Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

3 ملفات على طاولة اجتماع عباس بالفصائل الفلسطينية

آليات إنهاء الانقسام وتوحيد الصف ووضع خطة فورية لمواجهة التغول الإسرائيلي

ملخص

عيون الفلسطينيين تترقب اجتماع الفصائل مع الرئيس محمود عباس في مدينة العلمين المصرية

تتسمر عيون الفلسطينيين وبخاصة سكان غزة على لقاء قادة الفصائل مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الذي يجتمع معهم اليوم في مدينة العلمين المصرية، ويترقب أهالي القطاع نتائج المشاورات التي يعتقدون أنها ستحسن وضعهم السياسي وتنهي الانقسام الذي يعد أكبر عراقيل حياتهم، وكذلك تضع حداً لمعاناتهم المستمرة مع إسرائيل.

وتجتمع الفصائل الفلسطينية مع عباس بطلب منه، إذ وجه لهم نداءً عاجلاً لعقد مشاورات سياسية لمواجهة حكومة اليمين المتطرف الإسرائيلية، بعد تماديها خلال الأشهر الماضية في عملياتها العسكرية، إذ شن جيشها في شهر مايو (أيار) الماضي قتالاً في غزة، وقبل أسابيع نفذ هجوماً برياً وجوياً في جنين.

رؤية وحدة

والمشاورات هي الثانية التي يجريها عباس مع قادة الفصائل الفلسطينية، إذ أجرى المباحثات الأولى في سبتمبر (أيلول) 2020، ونجح خلالها في الوصول إلى رؤية سياسية في اتجاهين، الأولى تخص إسرائيل وتتمثل في تشكيل إطار قيادي يقود الكفاح بجميع أشكاله وبما فيه المسلح ضد حكومة تل أبيب، والثانية الاتفاق على الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمحلية، لكنه أجلها بسبب رفض إسرائيل السماح لسكان القدس الشرقية المشاركة في الاقتراع.

وبحسب حديث عضو الوفد المشارك في لقاءات الفصائل عن حركة "فتح" واصل أبويوسف لـ"اندبندنت عربية" فإن المشاورات السياسية التي يجريها عباس حالياً تتركز حول ثلاث نقاط رئيسة، وهي الاتفاق على آليات عملية لتوحيد الصف الفلسطيني، وتحقيق الوحدة الوطنية بإنهاء الانقسام، وكذلك وضع خطة تنفذ فوراً بمشاركة جميع الأحزاب لمواجهة تغول إسرائيل على الفلسطينيين، لكن القيادي يؤكد أن هناك كثيراً من الملفات الثانوية التي ستأخذ حيزاً أيضاً من النقاش.

ليس الاجتماع لمدة ساعات خلال يوم واحد ما يثير استغراب المراقبين السياسيين، بل أيضاً لأن اللقاء مع عباس بلا أجندة أعمال، وفق ما يؤكده عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبويوسف، الذي يقول "لا توجد أجندة محددة، الفصائل اليوم قدمت وجهات نظرها في جميع القضايا السياسية والداخلية وكل ما يتعلق بالوضع الفلسطيني العام".

مشاورات متعددة

ويطمئن أبويوسف الفلسطينيين قائلاً "صحيح الاجتماعات ستجرى اليوم فقط، لكن أمس عقدنا لقاءات ثنائية وثلاثية ورباعية ما بين الفصائل، وتناقشنا كثيراً حول رؤية القيادة الفلسطينية، وبعد الاجتماع سيكون هناك ترتيبات لمتابعة تنفيذ الوحدة وقضايا أخرى، أما بالنسبة إلى الجهاد الإسلامي فيوجد معهم مشاورات وهم مطلعون على مسار المناقشات اليوم".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف أبويوسف "رؤية الرئيس التي يطرحها الآن تتمحور حول اعتراف الفصائل بما فيها حماس بالشرعية الدولية، وبمنظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وتبني خيار المقاومة الشعبية، والتأكيد أن هناك سلطة واحدة، وهذا البند يتعلق بتشكيل حكومة جديدة".

وأكد ممثل "فتح" أن العوامل الإقليمية والدولية باتت الآن تستوعب أكثر من أي وقت مضى فكرة تحقيق المصالحة الفلسطينية، وحصلنا على دعم من دول أبرزها السعودية وروسيا والجزائر ومصر لتشكيل حكومة وحدة وطنية تدير الأراضي الفلسطينية بما فيها غزة، لكن الأمر هذا يحتاج إلى إرادة حقيقية وبخاصة عند قيادات حركة "حماس".

إقناع جماعي

وأشار أبويوسف إلى أن عباس يسعى إلى إقناع الجميع في ملف تحقيق الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام من طريق تشكيل حكومة جديدة، وهذا الموضوع في صدارة ملفات البحث، لافتاً إلى أن "الرئيس أعطى الضوء الأخضر لتشكيل الحكومة ولكل شيء له علاقة بالمصالحة وتسهيل العمل في هذا الإطار، الذي يعد البند العريض لاجتماعات العلمين، إضافة إلى البرنامج الوطني والسياسي في غزة والضفة".

وتعد العناوين المهمة التي يناقشها رئيس السلطة الفلسطينية مع قادة الفصائل في غزة والتي تدير عادة القتال مع إسرائيل سواء كان في القطاع أو الضفة، هي السبب وراء تعلق الفلسطينيين بنتائج المشاورات، ويأملون في التوصل إلى آليات تكون ملموسة ونتائجها سريعة.

ووصل الفلسطينيون وبخاصة في غزة إلى مستوى قياسي من الإحباط نتيجة عجز المستوى السياسي عن الخروج من مأزق الانقسام والانفصال عن الضفة الغربية، وبسبب الوضع الحالي حرموا من المشاركة في الانتخابات المحلية، وكذلك تردت أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية والنفسية، وأصيبوا بالقلق المستمر من تكرار جولات القتال.

لقاء اليوم الواحد

على أي حال، فإن الآمال كبيرة للخروج بنتائج مهمة، إذ يقول الأمين العام لحركة المبادرة الفلسطينية مصطفى البرغوثي إن القوى السياسية عقدت مشاورات ثنائية بينها قبل لقاء عباس، لأن الاجتماع معه ومع رئيس حركة "حماس" سيكون ليوم واحد فقط، وخلاله نحاول العمل على توحيد الموقف الفلسطيني وتذليل الخلافات.

 

 

لكن على رغم هذا التفاؤل الفصائلي فإن النقاش في القضايا الفلسطينية الأكثر أهمية مع عباس ليوم واحد أثار استغراب المراقبين السياسيين، إذ يقول متخصص العلوم السياسية والمستشار الفلسطيني للعلاقات الدولية بلال حطاب إن "الملفات التي تبحث مع عباس كبيرة، ولا يمكن أن يتم التوصل لتوافق في شأنها في يوم واحد فقط، هذه قضايا حساسة وتحتاج إلى وقت".

وأضاف حطاب "الذي يضعف القضية أن العمل فيها يسير من دون برنامج ورؤية للمستقبل، الفصائل والمستوى الرسمي لا يملكان خطة لوضع فلسطين، وعندما يعترفان بذلك ويبدآن في التشاور، يريدان الانتهاء من ذلك في يوم واحد"، متسائلاً "هل يعقل ذلك، هل تضع الدول برامجها خلال ساعات؟".

جاهزية وغياب

نصاب المشاورات السياسية غير مكتمل، إذ قاطعت حركة "الجهاد الإسلامي" وفصيلان آخران لقاء العلمين، وبحسب نائب "الجهاد الإسلامي" محمد الهندي فإن المقاطعة رد على استمرار الاعتقالات السياسية ورفض السلطة الفلسطينية الإفراج عن كوادرها المعتقلين في سجونها.

من جهة حركة "حماس" يقول عضو مكتبها السياسي خليل الحية إن "الفرصة أمامنا لتحقيق الوحدة الوطنية، وسنبذل كل ما يمكننا لأجل ذلك، نحن نريد رؤية وطنية موحدة في الضفة وغزة وبين جميع الفصائل، أركانها لم الشمل ووحدة البيت الفلسطيني، وذلك عبر تشكيل مجلس وطني جديد بالانتخابات، وإن تعذر يكون بالتوافق على تكوين مجلس وطني انتقالي، ثم تشكيل قيادة وطنية تجمع القوى السياسية، إننا نريد أن نخرج من الاجتماع بنتائج واضحة لمواجهة إسرائيل".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي