Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

التأهل لـ "يورو 2024" ينقذ كرة القدم الإيطالية من أزمات منتظرة

حجز "الأتزوري" ثاني بطاقات المجموعة الثالثة خلف المتصدرة إنجلترا بعد تعادل مثير للجدل مع أوكرانيا

احتفال لاعبي المنتخب الإيطالي لكرة القدم بالتأهل لنهائيات كأس الأمم الأوروبية "يورو 2024" (أ ب)

ملخص

احتاجت إيطاليا التي كانت مرادفاً للمجد في كرة القدم للتأهل إلى "يورو 2024" لاستعادة المسار الصحيح بعد الغياب عن مونديال 2022

حقق المنتخب الإيطالي لكرة القدم تأهلاً مثيراً للجدل لنهائيات كأس الأمم الأوروبية "يورو 2024" المقررة إقامتها في ألمانيا، ليبدأ "الأتزوري" رحلة الدفاع عن لقبه الذي حققه في النسخة الماضية "يورو 2020" في صيف 2021.

ونجت إيطاليا من فخ الدخول في دوامة عدم التأهل إلى البطولة الأوروبية مباشرة، حيث تعادلت سلبياً مع أوكرانيا في الجولة الأخيرة من مباريات المجموعة الثالثة بالتصفيات، ليرتفع رصيدها إلى 14 نقطة خلف إنجلترا التي حققت 20 نقطة.

ولا يزال بوسع أوكرانيا حجز مكان لها في البطولة عبر الملحق القاري الذي سينطلق في مارس (آذار) من العام المقبل، وستقام قرعة الملحق يوم الخميس في مدينة "نيون" السويسرية.

وشهدت المواجهة المصيرية بين إيطاليا وأوكرانيا بعض القرارات المثيرة للجدل مما أدى إلى شعور الفريق المضيف بالظلم ففي اللحظات الأخيرة من المباراة تعرض نجم المنتخب الأوكراني وتشيلسي الإنجليزي، ميخائيلو مودريك، لعرقلة داخل منطقة الجزاء عن طريق مدافع إيطاليا، بريان كريستانتي، لكن الحكم رفض احتساب ركلة جزاء لأوكرانيا.

وأدى القرار المثير للجدل إلى إحباط واضح للاعبي أوكرانيا والجهاز الفني، وصرح المدرب سيرغي ريبروف برفضه لقرار الحكم، قائلاً "ظننت أنها ركلة جزاء ولكن هناك حكم وحكام تقنية الفيديو المساعد لذلك لسنا نحن من يقرر لكن لم يستدع الحكم للتحقق من اللقطة".

وما زاد من حالة الجدل أن رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) ألكسندر تشيفيرين، كان قد صرح قبل أيام قائلاً إن عدم تأهل إيطاليا لـ "يورو 2024" سيكون "كارثة".

واستُقبل هذا التصريح من أعلى مسؤول في كرة القدم الأوروبية بانتقادات من مجتمع كرة القدم الأوكراني، وذلك على رغم تقليل مدرب أوكرانيا ريبروف من أهميتها حيث قال "لسنا مهتمين بما يقوله تشيفيرين، ليس من واجبنا التركيز على تلك التعليقات".

وأضاف "إنه شيء آخر عندما نلعب ضد مقدونيا الشمالية أو مالطا، بكل احترام لهما، ولكن عندما نلعب ضد إنجلترا أو إيطاليا فهو أمر مختلف، إنها مباراة يجب أن نظهر فيها وجهنا الحقيقي".

وقال مدرب المنتخب الإيطالي لوتشيانو سباليتي بعد المباراة "أظهرت أوكرانيا جاهزيتها كفريق وسببت لنا أوقاتاً عصيبة".

"اليوم لعبنا جيداً لأنه في الشوط الأول أُتيحت لنا العديد من الفرص لضمان النتيجة وحين لم نتمكن من ذلك أصبحت المباراة متعلقة بالجانب البدني".

"لقد دفعت أوكرانيا بالمزيد من اللاعبين الذين يتمتعون بالقوة البدنية ومنذ تلك اللحظة لم تعد تلعب كرة قدم".

المنتخب الإيطالي هو أحد أهم القوى في كرة القدم الأوروبية والدولية حيث يحتل المركز الثاني في قائمة الأكثر تتويجاً بلقب كأس العالم بأربعة ألقاب بالتساوي مع ألمانيا، خلف المنتخب البرازيلي الذي يمتلك خمسة ألقاب، لكن عصر الهيمنة الإيطالية على المسرح الدولي غاب منذ التتويج باللقب المونديالي الرابع في نسخة 2006، ومنذ ذلك الحين ودع المنتخب الأزرق نهائيات كأس العالم من الدور الأول مرتين في نسختي 2010 في جنوب أفريقيا و2014 في البرازيل، ثم غاب تماماً عن نسختي 2018 في روسيا، و2022 في قطر.

وعلى الصعيد القاري، يحتل المنتخب الإيطالي موقع الوصافة تاريخياً برصيد لقبين لبطولة "يورو" حققهما في نسختي 1968 و2020، خلف منتخبي ألمانيا وإسبانيا ولكل منهما ثلاثة ألقاب.

وربما جاء التأهل المباشر لبطولة "يورو 2024" لينقذ كرة القدم الإيطالية من الدخول مجدداً في دوامة التعثر والأزمات التي تعاني منذ سنوات للخروج منها.

وبعد أن كانت إيطاليا مرادفاً للمجد في كرة القدم، تراجعت كرة القدم الإيطالية إلى مستويات غير مسبوقة في السنوات الأخيرة، مما جعل المشجعين والنقاد على حد سواء يفكرون في الأسباب الكامنة وراء هذا التراجع.

وأسهمت مجموعة من العوامل في خروج كرة القدم الإيطالية عن ركب التقدم المتسارع في كرة القدم الأوروبية عامة، والبلدان المنافسة لها مثل إنجلترا وإسبانيا وألمانيا وفرنسا بخاصة، بما في ذلك فضائح المراهنات غير القانونية، والأزمات الإدارية والمالية للأندية الكبرى مثل يوفنتوس وميلان وإنتر ميلان وروما، والانخفاض الملحوظ في عقود البث الفضائي مقارنة بالدوريات الكبيرة الأخرى في القارة العجوز.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكافحت الفرق الإيطالية، التي كانت مهيمنة في المسابقات الأوروبية ذات يوم، لمجرد البقاء في المشهد القاري خلال السنوات الأخيرة، وأدى الخروج المتكرر من دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي إلى تراجع مكانتهم في تقييمات الاتحاد الأوروبي (يويفا)، مما أثر على عدد المراكز المخصصة للفرق الإيطالية في هذه البطولات المرموقة، وكذلك الأموال الموزعة من عائدات البث.

وواجه دوري الدرجة الأولى الإيطالي، وهو أعلى دوري محلي في إيطاليا، تحديات في الحفاظ على قدرته التنافسية، ففي حين أنه يفتخر بتاريخ كروي غني، فقد شهد الدوري انخفاضاً في نسبة المشاهدة والتسويق العالمي مقارنة بالدوري الإنجليزي الممتاز والدوري الأسباني والدوري الألماني. وقد انعكس ذلك في انخفاض قيمة عقود البث، مما أثر في القوة المالية للأندية الإيطالية والحد من قدرتها على جذب المواهب الأعلى تقييماً.

وقالت رابطة الدوري الإيطالي لكرة القدم في بيان، اليوم الإثنين، إنها بدأت بيع حقوق بث المباريات الخاصة بها في الخارج وأبرمت اتفاقيات مع ثمانية أسواق في أوروبا منها البرتغال والمجر وهولندا.

وبدأت رابطة الدوري في يونيو (حزيران) الماضي عملية بيع بث حقوق المباريات خارج إيطاليا للمواسم المقبلة.

ولم تكشف الرابطة عن التفاصيل المالية للعقود، وقال مصدران على دراية بالأمر إن الصفقة تبلغ قيمتها نحو 20 مليون يورو (21.9 مليون دولار) سنوياً بمجموع 100 مليون يورو (109.07 مليون دولار) خلال خمسة مواسم.

وقالت الرابطة في بيان إنها ستواصل عملية البيع لوصول البث لمناطق في أوروبا وأماكن أخرى.

وحصل الدوري الإيطالي على نحو 700 مليون يورو من بيع حقوق البث التلفزيوني في الخارج خلال الفترة من 2021 إلى 2024، وهو تُسع المبلغ الذي جمعه الدوري الإنجليزي الممتاز، أكثر مسابقة محلية ربحية في العالم، من بيع بث مبارياته في الخارج.

وأعلنت الرابطة الشهر الماضي أن منصة "دازون" وشبكة "سكاي" ستحتفظان بحقوق البث المباشر لمباريات دوري الدرجة الأولى محلياً في المواسم الخمسة المقبلة بعد أن وافقت الأندية الإيطالية على عرضين بقيمة 4.5 مليار يورو (4.8 مليار دولار).

وفي المقابل، وصلت عائدات الدوري الإنجليزي الممتاز من صفقات الحقوق الإعلامية ما بين 2022 و2025، إلى نحو 12.85 مليار دولار، مقسمة إلى 6.3 مليار دولار من عائدات الحقوق الإعلامية المحلية، و6.55 مليار دولار قيمة حقوق البث دولياً.

وعلى جهة أخرى، مثلت قضية المراهنات غير القانونية وفضائح التلاعب بنتائج المباريات إحدى الأزمات الأكثر إلحاحاً التي ابتليت بها كرة القدم الإيطالية في السنوات الأخيرة، وقد شوهت هذه الأزمات نزاهة اللعبة في إيطاليا وأدت إلى عواقب وخيمة سواءً على الأندية أو اللاعبين والمسؤولين، بما في ذلك خصم النقاط والهبوط للدوريات الأدنى، وخلال الموسم الماضي تعرض يوفنتوس -أكثر الأندية الإيطالية تتويجاً بلقب الدوري- لخصم 10 نقاط من رصيده بقرار من محكمة إيطالية حققت في صفقات انتقال لاعبي "السيدة العجوز".

وخلال أكتوبر الماضي أعلن الاتحاد الإيطالي لكرة القدم عن إيقاف لاعب الوسط الإيطالي الدولي ساندرو تونالي لمدة 10 أشهر لمخالفته قوانين المراهنات في إيطاليا.

ويلعب تونالي في صفوف نيوكاسل يونايتد الإنجليزي الذي انضم إليه قادماً من ميلان في وقت سابق من العام الحالي، والآن سيخضع اللاعب الشاب لدورات علاجية تتعلق بالإدمان، وبسبب العقوبة سيغيب عن الملاعب حتى نهاية الموسم الحالي، كما لن يشارك في بطولة أوروبا.

ومنذ مدة تحقق السلطات القانونية والرياضية في استخدام لاعبي كرة القدم في إيطاليا منصات المراهنات غير القانونية في البلاد.

وتقبل نيكولو فاغيولي لاعب خط وسط يوفنتوس عقوبة الإيقاف لمدة سبعة أشهر في إطار تسوية مع الاتحاد الإيطالي لكرة القدم بعد اعترافه بالتورط في مشكلات تتعلق بالقمار.

والآن بعد تأهل إيطاليا مباشرة إلى "يورو 2024" ربما تكون هذه فرصة لاستمرار مسار الإصلاحات الهيكلية والتخطيط الاستراتيجي لاستعادة مكانتها بين القوى الكروية الأوروبية الكبرى، سواء على صعيد الأندية أو المنتخب الوطني.

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة