Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

التدخل العسكري في النيجر: ضربة خاطفة تعيد بازوم أم غزو؟

تقارير غربية تحدثت عن حشد حوالى 25 ألف جندي للتحرك صوب نيامي

أنصار المجلس العسكري في النيجر يتظاهرون أمام قاعدة للجيش الفرنسي في نيامي (رويترز)

ملخص

من المرتقب أن تقود القوة المعروفة بـ "إيكوموغ" التدخل العسكري المحتمل لإعادة الرئيس بازوم

على رغم إقرارها التدخل العسكري في النيجر وإعطاء الضوء الأخضر لذلك، إلا أن الغموض لا يزال يلف طبيعة العملية التي تنوي المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس" القيام بها والعتاد العسكري الذي سيشارك فيها من أجل إعادة النظام الدستوري في نيامي.

وفي ظل عدم إفصاح القيادة العسكرية عن معالم التدخل، فإن تساؤلات عدة تثار حول ما إذا كان التدخل الوشيك سيكون محدوداً في توقيته ومكانه أم أنه سيتوسع لا سيما بالنظر إلى موقفي مالي وبوركينا فاسو المجاورتين اللتين تساندان المجلس العسكري في نيامي.

عملية محدودة وإنزال

وتتحدث تقارير إعلامية غربية وأفريقية عن حشد حوالى 25 ألف جندي من قبل الدول الأعضاء في "إيكواس" لشن الهجوم المرتقب في النيجر، لكن من غير الواضح ما إذا سيشارك كل هؤلاء في هذه العملية.

وقال الخبير في الشئون الدولية والأفريقية نزار مقني إن "هناك كثيراً من السيناريوهات لهذا التدخل. السيناريو الأول خصوصاً بالنظر إلى تصريحات الرئاسة النيجيرية، فإنه سيكون أشبه بالعملية العسكرية الجراحية من خلال إنزال عبر القوات الخاصة قرب القصر الرئاسي ثم افتكاك القصر وإرجاع محمد بازوم".

أضاف مقني "لكن هذا قد يفتح ردود فعل من جانب الانقلابيين، ما قد يقود إلى فتح حرب طويلة الأمد لا سيما في حال تدخل بوركينا فاسو ومالي في النيجر، من جهة أخرى، هناك اتجاه آخر نحو عملية انقلابية من الداخل، حيث يوجد لدى الولايات المتحدة جنرالات تعلموا وتدربوا في كليات وأكاديميات أميركية، لذلك تبقى إمكانية التوصل إلى حل وسط سيناريو محتملاً"، وشدد المتحدث على أن "هناك سيناريو ثالثاً وهو الأخطر، أي أن تكون حرب واسعة النطاق ستكون تكلفتها باهظة اقتصادياً واجتماعياً وحتى أمنياً في مناطق مثل بحيرة تشاد وغيرها وأيضاً من خلال تدفقات المهاجرين واللاجئين وغيرهم".

غزو محتمل

ومن المرتقب أن تقود القوة المعروفة بـ "إيكوموغ" التي تتألف من جيوش دول غرب أفريقيا، ومن بينها النيجر، التدخل العسكري المحتمل لإعادة الرئيس بازوم، وتتشكل هذه القوة من جيوش ثمان دول هي، نيجيريا وغانا ومالي، والنيجر وبوركينا فاسو والسنغال وسيراليون وبنين.

وتم إنشاء "إيكوموغ"، عام 1990، كقوة تسهر على متابعة وقف إطلاق النار في ليبيريا، عندما كان هذا البلد يشهد حرباً أهلية قبل أن تصبح عام 1999، الجناح المسلح الدائم للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، ومنذ ذلك الحين تدخلت هذه القوة في عديد من الدول بسبب حروب أهلية أو غير ذلك.

وترفض بوركينا فاسو ومالي الانخراط في هذا التدخل، بل ذهبتا إلى أبعد من ذلك من خلال التلويح بالرد على أي ضربة قد تستهدف المجلس العسكري في النيجر الذي انقلب على الرئيس المنتخب محمد بازوم، وهو ما يثير تساؤلات حول قدرة هذه القوة بالفعل على التعامل مع ما يجري في النيجر خصوصاً أن تاريخها حافل بتدخلات لم تثمر عن نتائج مهمة على غرار ما حدث في وقت سابق في سيراليون.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال الخبير العسكري حسان ديالو إن "ما سيحدث في حال تحرك إيكواس سيكون إلى حد كبير غزواً للنيجر، والمفارقة أنه على رغم الروابط القوية بين النيجر ونيجيريا وما قدمته الأولى للثانية تاريخياً، إلا أن نيجيريا هي من تقود هذا الغزو وتبدو أكثر حماساً لذلك بسبب سياسات رئيسها"، وأضاف ديالو، "إلى حد الآن الخطط غير واضحة، لكن الهدف واضح وهو محو النيجر من الخريطة وغزوها، لكن النيجر بلد حر ومستقل وهو بالفعل حر في رسم سياساته وتوجهاته وما لا يمكن تفسيره هو حقد الرئيس النيجيري بولا أحمد تينوبو على النيجر وتحمسه لهذا التدخل"، وتابع "وفي ظل عدم انخراط النيجر ومالي وبوركينا فاسو في هذا التدخل، فمن المتوقع أن تكون قدرات "إيكواس" وقواتها تقتصر على 197 طائرة حربية و179 دبابة وأكثر من 18 ألف مدرعة و57 راجمة صواريخ و30 مدفعاً ذاتياً، ومن شأن عدم انخراط باماكو وواغادوغو في هذا التدخل أن تشل بشكل كبير قدرات "إيكواس" العسكرية ما يضع وحدتها على المحك خصوصاً في ظل التأييد القوي الذي يحظى به المجلس العسكري في نيامي واستعداداته المكثفة لأي تحرك ضده، إذ تم بالفعل البدء في تشكيل لجان شعبية لمساندته".

ويصعب حصر عدد الجنود الذين سيشاركون في التدخل في النيجر، لكن تقارير غربية أشارت إلى أنه تم حشد حوالى 25 ألف جندي للتحرك صوب نيامي وسط مخاوف على صحة الرئيس بازوم المحتجز من قبل الانقلابيين.

معسكران

وقالت الباحثة السياسية الفرنسية المتخصصة في القضايا الأمنية في غرب أفريقيا نياغالي باجايكو إنه "إلى حد الآن، هناك معسكران داخل إيكواس، واحد يؤيد التدخل العسكري والثاني رافض له، إذا استمر الوضع هكذا فإن مصداقية مجموعة دول غرب أفريقيا الاقتصادية ستصبح على المحك"، وتابعت باجايكو أن "هناك خطر اندلاع حريق حقيقي في المنطقة حال تفجر الوضع في النيجر بين قوات إيكواس والجيش النيجري وحلفائه من مالي وبوركينا فاسو".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات