Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل سجنت الدراما السورية نفسها في "الحارة"؟

الجمهور بات يفضل الأعمال الخفيفة لأنه يعاني أزمات وهموم ومشكلات مختلفة

أيمن رضا: الدراما السوية تحتاج إلى أعمال تحكي عن الواقع بدلًا من اللجوء إلى التاريخ   (مواقع التوصل الاجتماعي)

ملخص

قال أيمن رضا: لا توجد كوميديا في حياة المواطن السوري لكي نقدمها له

فنان متمرس في المهنة وصاحب شخصية مؤثرة في الفن والدراما وبدأ مسيرته كمعظم نجوم الدراما السورية من خلال "الدوبلاج" ووضع صوته على عدد من شخصيات الرسوم المتحركة كـ "النمر المقنع" و"روبن هود" ومغامرات سوسان قبل أن يطل على التلفزيون  عام 1987 في أول أعماله الدرامية "نساء بلا أجنحة"، ثم تابع المسيرة وأثبت نفسه في أعمال مهمة عدة من بينها "نهاية رجل شجاع" و"حمام القيشاني" بكل أجزائه و"غزلان في الغابة" و"الانتظار" و"أخوة التراب" و"الخوالي" و"زمان الصمت" وغيرها. ومع أنه أثبت نفسه كممثل من الطراز الرفيع في الأعمال الدرامية إلا أن الفنان السوري أيمن رضا لمع أكثر في الكوميديا عبر مجموعة أعمال كانت أبرزها سلسلة "بقعة ضوء" مع الفنان باسم ياخور، وبشخصية "أبو ليلى" في مسلسل "أبو جانتي" مع الفنان سامر المصري.

تجربته السينمائية محدودة، إذ اقتصرت على فيلمين هما "نسيم الروح" و"حادثة النصف متر"، ومع تراجع مستوى الدراما السورية في ظل الأزمة التي تمر بها البلاد ابتعد من التمثيل ولم يطل خلال الأعوام العشرة الأخيرة إلا في عدد قليل من الأعمال من بينها مسلسل "الكندوش".

أشكال جميلة ومناظر خلابة

وعلى خطى معظم نجوم سوريا يشارك رضا حالياً في تصوير عملين تركيين معرّبين هما "في الداخل" و"حب للإيجار"، ويقول عن هذه المشاركة إن "الجمهور يحب هذه الأعمال ويتابعها في نسختها التركية ثم يشاهدها مرة أخرى بعد تعريبها وهي تحقق نسب عالية من المشاهدة وكلها تتصدر قائمة الأعمال الأكثر مشاهدة وتصبح ترند".

وينتقد رضا الدراما التي تقدم حالياً ويعتبر أن "المضمون غائب عنها" بينما تحول الاهتمام إلى شكل العمل والممثلين المشاركين فيه، فقال إن "المضمون غاب عن الدراما منذ فترة بعيدة ولم يعد هناك سوى أشكال في الفن. ممثلون وممثلات يتمتعون بالشكل الجميل ومناظر طبيعية خلابة وبحر وفيلات وهدايا وملابس جميلة وسيارات، لذا لا يصح القول إن الفنان يجد نفسه مجبراً على تقديم تنازلات من أجل تحقيق الاستمرارية لأنه في ظل الانحدار الفني الموجود حالياً لم يعد بإمكان الفنان أن يكون فناناً لكي نقول إنه مجبر على التنازل".

وعن التغيرات بين اليوم والأمس يوضح، "توقعاتي صدمت بالواقع، فالمخرج أخرج العمل من دون أن يقرأه من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن أولاد مدير الشركة تدخلوا في كل شيء وأصبحوا هم مثله مدراء أيضاً، مما أعاق سير العمل لأنهم لا يعرفون تفاصيل المهنة، عدا عن أن المدير نفسه استعان بأقاربه لكي يشاركوا في المسلسل مع أنه لا علاقة لهم بالتمثيل". ثم تطرق إلى عمل شركات الإنتاج التي بدأت تنشط داخل سوريا غامزاً من قناة أعمال البيئة الشامية، "في سوريا ممثلون ومخرجون مهمون ولكن تنقصنا النصوص والمواضيع التي ننفذها، ولكن تحت ذريعة ’الجمهور عاوز كده‘، لذا من المستحيل أن أشارك كممثل في مسلسل شاهد الناس مثله عشرات المرات لأنه عمل مكرر بتفاصيله وبمواقع التصوير وبحركة الكاميرا وكل الأمور الأخرى. وفي هذه الحال أين هو الإبداع؟ صحيح أن بعض الشركات بدأت بالتحرك ولكن للأسف لا توجد مواضيع مهمة يمكن للدراما أن تعوّل عليها". 

ورداً على الرأي الذي يقول إن الجمهور بات يفضل الأعمال الخفيفة لأنه يعاني أزمات وهموم ومشكلات مختلفة، رأى أنه "يوجد في سوريا ما هو أهم من الفن، وهموم الناس تتوزع بين هم رغيف الخبز والماء والكهرباء وهي أولويات بات المواطن السوري عاجزاً عن تأمينها، وهذا الوضع ينعكس على الفنان لأن الفن هو انعكاس لحال المجتمع".

"باب الحارة" والأعمال السورية

وعلى عكس معظم الممثلين السوريين، لم يلمس رضا أي انفراجات في وضع الدراما السورية ومستواها في الموسم الرمضاني الماضي، إذ قال "طالما أننا نفكر في باب الحارة فلن نتمكن من الخروج من الحارة طوال حياتنا، وأنا لا أقصد بكلامي أعمال البيئة الشامية فحسب بل كل الأعمال، وبرأيي كل شيء يبدأ من القصة، ونحن بحاجة إلى أعمال تحكي عن الواقع السوري وليس لأعمال تعود للعام 1900 أو 1700 ولا أحد يهتم لها. ولمن يعتبرون أن هذا النوع من الأعمال مضمون من الناحية التسويقية لأنه يحصد مشاهدات عالية أقول إن لا علاقة للمشاهدات بنوعية العمل، بل بعنصر المفاجأة الموجود في كل عمل".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


الكوميديا والمشهد الدرامي

في المقابل، يرجع رضا غياب الكوميديا عن المشهد الدرامي في سوريا إلى الحال التي يعيشها المواطن السوري، ويقول "لا يوجد كوميديا في حياة المواطن السوري لكي نقدمها إليه، وكما قلت سابقاً الدراما هي انعكاس لحال المجتمع، فلمن تقدم كوميديا اليوم؟ وإذا قدمناها فإننا بذلك نسخر من الناس بدلاً من أن نضحكهم. إلى ذلك فإن شكل الكوميديا اختلف عما كان عليه سابقاً ونحن حاولنا أن نكثفها في مسلسل ’أبو جانتي‘ من خلال استعمال بعض النكات التي لا تزال تتردد على ألسنة الناس. الكوميديا اليوم فيها اختزال للنكتة التي تأتي كنتيجة لموقف معين".

وعما إذا كنا نعيش في زمن اللاإبداع وسط غياب النصوص الجيدة، يقول "ربما لو نحن كنا رسامين لما كان توقف إبداعنا ولكن نحن جزء من منظومة كبيرة تتألف من المعلن والمنتج والكاتب والمخرج، ونحن كممثلين نستدعى إلى المشاركة في العمل وأحياناً يمكن أن ننتظر أعواماً طويلة لكي يصل العمل الجيد، ولكن عندما نجد أن هناك إقبالاً على نوع معين من الأعمال فإننا نوافق على المشاركة فيها طالما أن الجمهور يقبل بها، وعندما تقوم 90 في المئة من الدراما على هذا النوع من الأعمال، فأمام الفنان خياران إما المشاركة أو التنحي جانباً". 

وفي المقابل، يعتبر رضا أن "الفن من دون فكر لا يعني شيئاً"، وعندما يُسأل عن توقعاته لمستقبل التمثيل في ظل الظروف الراهنة، يجيب "نحن نعيش في حال غياب للفكر".


بدايات وأحلام وواقع

بين البدايات والأحلام والتطلعات والواقع، لا يخفي رضا صدمته، فيصرح "كان لدينا مخطط معين وبدأنا الكوميديا من خلال مسلسلات ’فندق خمس نجوم‘ و’فندق ست نجوم‘ ثم انتقلنا إلى كوميديا ’بقعة ضوء‘ التي أسهمت في تغيير صيغة الدراما السورية برمتها وصارت هناك الأعمال المتصلة المنفصلة كما صار مخرجون عدة يتشاركون في العمل الواحد ومن ذلك ولدت أعمال جديدة منها ’ضيعة ضايعة‘ وغيرها، ولكن هذا المشروع لا بد من أن يندثر عندما لا تتوافر له التربة الخصبة ولا يجد من يتبناه وعندما يجد الفنان أنه يتم استبعاده كلما توافرت لديه الأفكار الجديدة والطريفة".

ونتيجة الظروف التي نعيشها يقول رضا إن الفنان "يعاني عوارض مختلفة كاليأس وخيبة الأمل وعدم القناعة وعدم احترام الذات".

وعما إذا كان يفكر في الاعتزال، يرد "أنا كنت مبتعداً أساساً وخلال الأعوام العشرة الأخيرة لم أشارك سوى في عملين أو ثلاثة، ولكن الفضول يدفع الفنان إلى العودة لكي يعرف ماذا يحدث على الساحة الفنية. لكن لا فكرة الاعتزال تراودني ولا فكرة الاستمرار لأنني كنت هاوياً وأجرب طوال فترة عملي في الفن. نحن نجرب طوال فترة عملنا في الفن وعندما لا يعود هناك إمكاني لكي أقوم بتجاربي عندها يمكن أن أعتزل".

ويبدو أن رضا سيغيب عن الموسم الرمضاني 2024 بسبب انشغاله بتصوير عملين في تركيا، هما "في الداخل" و"حب للإيجار" والمتوقع الانتهاء من تصويرهما في مارس (آذار) المقبل خصوصاً أن العملين من 90 حلقة.

اقرأ المزيد

المزيد من حوارات