Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حفاة تحت جنح الظلام... سودانيون فروا إلى تشاد على أقدامهم

نحو 430 ألف شخص نزحوا من دارفور إلى أدري

"تجولنا حفاة حول الجنينة لمدة سبعة أيام، وعلى رغم إطلاعنا على طريق للخروج، أصيب أربعة منا" (أ ف ب)

ملخص

"لم يكن لدينا ماء ولا طعام، واضطررت إلى حمل طفلي البالغ من العمر أربع سنوات على ظهري وتبعتني ابنتي ذات الأعوام الستة لمسافة 35 كيلومتراً"... حكايات مؤلمة للفارين من حرب السودان

 

بعد أن لازموا منازلهم لأسابيع، فر لاجئون سودانيون من إقليم دارفور سيراً على الأقدام إلى تشاد المجاورة حاملين أطفالهم على ظهورهم سعياً إلى الأمان.

يؤوي مركز أورا لاستقبال اللاجئين بمدينة أدري في شرق تشاد، عند حدود إقليم دارفور الشاسع في غرب السودان، آلاف اللاجئين في خيم من القماش مقدمة من منظمات ومجموعات الإغاثة الدولية.

تدور حرب على السلطة في السودان منذ 15 أبريل (نيسان) بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، وقد أسفرت حتى الآن عن مقتل نحو خمسة آلاف شخص ونزوح أكثر من أربعة ملايين، سواء داخل البلاد أو خارجها.

تحت جنح الظلام

ربطت الشابة السودانية حواء موسى طفلها الصغير إلى ظهرها وأمسكت بيد طفلها الآخر وانطلقت تحت جنح الظلام للفرار من ولاية غرب دارفور إحدى بؤر الحرب الدائرة في السودان منذ أكثر من أربعة أشهر، متوجهة إلى الحدود التشادية.

تمكنت موسى البالغة 30 سنة من الهرب في يونيو (حزيران)، وهي من بين نحو 430 ألف شخص نزحوا من غرب السودان إلى تشاد.

تجلس موسى على الأرضية الترابية للخيمة تضم طفلها الصغير إليها، وتروي لوكالة الصحافة الفرنسية فرارها قائلة "كنت حبلى آنذاك".

وتضيف "ربطت ابني الأصغر إلى ظهري وأمسكت بيد الأكبر". وكان القتال مستعراً يومها في الولاية، فيما اغتيل والي غرب دارفور.

مجازر في حق المدنيين

وتفيد مجموعات حقوقية وشهود فروا من دارفور بأن الإقليم شهد مجازر ارتكبت في حق مدنيين وهجمات بدوافع عرقية وعمليات قتل ارتكبتها خصوصاً "قوات الدعم السريع" وميليشيات قبلية عربية متحالفة معها.

وسبق أن شهد إقليم دارفور حرباً ضارية عام 2003، هاجم خلالها عناصر ميليشيات الجنجويد التي سبقت تشكل "قوات الدعم السريع"، المدعومة من حكومة الرئيس عمر البشير، متمردين من أقليات عرقية. وامتدت الحرب زهاء عقدين من الزمن مخلفة نحو 300 ألف قتيل و2.5 مليون نازح، بحسب الأمم المتحدة.

ووجهت المحكمة الجنائية الدولية تهم ارتكاب جرائم حرب إلى البشير ومسؤولين آخرين إلا أن مشتبهاً واحداً فقط سلم نفسه ويخضع للمحاكمة.

وتحدثت المحكمة عن "إبادة جماعية" في ذلك الحين، وهي تحذر الآن من أن يكرر التاريخ نفسه، ما دفعها إلى التحقيق مجدداً في ما يجري من جرائم في المنطقة.

ربع سكان السودان

قبل اندلاع الحرب في السودان في 15 أبريل، كان ربع سكان البلاد البالغ عددهم 48 مليوناً يقيمون في إقليم دارفور، الإقليم الذي تعادل مساحته مساحة فرنسا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفر معظم لاجئي أورا من الجنينة عاصمة غرب دارفور، حيث تقدر الأمم المتحدة مقتل أكثر من ألف شخص خلال أيام قليلة جراء هجمات قد ترقى إلى مستوى "جرائم ضد الإنسانية".

وقد تكون هذه الحصيلة أعلى بكثير، إذ يصعب توثيقها أو التأكد منها نتيجة قطع خدمات الاتصالات والإنترنت.

إلى ذلك، تحدثت منظمات إغاثة عن انتشار جثث في الشوارع وتحللها بسبب حرارة الطقس المرتفعة سواء في العاصمة أو في دارفور.

ودعت منظمة "هيومن رايتس ووتش" مطلع الشهر الجاري مجلس الأمن الدولي إلى حث الأمم المتحدة على عدم الوقوف موقف المتفرج فيما "تسوى بالأرض مدن دارفور واحدة تلو الأخرى".

لا ماء ولا طعام

تروي السودانية سعاد إبراهيم (41 سنة) باكية معاناة أسرتها حينما قررت الفرار من الجنينة سيراً على الأقدام حتى أدري في تشاد.

وتقول "تجولنا حفاة حول الجنينة لمدة سبعة أيام، وعلى رغم إطلاعنا على طريق للخروج، أصيب أربعة منا".

وتؤكد إبراهيم التي كانت في أشهر حملها الأخيرة "لم يكن لدينا ماء ولا طعام، واضطررت إلى حمل طفلي البالغ من العمر أربع سنوات على ظهري وتبعتني ابنتي ذات الأعوام الستة"، لمسافة 35 كيلومتراً".

محفوفة بالمخاطر

هذه الرحلة من دارفور إلى تشاد محفوفة بالمخاطر خصوصاً على النساء، إذ يخشين العنف الجنسي إلى جانب الرصاص الطائش، مع انتشار تلك الممارسات في السودان منذ عقود.

وكانت "هيومن رايتس ووتش" وثقت 78 ضحية أو ناجية من الاغتصاب بين 24 أبريل و26 يونيو (حزيران)" في مدينة الجنينة وفي الطريق إلى تشاد.

ولفتت إلى أن المهاجمين يستهدفون النساء من إثنية المساليت، إحدى أبرز المجموعات العرقية غير العربية في غرب دارفور.

ويقول السوداني آدم هارون البالغ من العمر 39 سنة، وقد انضم حديثاً إلى أسرته في مخيم النازحين بتشاد "زوجتي وأطفالي غادروا قبلي إلى تشاد".

ويضيف "هاجمهم الجنجويد وهم في الطريق، أصيبت زوجتي برصاصة في ساقها"، لافتاً إلى أن إحدى مجموعات الإغاثة تقدم لها الرعاية الطبية حالياً.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير