Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

النيجر "المحاصر" ينتظر 3 قرارات لمواجهة الحالة الانقلابية

اجتياح مؤجل لقوات "إيكواس" وإنزال متوقع لأسلحة أميركا وانتشار متزامن لجنود فرنسا

ملخص

تأخر التدخل الخارجي في النيجر يفسح المجال أمام حل سلمي أم للتعبئة العسكرية؟

يبعث تأجيل رؤساء أركان القوة الاحتياطية للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس" الذي كان مقرراً، اليوم السبت، لإقرار خطة للتدخل في النيجر لاستعادة الحكم المدني برسائل مثيرة للجدل والتساؤلات حول مدى جاهزية هذه القوة والدول التي تقف خلفها لبدء التوغل في البلاد.

وبخلاف الاجتماع الذي عقد في العاصمة النيجيرية، أبوجا، في يوليو (تموز) الماضي، والذي حدد مهلة للانقلابيين من أجل تسليم الحكم، فإن هذه المرة أبقت المجموعة على الغموض في ما يخص توقيت الهجوم المحتمل، ما أثار تأويلات واسعة النطاق بينها فسح المجال أمام حسم دبلوماسي للأزمة.

هناك فرضية أخرى تبدو أقرب إلى الواقع وهي عدم جاهزية القوة الاحتياطية لمجموعة "إيكواس" لا سيما في ظل عدم حسم عديد من أعضائها موقفها من هذا التدخل المرتقب والذي من شأنه إشعال الوضع في منطقة الساحل الأفريقي التي تشكو أصلاً من هشاشة أمنية.

غياب الإرادة

وتخيم الانقسامات على مواقف المجموعة الاقتصادية على رغم الدعم المعلن الذي تحظى به من قوى مثل فرنسا والولايات المتحدة حيث ترفض دول مثل بوركينافاسو ومالي التدخل، فيما أعلنت نيجيريا تحمسها لذلك شأنها شأن بنين وسيراليون.

واعتبر رئيس معهد المستقبل والأمن في أوروبا، إيمانويل دوبيي، أنه "ليس لدى المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا الرغبة ولا الإرادة للتدخل في النيجر، لا سيما في ظل الانقسام بين أعضائها، إذ إن عديداً من الدول على الساحل لا ترغب في التدخل مثل توغو والغابون، بينما هناك دول تعهدت نشر تشكيلات لها مثل بنين والسنغال وساحل العاج".

 

 

وأردف دوبيي أن "النيجر بلد محاصر الآن، وإذا لم تكن هناك إمكانات لإنزال وهي إمكانات تمتلكها القوات الفرنسية والأميركية، فإنه لن يكون هناك تدخل أبداً، ويبقى هناك إمكانية للحل الدبلوماسي حيث يفاوض المجلس العسكري السفارات وغيرها وسيحصل على ما يريده".

وعلى رغم إعلان باريس دعمها لقرارات "إيكواس" في شأن التدخل العسكري في النيجر فإنه من غير الواضح ما إذا ستقدم دعماً على الأرض للقوة الاحتياطية للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولدى فرنسا 1500 جندي في القاعدة العسكرية في نيامي، وهي قاعدة تجمهر أمامها النيجريون للمطالبة بمغادرة هؤلاء لبلادهم من دون أن يصدر موقف على الفور من وزارة الخارجية أو الدفاع الفرنسيتين.

ويرى دوبيي أن "ليس لدى القوات الفرنسية تفويض الآن لدعم القوة الاحتياطية للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا لا من البرلمان أو غيره، وهناك شرطان لتدخل فرنسا، إما قرار من الأمم المتحدة أو بيان مشترك من الاتحاد الأفريقي، وهو ما لم يحدث حتى الآن حيث لم يعبر الاتحاد الأفريقي عن رغبة لتدخل فرنسا المباشر في هذه الأزمة".

ولفت رئيس معهد المستقبل والأمن إلى أنه "لا يوجد تصويت في الأمم المتحدة ولا بيان من الاتحاد الأفريقي، بالتالي لا يمكن لفرنسا فعل أي شيء، وليس بإمكان باريس في الوقت الراهن سوى تقديم معلومات فقط، وهذا ما يحدث بالفعل ليس من قبل القوات الفرنسية فحسب بل أيضاً القوات الأميركية".

ترقب الحسم

في المقابل، يرى مراقبون أفارقة أن الأسباب الكامنة خلف تردد "إيكواس" تتمثل في فسح المجال أمام حل قد يأتي من واشنطن أو باريس علاوة على الترتيبات التي يجب أن تسبق أي تحرك صوب نيامي، وهو تحرك سيكون محفوفاً بمخاطر عدة أهمها تمدد الجماعات الجهادية في حال سقوط النيجر في فوضى عارمة.

وتتغلغل الجماعات المتشددة في دول الجوار على غرار مالي وبوركينافاسو وهي جماعات استغلت الفوضى السياسية والأمنية في الساحل الأفريقي لتكريس نفوذ قوي لم تنجح فرنسا في تقليصه رغم مضي سنوات على إطلاق عملية "برخان" العسكرية التي أنهاها الرئيس إيمانويل ماكرون العام الماضي بعد طرد قواته من باماكو وواغادوغو.

 

 

من جهته قال الصحافي والباحث السياسي السوداني المتخصص في الشؤون الأفريقية، الصادق الزريقي "أعتقد أن قادة دول غرب أفريقيا لم يحددوا مهلة زمنية لأن هناك بعض التدابير والترتيبات الإقليمية والدولية التي لم تحسم بعد، وهناك دول تؤيد التدخل العسكري لإزاحة الانقلابيين مثل ساحل العاج والسنغال وبنين ونيجيريا، ودول أخرى تعترض مثل بوركينافاسو ومالي وغينيا كوناكري وهي دول ترتبط اليوم بالمصالح الروسية في المنطقة".

تدابير انقلابية

وأوضح الزريقي أن "فرنسا لا تريد أن تتدخل تدخلاً مباشراً، ولا تريد أن تتورط عسكرياً في النزاع، ولعل الفرنسيين يعتقدون أن الولايات المتحدة بإمكانها التصرف من خلال تدابير أخرى كإحداث انقلاب عسكري من الرجل الثاني وسط الانقلابيين أو بأي وسيلة أفضل من التورط في هذا المستنقع".

وشدد الباحث السوداني على أن "هذا التورط سيجعل فرنسا تخسر واحدة من أهم حلفائها ومن مستعمراتها السابقة، بينما القادة الأفارقة ينتظرون المهلة التي حددها الاتحاد الأفريقي وتهيئة المناخ والبيئة الإقليمية لأي تدخل، وكذلك اصطدامهم بالموقف الداخلي، وبخاصة في النيجر، إذ إن هناك تعبئة شعبية قوية ووقفة صارمة من الانقلابيين".

وأكد الزريقي أن "الموقف الرسمي في دول غرب أفريقيا هو عدم السماح للعسكر بالانفراد بالسلطة أو الإفلات من العقاب، لذلك السبب الرئيس هو انتظار مهلة الاتحاد الأفريقي وانتظار حسم فرنسا أو الولايات المتحدة قرار من منهما ستتدخل مباشرة في هذا الموضوع".

وبعد تأجيل اجتماع اليوم الذي كان سيشهد وضع اللمسات الأخيرة للتدخل العسكري، فإن الغموض الذي يحيط بهذا الأخير سيزداد خصوصاً في ظل تشدد موقف الانقلابيين تجاه الوساطات الخارجية، وإمكانية تسليم السلطة إلى المدنيين، وكذلك الشعبية التي يحظون بها بين النيجريين، وهو ما يشجعهم على الأرجح على تصعيدهم مع الخارج.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات