Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تتشابه التداعيات وتتعدد الانقلابات بدول غرب أفريقيا

الغابون تنضم لمالي والنيجر وبوركينا فاسو وغينيا في استيلاء العسكريين على السلطة

انقلاب الغابون كان سهل قبوله شعبياً فلم يستغرق أكثر من ساعة (أ ف ب)

ملخص

الغابون تلحق بركب دول الانقلابات في غرب أفريقيا

لحقت الغابون بالدول الأفريقية التي تعيش أجواء انقلابية في الفترة الأخيرة، لتؤكد للجميع أن الانقلابات العسكرية لن تتوقف مع استيلاء المجلس العسكري في النيجر على السلطة أواخر يوليو (تموز) الماضي، بل أصبحت سريعة التشكل، فلم يعد يفصلها سوى ما يقرب من شهر عن كل انقلاب.

انقلاب الغابون كان سهل قبوله شعبياً فلم يستغرق أكثر من ساعة، وذلك بعد خروج آلاف عقب إعلان الإطاحة بالرئيس علي بونغو وإلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية.

وعلى رغم تعدد أسباب الانقلابات في غرب ووسط أفريقيا تبعاً لظروف كل بلد، إلا أنها غالباً تتأثر ببعضها بعضاً وتستفيد من ظروف ونشأة حركات التمرد على الحكم القائم فيها، وتستفيد لاحقاً من تثبيت الانقلابيين لحكمهم وإرغام المجتمع الدولي على القبول به ولو على مضض.

الغابون الذي حدث به انقلاب عشية إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية وفوز الرئيس علي بونغو بولاية ثالثة، لا يعاني كبقية بلدان غرب أفريقيا من الفقر والإرهاب، كما أنه لا يعمتد على الدول الخارجية في الحصول على مساعدات مالية أو عسكرية لحماية أمنه واستقراره، لكنه يعاني استشراء فساد الطبقة السياسية وخصوصاً عائلة بونغو التي حكمت البلاد منذ 55 عاماً.

ويؤكد أغلب المراقبين أن انقلاب العسكر على حكم عائلة بونغو القوية سياسياً واقتصادياً لم يكن ممكناً لولا حدوث انقلابات متكررة في منطقة غرب أفريقيا، مما جعل قوات الجيش وخصوصاً الحرس الرئاسي موقنين بأن أي تحرك للإطاحة بالحكم القائم سيكون مرحباً به شعبياً وإقليمياً، وفي الأقل داخل الدول التي حدثت بها انقلابات عسكرية أخيراً.

موجة الانقلابات

يعكس الانقلاب على الرئيس عمر بونغو فشل الطبقة السياسية في غرب أفريقيا في إنجاح التجربة الديمقراطية واحترام المؤسسات المنتخبة وتلبية تطلعات الشعب على رغم الثروات الكثيرة التي تتمتع بها البلاد، فالغابون يعد رابع بلد أفريقي مصدر للبترول، كما أنه من أغنى الدول الأفريقية من حيث نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، نظراً إلى تعدد موارده وقلة عدد سكانه.

في هذا الصدد يرى الباحث في الشأن الأفريقي محمد سعيد ولد بابا أحمد، أن فشل المنظمات السياسية في الغابون في تحقيق أهداف وأولويات الشعب وانتشار الفساد ساعد العسكر في تنفيذ انقلاب حكم عتيد لإحدى أكثر الأسر توارثاً للحكم بأفريقيا.

وقال ولد بابا أحمد إن "المجتمع المدني غير قادر على إحداث تغيير من أجل إيجاد حل للأزمة الاجتماعية والسياسية في غالبية الدول بوسط وغرب أفريقيا، فمثلاً الغابون الذي حكمه علي بونغو منذ 14 عاماً، بعد وفاة والده عمر بونغو الذي حكم البلاد بدوره لأكثر من 41 عاماً، لم يستطع أن يقدم نموذجاً نافعاً لمن يتولى الحكم من خارج العائلة التي استفردت بالسلطة منذ أكثر من 50 عاماً".

 الاستفراد بالحكم

وأشار الباحث الأفريقي إلى أن "استفراد بعض الحكام بالسلطة في غرب أفريقيا دفع العسكر إلى استغلال الوضع وتنفيذ انقلابات عسكرية بداعي أن الرئيس الحاكم يمنع تداول السلطة، كما حدث في الغابون التي أقر برلمانها في أبريل (نيسان) الماضي تعديلاً دستورياً قلص بموجبه ولاية الرئيس من سبع إلى خمس سنوات وأنهى العمل بجولتي التصويت، مما اعتبره مراقبون وسيلة لتسهيل إعادة انتخاب علي بونغو لولاية ثالثة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وحذر الباحث من توالي الانقلابات العسكرية في غرب ووسط أفريقيا، منوهاً بأن التشجيع عليها شعبياً سيجعل أي تغيير سياسي من دون اللجوء إلى العنف وتدخل القوات المسلحة أمراً مستحيلاً في دول القارة الأفريقية.

وأكد ولد بابا أحمد أن هناك أمثلة لدول في المنطقة تغلبت على الصراعات والتوترات بالمفاوضات والحوار للتوافق على الانتخابات والنموذج الديمقراطي المناسب لها ولنظام الحكم السائد.

إزاحة النظام

وكان عسكريون أعلنوا أمس الأربعاء "إنهاء النظام القائم" في الغابون بعد إعلان النتائج الرسمية للانتخابات الرئاسية التي كرست فوز الرئيس علي بونغو بولاية ثالثة جرى التشكيك في نتائجها بعد حصوله على 64,27 في المئة من الأصوات، فيما حصل منافسه ألبير أوندو أوسا على 30,77 في المئة، وتقاسم 12 مرشحاً آخرين ما تبقى من أصوات.

وتعاني منطقة غرب ووسط أفريقيا توالي الانقلابات، ففي ظرف أقل من ثلاث سنوات حدثت ستة انقلابات عسكرية في غرب أفريقيا اثنان بمالي في أغسطس (آب) 2020 ومايو (أيار) 2021 ومثلهما ببوركينافاسو في يناير (كانون الثاني) وأكتوبر (تشرين الأول) 2022، إضافة إلى انقلاب في غينيا وقع خلال سبتمبر (أيلول) 2021، ومقتل الرئيس التشادي إدريس ديبي على يد متمردين مما أدى إلى استيلاء ابنه على السلطة لفترة انتقالية، إضافة إلى محاول انقلاب شهدتها غامبيا ديسمبر (كانون الأول) 2022.

هذا إلى جانب انقلاب النيجر الذي وقع نهاية يوليو الماضي بإزاحة الجيش للرئيس محمد بازوم والاستيلاء على مقاليد الحكم.

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل