته وعاداته وتقاليده وتنظيماته المسلحة، ويعكس صورة الانقسامات الفلسطينية بكل أشكالها، بما فيها عمليات الثأر التي تضعه دائماً على فوهة بركان.

يشار إلى أن اللاجئين الذين وفدوا إليه ينحدرون من قرى فلسطينية عدة أعطته خصوصياتهم التي حافظوا عليها. وإضافة إلى هذا التقسيم القروي ينقسم المخيم إلى مربعات أمنية وإلى تنظيمات مسلحة عريقة أو حديثة الولادة، معظمها من الإسلاميين واللاجئين إلى المخيم.

توقيت "مشبوه"

اعتبر رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي، الأحد، أن توقيت الاشتباكات الفلسطينية قي مخيم عين الحلوة في الظرف الإقليمي والدولي الراهن "مشبوه".

وقال ميقاتي في تصريحات نشرتها رئاسة الحكومة "أحداث عين الحلوة تندرج في سياق المحاولات المتكررة لاستخدام الساحة اللبنانية لتصفية الحسابات الخارجية على حساب لبنان واللبنانيين". وأضاف أن "تزامن هذه الاشتباكات مع الجهود التي تبذلها مصر لوقف الخلافات الفلسطينية - الفلسطينية، هو في سياق الرسائل التي تستخدم الساحة اللبنانية منطلقاً لها".

وتابع رئيس الحكومة "هذه الاشتباكات مرفوضة لأسباب عدة، أولها أنها تكرس أن المخيم بؤرة خارجة عن سيطرة الدولة، وهذا أمر مرفوض بالمطلق، ويتطلب قراراً صارماً من القيادات الفلسطينية باحترام السيادة اللبنانية والقوانين ذات الصلة وأصول الضيافة". وأضاف "نطالب القيادات الفلسطينية بالتعاون مع الجيش لضبط الوضع الأمني وتسليم العابثين بالأمن إلى السلطات اللبنانية، وهذا هو المدخل الطبيعي لإعادة بسط الأمن والاستقرار داخل المخيم وفي محيطه، كما في سائر المخيمات الفلسطينية في لبنان".

وطالب ميقاتي الجيش وأجهزة الأمن في لبنان بـ"ضبط الوضع في المخيم لما فيه مصلحة لبنان واللاجئين الفلسطينيين على حد سواء".

من جانبها، شددت الرئاسة الفلسطينية الأحد على أن "اغتيال أفراد من الأمن الوطني في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في لبنان تجاوز لكل الخطوط الحمراء".

وقالت في بيان نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية إن الاغتيال "عبث بالأمن اللبناني"، متهمة "مجموعات إرهابية متطرفة دأبت منذ سنوات على العمل على إدخال المخيم في تنفيذ أجندات هدفها النيل من الاستقرار الذي يشهده المخيم" بالوقوف وراء ما حدث. كذلك عبرت عن دعمها لما تقوم به الحكومة اللبنانية من أجل فرض النظام والقانون، مؤكدة "الحرص الشديد على سيادة لبنان بما يشمل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، والحفاظ على الأمن والقانون".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي