Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تونس بمنأى عن الزلازل؟

قد يصل عدد الهزات إلى 50 في العام بحسب بيانات المعهد الوطني للرصد الجوي إلا أن أغلبها لا يشعر بها السكان ولا تخلف أضراراً

تضرّر رباط المنستير بفعل الهزة الأرضية التي ضربت تونس عام 2013 (مواقع التواصل)

ملخص

صنّف تقرير مؤشر المخاطر العالمي، تونس في المرتبة التاسعة ضمن الدول الأكثر تعرضاً للزلازل، بينما يؤكد خبراء الجيولوجيا أن ما تشهده تونس هي هزات خفيفة لا تتجاوز حدتها الخمس درجات على مقياس ريختر

صنّف تقرير مؤشر المخاطر العالمي، تونس في المرتبة التاسعة ضمن الدول الأكثر تعرّضاً للزلازل، بينما يحتل المغرب المركز السابع. وتعتبر إندونيسيا واحدة من أكثر البلدان عرضة للزلازل في العالم.

وتتميز تونس بحركة زلازل معتدلة، إذ لم تتجاوز قوة الهزات التي تم تسجيلها في البلاد عبر التاريخ الست درجات على مقياس ريختر.

وتعود أخطر هزة أرضية عاشتها تونس إلى سبعينيات القرن الماضي (1970) في سيدي ثابت من ولاية أريانة (تونس الكبرى)، وبلغت قوتها 5.9 درجة، بينما سجلت كل من قابس ومنزل الحبيب في مايو (أيار) 2018، رجة أرضية بقوة 5.1 درجة، وقد شعر بها سكان المنطقة من دون تسجيل إصابات أو أضرار بشرية.

ومن أكثر المناطق التي سجلت نشاطاً زلزالياً مكثفاً في تونس خلال السنوات الأخيرة، هي المنستير (الساحل)، والتي سجلت عام 2013 هزة بقوة 4.5 درجة، تسببت بتصدع عدد من المباني، وفَتحات في الأرض، وشملت الأضرار "رِباط المنستير" المصنف كمعلم تاريخي أثري، والذي خضع في وقت لاحق لعملية ترميم.

وتحدُث الزلازل أو الرجّات الأرضية باستمرار في تونس، ويمكن تسجيل ما بين 35 و40 هزة وتصل أحياناً 50 هزة في العام، بحسب بيانات المعهد الوطني للرصد الجوي، إلا أن أغلبها لا يشعر بها السكان ولا تخلف أضراراً.

خط الهزات يشمل قفصة والمنستير

ويرى غازي بن جميع الخبير في الجيولوجيا أن "تونس ليست في منطقة خطر زلازل قوية وخطيرة بسبب بُعدها عن الحدود بين القارات، إلا أنها قد تتعرّض لهزات خفيفة تلحق أحياناً أضراراً بالمباني وبالبنية التحتية"، لافتاً إلى "وجود مناطق في تونس مهدّدة بالزلازل أكثر من غيرها على غرار فقصة والمنستير".

ويضيف بن جميع أن "تونس ليست على خط الزلازل الخطيرة، لأن الحدود بين القارتين الأفريقية والأوروبية في تونس توجد في البحر وليست على اليابسة".

ولتفادي أخطار الزلازل، يؤكد المتخصص في الجيولوجيا "ضرورة اعتماد البناءات المقاومة للهزات الأرضية، والقادرة على امتصاص الضغط الذي تحدثه الهزة عندما تتحرك الأرض"، مشيراً إلى "أن البنايات القديمة تكون أكثر عرضة للدمار من البنايات الحديثة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

شمال تونس مهدّد بزلزال قوي

في المقابل، يرجّح أستاذ التعليم العالي في الجيولوجيا وعلوم الأرض شكري يعيش، أن "مناطق الشمال التونسي ستشهد زلزالاً في السنوات الـ20 المقبلة، يكون متوسطاً إلى قويّ، لأن الصفيحة التكتونية الأفريقية تمرّ بين جنوب البرتغال وشمال المغرب وشمال الجزائر وشمال تونس، وهذا يعني أن المنطقة الشمالية لتونس هي الأكثر عرضة للهزات الأرضية والزلازل".

وذكّر يعيش بأن "الزلازل التي عرفتها تونس لم تتجاوز درجاتها الخمس على سلم ريختر، ولم تتسبب في أضرار مادية أو بشرية، موضحاً أن "حركة الزلازل في بلادنا أقل بكثير من تلك التي تشهدها المغرب".

وأضاف أن "كل دول العالم معرّضة للزلازل بدرجات متفاوتة، بحيث تتعرض بعض المناطق إلى هزات خفيفة لأنها خارج الضغط الطاقي، بينما تتعرض مناطق أخرى إلى زلازل قوية تخلّف خسائر كبيرة".

وأكد المتخصص في الجيولوجيا أن "تونس تقع في شمال الصفيحة التكتونية الأفريقية التي تتقدّم بشكل تدريجي نحو الشمال والشرق بمسافة تتراوح بين 5 و25 ملم، وهذا التحرّك يساعد في تخزين الطاقة في الطبقات الأرضية السفلى التي تنفجر عندما تصل إلى درجة معينة، فتخرج على شكل هزة أرضية تمر من طبقة إلى طبقة إلى أن تصل إلى السطح فتصبح زلزالاً"، ومضيفاً أن الصفائح التكتونية في تحرّك متواصل وفي اتجاهات مختلفة".

الزلازل صنفان

وتنقسم الزلازل الطبيعية إلى صنفين، منها تقع على حدود الصفائح وهي تكون عادة قوية تفوق الـ6 درجات على مقياس ريختر وتتسبب في خسائر كبيرة، ومنها زلازل طبيعية أخرى تقع داخل الصفيحة وتكون أقل قوة مثل التي تشهدها تونس، وهي عبارة عن تصدّعات خلفية لحدود الصفائح البعيدة من تونس وتوجد مثلاً في إيطاليا واليونان وتركيا.

وتشير معطيات نشرها المعهد الوطني للرصد الجوي في وقت سابق، إلى أن التصدعات الزلزالية التي تقع في تونس لا تكون بحجم كبير عكس تلك التي تكون لها امتدادات طويلة تصل إلى آلاف الكيلومترات، على غرار التصدّع الموجود بين فلسطين والأردن والذي يشكّل امتداداً كبيراً، وهو ما يؤدي إلى وقوع زلازل عنيفة بقوة بين 6 و7 درجات على مقياس ريختر، بينما التصدّعات التي تقع في تونس لها امتدادات قصيرة، وهو ما يعني أن النشاط الزلزالي ضعيف.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير