Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مدارس بلا تدفئة... البرد يصيب جودة التعليم في الأردن

يصاب آلاف الطلبة بأمراض في الجهاز التنفسي والتهاب الحلق واللوزتين سنوياً نتيجة عدم شعورهم بالدفء

طاقة شمسية فوق سطح إحدى المدارس الحكومية في الأردن (وكالة الأنباء الأردنية)

ملخص

عدد المدارس التي تتوفر فيها التدفئة المركزية لا يزيد على 270 مؤسسة أما بقية المدارس فيتم تزويدها بمدافئ تعمل على المحروقات

يواجه عديد من طلاب المدارس الحكومية في الأردن برداً قارصاً، بسب افتقار المؤسسات التربوية لوسائل التدفئة لا سيما في المناطق النائية والفقيرة، بينما يعاني من هم أوفر حظاً من تبعات استخدام وسائل تدفئة غير صحية. بخاصة مع دخول فصل الشتاء، الذي يمتد على مدار أربعة أشهر دراسية.

وتشير نتائج فحص دوري شامل أجرته وزارة التربية والتعليم، لطلبة الصفوف الأساسية، إلى إصابة آلاف الطلبة بأمراض في الجهاز التنفسي، والتهاب الحلق واللوزتين نتيجة عدم شعورهم بالدفء.

عواقب البرد

ويحذر هاني جهشان الخبير في حقوق الطفل، من عواقب البرد على الأطفال والتلاميذ في المدارس، ومخاطر أجهزة التدفئة التقليدية التي تفتقر إلى معايير الأمن والسلامة والحماية للطلاب، وتعوق نموهم وتطورهم بشكل طبيعي، إضافة لتنمية قدراتهم الإدراكية والمعرفية.

ويشير جهشان إلى أن معايير التدفئة والتبريد في الغرف الصفية تؤثر في الراحة والصحة والأداء الأكاديمي للطلاب والمعلمين على حد سواء، وما يتبع ذلك من نمو للعفن والبكتيريا والحشرات، والتأثير في جودة الهواء، بالتالي أمراض التهابات المجاري التنفسية.

ويعتبر الخبير الأردني أن الحكومة فشلت في توفير وتشغيل وسائل التدفئة في المدارس الحكومية ضمن المعايير الصحية، فكثير منها يفتقر للتدفئة الكافية في فصل الشتاء، كما أن بعض المبادرات القليلة لتركيب أجهزة تكييف في الغرف الصفية تعثرت وافتقدت للاستدامة. ودعا إلى رصد الميزانيات الكافية، وبشكل سنوي، لاقتناء أو استبدال وسائل التدفئة، ولتوفير الصيانة لها قبيل وصولها مرحلة التلف، والذي قد يهدد حياة الطلاب وسلامتهم.

ويحذر جهشان من أخطار استخدام أجهزة التدفئة المتنقلة التي تعمل على الكاز أو الغاز أو حتى الكهرباء، حيث تزداد نسب حدوث حرائق أو انفجارات أو تسرب للغازات السامة أو الصعق الكهربائي بسببها، بخاصة في ظل الافتقار لوجود معدات ووسائل السلامة العامة في المدارس.

من بين التأثيرات المحتملة للبرد على الطلبة انخفاض درجة حرارة الجسم، الخمول، وعدم انتظام دقات القلب، وهو ما يربطه مراقبون بتدني الإنجاز الأكاديمي للطلاب الذي يتفاقم بشكل كبير مع عوامل الاكتظاظ، وغياب التهوية الكافية، وازدياد احتمال انتقال عدوى فيروسات الإنفلونزا والتهابات القصبات الهوائية، بالتالي تغيبهم عن المدرسة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

طاقة متجددة في المدارس

ويدعو تربويون إلى الاهتمام بالبنية التحتية والبيئة المدرسية وبناء مدارس صحية صديقة للأطفال.

لكن وفي مقابل الصورة القاتمة في بعض المدارس التي لم تحظَ بنصيبها من التدفئة، ثمة مدارس أوفر حظاً تم تزويدها بأنظمة خلايا مولدة للكهرباء وسخانات شمسية وتدفئة عبر الطاقة المتجددة.

وتقول وزارة التربية الأردنية، إنها زودت 660 مدرسة بأنظمة الطاقة الشمسية، وإن هناك 1800 مدرسة في حاجة إلى تزويدها بهذا النظام في المستقبل القريب، بهدف توفير الفاتورة الاستهلاكية للكهرباء، وتزويد المدارس بأنظمة التدفئة.

وتؤكد الوزارة أنه تم إجراء الصيانة اللازمة للمدارس قبل بدء العام الدراسي لضمان أجواء دراسية مناسبة للطلبة، لا سيما خلال فصل الشتاء.

لكن عدد المدارس التي تتوفر فيها التدفئة المركزية لا يزيد على 270 مدرسة، أما بقية المدارس فيتم تأمينها بمدافئ تعمل على المحروقات، كما يتم تحويل التعليم عن بعد عبر منصات الوزارة التعليمية في المدارس التي يتم تعطيلها بسبب الأحوال الجوية.

وتشير وزارة التربية الأردنية إلى تعميم سنوي للمدارس للتعامل السليم مع المدافئ ووضعها في أماكن بعيدة عن الطلبة وعدم تكليف الطلبة بنقلها، فضلاً عن التأكد من صلاحية المدافئ وخزانات الوقود وجهوزيتها للاستعمال.

وكان العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أطلق مبادرة مشروع التدفئة المركزية لجميع المدارس، بهدف الاستغناء بشكل تدريجي، عن وسائل التدفئة التقليدية المستخدمة في المدارس.

تدفئة متواضعة

وفي هذا الشأن، يؤكد أهالي وأولياء أمور أن أبناءهم يعانون تبعات البرد في الشتاء، بسبب افتقار صفوفهم الدراسية إلى وسائل تدفئة جيدة، أو غيابها في كثير من الأحيان.

ويتحدث آخرون عن مساوئ الاعتماد على وسائل تدفئة ضارة كالمدافئ التي تعمل بالكيروسين والغاز، والضرر الصحي الناجم عنها فضلاً عن عدم كفايتها لفصول يتجاوز عدد طلابها الـ40 تلميذاً.

كما يشير طرف ثالث إلى تهالك البنية التحتية من أبواب ونوافذ لحماية الطلبة من البرد والهواء، بخاصة أن عديداً من المدارس الحكومية مستأجرة ولم يتم بناؤها وفق مواصفات خاصة. حيث بلغت نسبة المباني المستأجرة من مجموع المباني المدرسية العام الماضي 33 في المئة، وفق بيانات دائرة الإحصاءات العامة.

وبلغ عدد المدارس الموجودة في الأردن 7315 مدرسة خلال العام الماضي، منها 3093 مدرسة خاصة و4005 مدارس تابعة لوزارة التربية والتعليم.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي