Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ما موقف السلطة الفلسطينية من عملية "حماس"؟

عباس يؤكد حق مواطنيه في الدفاع عن أنفسهم ومستشاره يخاطب بايدن "أنت السبب في ما يجري"

ملخص

يمثل موقف منظمة التحرير الفلسطينية التي يتزعمها الرئيس محمود عباس إشارة إلى وحدة الفلسطينيين في مواجهة إسرائيل بمعزل على خلافاتهم السياسية.

بعد ساعات فقط على إطلاق حركة "حماس" عملية "طوفان الأقصى" غير المسبوقة التي شكلت تغييراً تاريخياً لقواعد اللعبة في الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، لم يتردد الرئيس محمود عباس في إعلان تأييده حق الشعب الفلسطيني "في الدفاع عن نفسه في مواجهة إرهاب المستوطنين والقوات الإسرائيلية".

ولأن العملية جاءت مفاجئة وصادمة لإسرائيل، فإن موقف عباس جاء حاسماً باعتبارها "رداً طبيعياً على العدوان الإسرائيلي المتواصل على الفلسطينيين والمقدسات الإسلامية والمسيحية".

وطلب عباس من الوزارات "توفير كل ما يلزم من أجل تعزيز صمود وثبات أبناء شعبنا في وجه الجرائم المرتكبة من قبل تل أبيب وعصابات المستوطنين".

نحو وحدة الفلسطينيين

ورفض مسؤول فلسطيني فضل عدم الكشف عن اسمه لـ"اندبندنت عربية" اعتبار حركة "حماس" هي المبادرة بشن العملية العسكرية ضد إسرائيل، مشدداً على أنها "رد فعل فلسطيني على استباحة الدم الفلسطيني والمقدسات الإسلامية والمسيحية".

ويمثل موقف منظمة التحرير الفلسطينية التي يتزعمها عباس إشارة إلى وحدة الفلسطينيين في مواجهة إسرائيل بمعزل عن خلافاتهم السياسية التي أثرت في جولات القتال السابقة في قطاع غزة طوال الأعوام الـ15  الماضية، ولم تغِب عنها المناكفات بين حركتي "فتح" و"حماس".

"أنت السبب في ما يجري بدعمك المطلق والأعمى لإسرائيل"، هكذا قال مستشار الرئيس الفلسطيني محمود الهباش مخاطباً الرئيس الأميركي جو بايدن الذي سارع إلى الاتصال برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتأكيد "دعم واشنطن لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها".

 

 

وشدد الهباش لـ"اندبندنت عربية" على أنه من أجل "الخروج من هذا النفق المظلم لا بد من وقف العدوان الإسرائيلي على المسجد الأقصى وقتل الفلسطينيين واستباحة القرى والبلدات الفلسطينية"، مشيراً إلى أن "الخيارات كافة مطروحة أمام القيادة الفلسطينية لاتخاذها خلال الأيام المقبلة بحسب تطورات الأوضاع".

واعتبر وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أن تفجر الأوضاع يعود لـ"غياب حل للقضية الفلسطينية ومواصلة سياسة ازدواجية المعايير وصمت المجتمع الدولي عن الممارسات الإجرامية والعنصرية للقوات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأكد أن "دولة فلسطين تحذر منذ أعوام من عواقب انسداد الأفق السياسي، وعدم تمكين الشعب الفلسطيني من حقه المشروع في تقرير مصيره ودولته والاستفزازات والاعتداءات اليومية واستمرار إرهاب المستوطنين واقتحامات المسجد الأقصى والأماكن المقدسة المسيحية والإسلامية".

وأشار المالكي إلى أن "تحلل إسرائيل من الاتفاقات الموقعة وعدم التزامها قرارات الشرعية الدولية أديا إلى تدمير عملية السلام"، موضحاً أن "توافر الأمن والاستقرار والسلام يكمن في إنهاء السيطرة الإسرائيلية على أرض دولة فلسطين على خطوط 1967 والاعتراف بحق الشعب في الاستقلال والسيادة".

وأجمع محللون سياسيون فلسطينيون على أن العملية العسكرية لـ"حماس" تمثل، إضافة إلى طبيعتها العسكرية غير المسبوقة في ضخامتها ومفاجأتها، تغييراً من الناحية النفسية للإسرائيليين بسبب الوصول إلى معسكرات الجيش الإسرائيلي واختطاف العشرات من عناصره.

ورأوا أن العملية "تشكل إخفاقاً استخبارياً وعسكرياً إسرائيلياً وفشلاً للتعويل الإسرائيلي على إنهاء القضية الفلسطينية وتصفيتها بالقوة العسكرية".

إبطاء اتفاقات السلام مع إسرائيل

واعتبر أستاذ الدراسات الإقليمية في جامعة "القدس" عبدالمجيد السويلم أن "الرئيس عباس لا يستطيع إلا أن يعلن تأييد حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه ومقدساته".

وأوضح أن عملية "حماس" العسكرية "تخدم موقف منظمة التحرير الفلسطينية التي تحذر منذ أعوام من عواقب إغفال إسرائيل حقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال"، مؤكداً أنه "كان لا بد من أن يفجر إذلال إسرائيل للشعب الفلسطيني واستباحتها لمقدساته الأوضاع بصورة غير مسبوقة".

ورجح سويلم أن "تشكل نتائج العملية العسكرية على رغم سقوط مئات المدنيين الفلسطينيين تغييراً إيجابياً لمصلحة القضية الفلسطيينة بعد أن استمرأ العالم والإقليم تهميشها"، مضيفاً أن العملية ستعيد وضع القضية الفلسطينية على الخريطة السياسية للإقليم والعالم.

 

 

وتابع أن "ما يجري يؤكد أن إقامة دول الإقليم علاقات طبيعية مع إسرائيل لن تعني شيئاً من دون حل عادل للقضية الفلسطينية".

وعن دوافع حركة "حماس" من إطلاق عمليتها العسكرية، أشار سويلم إلى أنها "تبدأ من الوضع الاقتصادي والإنساني المأسوي في قطاع غزة وفقدان الحركة كثيراً من هيبتها وسيطرتها على القطاع وحاجتها إلى تأكيد شرعيتها الثورية".

وشدد على أن "استباحة المستوطنين بحماية الشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى بصورة يومية والصلاة فيه وتهويده، دفع الحركة للجوء إلى العملية العسكرية، فضلاً عن حصولها على معلومات عن عملية عسكرية وشيكة كانت تخطط لها إسرائيل".

وقال سويلم إن "إسرائيل لا تستطيع تحمل إذلالها كما حصل اليوم لجنودها ومواطنيها"، لافتاً إلى أن حركة "حماس" تريد العمل على تغيير واقع المنطقة التي تتصرف وكأن الشعب الفلسطيني غير موجود.

واعتبر المحلل السياسي جهاد حرب أن عملية "طوفان الأقصى" ستعمل من دون شك على إبطاء اتفاقات السلام العربية- الإسرائيلية وإظهار أن الفلسطينيين قادرون على التأثير في مجريات الأوضاع.

وأوضح أن "تأكيد الرئيس عباس دعمه لحق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه يهدف أيضاً إلى عدم انحراف الأصوات داخل المجتمع الفلسطيني"، في إشارة إلى المناكفات بين حركتي "حماس" و"فتح".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات