Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

طلب حاد يقضي على مخزون "جواز السفر" في موريتانيا

السلطات أعلنت موقفها متأخراً وأعطت أولوية للطلاب والمرضى وسبتمبر المقبل قد يشهد انفراجة

ملخص

تسبب الطلب الحاد على وثيقة جواز السفر في موريتانيا بالقضاء على مخزون الوثيقة لدى السلطات، وهذه هي الفئات المتضررة

طوابير على مدى البصر أمام أحد مراكز جوازات السفر في العاصمة نواكشوط، والمحظوظ هنا من المراجعين المصطفين هو من يظفر بموعد لتجديد جوازه أو الحصول على واحد جديد في غضون أسبوع.

طرح إشكال الضغط على مراكز الحالة المدنية تحديات حقيقية للمسافرين المستعجلين ما بين مرضى وطلاب يحاولون اللحاق بمواعيدهم.

ارتفاع الطلب على هذه الوثيقة المهمة خلال السنة الحالية أدى إلى تراجع كمياتها من المخزون الذي تحتفظ به وكالة الوثائق المؤمنة المسؤولة عن تسيير الحالة المدنية في البلاد.

توضيح متأخر

رضخت وكالة السجل السكاني والوثائق المؤمنة في موريتانيا واضطرت إلى تنظيم مؤتمر صحافي لشرح أسباب أزمة الجوازات التي فاقمت من وضعية المرضى المحتاجين للسفر إلى الخارج وكذلك الطلاب المبتعثين أو ممن آثروا الهجرة.

من جانبه، برر المدير العام للوكالة الوطنية للسجل السكاني والوثائق المؤمنة سيدي عالي ولد نافع نقص جوازات السفر، إلى ما وصفه بـ"الطلب الحاد على إصدار الوثيقة منذ بداية العام الحالي". وأضاف أنه "في الفترة من يونيو (حزيران) 2022 وحتى نظيره من عام 2023 أصدرت الوكالة 90 ألف جواز سفر، فيما كان العدد القياسي 63 ألف جواز سفر أصدرتها الوكالة عام 2013".

وتابع ولد نافع، في المؤتمر الصحافي، القول إن الطلب على جوازات السفر ارتفع بشكل غير مسبوق منذ بداية العام الحالي، ما دفعهم إلى اتخاذ إجراءات تضمن عدم نفاد المخزون من الشكليات في انتظار وصول شحنة مرتقبة نهاية سبتمبر (أيلول) المقبل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويرى الطالب محمودي سيدي الذي ينتظر دوره في لائحة المتقدمين للحصول على جواز سفر أن " توضيح وكالة الوثائق المؤمنة جاء متأخراً، ومستقبل مئات الطلاب الراغبين بالدراسة في الخارج على المحك، ونحتاج إلى تسريع حصولنا على وثائقنا الثبوتية لكي نتمكن من السفر".

يوضح مسؤول الإعلام في الوكالة الوطنية للسجل السكاني والوثائق المؤمنة محمد عبدي لـ"اندبندت عربية"، "خصصنا يومي السبت والأحد من كل أسبوع لحل مشكلات جوازات الطلاب، وأعطينا الأولوية للطلاب الممنوحين من الدولة الذين حصلوا على شهادة البكالوريا (الثانوية العامة) هذا العام".

الهجرة المتصاعدة وراء الأزمة

دفعت أزمة الجوازات عن طرح السؤال حول أسباب الأزمة التي ربطها بعض الموريتانيين بموجة هجرة الشباب نحو الولايات المتحدة التي بدأت منذ سنة تقريباً.

يقول رئيس المنظمة الموريتانية لمكافحة الهجرة السلبية أباه أعمر، إن "أعداد الشباب المهاجرين إلى أميركا عبر الحدود المكسيكية هو السبب في نفاد مخزون الجوازات، وطالب سلطات بلاده بوضع حد لهذه الهجرة الجماعية التي لها تأثيرات حقيقية في التوازن الديمغرافي للبلد".

ويرى الطالب حمودي سيدي أن "الحصول على جواز السفر حق يكفله الدستور للفرد، ولا يمكن أن تمارس عليه معايير يفرضها نظام ما، وإذا كانت الحكومة لا تريد للشباب أن يهاجر فلتوفر له أسباب البقاء في بلده".

 

 

القرعة هي الحل

وفى محاولة منها لحل الأزمة اضطرت السلطات الموريتانية لاعتماد مبدأ القرعة كمعيار للحصول على جواز السفر.

وقررت وكالة الوثائق المؤمنة منح كل مركز من المراكز التسعة في العاصمة 15 جوازاً للمواطنين من طريق القرعة، باستثناء الطلاب والمرضى المحتاجين لتلقي العلاج في الخارج.

وعللت المؤسسة المعنية باستصدار الجوازات في موريتانيا قرارها بأنه "إذا حصلت الندرة فلا بد من العدالة، ولا شيء أكثر عدالة من القرعة".

إلا أن عديداً من المواطنين الذين يقفون بالمئات يومياً أمام مراكز الوثائق المؤمنة لم يستسيغوا فكرة القرعة، وعلق أحمد سالم الذي قال إنه دخل في طابور منذ ثلاثة أيام "هذه الآلية لا يمكن الاعتماد عليها، الحل في توفير الجوازات وتسهيل الخدمة للمواطنين".

ونبهت الوكالة إلى أن 30 ألف مواطن سحبوا جوازات سفرهم أخيراً دون أن يسافروا.

ومن المتوقع أن تنتهي هذه الأزمة بشكل جذري في غضون أسابيع، إذ أشار عبدي مسؤول إلى "أن هناك شحنة مرتقبة تتكون من 100 ألف شكلية جواز سفر ستصل نهاية سبتمبر المقبل، وأن إجراءات شحنة أخرى ستبدأ للحصول على 100 ألف أخرى".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير