Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف صادر "حزب الله" المقاومة وتخلص من الشيوعيين؟

تفنن في التنكيل بهم باستخدام أبشع وسائل الترهيب والترويع والتهجير الذي طال أكثر من 600 عنصر

أمين عام الحزب الشيوعي اللبناني جورج حاوي يزور أحد المعسكرات خلال الحرب الأهلية 1976 (من أرشيف المصور دياب القرصيفي)

ملخص

طارد "حزب الله" وحركة "أمل" الشيوعيين في جنوب لبنان وشنا حملة ملاحقات واغتيالات طاولت قيادات وكوادر.

قد تكون علاقة لبنان مع "حركات المقاومة" هي الأغنى بين دول المنطقة جميعها، إذ فرضت عليه الظروف السياسية والحدود المشتركة مع إسرائيل أن يبقى ضمن دائرة استهدافات واعتداءات إسرائيلية متكررة، وذلك بسبب استضافته بداية "منظمة التحرير الفلسطينية"، التي أقر اتفاق القاهرة عام 1969 وجودها على الأراضي اللبنانية.

وخرج اتفاق القاهرة بنتائج كان من أهمها تنظيم العلاقة اللبنانية - الفلسطينية، والسماح للمقاومة الفلسطينية بإقامة قواعد عسكرية في الجنوب اللبناني، وبخاصة في منطقة العرقوب والقطاع الأوسط والشرقي، وممارسة العمل السياسي داخل المخيمات، وعدم رجوع المخافر إلى داخل المخيمات والمكتب الثاني اللبناني.

وفي عام 1970 انتقلت المنظمات الفلسطينية بعديدها وسلاحها إلى لبنان بعد أحداث سبتمبر (أيلول) في الأردن، وانتقل عملها إلى الداخل اللبناني. من هنا كانت القرى اللبنانية الحدودية تتعرض لهجمات إسرائيلية، وذلك منذ مطلع السبعينيات.

الأسد وشق حركة "فتح"

بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان في الأول من يونيو (حزيران) 1982، وأثناء حصار العاصمة بيروت، اتهم ياسر عرفات رئيس "منظمة التحرير الفلسطينية" في ذلك الوقت، الرئيس السوري حافظ الأسد علناً بالتخاذل عن دعم الثورة الفلسطينية، وفي ذلك العام وخلال القمة العربية الاستثنائية التي عقدت في فاس بالمغرب، في السادس من سبتمبر، ووفقاً للمدون والقاص الفلسطيني هيثم الجرو، فإن "الأسد تحاشى لقاء عرفات، وغادر القمة بصحبة عدد من قيادات الثورة الفلسطينية المعترضين على نهج رئيس منظمة التحرير، في محاولة للسيطرة على القرار السياسي والعسكري للثورة الفلسطينية، فبدأ بالعمل على شق الصف الفلسطيني، مستغلاً غضب عدد لا بأس به من القيادات ومنهم العقيد أبو موسى وأبو خالد العملة بسبب تفرد عرفات بالقرار الفلسطيني، إضافة إلى توجهاته للحل السلمي للقضية الفلسطينية".

يقول الزعيم الدرزي والمفكر العربي واللبناني كمال جنبلاط في كتابه "هذه وصيتي"، "نقل عن ياسر عرفات قوله لحافظ الأسد عند اجتماعه به في الـ27 من مارس (آذار) 1976 إن قلب المقاومة ومستقبلها موجود في لبنان، وإن إرهاب الجيش السوري والصاعقة لن يفيد، وإنه يعز علينا أن نصطدم بالجيش السوري ونحن على مرمى مدفعية العدو الصهيوني والأسطول السادس الأميركي، فرد الأسد (ليس هناك كيان فلسطيني، وليس هناك شعب فلسطيني، بل سوريا وأنتم جزء من الشعب السوري، وفلسطين جزء من سوريا، وإذاً نحن المسؤولون، السوريون الممثلون الحقيقيون للشعب الفلسطيني)".

وفي نهار الـ30 من أغسطس (آب) 1982 خرجت المقاومة الفلسطينية وعرفات من بيروت التي كانت محاصرة من قبل الجيش الإسرائيلي، وفي الـ16 من سبتمبر من ذلك العام، ومن منزل كمال جنبلاط في المصيطبة، أطلق الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني جورج حاوي والأمين العام لمنظمة العمل الشيوعي محسن إبراهيم، فكرة "جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية" (جمول) وعمادها الحزب الشيوعي اللبناني، وقوات الأنصار التابعة له التي شكلها ما بين عامي (1969-1970)، والتنظيمات القومية المختلفة، كالحزب "السوري القومي الاجتماعي"، وحزب "البعث"، والناصريين، وصولاً إلى تأسيس "أفواج المقاومة اللبنانية" أو حركة "أمل" عام 1975.

تشرذم الحزب الشيوعي

من جهته يرى الكاتب اليساري (كما يعرف عن نفسه) الأستاذ الجامعي محمد علي مقلد أن "المقاومة لا تسأل عن التحرير، لأن فعل المقاومة هو للتحرير أساساً، بل تسأل عما بعد التحرير". ويقول لـ"اندبندنت عربية"، إنه "عندما كانت المقاومة الوطنية تناضل من أجل البناء أو التمهيد للاشتراكية، كانت الظروف تميل باتجاه الاتحاد السوفياتي والمنظومة الاشتراكية في ذلك الوقت، وحركات التحرر ناهضة وفي أوجها، وكانت تحدث انقلابات بصورة متكررة في العالم، وعندما بدأ الاتحاد السوفياتي بالانهيار بصمت ومنذ 1985، بدأت المقاومة بالتراجع، وجاء تراجعها لأن مشروعها لما بعد التحرير تراجع".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويضيف "أما المقاومة الإسلامية فدخلت إلى المعركة بأهداف وشعارات دينية واضحة، وكان (حزب الله) قد اعتبر نفسه في وثيقته التأسيسية عام 1985 كياناً إسلامياً شيعياً عابراً للحدود الوطنية، لا حزباً منظماً أو مغلقاً في لبنان، وهو ما يعني بحسب أمينه العام حسن نصر الله، أن (القيادة والتوجه والتفويض وقرارات الحرب والسلم وغيرها بيد الولي الفقيه)".

ويلفت مقلد إلى أنه سرعان ما دخل "الحزب" إلى الحياة السياسية عام 1992 حين كان مغضوباً عليه من قبل النظام السوري، ومحظوراً عليه الدخول إلى الجنوب، وعندما خيضت المعركة بينه وبين حركة "أمل" أو أنصار سوريا في لبنان عام 1989، قال نبيه بري حينها "نحن ضد تفريس الجنوب. ونحن مع عروبة الجنوب". وبعد ذلك اتفقت إيران وسوريا على أن "حزب الله" ليس لإيران لوحدها، بل ويتبع سوريا أيضاً، وأصبح الحزب يأتمر بأمر سوريا، وذلك على عهد الرئيس السوري السابق حافظ الأسد. ويتابع مقلد أنه بعد ذلك أعطوا "الحزب" كلية المقاومة كي يقوى، وتزامناً منعوا عن الحزب الشيوعي كل الإمكانات.

تفريغ الجنوب من الشيوعيين

في مقال تفصيلي لعضو سابق في قيادة قطاع الشباب والطلاب بقيادة بيروت للحزب "الشيوعي اللبناني"، مسعود محمد، سبتمبر 2016. يقول إنه في كتاب كريم مروة نائب الأمين العام السابق للحزب "فصول من تجربتي"، وتحديداً في الصفحة 103 كتب يقول إن "تأسيس جبهة المقاومة والعمليات الأولى التي رافقت إصدار البيان التأسيسي الذي صدر من منزل القائد الشهيد كمال جنبلاط، كان يرمي من قبل الشيوعيين تحديداً إلى خلق الشروط لوطنية لبنانية جديدة يتوحد حولها اللبنانيون والقوى السياسية التي تمثلهم من كل الاتجاهات، في الدفاع عن الوطن ضد العدو الأساس المتمثل بإسرائيل، لكن المؤسف في ذلك الحين أن تلك الصرخة الوطنية الصادقة قوبلت من جهات متعددة كان أكثرها شراسة ما واجهه الشيوعيون من قبل حركة (أمل) و(حزب الله) الناشئ حديثاً بالاغتيال والخطف اللذين ذهب ضحيتهما عديد من المناضلين، كان في مقدمتهم المفكران حسين مروة ومهدي عامل وقبلهما القائدان الشيوعيان سهيل طويلة وخليل نعوس، فضلاً عن عدد من خيرة أبطال جبهة المقاومة ذاتها".

ويتابع أن "الحزب" اختار لمقاومته السرية التي حضر لها، مقاتلين مؤهلين للعمل على إنجاز مهمة التحرير. ولم يكن الأمر سهلاً بعد تحرير صيدا والجوار والعودة إلى تخوم الشريط الحدودي، إذ إن التسلل في مناطق نفوذ "أمل" لتنفيذ العمليات في المناطق المحتلة كان صعباً، "فهي أقامت سجوناً خاصة بالشيوعيين في زفتا وتعرض المقاومون للتعذيب هناك، وكان التسلل داخل المناطق المحررة بالصعوبة نفسها في اجتياز المواقع الإسرائيلية".

وواصل "تفننت (أمل) في التنكيل بالشيوعيين، واستخدمت أبشع وسائل الترهيب والترويع والاعتداء والتهجير الذي طال أكثر من 600 شيوعي من بلداتهم وقراهم في الجنوب على قاعدة أنهم غير مرغوب فيهم، ولجأ معظمهم إلى بلدة الرميلة الشوفية الساحلية القريبة من صيدا، ومن ثم اعتقلت المقاومين ضد الاحتلال الإسرائيلي وتعذيبهم".

ويلفت الكاتب مسعود محمد إلى أن حركة "أمل" لم تترك عنصراً في المقاومة أو ناشطاً معروفاً أو عاملاً اجتماعياً أو كادراً تعليمياً أو طبيباً أو نقابياً إلا وأذاقته مما في جعبتها من صنوف الإرهاب، مثل كامل صباح وأحمد صالح (أخو النائب الحالي في كتلة التنمية والتحرير عبدالمجيد صالح) وخليل ريحان (نجا من محاولة اغتيال) وحسن صباغ وهاني زين الدين وحسن حدرج وأديب وهبي وديب الجسيم وميشال واكد، القيادي في الحزب آنذاك ابن حارة حريك الذي خطف في الرابع من ديسمبر (كانون الأول) عام 1985، من منطقة بئر العبد في الضاحية الجنوبية، على بعد أمتار قليلة من مركز أمني تابع لـ"حزب الله"، ووجد في السادس من فبراير (شباط) 1986 مقتولاً ومشوهاً على شاطئ السان جورج في عين المريسة (بيروت). أما جريمته فكانت محاولته إعادة المسيحيين الذين هجرتهم حركة "أمل" ومن ثم "حزب الله" من المنطقة، ليشتروا في ما بعد أراضيهم، بأبخس الأثمان، بالترهيب والترغيب، بواسطة عدد من تجار البناء معروفي الهوية والتمويل، لإقامة ما سمي لاحقاً بـ(المربع الأمني) وجعله من لون طائفي واحد.

 

ويشير محمد إلى أنه "مع الانسحاب الثاني لإسرائيل (انسحاب عام 2000)، تغيرت الصورة الناصعة للمواجهة والمقاومة في الجنوب، وتغير الجو السياسي العام تماماً، واغتيل عدد من قيادات المقاومة في (القومي) و(الشيوعي)، ومهدت تلك الاغتيالات الطريق نحو صعود النسخة المشوهة من المقاومة بطابعها الطائفي الإسلامي، حين جرى تفريغ الجنوب من أهل الجبهة وطرد الشيوعيين من النبطية وصور وغيرهما بعد ملاحقات واغتيالات طاولت قيادات وكوادر، وبذلك تم القضاء على التنوع بالنسيج القائم في الجنوب وفي المقاومة، وألبس (حزب الله) العباءة الإيرانية للمقاومة، من أجل تحقيق مشروع لم ينتبه إليه البعض في البداية، أو ربما انتبهوا ولم يكن بإمكانهم المواجهة فخضعوا للأمر الواقع المفروض من حكم الوصاية السورية".

ويكمل "وحده الحزب الشيوعي تصدى لتلك المحاولة إلا أن بدايات انهيار الاتحاد السوفياتي وانقطاع الدعم والإمكانات وشراسة القتل والتنكيل الذي حصل في صفوف الشيوعيين دفعهم لاحقاً إلى التراجع مكرهين، لتبدأ مرحلة صفراء بتاريخ لبنان والمنطقة فتتحول تلك المقاومة الطائفية إلى جيش تابع للنظام الإيراني هدفه تكريس هيمنة ذلك النظام على لبنان".

احتجاج صامت

يقول الباحث محمد مقلد إنه منذ خريف عام 1983 كانت قد بدأت تظهر داخل الحزب الشيوعي صور من الاحتجاج الصامت على خطأ ما في النهج والأداء، أدت إلى خروج بعض المناضلين من صفوفه والإقامة على ضفافه، ومع كل مفصل سياسي كان يخرج بعضهم احتجاجاً، لكن الحزب ظل في نمو عددي حتى الانسحاب الإسرائيلي ما قبل النهائي من الأراضي اللبنانية.

ويتابع مقلد أنه "في ذلك الخريف، أي خلال دورة الاجتماعات التي قرر فيها الحزب بناء حزب من طراز جديد، عاد أبو عمار إلى طرابلس، وكانت كلفة إخراجه منها على يد حلفاء سوريا تضاهي كلفة إخراجه من بيروت على يد القوات الإسرائيلية. خراب ودمار ودماء. غير أن حصة الحزب الشيوعي من الكلفة هذه المرة كانت كبيرة جداً، إذ دفع هو الثمن على يد حلفاء أبو عمار من الجماعات الإسلامية التي خاضت معركة عودته تنكيلاً بالحزب وتخريباً لمراكزه وتهجيراً لمحازبيه من أبناء المدينة".

ويلفت الكاتب اليساري إلى أنه بعد وقت غير بعيد، وتحديداً في السادس من فبراير 1984، وجد الحزب نفسه حليفاً لتنظيم إسلامي آخر هو حركة "أمل" الشيعية وتعاونا على طرد الجيش اللبناني من ضاحية بيروت الجنوبية، مستخرجاً من هذا التعاون بدعة سياسية "لينينية" لكن غير "ماركسية" اسمها وجود "طوائف وطنية" منخرطة في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وطوائف "غير وطنية" متعاملة مع إسرائيل، كان قد أطلق عليها في السابق "انعزالية".

اغتيالات على يد النظام السوري

يقول الكاتب مسعود محمد في مقالته "اغتيل من الحزب الشيوعي وبأمر النظام السوري وبيد عملائه في (أمل) و(حزب الله)، 18 كادراً قيادياً شيوعياً عدا المقاومين والنقابيين وأهل القرى الواقعة تحت هيمنتهم. وأمعن النظام السوري وحلفاؤه من (الممانعين) و(المقاومين) في استخدام جميع وسائل الترهيب والتخوين والاغتيال لتطويع من يخالفهم الرأي، بعد أن قدموا الإغراءات، فسقطت هذه الباقة من (الشهداء) وهي تواجه ذلك النظام وترفض الخضوع له، ليلتحق بهم لاحقاً قائد ومؤسس المقاومة ضد إسرائيل جورج حاوي".

وفي شهر فبراير 2004 اتهم يساريون لبنانيون سوريا بتهميش اليسار اللبناني وإبعاده عن المشهد السياسي، كما اتهموها بتصفية 18 من ناشطي اليسار في ثمانينيات القرن الماضي، وذكر الموقعون ومن بينهم إلياس عطالله أمين سر حركة اليسار الديمقراطي، أنه ومنذ الثمانينيات "برز واضحاً وملموساً خيار الحكم السوري باستبعاد اليسار اللبناني والعمل على تهميشه وإخراجه من ساحة الفعل السياسي".

وذكر الموقعون ما اعتبروه أدلة على سعي مبكر إلى تهميش منظومتهم السياسية والفكرية مثل "حجز المساعدات التقنية لعمل المقاومة، التي كان يرسلها الاتحاد السوفياتي وأعمال عدوانية ميدانية وصولاً إلى إطلاق أبشع حملة اغتيالات ذهب ضحيتها 18 رفيقاً انطوت أسماؤهم على دلالات عميقة وخطرة".

 

ولاحقت الاغتيالات قيادة رجال المقاومة اليسارية اللبنانية، حين اغتيل حسن عبدالله حمدان المعروف باسم مهدي عامل في أحد شوارع بيروت، في الـ18 من مايو (أيار) 1987، وهو في طريقه إلى جامعته، وكتبت صحيفة "النهار" اللبنانية في الـ19 من مايو "في أول حادثة من نوعها منذ دخول القوات السورية إلى بيروت الغربية، اغتال مسلحون قيادياً شيوعياً هو أستاذ الفلسفة في الجامعة اللبنانية الدكتور حسن حمدان، المعروف أيضاً باسم مهدي عامل. واتهمت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي يد العمالة والخيانة".

وأثناء تقبل التعازي بالشهيد مهدي عامل في مركز الحزب الشيوعي في وطى المصيطبة، خاطب رئيس فرع المعلومات في القوات السورية بلبنان آنذاك غازي كنعان، قيادة الحزب قائلاً "هل كان ضرورياً أن تدفعوا هذا الثمن".

واغتيل المفكر العربي واللبناني حسين مروة في منزله بمنطقة الرملة البيضاء (بيروت) في الـ17 من فبراير 1987، وهو على فراش المرض، وقد قارب الـ80 من عمره، على أيدي ثلاثة أشخاص كانوا معروفين (اتهمهم الحزب الشيوعي في أحد بياناته) وكان من بينهم مسؤول مقيم في منطقة الرملة البيضاء حيث كان يسكن مروة، وفقاً لما ذكرت مجلة "الراصد العربي" يناير (كانون الثاني) 2020، وكان سبقهما عضو المكتب السياسي خليل نعوس الذي كان مسؤولاً عن منظمة بيروت في الحزب الشيوعي وعضواً في مكتبه السياسي، وكاتباً في صحيفة "النداء"، حين اغتيل فيما كان متوجهاً من بيته في منطقة المصيطبة إلى مركز الحزب الكائن في وطى المصيطبة في الـ20 من فبراير 1986.

كما خطف القيادي في الحزب آنذاك ابن حارة حريك ميشال واكد في الرابع من ديسمبر عام 1985، من منطقة بئر العبد في الضاحية الجنوبية، على بعد أمتار قليلة من مركز أمني تابع لـ"حزب الله"، ووجد في السادس من فبراير 1986 مقتولاً ومشوهاً على شاطئ السان جورج في عين المريسة. واغتيل رئيس تحرير صحيفة "النداء" آنذاك، عضو المكتب السياسي للحزب، سهيل طويلة في الـ24 من فبراير عام 1986، بعد أن خطف من بيته الذي يقع في المبنى نفسه حيث المستشارية الإيرانية، إثر اشتباك بين الشيوعيين و"حزب الله"، راح ضحيته أربعة عناصر من الأخير. ووجد سهيل طويلة بعد 24 ساعة من خطفه مقتولاً بست رصاصات في رأسه، مشوهاً ومقتلعة عينه، ومرمياً على مكب النورماندي في عين المريسة.

وحول تلك الحقبة، ووفقاً للكاتب مسعود محمد، فإن كريم مروة في الكتاب نفسه "فصول من تجربتي" كتب يقول إن "الهدف من ذلك الصراع معنا، بدعم مباشر من القيادة السورية، كان إبعادنا عن العمل في المقاومة، وإضعاف دورنا في الحرب الأهلية لجعل الصراع فيها طائفياً ومذهبياً بالكامل". ويكمل المفكر مروة وقائع تلك الحقبة ويقول "كان من أبرز الصدمات ما ووجهنا به من رفض مهذب من قبل (حزب الله) للعمل المشترك في المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي بقرار ضمني ومعلن من الوصاية السورية التي كانت قد قررت حصر المقاومة في (حزب الله) دون سواه. جاء ذلك الرفض من خلال ثلاثة لقاءات أجريناها مع ثلاثة أمناء عامين للحزب هم الشيخ صبحي الطفيلي، والسيد عباس الموسوي، والسيد حسن نصر الله".

المزيد من تقارير