Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

النجوم وحرب غزة... مواقف جماهيرية عبر الهوى

رواد التواصل وضعوا محمد صلاح في كشف "المقارنات" وبنزيمة وباسم يوسف ورحمة زين انضمو للقوائم البيضاء

مواقف متابينة لمحمد صلاح وباسم يوسف (مواقع التواصل)

ملخص

بين إشادات بمواقف البعض الداعمة لفلسطين وإسقاط آخرين من الحسابات... كيف أثرت حرب غزة في جماهيرية النجوم؟

تبدو بعض الأزمات كأنها اختبار عصيب لا مجال فيه للإعادة، وعلى رغم عدم عدالة هذا المبدأ في كثير من الأحيان، إلا أنه مثل أي شيء يرتبط بشكل وثيق بآراء الجماهير التي لا تسامح ولا تغفر وتعتمد طريقة عقاب فورية للنجوم وإسقاطهم من الحسابات في ظروف معينة، مع أنها قد تنسى بعد حين وعقب هدوء الأوضاع.

ومثلما تصعد بأحد الشخصيات المحبوبة إلى مستويات غير مسبوقة من النجومية وبسرعة قياسية، بما يترتب على تلك الحالة من إعجاب شبه أعمى يجعل "الفانز" يبررون أي تصرف للرمز الذي يرونه يستحق الاحتفاء، فإنها أيضاً تكون سبباً مباشراً في جعلهم يذوقون الأمرين بالسرعة نفسها، في حال لم تعجبهم بعض المواقف بخاصة تلك التي تتميز بالاستقطاب التي يراها البعض لا تحتمل الوقوف في المنتصف، فالجمهور في هذه الأحوال ينزع التتويج بمنتهى البساطة والقسوة معاً، وقليلون هم من نجحوا في أن يقنعوه مرة أخرى بسلامة موقفهم.

حرب غزة من الأحداث الكبيرة والاستثنائية التي كان لها صدى كبير على حياة المشاهير في العالم العربي، فلا المشارك بآرائه نال الإعجاب الكامل، ولا الصامت أصبح بمأمن، بل وصف على الفور بالمتخاذل والمحايد واتهم بالخيانة، وقليلون هم من نجوا.

حتى الآن لم تتوقف عمليات "تصفية المشاهير" بوضعهم في الخانات وفقاً لقرار المتابعين، وكل يوم يضاف أناس جدد لكل فئة، فالضربات المتوالية على قطاع غزة في الأراضي الفلسطينية من قبل الجانب الإسرائيلي تخلف وراءها ضحايا لهم حكايات مؤلمة تستعرض عبر المنصات كافة، بالتالي يرى المتابعون في العالم العربي أن من لا يدين هذا الوضع بطريقتهم لا يستحق أبداً ولاءهم، ويصدرون قرارات فورية بمعاقبته مهما كانت إنجازاته، وتتأثر شهرته سلباً، والعكس لمن ينجح في الاختبار من وجهة نظرهم بطبيعة الحال، ولكن هل حكم الجمهور يكون صائباً على الدوام؟ وهل هو بمثابة قرار نهائي بلا رجعة بخاصة في ظل اختلاف الظرف الشخصي وحتى المؤسسي بين كل نجم وآخر وكذلك تباين المستويات الثقافية لكل منهم؟!

تصنيفات عقابية

يلومون هذا لأنه عبر عن رأيه ويتهمونه بالمزايدة، ويلومون آخر لأنه اختار الصمت ويرونه جباناً تماماً مثل جحا الذي إذا ركب حماره تعرض للسخرية وإذا تركه وسار بجواره وصف بالحماقة، وإذا وضعه فوق ظهره يقال إنه مجنون، هكذا يعيش مشاهير العالم العربي حالياً فكل من قال رأيه إما يجد أنه بات محمولاً فوق الرؤوس أو يتعرض لانتقاد لا يحتمل، حيث يضعونه في مقارنات مجحفة مع آخرين.

لعل ما قاله باسم يوسف عن الهجوم الواسع الذي تعرض له اللاعب المصري الدولي محمد صلاح خير معبر عن هذا الموقف، حين كتب يوسف تدوينة يشرح فيها الفرق بينه وبين لاعب نادي ليفربول ولماذا تمكن هو من أن يظهر في برنامج عالمي ويعبر عن موقفه الرافض لحرب غزة بطريقة لاذعة بينما صلاح اختار طرقاً أكثر هدوءاً، وذلك عقب الإشادات التي تلقاها إثر مشاركته المؤثرة للغاية مع المذيع البريطاني بيرس مورغان بعد أن فند الأزمة الفلسطينية بطريقة ذكية وكوميدية وخاطفة للأنظار.

حصد باسم يوسف أكبر عدد مشاهدات في البرنامج على الإطلاق وهي ما يقرب من 20 مليون مشاهد للحلقة عبر "يوتيوب" فقط خلال 10 أيام، جعلته يستعيد مكانته في العالم العربي حتى من قبل كارهيه الذين كانوا يعتبرونه "إعلامياً مارقاً" قبل سنوات وأبدوا سعادتهم حينها بهجرته خارج البلاد، وهو ما علق عليه باسم يوسف بالقول، إنه لا يأمن كل هذا المديح والتعليقات الإيجابية من خلال منشور مختصر قال فيه "من عاش بمدح الناس مات بذمهم، بكرة تقلبوا عليا تاني".

المؤكد أن باسم حصد أيضاً جمهوراً عريضاً غير ناطق بالعربية من خلال آلاف التعليقات التي أكد أصحابها أنهم كانوا بحاجة إلى مثل هذا الطرح بدلاً من إعلام الصوت الواحد الذي يسيطر على منصاتهم المحلية والعالمية، وهو أمر وجده جمهوره العربي في غاية الأهمية بخاصة في هذا التوقيت، مشيدين بمخاطرته التي قد تحرمه من فرص عمل مهمة مستقبلاً نظراً لسيطرة داعمي إسرائيل على أغلب المؤسسات العالمية الكبرى، فيما اعتبروا أن محمد صلاح فضل عدم إغضاب أي كيانات قد تؤثر في مستقبله الرياضي في أوروبا، بالتالي ظهر في فيديو وصفوه بالمحايد ولا يرقى للمستوى المتوقع من وجهة نظرهم، بعد نحو 10 أيام من الأزمة.

الرابح بيرس مورغان

لكن باسم يوسف نفسه الذي اعتبره كثيرون يستحق متابعتهم بدلاً من صلاح، شدد على أن أي مشهور لا يمكن أن يلقى الإعجاب من كل الأطراف، وأضاف "فاكرين لما صلاح نزل صورته في القدس وكتب تضامن؟ اتشتم برضه، طيب لما يبقى عندنا واحد بوزن صلاح وكل شوية نشتمه عشان ماعملش اللي احنا عشمانين فيه، طيب على الأقل لو ما شجعناش صلاح مش لازم ندوس عليه، مش المفروض يكون هو هدف لغضبك".

 

 

وحتى الآن يبدو باسم يوسف من أكثر المشاهير العرب تأثيراً في الرأي العام العالمي وبعد المشاهدات القياسية لحلقته مع بيرس مورغان من المفترض أن يلتقيا مرة أخرى سوياً، ولكن هذه المرة في الاستديو وليس عن بعد، إذ على ما يبدو أن المذيع الشهير لا يريد أن يفوت فرصة أن يحظى برنامجه بمثل هذا الرواج، إذ حقق شهرة عربية وحصد متابعين جدداً، بفضل أسلوب الكوميديان المصري والحرب التي تحظى أخبارها بالاهتمام الأول في العالم العربي مما يضمن له نسبة مشاهدة لن تتكرر، بخاصة وأن باسم سبق أن التقاه في حلقة سابقة قبل الأحداث بوقت طويل ومرت المقابلة بشكل عادي للغاية.

الوضع بعد الحرب على قطاع غزة تغير كثيراً حيث إن النجم الكوميدي الذي حقق شهرة عالمية تحدث بشكل إنساني عن معاناة عائلة زوجته في القطاع جراء الأوضاع، وأثرت كلماته الصادقة المغلقة بالسخرية السوداء في جموع المشاهدين.

الناقد الفني المصري طارق الشناوي رفض أيضاً المقارنة بين باسم يوسف ومحمد صلاح واعتبرها في غير محلها، كون الأول كان يصول ويجول في ملعبه وهو الإعلام، والثاني كان يقرأ رسالة مجهزة سلفاً تمت تنقيتها بعناية شديدة لأنه لا يجيد سوى اللعب في المستطيل الأخضر، وأبدى انزعاجه من اعتقاد البعض أنهم يمتلكون الأدوات المطلقة للحكم على نسبة تعاطف كل شخص مع القضية.

فخر العرب

وكما هو واضح فإن الاختلاف في طريقة التعبير عن المساندة يفسد للود ألف قضية، فمحمد صلاح الذي ظل لسنوات يستأثر بلقب "فخر العرب" بعد إنجازاته التاريخية في الدوري الإنجليزي، لم يشفع له قيامه بالتبرع بأكثر من مليون دولار أميركي للمساعدات الإنسانية للمتضررين في غزة، وبسهولة شديدة لم يعد بالنسبة إلى من يرفضون طريقة تضامنه في الفيديو الشهير، لا مصدراً للفخر ولا ينتمي للعرب في رأيهم.

الرافضون لصلاح تذكروا سرعة قيامه بنشر تدوينة العزاء في وفاة الملكة البريطانية إليزابيث والتأخر لتسجيل تضامنه مع شعب عربي يتعرض للتصفية بحسب ما يرون، بل سرعان ما اعتبروا باسم يوسف هو الأجدر باللقب، وهو ما جعل الأخير يقول في تدوينته المطولة، إن لكل شخص ظروفه وإن أوروبا وأميركا تعتبران أن من يساند المدنيين في غزة ويرفض قصفهم هو مساند للإرهاب، مشيراً إلى أن ما قام به هو شخصياً مخاطرة يعرف أبعادها ولا يطالب الجميع بتقليده بها.

ولشرح الفرق بينه وبين محمد صلاح تابع باسم يوسف قائلاً "مقارنة فيديو صلاح باللقاء بتاعي هو ظلم بين، لأن الكلام وطلاقة اللغة مش شغلة صلاح، وهو حيعرف يتكلم ويحاور زيي ولا أنا أقدر ألعب كوره زيه"، كما أثنى على التفاعل الغربي مع الفيديو الذي تحدث فيه صلاح مشدداً على أنه أسهم كثيراً في تصحيح الصورة لدى جمهوره العالمي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

اعتبر البعض أيضاً أن الفرنسي ذا الأصول الجزائرية اللاعب السابق في نادي ريال مدريد الإٍسباني ونادي اتحاد جدة السعودي حالياً كريم بنزيما من ضمن الأجدر بلقب "فخر العرب"، على رغم أن هويته فرنسية بالأساس، إذ يفضل التعبير عن تضامنه بمصطلحات تشبه غالبية الجمهور، من خلال تدوينات متوالية تعبر عن غضبه مما يجري وتحمل تأثراً عاطفياً، بالتالي وجد المعلقون أن موقفه أكثر وضوحاً وصراحة ولا يحتمل المهادنة، مستشهدين بالتصعيد الفرنسي ضده والمطالبات بسحب الجنسية منه، بل والتعامل معه على أنه موال لحركة "حماس" باعتبارها الكيان المسلح حالياً الذي يقاوم الجيش الإسرائيلي.

اكتسب بنزيما قاعدة جماهيرية أوسع بكثير في المنطقة، وبالطبع تستمر المقارنة بين موقف محمد صلاح وموقف اللاعب المصري السابق محمد أبو تريكة المقيم في قطر، والمحلل بقنوات "بي إن سبورت"، الذي لا يتوقف عن بث تغريدات التضامن مع غزة، وهو في نظر المعلقين أيضاً أكثر شجاعة من صلاح، ولاعب أسطوري ينجح في كل مرة في امتلاك قلوبهم، حيث يسحبون تدريجاً ولاءهم لنجم نادي ليفربول.

نجوم على هامش الحرب

وبالفعل شيئاً فشيئاً قل الاهتمام بتداول أخبار أهداف محمد صلاح على الصفحات الرياضية المعنية بالتغطيات، ولم يتم وضع وزن لرفضه الاحتفال بالتهديف حداداً على الضحايا وعدم الاكتراث بتأثيره في الجمهور الإنجليزي الذي رفع الأعلام الفلسطينية في مباريات ليفربول تعبيراً عن موقفهم ضد ما يجري، في المقابل يتم تصعيد أخبار تخص الرياضيين الذين تتوافق طريقة تعبيرهم عن مواقفهم مع غالبية الجمهور، في حين خسر صلاح أكثر من مليون متابع على "إنستغرام" فقط .

يحاول الناقد إيهاب التركي شرح كيفية تعامل الجماهير مع نجومهم المفضلين في أي مكان بالتشديد على أنهم يرغبون دوماً في مطابقة مواقفهم الشخصية مع مواقف هؤلاء المشاهير، وفي ما يتعلق بحالة محمد صلاح فيشير إلى أنه لاعب كرة موهوب معروف عنه مواقفه الإنسانية والخيرية خارج ملعب الكرة واعتاد على ألا يعلن رأيه في الشأن العام أو يفصح عن مواقفه السياسية.

وأضاف التركي أن هذه هي أول أزمة من نوعها يتعرض لها لاعب ليفربول المعروف عنه سلوكياته المتدينة في الملعب وخارجه، ولكنه في الوقت نفسه لا يردد شعارات الجماعات الدينية خاصة فيما يحدث في فلسطين، وتساءل "كم مرة ضربت إسرائيل قطاع غزة قبل السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري؟ وكم مرة كتب صلاح تعليقاً على ذلك؟".

 

 

كذلك صعدت أسهم المؤثرة والإعلامية المصرية الشابة رحمة زين التي وصلت شهرتها للعالمية خلال أيام قليلة من ظهورها وهي توبخ مراسلة شبكة "سي أن أن" وتتهم مؤسستها بالانحياز للجانب الإسرائيلي وتجاهل تعرض سكان غزة لما يشبه الإبادة الجماعية، وهي اللقطات التي انتشرت بقوة بخاصة أنها صورت عند معبر رفح البري قبل السماح بدخول المساعدات الإنسانية العاجلة.

بعدها استضافها بيرس مورغان أيضاً للحديث بكل شفافية عن وجهة نظرها وهو ما جعل اسمها ضمن الأكثر تداولاً لأيام، ليتبين أنها من عائلة إعلامية أباً عن جد فهي ابنة المذيعة ميرفت محسن وجدتها الإعلامية هند أبو السعود بينما جدها هو الصحافي الراحل محسن محمد.

 الأمر نفسه بالنسبة إلى المصور الصحافي الفلسطيني معتز عزايزة الذي كان معروفاً من قبل، ولكن نظراً لدأبه الشديد في التوثيق والعمل في أشد الظروف صعوبة، وإسهامه في إنقاذ أرواح بعض الأطفال فقد بات من أشهر المراسلين على الأرض خلال الأسابيع الأخيرة، وأصبح الجمهور يبحث عن أخباره إذا ما اختفى لساعات، قلقاً من أن يكون قد أصابه مكروه، بخاصة بعد أن طلب الحماية الدولية، حين نال منشوره المتعلق بهذا الشأن اهتماماً واسعاً، وكانت الفنانة المصرية شريهان من أبرز المعلقين عليها ووصفته بأنه بمثابة ابن لها وطلبت منه المسامحة على التقصير.

وعلى المنوال نفسه صعدت أسهم الممثل المصري محمد سلام بالنسبة إلى قطاع كبير من الجمهور بعد اعتذاره عن عدم المشاركة في مسرحية "زواج اصطناعي" معتبراً أنه من غير اللائق أن يشارك في عمل كوميدي، بينما الضحايا يتساقطون في غزة، وذلك على رغم اتهام البعض له بالمزايدة وبالتقليل من قيمة الفن بخاصة الكوميديا والاستعراض، ولكن نسبة من الجمهور أثنت على موقفه وهو ما ترجم في الزيادة المستمرة في أعداد متابعيه وفي انتشار صوره بتدوينات عدة على "السوشيال ميديا".

ابتزاز للمشاهير وقوائم سوداء

مغني الراب المصري "ويجز" نال كثيراً من الثناء بعد أن تحول حفله في كندا إلى ما يشبه التظاهرة لدعم غزة، حيث قام برفع العلم الفلسطيني على خشبة المسرح وردد الهتافات، وأعلن عن تبرعه بجزء من العائد لصالح المتضررين وشارك في تظاهرات منددة بالعملية العسكرية الإسرائيلية في الولايات المتحدة.

على جانب آخر وصل الأمر بأن قاد البعض حملات لصنع قوائم سوداء للمشاهير الذين أصروا على اتخاذ مواقف لا تعجب الجمهور وممن أصروا على المشاركة في فعاليات احتفالية دون الإشارة إلى الأزمة الإنسانية في غزة، وشملت الحملات مطالبات واسعة بإلغاء متابعتهم ومقاطعة أعمالهم، وبينهم المؤثرة الكويتية روان بن حسين التي ظهرت في فيديو أكدت فيه أنها لا تنضم لحملة المقاطعة لمنتج بعينه كي لا يتضرر وكيله في المنطقة العربية، وعلى رغم أن حملات مقاطعة الشركات الأميركية والغربية عموماً في تصاعد مستمر لا سيما في الكويت.

مسيرة المشاهير باتت رهينة تلك المواقف، فهل تتأثر بها؟ أم أن الأمر سيكون وقتياً فقط وستعود علاقاتهم بالجمهور لطبيعتها؟

يرى الناقد الفني إيهاب التركي أن الرأي العام على مواقع التواصل الاجتماعي ليس له أي معايير، معتبراً أنه يتغير حسب الأجواء المسيطرة دون الاستناد لمعيار فكري إنساني أو سياسي أو اقتصادي، ووصف الأمر بأنه يشبه وضع الإنسان الذي يغير ملابسه بحسب حالة الطقس المتوقعة وليست الحقيقية التي يشعر بها، مشيراً إلى أنه جرت العادة أن هذا الرأي قد يتغير 180 درجة.

وأكد التركي أن "الجمهور يحب دوماً الاطمئنان على أن نجومه المحبوبين مع رأيه بالضبط، ويرددون شعاراته نفسها حرفياً"، وعاد مجدداً للحديث عن حالة محمد صلاح باعتباره النموذج الأكثر تأثراً في الوقت الحالي.

واستطر الناقد الفني قوله "غالبية من يحبون محمد صلاح لاعب الكرة سوف يستمرون في هذا، وسيتناسون الموضوع لأن ذاكرة وسائل التواصل الاجتماعي ضعيفة وجدلها أغلبه متعصب ومتحيز وميال للتخوين والتكفير والسب، بل وتقف وراء كثير منه عقليات تفضل ابتزاز المشاهير بسبب أو من دون سبب".

 تهديدات متوالية

وكانت المطربة المصرية أنغام حديث الجمهور بعد الشد والجذب بينها وبين المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، حين اتهمها بعدم اللياقة بسبب التعليقات السلبية التي تطلقها على دولته الراعية لعملية عسكرية خلفت أكثر من سبعة آلاف ضحية من المدنيين نصفهم تقريباً أطفال.

وأصرت مطربة "سيدي وصالك" على الرد وتذكيره بهزائم جيشه في حرب السادس من أكتوبر 1973، وعلى رغم التضامن معها، ولكن كثيرين وجدوا أيضاً أن الدخول في سجال مع المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في حد ذاته أمر غير مقبول ويعد نوعاً من وصل العلاقات المرفوضة شعبياً في مصر حتى الآن، وفي ما بعد أعلنت أنغام أنها تلقت تهديدات على هاتفها الشخصي من الطرف الإسرائيلي ونشرت نص الرسالة.

وعلى ذكر التهديدات، فقد اضطرت أسرة حديد الأردنية الأميركية من أصول فلسطينية بمن فيهم الأب محمد حديد وابنتاه العارضتان بيلا وجيجي إلى تغيير أرقام هواتفهم بسبب تلقيهم مئات التهديدات بالقتل والذبح إثر إعلانهم التضامن مع غزة ومناداتهم بضرورة وقف الكارثة الإنسانية ووصف ما يجري بأنه إبادة من قبل الجيش الإسرائيلي تتخطى المعايير الدولية كافة.

الأسرة كانت أسماء أفرادها من الأكثر تداولاً عربياً وعالمياً، إذ تعرضت جيجي للسخرية في البداية بسبب وصف تغريداتها التي تواسي فيها أسر ضحايا المدنيين الإسرائيليين الذين لقوا حتفهم إثر عملية "طوفان الأقصى" جنباً إلى جنب مع مواساتها الأسر الفلسطينية بأنها مهادنة ولا ترقى لمستوى مأساة شعبها، فيما ظلت بيلا حديد صامتة لنحو ثلاثة أسابيع وفي ما بعد جاءت كلماتها أكثر قوة وبررت غيابها بالتهديدات القوية التي وصلتها من موالين لعمليات الجيش الإسرائيلي بحق المدنيين في القطاع.

اقرأ المزيد

المزيد من تحقيقات ومطولات