Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل بوسع رواية عاطفية إنقاذ سمعة علامة "هاري وميغان" التجارية؟

في محاولة دوق ودوقة ساسيكس الأخيرة لإنقاذ ثرواتهما المتعثرة، حصل الثنائي على حقوق فيلم رواية كارلي فورتشن "ميت مي أت ذي لايك" التي احتلت قائمة "نيويورك تايمز" للكتاب الأكثر مبيعاً في مقابل 3 ملايين دولار.

"يتعمد المنتقدون إساءة تقدير القوة الترويجية للثنائي..." (غيتي/اندبندنت)

ملخص

 في محاولة دوق ودوقة ساسيكس الأخيرة لإنقاذ ثرواتهما المتعثرة، حصل الثنائي على حقوق فيلم رواية كارلي فورتشن "ميت مي أت ذي لايك" في مقابل 3 ملايين دولار. تغوص كاتي روسينسكي في أوجه شبه الرواية مع الحياة الواقعية وما إذا كان المشروع سيترجم إلى النجاح المنشود.

هي قصة حبيبين تعيسين في الثلاثينيات من عمرهما وأم تقتل بشكل مأساوي في حادثة سيارة وما يرافق ذلك من عبء العيش بما يرقى للتوقعات الأبوية وتولي أعمال العائلة. لا نقوم هنا بحرق القصة ولا نكشف عن مواضيع من الفيلم الوثائقي الأخير على "نتفليكس" إذ يفصح هاري وميغان عن كل شيء، بل هي حبكة الرواية الرومنسية المليئة بالمشاعر "ميت مي أت ذي لايك" (Meet Me at the Lake) التي اختار دوق ودوقة ساسيكس اقتباسها وأقلمتها لعرضها على الشاشة كجزء من اتفاق الإنتاج الذي أبرماه مع منصة البث العملاقة.

ويشاع أن الصفقة البالغة قيمتها 3 ملايين دولار هي العرض الأحدث للزوجين في صناعة الترفيه التي بوسعهما من خلالها تحقيق نجاح ساحق آخر. إذ نجحت السيرة الذاتية للأمير هاري "سبير" Spare في تحطيم الأرقام القياسية في أول يوم من صدورها في المملكة المتحدة في يناير (كانون الثاني)، ولكن بصرف النظر عن ذلك، تعثر الثنائي الطامح ليصبح قطباً في عالم الترفيه والإعلام. إذ ألغي العام الماضي خطط أول مسلسل رسوم متحركة "بيرل" Pearl من إنتاجهما ويدور حول قصة فتاة تسافر عبر التاريخ للقاء نساء مؤثرات وملهمات. وجاءت الضربة الكبرى من خلال إنهاء صفقة البودكاست الضخمة مع سبوتيفاي Spotify التي قدرت قيمتها بـ20 مليون دولار. وأسفرت الشراكة عن برنامج بودكاست واحد بعنوان "أرشتايبس" Archetypes إذ تتناول ميغان تأثير الصور النمطية على حياة المرأة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وجاء قرار فصل الشراكة مع شركة البث بالتراضي بين الطرفين، ولكن كان وصف أحد كبار المديرين التنفيذيين في سبوتيفاي بيل سيمونز دوق ودوقة ساسيكس بالـ"المحتالين" أمراً مؤذياً. وقالت مديرة أعمال المشاهير والخبيرة في العلاقات العامة مايا رياز "أنهما يعرفان بأن العيون ستكون كلها شاخصة على خطوتهما التالية" وأضافت أنه بعد الكشف عن كثير من الأخبار والإشاعات القيمة عن قصر وندسور في كل من كتاب "سبير" ومسلسلاتهما الوثائقية، احتاج الثنائي إلى طريقة يظهران من خلالها للجمهور أنهما قادرين على إنجاز مشاريع لا تمت للعائلة الملكية بصلة وحصد الإشادات والجوائز على رغم ذلك".

وكانت الرواية الثانية من كتابة الصحافية السابقة في موقع "ريفاينيري29 كندا" Refinery29 Canada كارلي فورتشن بعنوان "ميت مي أت ذي لايك" (قابلني عند البحيرة) يحلق في قوائم الكتب حتى قبل أن تقوم علامة دوقي ساسيكس التجارية بمنحه موافقتها. وتجمع رواية فورتشن المليئة بالعواطف والمشاعر ما بين روايات تايلور جينكينز ريد والروائية "الأكثر إثارة للبكاء" والمفضلة على تطبيق "بوك توك" (BookTok منصة فرعية من ’تيك توك‘ متخصصة بالأدب والكتب) كولين هوفر. ومع صدور الرواية في مايو (أيار) من العام الحالي، احتلت المرتبة الأولى على لائحة "نيويورك تايمز" لأكثر الكتب مبيعاً في نوع الأدب القصصي التجاري، سترون على "تيك توك" رسم الغلاف الذي يجسد غروب الشمس باللون الزهري مرفق بعبارة تصفه بـ"كتاب الصيف الأول" THE Summer book. وفي تأكيدها للأخبار في مطلع هذا الاسبوع، قالت فورتشن لـ"اندبندنت" بأنها "متحمسة" للعمل مع "نتفليكس" وشركة دوق ودوقة ساسيكس للإنتاج "آرتشويل" Archewell. وأضافت: "لا يسعني تخيل شراكة أكثر مثالية".

فلماذا وقع ميغان وهاري لهذه الدرجة في حب تلك الرواية؟ لا نعرف كثيراً حول تفضيلاتهما الأدبية الشخصية، ففي عملها السابق كمدونة أسلوب حياة، كانت ميغان تشارك توصيتها بقراءة ذلك الكتاب الفريد عبر مدونتها "ذا تيغ" The Tig ولكنها كانت تميل أكثر إلى اختيار القراءات التحفيزية ودليل المساعدة الذاتية والكتب الروحية عوضاً عن روايات الخيال. أما هاري، فشارك من جهته بعض الإشادة الفاترة بكتاب جون ستاينبيك "أوف مايس أند مان" Of Mice and Men في سيرته الذاتية. وكتب عنه قائلاً: "كانت قراءة موجزة وسريعة. أوف مايس أند مان: 150 صفحة صغيرة من دون مضمون".

أياً تكن أذواق الثنائي في المطالعة، كانا على الأرجح قادرين على رصد الإمكان في جعل الأموال تتدفق عليهما من خلال رواية فورتشن وهي عبارة عن قصة حب جذابة ومباشرة تنضوي على كل مكونات الحبكة السهلة الإيصال للجمهور من خلال فيلم "نتفليكس" أصيل مدته 90 دقيقة. مع بداية الرواية، نتعرف على فيرن بروكبانكس التي يشبه اسمها اسم نسيب الأمير هاري (جاك بروكبانكس، السفير السابق لعلامة كازاميغوس Casamigos وهي عبارة عن شركة لصناعة مشروب التيكيلا التي أسسها النجم جورج كلوني، وتزوج جاك من الأميرة أوجيني بعد أشهر من زفاف هاري وميغان عام 2018).

تكون فيرن البالغة 32 سنة في الرواية مديرة لثلاثة مقاه مستقلة في الطرف الغربي من مدينة تورونتو تدعى "فيلتر" Filtr. وفي عالم مواز (هل هي عبارة عن العوالم المتعددة لماركل؟) بوسعكم طبعاً تخيل ميغان تدخل إلى أحد تلك المقاهي للحصول على كوب قهوة بالحليب في طريقها إلى تصوير مسلسلها الشهير "سوتس" Suits. ولعلكم لا تذكرون أن الدوقة كانت أيضاً من أوائل المستثمرين في "كليفر" Clevr وهي علامة تجارية لمسحوق اللاتيه تعتمد على العمل ضمن الأخلاقيات وتتسم بموقف متعجرف نوعاً ما. نتعرف على البطلة التي أمضت معظم حياتها كراشدة تحاول أن تنأى بنفسها عن المنتجع الواقع على البحيرة الذي يشبه أسلوب "ديرتي دانسينغ"  (غير أخلاقي) الذي تملكه عائلتها منذ عقود في موسكوكا في أونتاريو، وما زال صديق طفولتها يطلق عليها اسم "بايبي" Baby (طفلة) وهو أمر يزعجها.

عندمت تقتل والدتها في حادثة سيارة، تضطر فيرن العودة لمسقط رأسها لتولي أعمال عائلة بروكبانكس المترنحة وتضع جانباً حلمها بافتتاح مقهى خاص بها (عندما تصف تصورها لما سيكون عليه ذلك المقهى، تتصور مقهى دافئاً مليئاً بكتب الوصفات في إحدى زواياه بما فيها كتاب "ذا فيوليت بايكيري كوك بوك" The Violet Bakery Cookbook من كتابة كلير بتاك، المرأة التي صنعت قالب حلوى زفاف ميغان وهاري). وبعد ذلك، تلتقي فجأة في ردهة الاستقبال في الفندق بشاب وسيم من ماضيها يدعى ويل. وسرعان ما نكتشف أنه الرجل الذي لم تتوقف عن التفكير فيه لفترة طويلة من السنوات العشر الماضية الذي يشبه لون عينيه لون "زجاجة مشروب غازي حملت باتجاه الضوء".

وبالعودة للزمن الذي كان فيه الاثنان طالبين مثاليين، التقيا في تورونتو وسرعان ما وقعا في الحب وأبحرا في واحدة من تلك المواعدات المكثفة التي تدوم طوال اليوم من دون تذكر التواريخ التي يبدو أنها تحصل في الأفلام الرومنسية فقط، من السهل تخيل مغامرتهما تتحول مشاهد حقيقية في فيلم على الشاشة. خططا للقاء بعد عام في منتجع عائلة فيرن ولكن ويل نكس بوعده ولم يأت. بعد مرور تسع سنوات من تلك الواقعة، هل يستحق ويل فرصة ثانية؟

تتكشف القصة في إطارين زمنيين موازيين، الماضي والحاضر. في الماضي يظهر ويل كفتى حالم مجنون وفنان طامح يرتدي قميصاً كتبت عليها كلمة "سكيتشي" Sketchy (الغامض) ويحمل كتاب مذكرات يحتوي مسودات لرسوم كرتون ابتكرها وينادي فيرن بروكبانكس باسمها الكامل بطريقة تحمل بعض الإغاظة التي يستخدمها غالباً أبطال القصص الرومنسية. وفي الحاضر، ظهر ببدلة رسمية ولديه وظيفة في شركة بعد أن ضحى بطموحاته الفنية بسبب تلقيه صدمة تظهر بين الحين والآخر من خلال "نظرته الفارغة" (يحدق طويلاً في العدم).

لعلكم أصبحتم تملكون بعض الخيوط عما ستؤول إليه الأمور بالنسبة إلى هذا الثنائي المزعوم، ولكن هذا لا يعني بأن الرواية لن تتحول إلى فيلم ناجح وكاسح (ربما لا يوجد ما يكفي من الثقل السردي لصنع مسلسل صغير، إن كان أحد من شركة إنتاج ارتشويل يقرأ هذه السطور). في الأفلام الرومنسية، القابلية على التوقع هي ميزة. فنحن نشاهدها لأنها تبعث شيئاً من الاطمئنان ونذهب إليها مع افتراضات تتعلق بالشكل الذي ستتخذه.

خلال السنوات الأخيرة، طورت "نتفليكس" أسلوباً لتحويل القصص المشابهة إلى أحصنة رابحة مريحة وحميمة وتميز بالسهل الممتنع على غرار "ذا كيسينغ بوث" The Kissing Booth إلى السلسلة المتنوعة اللامتناهية من قصص الحب الخاصة بالأعياد التي تقتحم المنصة في نوفمبر (تشرين الثاني) من كل سنة. قد تكون أيام هاري كأمير الحفلات بلغت نهايتها ولكن قد يقدم الاقتباس المناسب لكتاب فورتشن المكون الذي تتألف منه جلسات المشاهدة الطويلة الملئية بالأحاسيس الجميلة وبعض الدموع ربما وقد تتضمن مصالحة تحت المطر على طريقة "ذا نوتبوك" The Notebook. في الواقع، مع موقعه المثالي للتصوير وحبكة الفرصة الثانية الممنوحة للحبيب، لا ينقص "ميت مي أت ذي لايك" شيئاً ليكون مشابهاً لقصص نيكولاس سباركس العاطفية الرومنسية.

ولكن ماذا عن تلك الخطوط الموازية المشابهة لأحداث من الحياة الواقعية؟ تمت الإشارة إلى حادثة السيارة التي قتلت والدة فيرن، مع ما تحمل من نقاط تشابه مع مقتل الأميرة ديانا، بأنها تفصيل حبكة رنانة بشكل خاص، بيد أن الطريقة التي تتطرق فيها رواية فورتشن إلى الواجبات العائلية ستمنح دوقي ساسيكس مزيداً من العمل. وتقول فيرن إن المنتجع "هو إمبراطورية العائلة الصغيرة" وبأن والدتها توقعت دائماً بأنها سترث التاج بسعادة. في مجتمعها المنغلق، شكل سلوكها الغريب الجامح أثناء مراهقتها مصدراً للإشاعات وهي تخاف من أن السكان المحليين ما زالوا يعتبرونها "فاشلة وعابثة". وليس ضرباً من الخيال أن نتصور هاري أمامنا عندما تعلن فيرن في الرواية: "لم أكن أريد حياتها. أريد حياة خاصة بي". أليس بوسعكم سماع تلك العبارة بصوت آخر؟

وفي الرواية أيضاً، تتصارع حبكة فرعية أخرى لا تقل أهمية وتتعلق بكيفية قيام الإنجاب بتغيير الشخص، والتعامل مع مشكلات الصحة العقلية بعد الولادة. ففي مكان آخر في الرواية، تتحدث فورتشن عن تجاربها مع اضطراب الوسواس القهري بعد الولادة postpartum OCD وتصفه بأنه "اضطراب قهري خطر ولكنه قابل للعلاج مع أعراض مروعة للغاية تشعر قلة منا بالراحة للحديث عنه". لعل صراحتها في هذا المجال جذبت آل ساسيكس اللذين كانا منفتحين وصريحين بشكل جدير بالثناء حول معاناتهما في مجال الصحة العقلية. وتركت مغامراتهما في مشاريع وثائقية مرتبطة بهذا الموضوع نتائج مختلطة حتى الساعة على غرار المسلسل الباهت "ذا مي يو كانت سي" The Me You Can´t See على آبل تي في بلاس Apple TV+، لعل الدراما ستشكل منصة أفضل بالنسبة إليهما لاستكشاف تلك الأفكار.

وبدأ المعارضون للدوقين بطرح تساؤلات عن سبب قيام كاتبة تحقق أفضل المبيعات بمنح حقوق إنتاج فيلم لمنتجين عديمي الخبرة نسبياً كهاري وميغان. ولكن المنتقدين يتعمدون إساءة تقدير القوة الترويجية للثنائي: لا شك أن فيلماً يحمل في طياته خيوطاً غامضة تشير إلى قصتهما سيجذب المشاهدين، حتى لو كانوا يشاهدونه بدافع الفضول العدائي وحسب.

وترى رياز أن مبيعات الكتاب ستشهد تزايداً ملحوظاً مع طرح الفيلم المقتبس عن الرواية. ويشير مارك غوتليب، نائب الرئيس والوكيل الأدبي في وكالة "ترايدنت ميديا غروب" Trident Media Group ومقرها نيويورك إلى أن "دعم المشاهير واقتباس الروايات بوسعهما أن ينتجا دعاية هائلة واهتماماً متزايداً في أي عمل". وعندما تصدر فورتشن روايتها الثالثة، ستحظى بالضجة نفسها التي أنتجتها شراكة دوقي ساسيكس في الرواية السابقة. إضافة إلى ذلك، ما زال هاري وميغان يجذبان مواهب مميزة إلى كنف شركة إنتاج ارتشويل. إذ ضما أخيراً ترايسي رايرسون التي عملت سابقاً في "كارين مانداباك برودكشن" Caryn Mandaback Productions وهي شركة إنتاج مسلسل "بيكي بلايندرز" Peaky Blinders الشهير كمديرة محتوى السيناريو.

ومع مواصلة كتاب السيناريو والممثلين إضرابهم، تشهد صناعة الترفيه تقلبات مستمرة حالياً مما يعني أن أي اقتباس محتمل لرواية "ميت مي أت ذي لايك" لن يبصر النور قبل بضع سنوات. سيتركنا هذا الأمر مع متسع من الوقت لبدء الأحلام بالأبطال المحتملين. هل يمكن أن يجسد تيموثي شالامي دور ويل الشاب؟ سأضعه على اللائحة الآن.

© The Independent

المزيد من منوعات