Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بعد علاقات تاريخية هل يفجر انقلاب النيجر مواجهة مع نيجيريا؟

اعتبرت صحف فرنسية أن أبوجا هي القوة القادرة على التحرك لإعادة الأمور إلى نصابها في نيامي وليس باريس

يوجد في النيجر أكثر من 1500 جندي فرنسي (أ ف ب)

ملخص

لم يسبق أن تواجهت النيجر ونيجيريا عسكرياً لكن الكفة تميل أكثر إلى أبوجا التي تملك جيشاً ضخماً وأجهزة متطورة مقارنة ببقية دول المنطقة التي أنهكتها المواجهة مع الجماعات المتطرفة

مع استمرار تشبث الانقلابيين في النيجر بموقفهم الرافض لإعادة السلطة إلى الرئيس محمد بازوم، تثار تساؤلات حول الجهة القادرة على إرجاع الأمور إلى نصابها، خصوصاً مع بروز نيجيريا كخصم لدود للقادة الجدد في نيامي.

وعلى رغم الروابط القبلية والدينية والتاريخية القوية التي تجمع نيجيريا بالنيجر، إلا أن مراقبين لا يستبعدون مواجهة مباشرة بين البلدين على رغم أنهما يواجهان خطراً مشتركاً ألا وهو الجماعات المتطرفة التي حققت مكاسب ميدانية في السنوات الأخيرة، مستغلة الفوضى الأمنية التي عرفتها أفريقيا.

ثقل عسكري

وتعد نيجيريا ثقلاً عسكرياً في المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا التي أقرت تدخلاً في النيجر لإعادة النظام الدستوري، حيث يبلغ عدد قواتها 230 ألف جندي، إضافة إلى عشرات الآلاف من قوات الاحتياط و177 دبابة و144 طائرة عسكرية.

ومنذ بدء الانقلاب في 26 يوليو (تموز) الفائت، لم تتوان نيجيريا في إطلاق تهديدات بالتدخل العسكري في النيجر، لكنها تهديدات تتصادم مع رفض من مجلس الشيوخ النيجيري والمعارضة وحتى الشارع الذي تظاهر رفضاً للتدخل المحتمل.

وقال الخبير العسكري النيجري، حسان ديالو، إن "نيجيريا تدفع نحو التصادم مع النيجر بسبب سياسات رئيسها الحالي، فمنذ سنوات منعنا نيجيريا من الانقسام ولدينا روابط تاريخية معها، ومع ذلك ينتهج رئيسها الحالي سياسة من التصعيد".

وأوضح ديالو في حديث لـ"اندبندنت عربية"، أنه "في عام 1968 وقفنا في النيجر ضد تقسيم نيجيريا عندما كانت تواجه هذا الخطر، وبفضلنا تحافظ اليوم على سلامتها، واليوم يريد رئيسها التدخل في بلادنا، وفي اعتقادي، فإن خطر المواجهة قائم طالما رئيس نيجيريا يريد ذلك".

ولم يسبق أن تواجهت النيجر ونيجيريا عسكرياً، لكن الكفة تميل أكثر إلى أبوجا التي تملك جيشاً ضخماً وأجهزة متطورة مقارنة مع بقية دول المنطقة التي أنهكتها المواجهة مع الجماعات المتطرفة.

وتوقفت نيجيريا عن التصعيد مع القادة الجدد في نيامي ودفعت بوساطة يقودها رجال دين في خطوة تعكس مدى المخاوف من تفجر مواجهة واسعة النطاق بين الطرفين، لا سيما أن ذلك يهدد بإشعال منطقة الساحل الأفريقي برمتها وهي التي تواجه خطراً متنامياً من الإرهابيين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأبلغ رئيس المجلس العسكري في النيجر، عبد الرحمن تياني، وفد نيجيريا استعداده للحوار قبل أن يتهم الرئيس النيجري المعزول، محمد بازوم، بالخيانة العظمى وهو ما عدته إيكواس "استفزازاً جديداً"، بحسب بيانها.

تضاؤل فرص التدخل العسكري

وفي الأيام الماضية، تضاءلت فرص التدخل العسكري الأجنبي في النيجر ما قد يضع الانقلابيين في وضع مريح على رغم تسليط عقوبات قوية عليهم من طرف "إيكواس" وغيرها من القوى الإقليمية والدولية، بحسب متابعين، ما سيعرض السكان إلى مزيد من المعاناة في خضم الوضع الاقتصادي المتردي الذي تشهده البلاد.

ومع ذلك، لا تزال دولتان متحمستان للخيار العسكري وهما ساحل العاج ونيجيريا على رغم تهديد مالي وبوركينافاسو بدعم الانقلابيين في حال تعرضهم لأي "هجوم"، وهو مؤشر على أن أي تدخل في نيجيريا سيؤدي إلى اتساع نطاق المواجهة.

واعتبر ديالو أن "نيجيريا أخت وشقيقة للنيجر، ومع ذلك تصر على تقديم خدمة لفرنسا من خلال السعي إلى مواجهة النيجر على رغم ما قمنا به من تحركات لمنع تقسيمها عام 1968".

ورأت مجلة "جون أفريك" في مقالة لها، أن فرضية التدخل العسكري في النيجر لا تزال قائمة، لافتة إلى أن "هذا التدخل يعارضه جنرالات تم تعيينهم حديثاً في الجيش النيجري بعد الانقلاب".

بدورها، اعتبرت صحيفة "لودفوار" الفرنسية أن نيجيريا هي القوة القادرة على التحرك لإعادة الأمور إلى نصابها في النيجر وليس فرنسا، مشيرة إلى المعطيات الاقتصادية والعسكرية التي تدعم ذلك على رغم وجود أكثر من 1500 جندي فرنسي على الأرض في النيجر.

وتجمع بين النيجر ونيجيريا حدود يبلغ طولها 1500 كيلومتر، وهو ما دفع ممثلي الولايات في مجلس الشيوخ النيجيري إلى معارضة التدخل الذي تنوي قيادة البلاد القيام به، وحتى في الشارع النيجيري هناك صوت قوي رافض لهذا التدخل المحتمل وهو ما يضعف الموقف الرسمي في أبوجا.

وتنتظر نيجيريا كما المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، ضوءاً أخضر للتدخل قد يأتي من الأمم المتحدة أو من فرنسا الشريك الرئيس لدول المنطقة، على رغم تراجعها، فقوات "إيكواس" لوحدها غير قادرة على الأرجح على القيام بتدخل ناجع من شأنه إعادة بازوم إلى السلطة.

وبين البلدين روابط ثقافية وقبلية ودينية مهمة من شأن أي تحرك عسكري أن يجعل شمال نيجيريا يتأثر به، وهو الذي يشكو أصلاً هشاشة أمنية.

ولم تتوان مجموعة دينية متألفة من شيوخ مسلمين في شمال البلاد في القول إن "على الرئيس عدم التسرع في الانخراط في صراع بأوامر من السياسة العالمية"، وهو ما اعتبر "إنذاراً بأن حظوظ التدخل العسكري في النيجر باتت ضعيفة" على رغم الحماس الكبير الذي تبديه الجارة نيجيريا.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير