Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مستشار علييف السابق: نزوح الأرمن كان خطأ وأذربيجان تضمن عيشهم بسلام

مدير مركز أذربيجان للدراسات الاستراتيجية إيلدار نامازوف لـ"اندبندنت عربية": إمكانية توقيع معاهدة سلام ومناقشة قضايا ترسيم الحدود خلال القمة الاوروبية في غرناطة

مدير مركز أذربيجان للدراسات الاستراتيجية إيلدار نامازوف (وسائل التواصل)

ملخص

إيلدار نامازوف يقول إن إيران تسعى أن يكون ممر زنغوزور عبر أراضيها وإن سياسة أذربيجان الخارجية تعتمد على مبدأ حماية المصالح الوطنية

قبل أيام أعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية فرض سيطرتها الكاملة على إقليم ناغورنو قره باغ، وفي المقابل نشر رئيس الحكومة الانفصالية سامويل شاخرامانيان، في 28 سبتمبر (أيلول) الماضي، بياناً رسمياً بزوال الجمهورية الانفصالية وحل كافة مؤسساتها مع بداية يناير (كانون الثاني) 2024.

الخسارة الأرمينية في قره باغ إثر العملية العسكرية الخاطفة، وضعت حداً لنزاع دام لأكثر من 30 عاماً، وعلى إثره غادر ما يزيد على 100 ألف أرميني الإقليم باتجاه أرمينيا، فيما وصف رئيس الوزراء نيكول باشنيان، الوضع بالتطهير العرقي الذي تمارسه أذربيجان، ونفت هذه الأخيرة ممارسة أية ضغوط، مؤكدة أنها تركت حرية الخيار للأرمن للبقاء في الإقليم، كما من المتوقع أن تصل بعثة من الأمم المتحدة برئاسة ستيفان دوجاريك، للوقوف على الأوضاع الإنسانية والاجتماعية في الإقليم.

وحول آخر التطورات، اعتبر المستشار السابق للشؤون الأمنية للرئيس السابق حيدر علييف، مدير مركز أذربيجان للدراسات الاستراتيجية إيلدار نامازوف، في مقابلة لـ"اندبندنت عربية"، أن غالبية سكان ناغورنو قره باغ، الأرمن، الذين غادروا إلى أرمينيا، فعلوا ذلك بمحض إرادتهم، ولفت إلى أن الجولة الثانية من المفاوضات التي عقدت في 29 سبتمبر بين السطات الأذربيجانية وممثلي الأرمن في قره باغ، ستستكمل لدى وصول أعضاء المجموعة العاملة في هذا الإطار في حكومة أذربيجان إلى خانكندي في الثاني من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، ومن المتوقع أن تتناول المباحثات الجانب الإنساني والاقتصادي، وبرنامج إعادة دمج الأرمن الذين اختاروا البقاء في أراضي جمهورية أذربيجان.

مؤتمر القمة الثالث

وحول الضمانات الأمنية التي ستمنح إلى أرمن قره باغ، اعتبر أن "معتنقي الديانات المختلفة من مسلمين ومسيحيين ويهود، يعيشون بسلام وانسجام على الأراضي الأذربيجانية وفي محيط آمن، وأن التسامح هو أحد الرموز في أذربيجان، وبلاده تمنح الشعب الأرميني في قره باغ الاندماج في هذا المناخ".

وأضاف أن النزوح الذي اختاره معظم الأرمينيين ليس ناجماً عن تهديدات من قبل أذربيجان، بل عن سياسة أرمينيا التي تجاهر على المستوى الرسمي "بعدم التجانس الجيني بين الأرمن والآذريين".

وتابع بالقول "نأمل في أن يصل الأرمن الذين وقعوا ضحية هذه الدعاية، في المستقبل إلى القناعة بأن نزوحهم من أذربيجان كان خطأ".

وحول إمكان التوصل إلى معاهدة سلام بين البلدين، أشار نامازوف إلى أنه "من المتوقع أن يجري قادة أذربيجان وأرمينيا محادثات في غرناطة بمناسبة مؤتمر القمة الثالث للمجموعة السياسية الأوروبية في المستقبل، الذي سيعقد في الخامس من أكتوبر في الحمراء بغرناطة، وسيشارك في هذا الاجتماع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، وكل من الرئيسين الألماني أولاف شولتز، والفرنسي إيمانويل ماكرون، إذ ستتناول المفاوضات إمكان توقيع معاهدة سلام، ومناقشة قضايا ترسيم الحدود وفتح المواصلات".

واعتبر أن فتح ممر زنغوزور يحتل الأولوية، وهو سيكون في صلب المحادثات، هو من بين الأولويات ليس فقط بالنسبة إلى أذربيجان، بل أيضاً لعدد من دول المنطقة.

مشروع فريد

يذكر أن الرئيسين الأذري إلهام علييف، والتركي رجب طيب أردوغان، اجتمعا في نخجوان (ناختشيفان) في 25 سبتمبر لتدشين مجمع عسكري، ووضع حجر أساس لمشروع مد أنبوب للغاز الطبيعي بين نخجوان وإغدير التركية، كما تباحثا في شأن فتح هذا الممر الذي ترددت أرمينيا بفتحه، علماً أن اتفاق الهدنة الذي وقع في 10 نوفمبر (تشرين الثاني) إثر الحرب، نص على فتح جميع خطوط التواصل كما نص على إنشاء خطوط مواصلات وسكك حديد تربط نخجوان بأذربيجان.

يذكر أن زنغوزور كانت في الماضي منطقة متصلة بأذربيجان، ضمت إلى أرمينيا في بدايات القرن الماضي إبان الحقبة السوفياتية، ولا تزال داخل حدود أرمينيا، ما جعل نخجوان التي تتمتع بحكم ذاتي منفصلة جغرافياً عن أذربيجان وتركيا، التي بحسب محللين، تسعى إلى امتداد جغرافي متواصل للعالم التركماني، وعبر ذلك الوصول إلى آسيا الوسطى.

وحول هذا الأمر، أكد المستشار السابق أن "هذا الممر هو مشروع فريد، كما أنه عنصر مهم في خطط المواصلات الدولية العملاقة خط شمال - جنوب، والخط العابر لبحر قزوين، والخط المتوسط، وفتح ممر زنغوزور، يدخل ضمن حلقة مصالح الصين وأوروبا وآسيا الوسطى وروسيا وأذربيجان وتركيا. حتى انتقادات إيران للممر لا تطال المبدأ، بل هي تعتبر أنه يجب أن يكون أكثر جنوباً ليمر عبر إيران وليس عبر أرمينيا".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

علماً أن الممر سيضع أذربيجان في قلب شبكة تواصل لوجستية في منطقة القوقاز، وباكو تدرك أهمية هذا الدور في التجارة العالمية التي تمر عبر الأراضي الأورو- آسيوية، ونقطة تقاطع على طول خط الحرير الذي ينطلق من وسط الصين باتجاه أوروبا.

وعن مستقبل العلاقة مع روسيا، بخاصة أن أذربيجان وقعت معاهدات لتزويد أوروبا بالغاز في 2022، لتعويضها عن الغاز الروسي، أكد إيلدار نامازوف، أن "أذربيجان تمارس سياسة خارجية مستقلة وذات سيادة". وتابع "نحن نريد التعاون وتطوير علاقات تعاون مع كافة الشركاء الدوليين، مع العالم الإسلامي، والاتحاد الأوروبي، وبلدان آسيا الوسطى، واعتماد مبدأ المساواة على أساس المصالح المشتركة، وألا تكون ضد أي بلد آخر، وهذا ينسحب أيضاً على اتفاقيات الغاز مع الاتحاد الأوروبي، الذي نسعى لتطويرها وتعميقها في المستقبل، كذلك بالنسبة إلى علاقات الشراكة مع روسيا".

التوازن في العلاقات

وعن التوازن في العلاقات بين روسيا والغرب، قال "سياستنا الخارجية تعتمد على مبدأ حماية مصالحنا الوطنية، وهذا يعني أن علاقاتنا مع أي شريك ستكون عميقة بقدر ما يأخذ الشريك مصالحنا بالاعتبار". وتابع أن "أذربيجان هي البلد الوحيد في العالم الذي تربطه حدود جغرافية مع إيران وروسيا. توقيع إعلان شوشة، وإطلاق تحالف سياسي – عسكري مع تركيا، عزز من ثقة أذربيجان في ظل واقع المثلث روسيا- الغرب- إيران كما أنه يحمي مصالحنا الوطنية".

وعن الموقف الأميركي إزاء مجريات الأمور، مع زيارة الوفد الأميركي الذي ضم نائبة وزير الخارجية يوري كيم، ومديرة الوكالة الأميركية للتنمية، أخيراً يرفان.

علق إيلدار نامازوف، بالقول إن "أذربيجان تتعاون مع الولايات المتحدة والمؤسسات الدولية… ونعتبر هذا التعاون ناجحاً ومفيداً. لكن غالباً ما يتدخل اللوبي الأرميني في هذا الشأن، بخاصة أنه لوبي ناشط في الولايات المتحدة وفرنسا، ما يتسبب ببعض التوتر في علاقاتنا."

 وعبر عن أمله في أن "يساعد إجراء حل المؤسسات غير الشرعية الانفصالية، في القضاء على هذه الحواجز، وتعميق الحوار والتعاون".

ورداً على الموقف الفرنسي الذي يعتبر الشروط المفروضة على سكان قره باغ الأرمن، "كأمر مفروض بالقوة لا يمكن أن يشكل حلاً سياسياً"، رأى أيلدار نامازوف أن "هذا الموقف ناجم عن النشاط السلبي الذي يمارسه اللوبي الأرمني، وفرنسا لا يمكنها أن تقوم بدور الحكم المحايد، لأنها لم توقع على الاتفاقية الإطار لحماية الأقليات الوطنية في حين أن أذربيجان وقعت عليها، وعديد من المنظمات تزور أذربيجان لمعاينة هذه الشيء".

اقرأ المزيد

المزيد من حوارات