Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مرتزقة "فاغنر" يوجهون رسالة مرعبة على أبواب بولندا "نحن هنا"

تعتزم وارسو إرسال 10 آلاف عنصر إلى حدودها مع بيلاروس، حيث استقرت مجموعة المرتزقة . تقرير كيم سنغوبتا من ممر سوفالكي في بولندا، نقطة الدفاع الحيوية عن أوروبا بالنسبة إلى الناتو، مع ازدياد وتيرة التصعيد

يُعتقد بأنّ آلاف مقاتلي "فاغنر" يرابطون في بيلاروس، جارة بولندا (أسوشيتد برس/ نيكستا/تويتر)

ملخص

مخاوف من انتقال عدوى الحرب الروسية على أوكرانيا إلى بولندا

وفد آلاف مقاتلي "فاغنر" المتمرّسين من ميادين القتال إلى بيلاروس بموجب اتفاقٍ وضع حداً لمحاولة انقلاب رئيس المجموعة يفغيني بريغوجين على فلاديمير بوتين. ولم يحسب أي منّا أن هذا آخر عهدنا بهم. 

اقترب المرتزقة من مدينة غرودنو، وفقاً للجيش البولندي وأقاموا معسكراً لهم في منطقة برستسكي على بُعد ستة أميال تقريباً (10 كيلومترات) من الحدود البولندية.

والآن، في تطوّر مريب للأحداث، بدأت ملصقات تظهر قرب الحواجز الحدودية البولندية، وعليها صور لمقاتلين يحملون لافتات كُتب عليها بالإنجليزية "نحن هنا. مجموعة فاغنر، الشركة العسكرية الخاصة: انضمّوا إلينا" ووُضع عليها رمز كيو آر QR مخصّص للجنود المستقبليين [مرتقبين]. كما ظهرت الملصقات كذلك في وارسو وكراكوف. وصرّح وزير الداخلية البولندي ماريوش كامينسكي عن اعتقال روسيَّين اثنين في هذا الإطار. 

تحظى كراكوف بشعبية في أوساط السياح البريطانيين وغيرهم من جنسيات غربية أخرى. تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي فيديوهات للسكان المحليين وهم يمزّقون الملصق. وقال لوكاش فانتوش، عضو المجلس المحلي في كراكوف، الذي نشر إحدى الصور "هذا استفزاز وهو يحدث هنا في كراكوف". فيما قال الطالب بيوتر كوموروسكي "من الواضح أن الهدف هو إخافة السياح. ولهذا يجب إزالة (الملصقات) بسرعة".   

في ردها على المناورات العسكرية التي تقوم بها بيلاروس، بالاشتراك مع "فاغنر"، على نطاق واسع، أعلنت بولندا نيّتها إرسال 10 آلاف عنصر إضافي إلى الحدود. وقد لحقتها ليتوانيا الآن، إذ أعلنت بدورها أنها سوف تغلق فوراً معبرين حدوديين من أصل ستة لها مع بيلاروس على خلفية تطوّرات "الظروف الجيوسياسية".

وما يزيد هذا السيناريو المتفجّر سوءاً هو ممر سوفالكي، النقطة الحيوية في استراتيجية الغرب للدفاع عن أوروبا. إن اخترق الروس هذا الممر الممتد على 60 ميلاً، فسوف يؤدي ذلك إلى عزل دول البلطيق فعلياً عن بقية حلف الناتو وتطويق القوات المعادية لها.

أصبحت هذه المنطقة الحساسة بشكل خاص- التي تقع على الحدود البولندية - الليتوانية، بين كالينينغراد، الجيب الروسي الخارجي، وبيلاروس- حليفة موسكو- عاملاً أساسياً الآن في تصاعد التوتر فيما الحرب ما زالت مستعرة في أوكرانيا.

زعمت وارسو أن المروحيات العسكرية البيلاروسية اخترقت مجالها الجوي. وفيما تنفي مينسك هذه الادعاءات، أبرز سكان بلدة بيالوفيزا صوراً لمروحيات من طراز "مي-8" و"مي-24" تحمل شارة بيلاروس يقولون إنها حلّقت فوق منازلهم. 

وفي سياق متّصل، التقى رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي بالرئيس الليتواني جيتاناس ناوسيدا في الآونة الأخيرة في سوالكي بغية التباحث في الموضوع الذي يعتبرانه تهديداً حقيقياً. يسجّل جيب كالينينغراد الروسي غير المتصل أرضياً بالبر الروسي الرئيس وجوداً عسكرياً لا يُستهان به يشمل صواريخ اسكندر المزوّدة بقدرات نووية. 

كانت موسكو قد نشرت 12 ألف عنصر من المشاة والقوات المحمولة جواً في كالينينغراد فضلاً عن 18 ألفاً قرب الحدود مع دول البلطيق وفنلندا. أعيد نشر بعض هذه القوات للمشاركة في العمليات داخل أوكرانيا لكن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أعلن أن التعزيزات في المنطقة [على قدم وساق] من أجل التصدي "للعسكرة البولندية". 

من جهته، لفت السيد ناوسيدا إلى أن "بعض مقاتلي فاغنر ينتشرون على مقربة من حدودنا مما يجعل هذا الوضع يصب إلى حد كبير في خانة أي استفزاز سواء على الحدود بين بولندا وبيلاروس أو بين ليتوانيا وبيلاروس. وفقاً للمعطيات التي نملكها، يصل عدد المرتزقة في بيلاروس إلى 4 آلاف أو أكثر بقليل".

وطالب رئيس بيلاروس ألكسندر لوكاشينكو، الذي أدّت وساطته إلى التوصل إلى اتفاق بين فلاديمير بوتين ورئيس "فاغنر" يفغيني بريغوجين من أجل طي صفحة تمرّد المرتزقة، بنبرة ساخرة، بولندا بأن تعبر عن امتنانها له لأنه يضبط مقاتلي "فاغنر" الموجودين في بلاده.  

وقال السيد لوكاشينكو ممازحاً "عليهم أن يدعوا لنا [يتوجهوا بالشكر] لأننا نبقيهم عندنا ونؤمن حاجاتهم. وإلا، لولا وجودنا، لكانوا تسللوا ودمروا جيشوف ووارسو بشكل كبير. وعليهم بالتالي أن يشكرونني بدل أن يعاتبونني".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كما زعم الرئيس البيلاروسي أن بولندا هي من يحاول تصعيد المواجهة. وقال إن السبب الرئيسي هو رغبة الحكومة في وارسو "بأن تظهر أنها سلّحت البلاد وأعادت تسليحها كما يجب" في الفترة السابقة "(للانتخابات البرلمانية) في أكتوبر (تشرين الأول)". 

يوم الثلاثاء، تباهت بولندا بقوتها العسكرية، واستعرضت الأسلحة المتطورة التي حصلت عليها منذ فترة قصيرة من خلال أكبر عرض عسكري تقيمه منذ عقود. وأعلن رئيس البلاد أندريه دودا أن "الدفاع عن حدودنا الشرقية وحدود الاتحاد الأوروبي والناتو هو اليوم عنصر أساسي في مصلحة الدولة البولندية". 

 

 

وعلّق مسؤول بولندي رفيع في وزارة الدفاع على المناورات العسكرية التي قامت بها بيلاروس قائلاً "إن التدريبات التي تُنفّذ ليست استعراضية أبداً، بل هي مناورات عسكرية حقيقية. لا سبب يدعو عناصر فاغنر للتواجد على هذه المسافة القريبة من الحدود. نرى هنا نمط سلوك يكشف نوايا عدوانية. ولهذا السبب، ندعّم حدودنا. فالمتغيرات الخطيرة كثيرة، كما ظهر من خلال العدوان الروسي (على أوكرانيا) وتمرّد فاغنر في روسيا. ويجمع حلفاؤنا في الناتو على هذا الرأي".

وتؤكد الحكومة البولندية بأن بيلاروس قد تسخّر مقاتلي "فاغنر" لغايات غير تلك العسكرية، لتحاول زعزعة بولندا ودول البلطيق عن طريق دفع اللاجئين إلى عبور الحدود، كما حصل بشكل دوري في الماضي.

وقال نائب وزير الخارجية، بافيل جابلونسكي "نشهد انتقال مهاجرين غير شرعيين، ولا سيما من دول الشرق الأوسط، عبر الجو من موسكو إلى مينسك، حيث يُنقلون في مجموعات منظّمة إلى حدودنا والحدود مع ليتوانيا ولاتفيا. نشهد ارتفاعاً في أعدادهم الآن ولا سيما باتجاه بولندا، عند حدودنا، لأنهم يريدون زعزعة بلادنا قبل الانتخابات. هذ خطتهم".

وأفاد توماش براغا، رئيس قوات الحرس الحدودي البولندي، عن محاولة 19 ألف مهاجر العبور إلى بولندا من بيلاروس هذا العام، مقارنة بـ16 ألفاً في عام 2022 برمته. حاول أكثر من 4 آلاف شخص عبور الحدود هذا الشهر فحسب. وأدلى برأيه في الموضوع فقال "لا شك في أن ما يحدث أمر إجرامي بقدر ما هو سياسي، فهم يجنون أرباحاً طائلة جرّاءه".  

اعتاد سكان سوفالكي، تلك المدينة الجميلة التي يجري نهر Czarna Hancza (وهو الأجمل في بولندا وفقاً للمجلس السياحي المحلي) عبر منتزه وطني مجاور لها، أن تكون في الخطوط الأمامية خلال الحرب الباردة. هدأ الوضع بعد نهاية الاتحاد السوفياتي وفترة التهدئة- ووفد إلى المنطقة سياح من دول مجاورة، من بينها روسيا.

لكن المكان ساده جو من الترقب والخوف الكبيرين بعد اندلاع حرب أوكرانيا. أنشئت ملاجئ من القنابل في بعض المباني العامة المحددة واختبرت صفارات الإنذار من الغارات الجوية على السكان البالغ عددهم 70 ألفاً. وشكّلت الأحياء مجموعات متطوعين. واتّخذت بعض العائلات تدابير لكي تنتقل إلى مناطق أكثر أمناً.  

 

 

وقالت فيكتوريا ليفاندوشكا المقيمة في المنطقة "لحسن الحظ أن شيئاً لم يحدث. لكن القلق ماثل على الدوام وقد تفاقم الآن. فجيش بيلاروس يتدرّب؛ لماذا يتدرب؟ يمكنك سماع أصوات الانفجارات قرب الحدود. وتأتينا الآن أخبار عن عناصر فاغنر هؤلاء، لم يسبق لنا أن سمعنا بهم فعلاً. لكن الأخبار التي نسمعها الآن لا تبدو جيدة".

أضافت إيرينا نوفاك، التي عاشت معظم سنين حياتها الراشدة في سوفالكي "تنتشر أعداد أكثر بكثير من القوات البولندية في منطقتنا، بسبب مرابطة كل المقاتلين [مقاتلي فاغنر] في بيلاروس. قدموا لحمايتنا وهذا أمر جيد. يدور كلام كثير حول هذا الموضوع، على التلفزيون والراديو ووسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما يقلق الناس".

يقلق البعض من طبيعة الخصوم الموجودين على الجانب الآخر للحدود. 

وقال رجل الأعمال المتقاعد توماش كوزلوسكي "يبدو رجال فاغنر هؤلاء مضطربين بعض الشيء. ربما يجب أن يكون المرء مضطرباً كي يحاول تنفيذ انقلاب على بوتين. أتابع أخبار أفعالهم في أوكرانيا وتبدو مرعبة، من قتل وتعذيب وما فعلوه بالنساء والأطفال. لديّ عائلة وأحفاد. إن وجود أشخاص كهؤلاء على مقربة منا الآن يقضّ مضجعنا".

© The Independent

المزيد من تقارير