Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بايدن يدعو للإفراج فورا عن رئيس النيجر "حماية للديمقراطية"

المئات يتظاهرون بالأعلام الروسية في نيامي دعماً للانقلاب وفرنسا تنهي إجلاء رعاياها

ملخص

أعلن المجلس العسكري في مالي وبوركينا فاسو أن أي تدخل عسكري في النيجر سيعتبر إعلان حرب عليهما بعد دعمهما رفض قائد الانقلاب العسكري عقوبات "إكواس" فيما علق البنك الدولي تمويلاته للبلاد 

دعا الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم الخميس، للإفراج الفوري عن رئيس النيجر المنتخب محمد بازوم وحماية الديمقراطية في هذا البلد.

وقال بايدن في بيان "أدعو للإفراج الفوري عن الرئيس بازوم وعائلته، وحماية الديمقراطية التي تحققت بصعوبة في النيجر".

وأضاف "في هذه اللحظة الحاسمة، تقف الولايات المتحدة إلى جانب شعب النيجر تكريماً لشراكتنا التي بدأت قبل عقود، والقائمة على القيم الديمقراطية المشتركة ودعم الحكومة التي يقودها مدنيون".

وقال بايدن إن "الشعب النيجري لديه الحق في اختيار قادته. أعربوا عن هذه الرغبة في انتخابات حرة ومنصفة. ينبغي احترام ذلك".

وفاز بازوم في انتخابات عام 2021 التي شهدت النيجر على أثرها أول انتقال سلمي للسلطة. لكن أطاحه الحرس الرئاسي قبل أسبوع في انقلاب دانته الولايات المتحدة وبلدان أوروبية والأمم المتحدة.

فرنسا تنهي إجلاء الرعايا

وأعلنت الحكومة الفرنسية، اليوم الخميس، إعادة 1079 شخصاً جواً من النيجر مع انتهاء عملية إجلاء رعايا من الدولة الواقعة في غرب أفريقيا بعد سيطرة العسكريين على الحكم.

وقال وزير الدفاع سيباستيان لوكورنو على منصة "إكس" (تويتر سابقاً) إن الرعايا الفرنسيين والأجانب الذين تم إجلاؤهم "هم الآن بأمان".

وبدأ المئات من أنصار العسكريين الذين سيطروا على الحكم في النيجر، بالتجمع في نيامي، اليوم الخميس تعبيراً عن دعمهم لهم.

وتجمع المتظاهرون الذين كان بعضهم يلوح بأعلام روسية كبيرة في ساحة الاستقلال بوسط العاصمة بدعوة من حركة (M62) وهي ائتلاف يضم منظمات المجتمع المدني "السيادية".

وتولى أعضاء في الائتلاف أمن التجمع الذي ينظم في الذكرى 63 لاستقلال النيجر عن فرنسا، التي تنشر نحو 1500 جندي لمساعدة هذا البلد على محاربة الجماعات المسلحة.

عليهم أن يرحلوا

ومنذ انقلاب 26 يوليو (تموز)، تدهورت العلاقات مع باريس بعد أحداث جرت، الأحد الماضي، خلال تظاهرة نظمت خارج السفارة الفرنسية كانت الدافع وراء إجلاء مئات المواطنين الفرنسيين.

وقال متظاهر شاب يدعى إيسياكا حمادو، إن "الأمن فقط هو ما يهمنا"، سواء وفرته لنا "روسيا أو الصين أو تركيا، إذا أرادت مساعدتنا فنحن لا نريد الفرنسيين الذين ينهبوننا منذ عام 1960، إنهم موجودون هنا منذ ذلك الحين ولم يتغير شيء. فما الفائدة منهم؟".

وأيده آخر يدعى عمر بقوله "أنا طالب، لم أجد عملاً بعد الدراسة في هذا البلد، بسبب نظام (بازوم) الذي تدعمه فرنسا. كلهم، عليهم أن يرحلوا".

وقبل التجمع، طلبت فرنسا من "قوات الأمن النيجرية اتخاذ الإجراءات اللازمة للضمان التام لأمن البعثات الدبلوماسية الأجنبية في نيامي بالكامل، ولا سيما الفرنسية منها".

وقال الجنرال عبدالرحمن تياني، الذي تولى السلطة في نيامي، إن الفرنسيين "ليس لديهم سبب موضوعي لمغادرة النيجر"، لأنهم "لم يتعرضوا بتاتاً لأدنى تهديد". ودعا في كلمة له بمناسبة عيد الاستقلال أنصاره إلى التظاهر "بهدوء".

جداول الإجلاء

وأعلنت بريطانيا اليوم الخميس أنها ستخفض مؤقتاً عدد الموظفين في سفارتها في النيجر، بينما طلبت فرنسا من "قوات الأمن النيجرية اتخاذ الإجراءات الضرورية لضمان أمن البعثات الدبلوماسية الأجنبية في نيامي، خصوصاً تلك التابعة لفرنسا، بشكل كامل" خلال التظاهرات المقررة اليوم.

وأفادت وزارة الخارجية في بيان بأنه "بينما تصدر عدة دعوات للتظاهر في 3 أغسطس (آب)، تذكّر فرنسا بأن أمن المقرات والموظفين الدبلوماسيين هي التزامات بموجب القانون الدولي وخصوصاً اتفاقية فيينا".

وخرجت تظاهرة ضد السفارة الفرنسية في نيامي الأحد الماضي اتسمت بالعنف ودفعت الحكومة الفرنسية أول من أمس الثلاثاء لإطلاق عملية إجلاء لرعاياها.

وخلال تلك التظاهرة التي خرجت بعد أيام على الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس النيجري محمد بازوم، حُطّمت نوافذ بالسفارة الفرنسية بينما حاول المحتجون الذين هتفوا بشعارات مناهضة لباريس اقتحام المبنى.

وأشارت الخارجية الفرنسية أيضاً إلى أن المجال الجوي مغلق في النيجر وبالتالي لن يكون بإمكان الفرنسيين المغادرة بمفردهم.

وتم تخصيص خمس طائرات عسكرية لعمليات الإجلاء، فيما لم تعلن الخارجية بعد العدد الكامل للأشخاص الذين تمّت إعادتهم.

وذكرت باريس مساء أمس الأربعاء أن الرحلة الرابعة رفعت عدد الأشخاص الذين تم إجلاؤهم إلى 992، بينهم 560 فرنسياً "إلى جانب العديد من المواطنين الأجانب".

وبينما تتضمن القوائم القنصلية أسماء 1200 فرنسي، إلا أن بعضهم يقضون إجازات في الخارج.

بدورها، أمرت الولايات المتحدة الأربعاء بإجلاء موظفيها غير الأساسيين من مقر سفارتها في نيامي.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية في تحديث سفر بشأن النيجر نشرته مساء الأربعاء على موقعها الإلكتروني إنها أمرت "نتيجة لهذا التطور... بمغادرة الموظفين الحكوميين غير الأساسيين في السفارة" مع عائلاتهم.

رفض العقوبات

من جهة أخرى، أعلن قائد المجموعة العسكرية التي استولت على السلطة في نيامي الجنرال عبد الرحمن تياني "رفض العقوبات" التي فرضتها دول غرب أفريقيا المجاورة "إكواس" على النيجر كما "رفض الخضوع لأي تهديد". ووصفها بأنها غير قانونية.

وقال الجنرال تياني، في خطاب متلفز عشية ذكرى استقلال المستعمرة الفرنسية السابقة، إن "المجلس الوطني لحماية الوطن" يرفض كل هذه العقوبات ويرفض الخضوع لأي تهديد أياً يكن مصدره"، مضيفاً "نرفض التدخل في الشؤون الداخلية للنيجر".

واعتبر تياني أنه لا يوجد "أي سبب موضوعي" يدفع الفرنسيين لمغادرة البلاد، في حين تتواصل عمليات إجلاء تجريها باريس لمئات من مواطنيها والرعايا الأوروبيين. وأشار إلى أن الرعايا الفرنسيين "لم يتعرّضوا لأدنى تهديد" و"ما من سبب موضوعي" يستدعي مغادرتهم البلاد.

واتخذت المجموعة المؤلفة من 15 دولة أقوى مواقفها حتى الآن تجاه النيجر، مما دفع مالي وبوركينا فاسو التي يحكمها أيضاً مجلسان عسكريان، إلى القول إن أي تدخل عسكري في النيجر سيعتبر إعلان حرب عليهما أيضاً.

البنك الدولي يعلق التمويلات

من جانبه أعرب البنك الدولي عن "القلق" من المساعي المبذولة لإطاحة حكومة منتخبة ديمقراطياً في النيجر، مضيفاً أنه أوقف صرف الأموال لجميع عملياته في هذا البلد حتى إشعار آخر.

وقال، في بيان الأربعاء، إن شراكاته مع القطاع الخاص "ستستمر بحذر"، مضيفاً أنه "سيراقب الوضع من كثب" بعد الانقلاب الذي شهدته الدولة الضعيفة.

وأنفق البنك الدولي في النيجر 1.5 مليار دولار خلال 2022 عبر مختلف برامج المساعدة التي يوفرها، ومنذ مطلع العام الحالي أنفق 730 مليون دولار.

 

 

كذلك يوفر صندوق النقد الدولي برامج مساعدة عدة لكنه لم يعلن إلى الآن تعليق تمويل عملياته في النيجر.

التمويل الذي يوفره صندوق النقد من خلال برامج موقعة مع البلدان المستفيدة مشروط بالتزامات مرحلية تتعهد البلدان الإيفاء بها ضمن فترات منتظمة، ويتم تقييمها خلال اجتماعات دورية بين الهيئة والحكومة.

النيجر تخسر 131.5 مليون دولار

برنامج صندوق النقد الأخير لمساعدة النيجر وقدره 131.5 مليون دولار وقع في الخامس من يوليو (تموز)، والاجتماع المرحلي الأول له لم يعقد بعد.

وقالت متحدثة باسم صندوق النقد في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، إن الهيئة "تواصل متابعة الأوضاع في النيجر باهتمام. نحن قلقون من الأحداث السياسية في النيجر وتداعياتها على البلد والشعب".

وفد "إكواس" في النيجر

في السياق أرسلت المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا (إكواس) وفداً إلى النيجر، أمس الأربعاء، للتفاوض مع المجلس العسكري الذي استولى على السلطة في انقلاب الأسبوع الماضي على أمل التوصل لحل دبلوماسي قبل أن يتعين عليها حسم أمر التدخل من عدمه.

وفرضت "إكواس" عقوبات على النيجر وقالت إنها قد تستخدم القوة إن لم يعد قادة الانقلاب الرئيس محمد بازوم إلى السلطة في غضون أسبوع من يوم الأحد.

وقال مفوض "إكواس" للشؤون السياسية والسلام والأمن عبد الفتاح موسى، "الخيار العسكري هو الخيار الأخير المطروح على الطاولة، لكن علينا الاستعداد لذلك الاحتمال".

وأضاف موسى للصحافيين مع بدء قادة جيوش المجموعة اجتماعاً يستمر يومين في العاصمة النيجيرية أبوجا، "هناك حاجة لإظهار أننا لا يمكننا الكلام فقط لكن بوسعنا العمل أيضاً".

وسعت "إكواس" جاهدة لاحتواء التراجع الديمقراطي في غرب أفريقيا وتعهدت بعدم التهاون مع الانقلابات العسكرية المتوالية في مالي وبوركينا فاسو وغينيا ومحاولة الانقلاب في غينيا بيساو خلال العامين الماضيين وجميعها من أعضاء التكتل.

وأظهرت وثيقة حكومية، الأربعاء، أن نيجيريا قطعت إمدادات الكهرباء عن النيجر، بينما تقطعت السبل بسائقي الشاحنات في نيامي بسبب إغلاق الحدود وهي علامات مبكرة على تداعيات العقوبات الشاملة التي فرضتها المجموعة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

محادثات مع المجلس العسكري

ويترأس الوفد المرسل إلى النيجر رئيس نيجيريا الأسبق عبد السلام أبو بكر ووصل الأربعاء لبدء محادثات مع المجلس العسكري.

وشغل أبو بكر، وهو جنرال متقاعد في الجيش رئاسة نيجيريا لمدة عام قبل إجراء انتخابات أعادت السلطة للمدنيين في عام 1999.

وقال رئيس أركان الجيش النيجيري ورئيس قادة دفاع "إكواس" الجنرال كريستوفر موسى "مهمة استعادة الحكم الديمقراطي في النيجر محفوفة بالعقبات والتعقيدات المحتملة".

وقال في الاجتماع الذي عقد في أبوجا "قراراتنا ستنقل رسالة قوية عن التزامنا بالديمقراطية وعدم تهاوننا تجاه التغييرات غير الدستورية للحكومات وإخلاصنا في تحقيق الاستقرار الإقليمي".

ويرأس المجلس العسكري في النيجر الجنرال عبد الرحمن تياني، الرئيس السابق لحرس بازوم الرئاسي، واحتجز تياني الرئيس بازوم في قصر الرئاسة الأربعاء الماضي وأعلن نفسه بعدها رئيساً للبلاد.

وقال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي بعد اجتماع مع الرئيس النيجيري بولا تينوبو في أبوجا الأربعاء "ترحب المملكة المتحدة بشدة بتحركات إكواس وبالطبع هي تحركات حاسمة ذات التزام قوي بالديمقراطية".

أوروبا تجلي رعاياها

قالت الولايات المتحدة إنها تعتزم إجلاء بعض الموظفين والأسر من سفارتها في النيجر لكن البعثة ستظل مفتوحة وسيظل كبار الموظفين يعملون هناك.

وتجلي فرنسا وإيطاليا مواطنين أوروبيين من النيجر وسط مخاوف متنامية إزاء الصراع. وهبطت أولى الطائرات العسكرية التي تحمل مواطنين معظمهم أوروبيون في باريس وروما الأربعاء.

وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك "بمساعدة أصدقائنا الفرنسيين، استطعنا بالفعل إجلاء أكثر من 40 ألمانياً جواً من النيجر"، مضيفة أنه سيجري تسيير مزيد من الرحلات الأربعاء.

وأضافت "وبهذه الوحدة والإصرار الذي نحن عليه، كاتحاد أوروبي، ندعم الجهود الدولية لاستعادة النظام الدستوري في النيجر".

 

 

وقالت فرنسا إنها أجلت أكثر من 350 فرنسياً حتى الآن.

ولفرنسا والولايات المتحدة وألمانيا وإيطاليا قوات في النيجر لمحاربة التمرد ولتدريب القوات المحلية لمساعدتها في قتال جماعات ذات صلة بتنظيمي "القاعدة" و"داعش".

لكن لم يعلن عن سحب أي قوات من النيجر حتى الآن. وقال وزير الدفاع الألماني الأربعاء، إنه لا قلق بشأن سلامة الجنود الألمان.

موارد اليورانيوم 

وتحتل النيجر المركز السابع في قائمة أكبر منتجي اليورانيوم في العالم. واليورانيوم معدن مشع يستخدم في مجالات الطاقة النووية وعلاج السرطان.

في السياق أعلن الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع أن لديه مخزوناً كافياً من اليورانيوم الطبيعي للتخفيف من أي أخطار تتعلق بالإمدادات على المدى القصير.

يشار إلى أنه في الأسبوع الماضي أطاح انقلاب قاده الجنرال عبد الرحمن تياني الرئيس المنتخب محمد بازوم.

وعقدت الأحد في أبوجا قمة استثنائية للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والنيجر عضو فيها إلى جانب 14 بلداً آخر. وطلبت في ختام القمة "الإفراج الفوري" عن الرئيس بازوم و"العودة الكاملة إلى الانتظام الدستوري في جمهورية النيجر".

والنيجر بلد يقع في منطقة الساحل الصحراوية ويبلغ عدد سكانه 20 مليون نسمة، ويعد من أفقر دول العالم على رغم موارده من اليورانيوم.

وتقع النيجر في قلب منطقة الساحل وهي الحليف الأخير الذي تقيم معه باريس شراكة "قتالية" ضد المتطرفين في هذه المنطقة التي تعاني انعدام استقرار وهجمات.

وتعرف المنطقة حالة انعدام استقرار إذ إن النيجر ثالث دولة تشهد انقلاباً منذ عام 2020 بعد مالي وبوركينا فاسو.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات