Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مخاوف من متحورة "كوفيد" الجديدة "بيرولا" والعلماء ينبهون

لا يزال الجدل قائماً حول ما إذا كانت المملكة المتحدة على وشك مواجهة "موجة كبيرة" من [انتشار] العدوى، وسط آمال في أن يكون اللقاح المعزز السريع [الإطلاق] فاعلاً ضد المتحورة الجديدة "بيرولا"

البعض أوصى الناس بوضع كمامات وجه في بعض الأماكن (أ ف ب بواسطة غيتي)

ملخص

هل تستدعي موجة جديدة من متحورات كورونا إلى اتخاذ تدابير صارمة لمواجهتها؟

نبه أحد العلماء إلى تخفيف المملكة المتحدة من "تدابير الحذر" التي كانت تعتمدها للوقاية من "كوفيد"، وأصبحت بالتالي "غافلة تماماً عن مجريات الأمور"، وسط تزايد القلق حيال متحورة فيروس كورونا الجديدة المعروفة باسم "بي أي.2.86" BA.2.86.

وخلال هذا الأسبوع، قررت الحكومة تقديم موعد حملتها الخريفية لإطلاق لقاح معزز ضد "كوفيد"، في رد فعل سريع على اكتشاف المملكة المتحدة ودول عدة حول العالم للمتحورة الجديدة، علماً أن عدد طفرات هذه المتحورة الجديدة مماثل لعدد الطفرات في سلالتي "أوميكرون" و"دلتا".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي حين رحب العلماء بهذا القرار "الاحترازي"، لا يزال غموض كبير يلف الدور المحتمل للمتحورة الجديدة "بي أي.2.86"، المعروفة أيضاً باسم "بيرولا" Pirola، في الأشهر المقبلة.

وعلى رغم التفاؤل بأن يوفر اللقاح بعض الحماية [لمن انتقلت إليهم العدوى]، أقر بعض علماء الفيروسات بأننا "لم نعرف بعد" إن كان سيوفر حماية كافية في جميع الحالات، بالنظر إلى أن عدد الطفرات قد يعني أن المتحورة قادرة على عدم التأثر باللقاح.

لكن مع تأكيد حالة [إصابة] واحدة فقط في إنجلترا، وحالة أخرى كشف عنها "مركز الصحة العامة" في اسكتلندا، الخميس، لم تصنف المتحورة الجديدة بعد على أنها "متحورة تستدعي القلق".

والحال أن أكثر ما يسبب القلق للعلماء هو عودة الأطفال إلى المدارس والكبار إلى المكاتب بـ"مناعة متراجعة" مع [انتهاء] عطلة الصيف. وفي رأي البروفيسور لورنس يونغ، "يسود اعتقاد عام مضلل بأنه لم تعد هناك حاجة إلى القلق في شأن (كوفيد)".

وفي هذا الصدد، صرح البروفيسور يونغ من جامعة وارويك قائلاً "الوضع للأسف مغاير [لهذا الاعتقاد]. ففي الوقت الراهن، تخلينا عن تدابير الوقاية تماماً وأصبحنا غافلين لمجريات الأمور".

وبموازاة إقدام مكتب الإحصاءات الوطنية (ONS) على تقليص مراقبته للفيروس في مارس (آذار) الماضي، مما أثار استياء عدد كبير من علماء الوبائيات، أفادت دراسة "زوي هيلث" Zoe Health Study [وهي مشروع بحثي يقدر أرقام الإصابات في بريطانيا] بارتفاع إصابات الفيروس بما يقارب 200 ألف حالة في الشهر الماضي، وبوصول عدد الإصابات [المؤكدة بالعدوى] إلى نحو 785 ألف حالة في 27 يوليو (تموز) الماضي. وكذلك، ورد [في الدراسة] أن حالات الدخول إلى المستشفيات المرتبطة بـ"كوفيد" سجلت هي التالية أعلى مستوياتها في غضون ثلاثة أشهر.

وفي هذا السياق، قال البروفيسور يونغ "إن إحدى وسائل السيطرة على العدوى هي أن نمتلك ولو فكرة [بسيطة] حول مواقع تفشي الفيروس، كي يتسنى لنا بالتالي اتخاذ تدابير احترازية لمنع انتشاره على نطاق أوسع، لكن [أولاً] يجب أن نعرف بالأماكن المحددة [لوجوده]". وقال إن "المتحورة الجديدة تظهر حالياً في كل مكان، ومع ذلك، فنحن لا نراقب [تفشيها بين] السكان".

وتأسف عالم الفيروسات لأن "فحوص الكشف [عن كوفيد] ليست اليوم مجانية، إذ يجبر الأفراد على شرائها، بالتالي لو ظهرت على الناس أعراض نزلات برد وسعال، فهل سيعودون إلى العمل؟ ربما يفعلون، حتى لو تبين أن نتيجة فحص الكشف إيجابية".

"نحن فعلاً في مواجهة مشكلة، فقد ألغينا فحوص الكشف الإلزامية بالكامل، وأوقفنا استبيان مكتب الإحصاءات الوطنية. بالتالي، نقف [اليوم] أمام وضع مثير فعلاً للاهتمام. وما يحصل هو خير دليل على أن (كوفيد) لم يختفِ من الوجود".

"وحتى لو أن الناس قد سئموا فعلاً [السماع عن كوفيد]، فهو لا يزال موجوداً، ولا يزال يتحول - ونبقى نحن غير قادرين على توقع تحولاته المحتملة. [وبالمقارنة مع] الإنفلونزا، وبغض النظر عن مدى خطورتها، فهذه الأخيرة تبقى موسمية ويمكن التنبؤ [بتداعياتها]. أما (كوفيد)، فليس لديه أي من هذه الصفات، أقله في الوقت الحالي. والأمل كبير [طبعاً] بأن يصبح الأمر كذلك [ويتحول إلى مرض موسمي] في المستقبل".

وخلال هذا الشهر، عادت الإرشادات لوضع الكمامات في الأماكن ذات الأخطار العالية. والأرجح أن الناس، في قطاعات كثيرة، سيتعاملون مع هذه الإرشادات بقدر كبير من الحذر والتشكيك.

لكن برأي البروفيسور يونغ، ينبغي على الحكومة وعلى "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" في بريطانيا إصدار توصيات حول ضرورة وضع كمامات في أماكن عالية الأخطار كالمستشفيات، وبزيادة التهوية في أماكن كالمدارس. وقال في هذا الصدد "أرى أنه بحلول فصل الشتاء، سنضطر في إحدى المراحل إلى وضع الكمامات".

ومع ذلك، يبقى الجدل قائماً حول ما إذا كانت هذه العوامل ستجتمع وتؤدي إلى انطلاق "موجة كبرى [من تفشي كوفيد]"، وفق ما كشف البروفيسور يونغ، الذي أكد أن انتشار اللقاحات على نطاق واسع بين السكان في الماضي، وسماحها بانخفاض تدرجي واضح لحالات الإصابة الحادة، يعمل [اليوم] لمصلحتنا.

وفي سياق متصل، أفاد البروفيسور دنيس كينان، شريك تأسيس شركة فحوص كوفيد "ساينبوست دياغنوستيك" Cignpost Diagnostics قائلاً "تشير تجربتي [الشخصية] وتجربتي في المستشفيات مع المتحورة الحالية إلى أن الفيروس بحد ذاته ليس بالشراسة التي كان عليها في الماضي". وأضاف أن هذه الملاحظة يمكن أن تنطبق على متحورات الفيروس أيضاً.

وفي جوابه عن سؤال حول المتحورة الجديدة التي تعد، وفق تقديرات "مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها" في الولايات المتحدة US Centres for Disease Control، نحو 35 طفرة بالمقارنة مع متحورة أوميكرون "إكس بي بي 1.5" XBB.1.5 المستهدفة من اللقاحات الجديدة، أفاد بالقول "إن عدد الطفرات [في المتحورة الجديدة] لا يتماشى مع [التغير (الخطي) التدرجي] في درجات خطورة الفيروس [وفي مدى الضرر الذي يلحقه]، وقد تسلك مجريات الأمور مساراً في الاتجاه الآخر".

وأضاف عالم المناعة أن "الفيروس يتحور باستمرار، من دون إعطاء أية أهمية فعلية لما إذا كان أكثر أو أقل فتكاً". وتابع أنه "بالنظر إلى جوانب عدة، يفضل طبعاً أن يكون الفيروس أقل فتكاً، لأن هذا يعني أن الفيروس سيتمكن من البقاء على قيد الحياة ومن الانتشار على نطاق أوسع".

لكن البروفيسور جون إدموندز، من "مدرسة لندن لحفظ الصحة وطب المناطق الحارة" London School of Hygiene and Tropical Medicine، لفت إلى أن عدداً كبيراً من طفرات المتحورة الجديدة - التي رصدت في دول كجنوب أفريقيا والولايات المتحدة وإسرائيل - "قد تساعد الفيروس، وفق التوقعات، على الإفلات من الاستجابات المناعية الحالية [أي اللقاحات]".

وعلى سبيل الاحتياط، قال إنه "من السليم بالتالي أن نطلق حملة التلقيح المخططة لفصل الخريف قبل أوانها، لضمان تعزيز حماية الأشخاص الأكثر عرضة للأخطار"، مشيراً إلى أنه "لم يتضح بعد ما إذا كانت [المتحورة الجديدة] تحل مكان المتحورات الموجودة أصلاً" في أية دولة تم اكتشافها فيها.

وفي مقابلة مع صحيفة "فاينانشيال تايمز" Financial Times  هذا الأسبوع، حذر إريك توبول، مدير معهد "سكريبس ريسيرش ترانسليشونال إنستيتيوت"  Scripps Research Translational Institute في سان دييغو، من أن اللقاحات المعززة قد لا تساعد كثيراً على مواجهة المتحورة الجديدة بسبب كثرة عدد الطفرات فيها. وكذلك، كشف البروفيسور يونغ عن أنه "في حين لم نعرف بعد" إن كان اللقاح المعزز الجديد، الذي سيطلق في 11 سبتمبر (أيلول) الجاري، سيوفر حماية مناسبة ضد متحورة "كوفيد" الجديدة، لا سيما لمن هم الأكثر عرضة للأخطار، "غالب الظن هو أنه سيفعل"، قبل أن يضيف "من المفترض أن تسير الأمور على ما يرام، لكننا لا نعرف [ما ستؤول إليه الأمور]".

وقد أظهر البروفيسور مارك جيت من جامعة "إمبيريال كوليدج لندن"، هو التالي، قدراً مماثلاً من التفاؤل.

وقال عالم الوبائيات في هذا السياق "في الوقت الراهن، لا نعرف إلا قليلاً عن متحورة "بي أي.2.86"، لكن [إعطاء] جرعة جديدة من لقاح (كوفيد) المستعمل [حالياً] في المملكة المتحدة قد وفر حتى الآن حماية جيدة ومستمرة ضد اشتداد المرض عند الإصابة بمتحورات (كوفيد) المتتالية [السابقة]. ومع ذلك، كانت مستويات الحماية التي وفرها [اللقاح] متفاوتة عند الإصابة بنسخة أكثر اعتدالاً [من عدوى كوفيد]".

وقال ختاماً "من شأن ذلك أن يساعد على حماية الأشخاص الأكثر عرضة للأخطار في البلاد، وعلى تقليل احتمال تجاوز الطاقة الاستيعابية [لمستشفيات] "هيئة الخدمات الصحية الوطنية".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من صحة