Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ما فرص التعافي النفسي للرهائن المطلق سراحهم من غزة؟

الاضطرابات المحتملة لهؤلاء قد تستغرق وقتاً طويلاً للظهور

ملخص

يقول طبيب نفسي بريطاني إنه عموماً لا توجد أعراض إجهاد ما بعد الصدمة خاصة بالرهائن

هل سيتمكن الرهائن المحتجزون في غزة الذين بدأ إطلاق سراح المجموعة الأولى منهم اليوم الجمعة من التعافي نفسياً؟ تصعب الإجابة عن هذا السؤال بحسب متخصصين، إذ إن التعافي بعد محنة مماثلة يختلف من شخص لآخر.
يقول الطبيب النفسي البريطاني نيل غرينبرغ المتخصص في الصدمات النفسية، "لا يصاب كل الأشخاص الذين يخرجون من الأسر باضطراب ما بعد الصدمة أو اضطرابات عقلية أخرى، لكن هذه حال أقلية كبيرة".
ومن المقرر إطلاق سراح عشرات الرهائن من النساء والأطفال، الجمعة، كجزء من الهدنة المبرمة بين إسرائيل وحركة "حماس" التي كانت تحتجزهم منذ شهر ونصف الشهر في قطاع غزة. وينص الاتفاق على إطلاق سراح 50 رهينة مقابل 150 أسيراً فلسطينياً خلال أربعة أيام من الهدنة. فما التبعات النفسية على هؤلاء الرهائن؟ وهل هناك سابقة تسمح بتوصيف علمي لآثار ما حصل بأن يكون هناك أي مجال للمقارنة بين الصدمات؟

القدرة على التعافي

عموماً، "لا توجد أعراض إجهاد ما بعد الصدمة خاصة بالرهائن"، وفق غرينبرغ، لكن تجربة الرهينة في حد ذاتها تحمل خصوصيات قد تسبب مشكلات مستقبلية مثل العزلة والتعرض المحتمل للإذلال والشعور بالعجز، إضافة إلى ذلك، فإن الأضواء الإعلامية التي ترافق عمليات احتجاز الرهائن في كثير من الأحيان، تضيء على قدرة هؤلاء على التعافي أم لا.
بعضهم انهار، مثل الصحافي الفرنسي بريس فلوتيو الذي أنهى حياته في عام 2001 بعد ثمانية أشهر من احتجازه كرهينة في الشيشان، وجون بول غيتي الثالث (حفيد قطب النفط الأميركي جون بول غيتي الذي كان ذات يوم أغنى رجل في العالم) الذي لم يتمكن من التعافي من صدمة اختطافه في إيطاليا في السبعينيات عندما كان طفلاً وغرق في دوامة من الإدمان تركته مشلولاً حتى وفاته.
كذلك، رصدت أعراض ما بعد الصدمة أقل حدة بين رهائن سابقين، مثل الصعوبة في التركيز وفقدان الذاكرة ونوبات اكتئاب أو قلق وانسحاب من الحياة الاجتماعية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


استعادة السيطرة

لكن الضحايا يميلون على رغم كل شيء إلى استعادة السيطرة على حياتهم، وبعض الرهائن السابقين، على رغم التناقض الذي قد يبدو عليه الأمر، يكتسبون في نهاية المطاف تأثيرات إيجابية من تجربتهم على المستوى النفسي. فكيف يمكن تفسير هذه الاختلافات؟
يواجه الأطباء النفسيون صعوبة في الإجابة، ويقرون بأنه من الصعب المعرفة مسبقاً ما إذا كان أحد الرهائن أكثر عرضة من غيره للإصابة باضطرابات عقلية.
وفي عام 2009، أقر معدو دراسة حول هذا الموضوع في مجلة الجمعية الملكية البريطانية للطب، "لم نحدد بشكل واضح العوامل التي تؤدي إلى تطورات سلبية بعد احتجاز رهائن"، لكن الدراسة حددت بعض عوامل الخطر المحتملة، مثل أن تكون الرهينة امرأة أو ذات مستوى تعليمي متدنٍّ، أو الخضوع للعزل لفترة طويلة، لكن تلك الدراسة قديمة ويصعب الاعتماد عليها في وضع الخلاصات العلمية.
وأوضحت الدراسة أنه "لأسباب أخلاقية وعملية، لا سيما عندما يتعلق الأمر بأطفال، من الصعب متابعة الرهائن بعد إطلاق سراحهم"، مشيرة إلى خطر إحياء الصدمة من خلال إجراء مقابلات مع الرهائن السابقين "بالتالي فإن البيانات الطبية والعلمية المتوافرة متواضعة نسبياً".
ويعتمد كثير من الدراسات على سير ذاتية لرهائن سابقين، وهي وجهة نظر محدودة.
وهناك عنصر آخر يزيد من تعقيد عملية تعقب الآثار النفسية، وهو أن الاضطرابات قد تستغرق وقتاً طويلاً للظهور.
وتوضح الطبيبة النفسية كريستين روليير المتخصصة في اضطرابات ما بعد الصدمة لوكالة الصحافة الفرنسية، "قد تظهر بعد سنة أو سنتين أو 10 سنوات، ولا يمكن توقعها على الإطلاق"، مشددة على ضرورة متابعة الرهينة على المستوى النفسي فور إطلاق سراحها.
وتؤكد ضرورة "السماح للشخص على الفور بالتحدث عما مر به. إنها طريقة لإعادة الأحداث الاستثنائية التي نقلته إلى عالم مغاير"، مضيفة أن "الهدف هو مرافقته في طريق العودة إلى عالم الأحياء".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات