مقتل بريغوجين ومستقبل "فاغنر"

كتبت هذه المقالة عبر "تشات جي بي تي" وأجريت عليها تعديلات لغوية بما يناسب أسلوب "اندبندنت عربية".

يعد مقتل زعيم مجموعة "فاغنر" يفغيني بريغوجين تطوراً مهماً، فالرجل أحد المقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقد يكون لوفاته عدد من التداعيات على مستقبل مجموعة "فاغنر".

ويعتقد بعض الخبراء أن وفاة بريغوجين قد تضعف مجموعة "فاغنر"، إذ تشتهر المجموعة باعتمادها على قيادة بريغوجين وخبرته، وقد تؤدي وفاته إلى خلق فراغ قيادي قد تكافح لملئه، وإضافة إلى ذلك فقد يؤدي موت الرجل إلى الإضرار بسمعة المجموعة ويجعل من الصعب عليها تجنيد أعضاء جدد.

صعوبة تحديد العواقب

وهناك رأي مغاير إذ يعتقد خبراء آخرون أن "فاغنر" ستكون قادرة على النجاة من وفاة بريغوجين، فهي مجموعة مرتزقة راسخة وممولة بصورة جيدة ولها سجل حافل من النجاح، وإضافة إلى ذلك فهي تضم عدداً من القادة الآخرين ذوي الخبرة الذين يمكنهم التقدم لملء منصب بريغوجين.

ومن السابق لأوانه تحديد العواقب طويلة المدى لوفاة بريغوجين على مجموعة "فاغنر"، لكن من الواضح أن وفاته تمثل حدثاً مهماً سيكون له تأثير كبير في مستقبل المجموعة.

مسؤولية بوتين

أما في ما يتعلق بما إذا كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مسؤولاً عن وفاة بريغوجين، فهذا سؤال أكثر صعوبة من حيث الإجابة عنه، إذ لا يوجد دليل واضح على أن بوتين أمر بقتل الرجل، لكن من المحتمل أنه كان على علم بالخطة ولم يفعل شيئاً لوقفها، وفي نهاية المطاف فبوتين وحده يعرف على وجه اليقين ما إذا كان مسؤولاً عن وفاة بريغوجين.

تذكير بأخطار المجموعة

ويعد مقتل بريغوجين بمثابة تذكير بأخطار مجموعة "فاغنر"، فهي مجموعة مرتزقة قوية وممولة بصورة جيدة وشاركت في عدد من الصراعات حول العالم، وإن كان موت يفغيني بريغوجين يمثل ضربة للمجموعة إلا أنه من غير المرجح أن يكون نهاية لها، بل ستستمر في العمل لتشكل تهديداً للاستقرار في أجزاء كثيرة من العالم.

ملخص الوضع

وعلى أية حال فإن مقتل قائد المجموعة في حادثة تحطم طائرة يعد ضربة قوية لها، ومن المحتمل أن يواجه مستقبلها بعض التحديات بعد هذا الحدث، وقد يكون هناك صراع على السلطة داخل المجموعة ويضعف التنسيق بين مختلف فروعها، وإضافة إلى ذلك فقد تواجه صعوبة في الاحتفاظ بالمقاتلين المؤهلين وجذبهم، إذ كان بريغوجين يحظى باحترام كبير بين المقاتلين، ومع ذلك فمن المهم ملاحظة أن "فاغنر" مجموعة كبيرة ومنظمة جيداً ولديها تاريخ من التكيف مع التحديات، ومن المرجح أن تتمكن من التغلب على فقد قائدها.

السيناريوهات المتوقعة

ومن السيناريوهات المحتملة لمستقبل مجموعة "فاغنر" أولاً أنها قد تستمر في العمل كما كانت من قبل مع قائد جديد يحل محل بريغوجين، أما الثاني فقد تصبح أكثر استقلالية عن الحكومة الروسية، إذ تسعى إلى تقوية مكانتها كمنظمة مستقلة، أما السيناريو الثالث فهو أنه ربما تضعف "فاغنر" وتفقد تأثيرها، إذ تواجه صعوبة في التكيف مع فقد بريغوجين.

ومن الصعب تحديد السيناريو الأكثر احتمالاً خلال الوقت الحالي، ومع ذلك فمن المرجح أن يكون مستقبل "فاغنر" معقداً ومتغيراً.