Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

طوفان الأخبار الزائفة يغرق جبهة إسرائيل – غزة

حزمة أدوات تساعد في الكشف عن صحة الفيديوهات والصور المتداولة حول الحرب الدائرة

مواقع التواصل الاجتماعي باتت مرتعا لنشر الإشاعات والصور والفيديوهات الزائفة (أ ف ب)

ملخص

في فترات الأزمات والحروب كما في حرب "حماس" وإسرائيل تتوافر البيئة المناسبة لانتشار الأخبار الزائفة فتخلق أجواء الخوف والتوتر عبر مواقع التواصل الاجتماعي

في ظل الأزمات والحروب يتتبع الكل الأخبار على وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، فضمن المحتوى المتداول تكثر الأخبار والصور والفيديوهات الزائفة بمعدلات يصعب تصورها لتؤثر في عقول الناس وفي حالهم النفسية.

ومع مثل هذه الحالات تخرج الأمور عن السيطرة، خصوصاً أن الأخبار الزائفة يمكن أن تشكل أيضاً تهديداً لاستقرار الدول والمجتمعات في كثير من الأحيان، وحالياً يتابع الجميع آخر التطورات في "هجوم حماس" و"الرد الإسرائيلي" عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ لوحظت زيادة في انتشار الأخبار والفيديوهات الكاذبة عليها.

كل ما سبق يستدعي توعية الرأي العام حول كيفية التعاطي مع أخبار الـ"سوشيال ميديا"، وأحدث الأدوات التي قد تساعد على الكشف عنها، فالأذى الناتج منها لا يقتصر على نشر الأخبار المضللة، إنما أيضاً قد يشكل تهديداً للاستقرار والأمن أحياناً، إضافة إلى ما يتسبب به من أجواء قلق وتوتر بين الناس.

فيديوهات زائفة بالجملة

نشر الأخبار الزائفة ليس من الظواهر الجديدة، بل هو موجود منذ بدء الأخبار، لكن هذه التقارير زادت مع وسائل التواصل الاجتماعي وأصبح تداولها أسرع بكثير حتى إنها تنتشر بسرعة كبرى بالمقارنة مع الأخبار الحقيقية، إذ تولد مشاعر الخوف والدهشة مما يضاعف الإقبال عليها والرغبة في مشاركتها.

ومن الواضح أنه خلال الحروب والأزمات، تزيد الأخبار الزائفة انتشاراً لتضلل الناس وترفع مستوى التوتر السائد أصلاً، إذ تتوافر في هذه الفترات البيئة الأنسب لنقل الأخبار الكاذبة وتكثر الإشاعات لتسهم في نشر حال من الذعر والقلق بين الناس وخلق حال من الفوضى والبلبلة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتكثر الفيديوهات والأخبار الزائفة خلال الأيام الأخيرة، حتى إنها سيطرت على وسائل التواصل الاجتماعي، وتحقق انتشاراً واسعاً لأن الجميع يتداولها من دون التحقق من مدى صحتها وسط التطورات المتسارعة حالياً.

ومن أبرز الفيديوهات التي جرى تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي أخيراً، فيديو إسقاط المقاومة الفلسطينية لمروحيتين إسرائيليتين في سماء غزة ليتبين لاحقاً أنه عبارة عن مقطع من لعبة فيديو عسكرية، وكذلك انتشر فيديو يظهر فيه مقاومون فلسطينيون وهم يمسكون بأسيرة إسرائيلية تضحك وتلتقط صور سيلفي ليتضح لاحقاً أنها شابة فلسطينية من قطاع غزة كانت تنشر ما يحصل من تطورات على حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي.

ومن اللقطات ظهور قصف إسرائيلي على غزة تبين لاحقاً أنه يعود لعام 2021 أثناء ضربات إسرائيلية أيضاً على القطاع، وهذه الفيديوهات وغيرها تحقق انتشاراً من دون أن يحاول المتابعون التحقق من صحتها نظراً إلى رواجها السريع وتداولها على نطاق واسع.

أدوات الكشف هم المحتوى

ينصح المتخصصون في التكنولوجيا بضرورة تحلي مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بمزيد من الوعي والمسؤولية لمواجهة الأخبار الزائفة، إذ تتوافر بين أيديهم حالياً أدوات تساعد على التحقق من الأخبار والفيديوهات والتأكد من صحتها قبل نشرها.

وهنا يقول المتخصص في التحول الرقمي فريد خليل إنه يمكن لكل فرد أن يسهم في الحد من تداول مثل هذه الأخبار، ومن أبرز الأدوات والتطبيقات التي يمكن أن تساعد على ذلك

Logically، "لوجيكالي" تطبيق يعتمد على تقنية الذكاء الاصطناعي وعلى فريق من الأشخاص يتحققون من صحة المحتوى.

NewsGuard، "نيوز غارد" أداة بحث تضع تقويماً مع مراجعات للأخبار التي تنشر على المواقع الإلكترونية لتحديد مدى شفافيتها وصدقيتها.

 Snopes، "سنوبس" من المواقع الرائدة التي يمكن الاستناد إليها للتحقق من صحة المحتوى والكشف عن الخدع.

 Factcheck.org، "فاكت شيك دوت أورغ" يتحقق هذا الموقع من صحة تصريحات السياسيين وغيرهم من الشخصيات العامة التي تنشر وقد يكون من أكثر المواقع التي يمكن الرجوع إليها خلال الحروب.

 Politifact، "بوليتيفاكت" يتأكد من صحة التصريحات خلال الحملات السياسية والتسويقية.

 URLVoid، "يو ار أل فويد" يتحقق هذا الموقع مما إذا كان رابط محدد آمناً قبل النقر عليه لفتحه، إذ إن بعضها يكون مزوراً فثمة تغيير معين فيها لا يكشف عنها المستخدم مباشرة.

 VirusTotal ، "فيروس توتال" يمسح الموقع الملفات والمواقع للتأكد ما إذا كانت تشكل خرقاً للكمبيوتر أو تهديداً.

Media Bias/fact check، "ميديا بايس/ فاكت شيك" من المواقع المهمة والموثوقة للتحقق من صحة المصادر والمحتوى عبر إدخال العنوان أو الرابط.

وللتحقق من صحة الصور والفيديوهات تتوافر أدوات مثل

 InVid، "إنفيد" يسمح هذا الموقع بالتحقق من صحة الفيديوهات والصور.

 Tineye، "تينيي" يتيح الموقع البحث عن المصدر الأساسي لأي صورة تنشر للتأكد من صحتها.

 Fotoforensics، "فوتوفورينسيكس" يمكن اللجوء إليه للتحقق من صحة الصور والتأكد ما إذا كانت مزيفة أو لا.

الوعي مطلوب دائماً

وعلى رغم وجود هذه الأدوات وكثيرة غيرها للتحقق من صحة المحتوى من أخبار وصور وروابط وفيديوهات، من الضروري العودة دائماً للمصدر الأصلي والموثوق للمحتوى بدلاً من تناقله عشوائياً.

وعن مدى دقة كل الأدوات المتوافرة حالياً للتحقق من صحة المحتوى، أوضح خليل أنه على رغم تطور بعضها، تخفق أحياناً في الكشف عن فيديوهات وصور زائفة، كما في حال نقل أحداث معينة تنشر على أنها حصلت في مكان ما وتنسب إليه، فيما تعود في الواقع لمكان آخر أو زمن مختلف.

في المقابل، يجري العمل حالياً على أن تترافق الفيديوهات والمحتوى مع معلومات تدل على المصدر الحقيقي، وإن كان ذلك غير ممكن حتى اللحظة، وفق خليل الذي أضاف "ما من أداة مثالية يمكن اللجوء إليها للتحقق من صحة المعلومات، لذلك يجب عدم التهاون في ذلك".

وتمسك بأهمية العودة للمصدر الأساسي في الشبكات الإخبارية ومصادر المعلومات المعروفة والموثوقة، أما "ما يصل إلى الفرد عبر ’واتساب‘ أو ’فيسبوك‘ أو غيرهما من وسائل التواصل، خصوصاً عبر خاصية ’سكرين شوت‘ فليس موضع ثقة ولا يمكن التأكد تلقائياً من صحته لأنه قد يكون زائفاً ويمكن لأي كان أن يُعدّ مثل هذا المحتوى وينشره على وسائل التواصل من دون مصدر موثوق".

 

 

وتابع، "المصادر الموثوقة معروفة ووحدها يمكن اللجوء إليها للحصول على المحتوى، وتتزايد أهمية ذلك في فترات الأزمات والحروب، إذ لا يمكن تصديق أي خبر كما يحصل حالياً لأن الأخبار الزائفة تنتشر بكثرة، وفي الأقل يمكن التحقق ما إذا كان هذا الخبر موجوداً فعلاً في المصدر أو الوسيلة الإعلامية المذكورة الموثوقة".

وأشار المتخصص في التحول الرقمي وأمن المعلومات رولان أبي نجم إلى إمكان اللجوء أيضاً إلى طريقة الـ reverse Check up "ريفيرس شيك أب" عبر وضع الصورة أو المحتوى على أداة بحث مثل "غوغل" للبحث والتحقق ما إذا كان الخبر موجوداً بالفعل أو لا.

وقال، "إذا تبين أنه غير موجود على أي موقع إخباري، يعني ذلك أنه زائف، وكذلك بالنسبة إلى الصورة التي لا تظهر في Google Images (صور غوغل)، ويمكن التحقق بهذه الطريقة مما إذا كانت تواريخ المحتوى صحيحة فعلاً، وبالتالي يمكن لأي شخص التحري حول المحتوى الذي يرده في لحظات، لكن على الجميع بذل هذا الجهد تجنباً لنشر المحتوى الزائف على نطاق أوسع بشكل يؤدي إلى التضليل وخلق بلبلة وقلق وعدم استقرار".

وختم أبي نجم حديثه بالإشارة إلى أنه يمكن لأي متخصص في المجال أن يكشف عن صورة زائفة حصل تلاعب فيها بتقنية "فوتوشوب" أو غيرها، كما يمكن أن توضع على برامج تسمح بالتحقق من صحة الصور للتأكد ما إذا كان حصل تلاعب فيها أو لا، وتتوافر البرامج التي تعتمد على تقنية الذكاء الاصطناعي لإثبات صحة صورة ما.

المزيد من متابعات