Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عرابو الخراب... لماذا لا تتحقق سوى النبوءات الكارثية؟

استدعت الفيديوهات المتداولة في شأن توقع حرب غزة الحديث عن مدى الاعتماد على تقديرات المنجمين

على رغم أن المنجمين حتى وإن صدقوا سيظلون كاذبين لكن لا شك في جاذبيتهم لدى عامة الناس (اندبندنت عربية)

ملخص

هل أصبحت الجماهير أسرى لتوقعات المنجمين؟

"حافظ على المعنويات عالية، فالأمور بحاجة إلى صبر"، إحدى أبرز التدوينات التي كتبتها الصحافية الفلسطينية الراحلة شيرين أبو عاقلة قبل عامين تقريباً، وتعود مناسبتها للمواجهات التي نشبت بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي عند مدخل بيت لحم الشمالي إثر قيام ستة أسرى بتحرير أنفسهم من سجن جلبوع الإسرائيلي، وجرى استحضار تلك المقولة بقوة منذ انطلاق القصف الإسرائيلي على المدنيين في غزة عقب عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، فالإعلامية الغائبة التي تشير غالبية التقارير إلى أنها فقدت حياتها برصاص إسرائيلي إثر وجودها مع زملاء لها في مخيم جنين بالضفة الغربية، حضرت بقوة وبهاء رمزي في هذه الحرب بعد مرور عام ونصف العام على رحيلها.

استدعاء اسم شيرين أبو عاقلة ومسيرتها إلى المشهد كان لفت إليه قبل ما يزيد على 10 أشهر المنجم والمتنبئ اللبناني ميشال حايك الذي ظهر في ديسمبر (كانون الأول) من عام 2022 ليعلن عن توقعاته للأحداث في المنطقة والعالم، فمرت كلماته وقتها مرور الكرام.

 

 

لكن بعد ما حصل في الأراضي الفلسطينية بات المقطع الذي يكشف فيه عن اعتقاده بقرب وقوع حوادث شبيهة بما جرى من الأكثر تداولاً ورعباً وفزعاً لدرجة أن كثيرين تمنوا أن يكون المقطع مفبركاً، وكانت عبارة "دم شيرين أبو عاقلة يسجل انتصارات" التي جاءت على لسان حايك، مثيرة للجدل بشدة، ورآها متابعون كثر دلالة على ارتباط اسم الراحلة بالأجواء المشتعلة حالياً بصورة أو بأخرى.

توقعات كارثية

بعضهم فسر هذه العبارة بأنه ربما كان القصد منها الدور المهم الذي يقوم به زملاء شيرين في المهنة خلال تغطية الحرب على غزة، والذين ذهب عشرات منهم ضحايا النيران الإسرائيلية، وآخرون استمروا في نشر التغطيات التي أوصلت الصورة الحقيقية إلى العالم، وتدريجاً تغير موقف الرأي العام العالمي، وبات من الطبيعي أن يكون هناك انحياز للطرف الأضعف بسبب اللقطات المؤلمة التي يلقي بها الإعلاميون أمام جمهور الـ"سوشيال ميديا"، وآخرون يرون أن التفسير على الأرجح يعود لتداول تدويناتها عشرات آلاف المرات واعتبار كلماتها بمثابة حافز للاستمرارية.

أما الفريق الثالث، فيشكك في القدرات التنبؤية ككل، ويعتقد بأن أقوال حايك ما هي سوى مصادفة أو تخمين كان يمكن ألا يصيب الهدف بسهولة، لافتين إلى أن من الطبيعي استحضار كلمات ملهمة لمراسلة شهيرة لا تزال قصة استهدافها محل اهتمام، وبصورة عامة فإن المتابعين لعالم التنجيم يتساءلون، لماذا لا تتحقق سوى التوقعات الكارثية فقط؟ والإجابة ربما لأن أي خبر إيجابي لن يلقى انتباهاً أو يحدث فارقاً أو تأثيراً وسط كل هذا الكم من الحوادث، لذا حتى لو كانت هناك توقعات إيجابية فعلى الأغلب لن يشعر بها أحد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولا أحد يملك إجابة شافية عن تمتع بعضهم بهذه القدرات، فهل هي مواهب خارقة فعلاً تتعلق بالسحر والتلاعب أم حسابات تخضع للعقل والبحث في مختلف العلوم؟ ومع كل حدث ضخم بات من المعتاد التفتيش عن حلقات سابقة من المسلسل الأميركي الشهير "عائلة سيمبسون" للتأكد ما إذا حمل أيّ منها إشارة استباقية لهذا الحدث أو لا، بخاصة بعد تكرار هذا الموقف كثيراً مثل فوز ترمب بالرئاسة وفيروس "إيبولا" والربيع العربي، وأيضاً البحث في أرشيف أشهر المتنبئين وأكثرهم ظهوراً في الإعلام.

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي تعددت التعليقات والفيديوهات التي تدعي أن هناك من العرافين أو ممن لديهم باع في علم الفراسة أو متخصصي الأبراج والمطلعين على دراسات حول حركات الكواكب والنجوم، من تنبأ بالفعل بـ"طوفان غزة" الذي لا يزال يحصد آلاف الأبرياء وخلف ما يشبه النكبة الجديدة بعد 75 عاماً من نكبة 1948.

لكن كان لقاء اللبناني ميشال حايك هو أكثرها إثارة للارتباك، إذ بدا وكأنه يكشف بصورة استباقية وعلى درجة عالية من الدقة جوانب هذه المأساة الإنسانية، فتحدث عن تزامن المعركة العسكرية مع أحد الأعياد التي يحتفل بها الإسرائيليون، وبالفعل اشتعلت الأحداث تزامناً مع الاحتفال بيوم الغفران بحسب التقويم اليهودي، وكذلك أشار إلى أن عملية "كتائب القسام" ستكون مفاجئة تماماً وأن نتنياهو سيكون في ورطة عسكرية وسياسية، وألمح أيضاً إلى أن أغنيات المطرب الفلسطيني محمد عساف ستكون محور اهتمام، إذ أصبحت أغنيته "أنا دمي فلسطيني" متداولة بين أوساط الشباب والمراهقين الذين باتوا أكثر وعياً بالقضية خلال الأيام الأخيرة.

حرب ودماء

اللافت أن سيدة الأعمال والمنجمة ليلى عبداللطيف أيضاً كانت وصفت عام 2023 بالدموي في توقعاتها التي انتشرت نهاية العام الماضي، فهل يمكن اعتبار أنها أيضاً أصابت في توقعاتها أم أنها اختارت عبارة فضفاضة تصلح لوصف جميع السنوات في هذا العالم المليء بالصراعات، بخاصة أنها رجحت أن تنتشر بعض الحيوانات المفترسة التي ستهاجم البشر، وهي عبارة غير مفهومة لأنه طوال الوقت تقع هذه النوعية من الحوادث في الغابات الواسعة، في حين لم يحدث تغيير ملحوظ في هذا الشأن ولم تنتشر هذه الوقائع بعيداً من أماكنها المعتادة.

وبعيداً من عالم الزلازل الهولندي فرانك هوغربيتس الذي يشار إليه على أنه توقع زلزال المغرب قبله بأيام قليلة، فإن ليلى عبداللطيف من أكثر من توافقت كلماتها بهذا الخصوص، إذ سبق أن قالت صراحة إن المغرب سيتعرض لهزة أرضية ستسبب بعض الأضرار وتنشر الهلع والخوف قبل فترة من الواقعة التي حدثت في سبتمبر (أيلول) الماضي.

 

 

"كذب المنجمون ولو صدقوا"، جملة تلخص علاقة غالبية الناس بهذا النوع من التوقعات، فلا أحد يعلم شيئاً من الغيب على وجه اليقين، لا سيما أن المآسي تجري على الدوام والتلويح بالحروب أمر قائم دوماً بين دول بعينها، كما أن الكوارث الطبيعية تنشط بوتيرة معينة في مناطق جغرافية مختلفة، وكذلك الوضع في الأراضي الفلسطينة يحمل استنفاراً بصورة دائمة ومثله على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية.

وهناك عشرات التوقعات التي لم تحدث بالمرة بخلاف أن ثمة من يحرص على أن يطلق تنبؤات عامة يمكن أن تفسر على أكثر من وجه، ويختار لها ألفاظاً مطاطة تنطبق على مواقف متعددة، ومن يلعب على 100 توقع ربما تحدث المصادفة ويصدق أحدها، وهذه هي التبريرات التي يسوقها رافضو هذه الأفكار فيسخرون من المتشبثين بالجري وراء هذه التوقعات في وداع كل عام، مع تسابق القنوات التلفزيونية على استدعاء خبراء الفلك وحركات النجوم والكواكب لاستقطاب المشاهدين اللاهثين وراء معرفة مصيرهم الشخصي ومصير الكوكب.

وعلى رغم أن عدداً ممن يعلقون حياتهم على تنبؤات الأبراج مثلاً يعيشون أشهراً مرتبكة للغاية، لكنهم أبداً لا يقيمون كشف حساب لقائمة الأحداث الحزينة التي كانوا يخشون وقوعها وفقاً لقراءة طالعهم، ثم يقعون مرة أخرى أسرى نظيرتها الجديدة بصورة متكررة، بل يتنافسون للبحث عن أكثر المتوقعين موثوقية للتركيز مع تصريحاته عله يحمل لهم لمحة من السعادة، وهكذا باتت لعبة المراهنات حول التنبؤات الأكثر ترجيحاً، فهذا يتوقع ظهور وباء كورونا وآخر يستطلع نهايته وغيرهما يحذر من وقوع حرب أهلية في بلد ما ورابع يدعو إلى انتظار الحرب العالمية الثالثة، وبين كل هذه السطور السوداء تطل من حين لآخر وعلى استحياء شديد قصص مضيئة عن انتهاء أزمة بعينها، أو انفراجة في ملف ما، في حين يظل الجماهير أسرى هذه التجاذبات.

غرام بالتنجيم

يرى المنجمون أن حركة الأجرام السماوية والكواكب لها تأثير قوي ومباشر في حياة الأشخاص، وأيضاً في العلاقات بين الدول، والفلك هنا مختلف تماماً عن علم الفلك المعني بدراسة الغلاف الجوي والظواهر السماوية، أو علم الأرصاد الجوية المهتم بدراسة المناخ والطقس والمرتبط أيضاً بالعلوم الطبيعية، وبالطبع يعتبر العلماء التقليديون أن أية أقاويل حول ربط الفلك بالتنجيم والتنبؤ بالمستقبل هي أمور لا أساس علمياً لها، ومع ذلك ظلت سائدة ولها جمهورها الطويل، بل إن العرافين والمتنبئين في بعض الثقافات قبل قرون عدة كانت لهم علاقات وطيدة وجيدة بأصحاب القرار وذوي النفوذ، فيما يظل ميشال دو نوستراداموس الطبيب الفرنسي الذي فارق الحياة عام 1566 هو الأشهر بتنبؤاته التي لا تزال تظهر على السطح حتى اليوم، وأبرزها توقعه بحرب طاحنة تجري هذا العام وكثيرون فسروها على أنه يقصد حرب غزة، وكان سابقاً قد توقع سطوع نجم هتلر وهزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الثانية واغتيال جون كيندي، وحتى الأزمة الاقتصادية التي يعانيها العالم.

 

 

ومثله العرافة البلغارية العمياء الجدة فانغا التي توفيت عام 1996 عن عمر 85 سنة وينسب إليها توقعها لأحداث الـ 11 من سبتمبر (أيلول) 2001، كما أنها توقعت حدوث كارثة نووية هذا العام في آسيا، وبعضهم يفسر هذه التبنؤات بالتلويح الذي أطلقه عدد من المسؤولين الإسرائيليين باستخدام قنبلة نووية على سكان غزة الفلسطينية.

وبعدهما يأتي الأميركي إدغار كايس الذي فارق الحياة في الـ65 من عمره عام 1945 والذي يعتقد المؤمنون بقدراته أنه تنبأ بعدد من الكوارث الطبيعية، لا سيما المرتبطة بالتغييرات المناخية وتأثيرها الكارثي في الكرة الأرضية، بخاصة في ما يتعلق بذوبان القطب الشمالي، لكن ينسب إليه أيضاً إقراره باختفاء عدد من دول أوروبا وكذلك اليابان وبعض مدن الولايات المتحدة الأميركية، وعلى رغم أن غالبية توقعات ثلاثتهم ذهبت أدراج الرياح لكن تبدو سيرة كل منهم من الأكثر بحثاً على شبكة الإنترنت في كل مرة تتعرض فيها البشرية لأزمة ضخمة.

أما المتخصصة في الفلك والأبراج والتوقعات والخرائط الفلكية والنجوم نيفين أبو شالة، فتقول إن هناك قلة نادرة ممن احترفوا هذا المجال عن دراسة وموهبة، مشيرة إلى أنها درسته بالفعل في إحدى الجامعات المغربية.

وتتابع، "قليلون هم من يتمتعون بالمصداقية، ممن لديهم علم دنيوي ومعرفة بالأرقام ودلالتها وارتباطها بالأبراج الـ12، وقبل كل ذلك يجب أن نقر بأن ما يحدث في الكون بصورة عامة له تأويلات قرآنية، فالقرآن الكريم هو الحقيقة المتفق عليها، والغيب كله يعلمه الله".

مهارة أم مصادفة؟

هناك سلسلة من التنبؤات التي تنسب إلى متخصصي حركات الأبراج، وبينهم سيدة الأعمال والمنجمة ليلى عبداللطيف التي نسب إليها التنبؤ بالحريق المروع الذي وقع في سبتمبر الماضي بقضاء الحمدانية في نينوى بالعراق خلال حفل زفاف فخم، حيث جرى تداول فيديو كان صوّر قبل الواقعة بوقت طويل قالت فيه صراحة إن هناك حفل زفاف في العراق سيتحول إلى عزاء، وخلفت الحادثة مئات القتلى والمصابين، كما يزعم بعضهم أنها تنبأت بوباء كورونا قبل أشهر من انتشاره أيضاً، في حين أن مؤسس شركة "مايكروسوفت" بيل غيتس كان قال أيضاً قبل خمسة أعوام من ظهور الفيروس إنه يتوقع أن يلقى عشرات ملايين البشر حتفهم نتيجة إصابتهم بفيروس شديد العدوى، مما جعله متهماً بأنه جزء من مخطط تآمري، إذاً فهناك معطيات ومؤشرات أيضاً يمكن الاستناد إليها لإطلاق توقعات من هذا النوع، وليس شرطاً أن يكون صاحبها منجماً.

وما بين اتهامات الدجل والشعوذة واستغلال حاجة الناس إلى الاطمئنان على مستقبلهم، بخاصة حينما يعانون توتراً مهنياً أو عاطفياً أو اجتماعياً، انتشرت مئات الصفحات على "فيسبوك" وقنوات الفيديو التي يدعي أصحابها أنهم يمتهنون التنجيم، ويعلنون عن قدراتهم على مساعدة الحائرين وقراءة طالعهم وتقديم النصيحة الملائمة لهم لتوفيق أوضاعهم ليكونوا حذرين في شأن خطواتهم الجديدة، كما أن هناك دورات تدريبية يزعم المروجون لها أنهم يعلمون المنتسبين إليها فن قراءة "التاروت" الشمسي والقمري، وهو عبارة عن 78 ورقة تحمل رموزاً ودلالات وأرقاماً يقال إن لها صلة بالحضارات الشرقية القديمة وتعود لقرون طويلة مضت.

 

 

ومثلما يلجأ بعضهم إلى رجال الدين حينما تضيق روحه ويشعر بالظلام واليأس، يختار آخرون الحصول على قراءات خاصة من متخصصي "التاروت" الذين يظهرون بإلحاج عبر شاشات القنوات الفضائية وباتت الخدمة التي يقدمونها رائجة للغاية، فتبرر ملك طارق، الفتاة العشرينية التي التحقت أخيراً بالعمل في أحد البنوك، لجوءها إلى قراءة طالعها عبر "التاروت" بأن طبيعة شخصيتها مصابة بالقلق على الدوام وتشعر طوال الوقت بعدم الثقة بالنفس وتخشى من الآتي، لافتة إلى أنها حاولت الحصول على المساعدة عن طريق الطب النفسي ولكن الأمور لم تفلح، وأنها تدفع تقريباً ما يعادل 60 دولاراً لتحصل على جلسة قراءة خاصة من إحدى قارئات تلك الأوراق المعروفات حينما تجد نفسها مرتبكة وتعيش في فوضى مهنية وشخصية، وتؤكد أنها تعرفت إلى تلك القارئة عن طريق "فيسبوك"، مبدية ارتياحها بأن طاقتها توافقت مع طريقتها وأنها كانت داعمة لها كثيراً.

ربما يكون القلق الروحي سبباً في انتشار تلك الأمور أخيراً، وربما أيضاً سهولة الحصول على هذا النوع من الخدمات بسبب وسائل التواصل الاجتماعي، ولكنها أشياء ربما تفلح مع بعض الناس وتفشل تماماً مع آخرين ممن يعتبرونها مجرد "تخاريف" تعتمد على الإيحاء والإيهام وقول نصائح عامة تفسر على أوجه عدة.

المتخصصة في الفلك والأبراج والنجوم نيفين أبو شالة التي سبق أن توقعت وفاة الرئيس المصري السابق محمد مرسي، إذ صرحت قبيل رحيله بعامين بأنه سيموت قبل تنفيذ حكم الإعدام به، ترى أن سبب الارتباك في شأن علوم التنبؤات أخيراً واكتسابها سمعة غير جيدة في بعض الأوساط يعود لأن المهنة تستغل من غير ذوي العلم والمهارة وأن الأمر صار تجارياً، فيدّعي بعضهم المعرفة والعلم والدراسة لكن ما يفعلونه هو نقل تصريحات وتوقعات غيرهم.

وقالت، "نحن نعيش منذ عام 2014 وحتى الآن في الزمن الدجال، بحيث تتراجع نسبة الإيمان بالله، والسبب هو قرب كوكب زحل من الأرض الذي ينجم عنه قلق مهني ومادي ونفسي وعالمي أيضاً يترجم في انتشار الخراب"، مشيراً إلى أنه "قد تحدث حرب عالمية ثالثة قريباً وقد لا تحدث، لكن الأمر كله يعود للخالق الذي يسيّر الأقدار".

اقرأ المزيد

المزيد من تحقيقات ومطولات